محمود عوض
هذه المقالة بحاجة إلى إعادة كتابة باستخدام التنسيق العام لويكيبيديا، مثل استخدام صيغ الويكي، وإضافة روابط. الرجاء إعادة صياغة المقالة بشكل يتماشى مع دليل تنسيق المقالات. بإمكانك إزالة هذه الرسالة بعد عمل التعديلات اللازمة. وسمت هذا المقالة منذ: نوفمبر_2010 |
في ٢٨ ديسمبر ١٩٤٢ ولد محمود عوض، وترتيبه الثالث بين ٦ إخوة في مدينة طلخا بالدقهلية، كان محبا للقراءة منذ الصغر، وكادت تتسبب في رسوبه في دراسته، لولا قطعه عهداً لأبيه بأن يصير تلميذا متفوقا، تلقى برهانه خطابا أرسله كمال الدين حسين، وزير التعليم آنذاك، لوالده يضم شيكا بمبلغ ٢٥ جنيها لابنه المتفوق، سلمه الوالد لـ«محمود» ورحل بعدها بيومين مطمئنا على مصير ابنه.
التحق بكلية الحقوق حتى أقرنها بممارسة هوايته المفضلة للأدب، فالتحق بكتيبة «أخبار اليوم»، وأبلى بلاءً حسناً في الدراسة والصحافة، وبعد تخرجه واجه أول اختبار عملى له عندما رفض العمل بالنيابة العامة مفضلا الاشتغال بالصحافة، فما لبث أن أمضى ٨ أعوام من تخرجه عام ٦٤ حتى أصبح نائبا لرئيس تحرير الأخبار، وهو لم يكمل عامه الثلاثين بعد.
اختاره له إحسان عبد القدوس لقب عندليب الصحافة المصرية مراهنا عليه بأن يكون واحداً من أبرز كتاب الستينيات وظهر ذلك عندما تأخر أنيس منصور عن إرسال مقاله اليومى، الذي ينشر في الصفحة الأخيرة من «أخبار اليوم»، وقرر عبد القدوس - وهو رئيس تحرير المؤسسة العريقة آنذاك - تكليف هذا الصحفى الشاب بكتابة الصفحة الأخيرة وحده، كان عقابا لـ«منصور»، الذي تسبب تأخره المتكرر في عدم إرسال الجريدة للمطبعة في الوقت المحدد، وثقة من إحسان في الشاب الواعد، فكتب مقالا رائعا عن أم كلثوم أثار حفيظة وغيظ الكثيرين من أقرانه، فصار أنيس منصور يرسل مقاله قبل موعده بـ٣ أيام، وأوكل إليه إحسان كتابة صفحة أسبوعية في «أخبار اليوم» بعنوان «شخصيات»، يحاور فيها رموز الفكر والثقافة والسياسة والدين والفن في مصر، بطريقته الخاصة وبشكل لم يعهدوه من قبل.
و عن هذه التجربة يحكى كاتبنا قائلا في كتابه (شخصيات) : " كان إحسان كبيرا في ثقته فنانا في أفكاره رقيقا في لهجته إنه لا يطلب ولكن يقترح لا يفرض ولكن يثير الحماس لا يقرر ولكن يوحى، هذا رجل فنان يريد منك أن تسمو وتكتشف!".
خلال مشواره الفنى اقترب من نجوم الفن والسينما بشكل أثار حوله الكثير من التساؤلات، حتى إن هؤلاء النجوم كانوا يتكالبون عليه ليكتب عنهم، وعندما طلبت أم كلثوم من مصطفى أمين أن يؤلف كتابا عنها، اعتذر ورشح لها عوض الذي لم تتفاءل كوكب الشرق بالعمل معه في البداية، وما إن قرأت كتابه «أم كلثوم التى لا يعرفها أحد» حتى أبدت إعجابا لافتا بهذا الشاب الواعد، الذي استطاع الغوص داخل تفاصيلها. وللتعرف على
أم كلثوم
حكاية رواها هو بنفسه فيما بعد، قال إنه حاول في البداية أن يجرى معها حواراً عبر التليفون، وبعد عدة مكالمات ظفر أخيراً بالحوار المنشود، وقبل أن ينشره سأله إحسان عبد القدوس، رئيس تحرير «أخبار اليوم» في ذلك الوقت: «هل أطلعت أم كلثوم على الحوار قبل نشره؟»، فردّ على الفور: «منذ متى نسمح لأحد بالتدخل في عملنا؟»، غير أن إحسان عاجله بسرعة: «إنها ليست أى أحد، إنها أم كلثوم». وافق عوض على عرض الحوار على أم كلثوم، وعندما زارها في منزلها أبدت اعتراضاً على جملة يفتتح بها مقدمة حواره معها، فغضب وسألها: «من منا يفهم في الغناء أكثر.. أنا أم أنت؟»، ردت أم كلثوم: «أنا طبعاً»، فقال بسرعة: «إذن فالكتابة هى عملى، وأنا أفهمه جيداً، ولن أغير المقدمة». تجاوزت أم كلثوم الموقف، ونشر الحوار بالطريقة التي كتبه بها عوض، ولم يكد الحوار ينشر حتى فاجأته أم كلثوم باتصال هاتفى تخبره فيه أن سعيد فريحة صاحب دار نشر «الصياد» معجب بالحوار، ويطلب نشره في إحدى مطبوعاته، غير أنها أبلغته أن صاحب الحق الوحيد في الموافقة هو محمود عوض، لأنه صاحب الحوار، وليست هي. فهم عوض بالطبع الغرض من المكالمة، وهو أن أم كلثوم تسترضيه، وتحاول أن تعتذر عن موقفها الأول بطريقة «شيك»، وحتى عندما منح كتابه عنها عنوان «أم كلثوم التى لا يعرفها أحد»، وبلغه غضب بعض أقاربها من العنوان، جاء رضاها هي، كنوع من إعلان الاعتراف بكاتب متميز، حتى إن اختلف معه الآخرون.
ثم الف كتابه «عبد الوهاب الذى لا يعرفه أحد» وهذا الكتاب كاد أن يتسبب في فقدان الكاتب القدير محمود عوض لص2داقته مع الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، ولما طلب أقرب الناس إلى قلبه «عبد الحليم حافظ» أن يكتب عنه في حياته، رفض بأدب، والحال نفسها تكررت مع فريد الأطرش، ليعلن للجميع أنه كاتب سياسى، وسوف يتفرغ لهذا المضمار، محتفظا بصداقة واحترام كل من عرفوه ولمسوا الصدق في أقواله وتصرفاته.
خلال فترة عمله في «الأخبار» حقق سبقاً صحفياً كبيراً بكونه الصحفى العربى الوحيد، الذي شهد إصدار قرار الأمم المتحدة الشهير 242 عام ٦٧، ثم حلوله ضيفا على الملك الحسن الثاني أثناء انقلاب «محمد أوفقير» الفاشل، وعرف عنه علاقته الوطيدة برموز الأدب والفكر، أمثال طه حسين، وتوفيق الحكيم، والشيخ أحمد حسن الباقورى، والصداقة التي جمعته بالفنان العالمى «أنتونى كوين»، وضمن تجاربه مع هؤلاء الرموز مؤلفاته التي تجاوزت الـ١٥ كتابا.
بعد منعه من الكتابة في مصر بدأ عوض يكتب لبعض الصحف العربية ذائعة الصيت مثل «الحياة» اللندنية و«القبس» الكويتية و«الرياض» السعودية، حتى ترأس تحرير جريدة «الأحرار» الحزبية عام ١٩٨٦، ونجح في رفع أرقام توزيعها من ٣ آلاف نسخة إلى ١٦٠ ألفاً خلال ٣ أشهر هي عمر هذه التجربة، التي سرعان ما وئدت، إذ لم يحتمل الحزب استقلال عوض عن الحسابات السياسية، ليقرر بعدها أن يفرض عزلة ذاتية على نفسه، بعد أن تمكن منه المرض.
ورفض لتكوين شخصيته ألا يظهر وهو في أفضل حال، وهو ما تحقق بالفعل عندما انضم إلى مجلس نقابة الصحفيين مقدما أنشطة وجوائز لتحفيز الصحفيين الشبان مكونا اللبنة الأولى لهذا الصرح النقابى، رغم استمرار منعه من الكتابة وإصدار إبراهيم سعدة قرارا استثنائيا بإحالته إلى المعاش فور وصوله سن الستين، إذ كانت القاعدة آنذاك مد الخدمة حتى سن ٦٥ عاماً. ورغم هذه الحياة الحافلة، رفض عوض الانضمام إلى أى تيار أو حزب سياسى، لعل آخر هذه المحاولات دعوة الدكتور عزيز صدقى، رئيس الوزراء الأسبق، إياه للانضمام للجبهة الوطنية، ورد على إلحاح صدقى قائلا: «أنتم ناس تودون حكم مصر.. أما أنا فلا أود حتى أن أحكم شارعنا».
من أشهر كتبه أفكار إسرائيلية ممنوع من التداول أفكار ضد الرصاص و عليكم السلام
مصادر خارجية
- وفاة الكاتب المصري محمد عوض عن الجزيرة بتاريخ 30.8.2009
- وفاة الصحفي المصري محمود عوض عن البي بي سي بتاريخ 30.8.2009.