مسجد الإجابة


ملف:Al-ejabah.jpg
صورة المسجد
  • مسجد الإجابة : في مكة المكرمة بحي المعابدة بشعبة الأجابة على يسار المتجه إلى منى. ولقد صلى في موضعه الرسول (صلى الله عليه وسلم). بني قبل الثالث الهجري.

معلومات قديمة قبل هدم المسجد وتجديده

المسجد في شعب آل قنفذ، مُتخَرِّب جدًّا، وجدرانه ساقطة إلا القبلي، وفيه حجر مكتوب فيه أنه مسجد الإجابة، وعُمِّرَ في سنة عشرين وسبعمائة، وطول هذا المسجد من الجدار الذي فيه محرابه إلى الجدار المقابل له ثمانية عشر ذراعًا، وعرضه كذلك. المسجد يقع في المدينة المنورة

المصادر

مَوقع مَسجد الإجابة: (مسجد بني معاوية) :

يقع مَسجد الإجابة على بُعد (385) متراً إلى الشمال من (البقيع)، وفي شارع (السّتين)، ولا يَبعد عن المَسجد النّبويّ بعد توسيعه إلاّ (580) متراً فقط.

وهو لبني معاوية بن مالك بن عوف من الأوس ففي صحيح مسلم من حديث عامر بن سعد عن أبيه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل ذات يوم من العالية إذا مر بمسجد بني معاوية دخل فركع ركعتين وصلينا معه ودعا ربه طويلا ثم انصرف إلينا فقال سألت ربي ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة سألته أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها.

ولأبن شبة بسند جيد وهو في الموطأ عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك قال جاءنا عبد الله بن عمر في بني معاوية وهي قرية من قرى الأنصار فقال تدرون أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجدكم هذا فقلت نعم وأشرت له إلى ناحية منه قال تدرون ما الثلاث التي دعا بهن فيه قلت نعم قال فأخبرني قلت دعا أن لا يظهر عليهم عدوّ من غيرهم وأن لا يهلكهم بالسنين فأعطيهما ودا بأن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعها قال صقت فلن يزال لبهرج إلى يوم القيامة.

وعن سعد بن أبي وقاص أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم فمر بمسجد بني معاوية فدخل فركع فيه ركعتين ثم قام فناجى ربه ثم أنصرف قال أبو غسان قال محمد بن طلحة بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في مسجد بني معاوية على يمين المحراب نحوا من ذراعين قلت فيتحرّ ذلك مع الدعاء كما قال ابن النجار وفي هذا المسجد أسطواني قائمة ومحراب مليح وباقية خراب قلت قد رمم بعد وهو شمالي البقيع على يسار السالك إلى العريضي وسط تلول هي آثار قرية بني معاوية وذرعه من المشرق إلى المغرب نحو خمس وعشرين ذراعا ومن القبلة إلى الشام نحو العشرين. [ خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى 1/192 ]

وعَنْ جَبْرِ بن عَتِيكٍ، قَالَ : " سَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي مَسْجِدِ بني مُعَأوِيَةَ ثَلاثًا فَأُعْطِيَ اثْنَتَيْنِ وَمَنَعَهُ وَاحِدَةً، سَأَلَهُ أَنْ لا يُهْلِكَ أُمَّتَهُ جُوعًا وَلا يُظْهِرَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا فَأُعْطِيَهَا، وَسَأَلَهُ أَنْ لا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَمُنِعَهَا ". [ المعجم الكبير 2/268، رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف انظر مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 7/148 حديث 11970 ].

و عن ثوبان قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: " إنّ الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمّتي سيبلغ ما زوي لي منها، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض، وإنّي سألت ربّي لأمّتي أن لا يهلكها بسنة بعامّة، وأن لا يسلّط عليهم عدوّاً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، وإنّ ربّي قال لي: يا محمد إنّي إذا قضيت قضاء فإنّه لا يردّ، وإنّي أعطيتك لأمّتك أن لا أهلكهم بسنة بعامّة، وأن لا أسلط عليهم عدوّاً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، ولو اجتمع من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يسبي بعضاً، وبعضهم يقتل بعضاً ". [ تاريخ الإسلام 1/115 ].

ولقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم فيه فعن عبد الله بن عتيك أنّه قال: جاءنا عبد الله بن عمر في بَني مُعاوية، وهي قرية من قرى الأنصار، فقال: هل تدرون أين صلّى رسول الله من مَسجدكم هذا؟ فقلتُ: نعم، وأشرتُ له إلى ناحية منه. فقال: هل تدري ما الثلاث التي دعا بهنّ فيه؟ فقلتُ: نعم، قال: فأخبرني بهنّ. فقلتُ: دعا بأن لا يظهر عليهم عدوّاً من غيرهم ولا يُهلكهم بالسّنين فأعطاها، ودعا بأن لا يجعل بأسهم بينهم فمَنعنيها. قال: صدقت. قال ابن عمر: فلن يزال الهرج إلى يوم القيامة. [ موطأ مالك، ج1، باب ما جاء في الدّعاء ]

مَسجد الإجابة في التأريخ:

تبيّن من الأحاديث أنّ هذا المَسجد واحد من المساجد التي تمّ بناؤها في حياة النبيّ صلى الله عليه وآله على يَد قبيلة (بَني مُعاوية)، وعند مروره صلى الله عليه وآله بالمَسجد، دَخله وصلّى فيه وهناك دعا ربّه.

وتُفيد المصادر التأريخية كذلك بأنّه، وبعد رَحيل رسول الله صلى الله عليه وآله، ظلّ مَسجد الإجابة ولعدّة قرون كما كان في زَمن الرّسول صلى الله عليه وآله يحمل نَفس الاسم، وهو (الإجابة) و(بَني مُعاوية) وهو ما بقي مَعروفاً به، القرن السابع:

يتبيّن من كلام ابن النجّار (المتوفى سنة 643هـ)، أنّ المسجد المذكور كان قد تعرّض للدّمار في حياته، وتهدّم بعض جوانبه، حيث يقول: ومَسجدان قريبان من البقيع، أحدهما يُعرَف بـ(مَسجد الإجابة)، وفيه اسطوانات قائمة ومحراب مَليح وباقيه خراب، وآخر يُعرَف بـ(مَسجد البَغلة) [أخبار مدينة الرّسول لابن النجار 116].

ويُستفاد من كلام المطريّ (المتوفى سنة 741هـ) أنّه وبعد انقضاء قرن من الزّمان ظلّ المسجد المذكور على حاله من الخراب حتى في حياته هو، بل ولم يأت ذِكر الاسطوانات والمحراب الذين أشار إليهما ابن النجّار الذي عاش قبل المطريّ بقرن، ولم يبقَ من مساكن (بَني مُعاوية) ومنها (مَسجد الإجابة) إلا تلّ من التراب لا غير، «ويُعرَف هذا المسجد بمَسجد الإجابة وهو شماليّ البقيع مع يسار الطريق السالك إلى العُريض وسط تلول، وهي آثار قرية لبَني مُعاوية وهو اليوم خرابآ. [ التعريف بما آنست الهجرة للمطري 47 ]

وقد تكرّرت عبارة (وهو اليوم خراب) حتى أوائل القرن التاسع على لسان المكّيّ)المتوفى سنة 854هـ، فيتبيّن من ذلك بقاء (مَسجد الإجابة) على ما كان عليه من الخراب حتى القرن التاسع.

أمّا السّمهودي (المتوفى سنة 911هـ) فيُشير إلى تعمير المَسجد المذكور وترميمه في أواخر القرن التاسع باسم (مَسجد الإجابة)، حيث قال: "وهو أحد المَسجديْن الذين أشار إليهما ابن النجّار ورآهما في حال الخراب في حياته، لكن لم يبق اليوم أثر للاسطوانات التي كانت موجودة داخل المَسجد والتي ذكرها ابن النجّار في كتابه، إلاّ أنّه تمّ تعمير المَسجد من جديدا "

ويُضيف السمهوديّ قائلاً: " لقد قُمتُ بنفسي بقياس مساحة المَسجد: فمن الشرق إلى جهة الغرب خمساً وعشرين ذراعاً، ومن جهة القبلة إلى جهة الشمال عشرين ذراعاً "

ويذكر العيّاشي : أنّ البناء الخَرِب حالياً يُشير إلى وجود محراب وقبّة في المَسجد المذكور، حتى شملت العناية الإلهية مؤخراً أحوال الساكنين حوله واُعيدَ بناؤه من جديد بما يليق به، حيث يضمّ البناء الجديد منارة جميلة مُشرفة على أطرافه [ المدينة بين الماضي والحاضر للعياشي 114 ].

وقامت وزارة الأوقاف في المملكة العربية السعوديّة قامَت بهَدمه عام (1418هـ) في عهد الملك فهد، وأقامَت مكانه بناءاً جميلاً أوسعَ من ذي قبل وليس هو مسجد المباهلة وإنما هذا من الخطأ الذي لا صحة فيه