محمد فرحات الزاوي
هذه المقالة بحاجة إلى إعادة كتابة باستخدام التنسيق العام لويكيبيديا، مثل استخدام صيغ الويكي، وإضافة روابط. الرجاء إعادة صياغة المقالة بشكل يتماشى مع دليل تنسيق المقالات. بإمكانك إزالة هذه الرسالة بعد عمل التعديلات اللازمة. وسمت هذا المقالة منذ: أبريل 2010 |
هذه الصفحة ليس لها أو لها القليل فقط من الوصلات إلى الصفحات الأخرى. (وسمت منذ أبريل 2010). بإمكانك تحسين المقالة بإضافة وصلات داخلية فيها إلى المقالات الأخرى. من أجل بعض اقتراحات الوصلات بإمكانك استخدام أداة Can We Link It . |
هذه المقالة يتيمة حيث أن عددًا قليلاً من المقالات أو لا مقالات إطلاقًا تصل إليها. ساعد من فضلك بإضافة وصلات في المقالات ذات العلاقة. |
نسب الشيخ المجاهد محمد فرحات الزاوي
إن نسب الشيخ محمد فرحات وتاريخ ميلاده تؤكدهما وثيقة إيطالية موجهة إلى محكمة الاستنئناف بطرابلس وموجودة بملف عثمان علي القيزاني رقم 28343. وهي بتوقيع مفوض البوليس الإيطالي فنشنزو ساليربو. إذ ورد في هذه الوثيقة: إن محمد فرحات بن محمد يوسف واسم والدته زينوبة بنت محمد عمر، ولد بالزاوية سنة 1856 م.
نشأة الشيخ محمد فرحات وكهولته 1856-1911 م
مولده وتعليمه:
ولد الشيخ محمـد بن محمـد فـرحـات في حـوالـي سـنـة 1856م بالزاوية الغربية، والتي ينتسب داخلها إلى قبيلة أولاد سالمة إحدى قبائل القول أغلية، وكان والده فلاحا، وفـيها تلقى دروسـه العلمية الأولى داخل مساجدها العديدة وزوايـاها متل جامع الولاني، وزاوية بن شعيب التي أتم فيها حفظ القرأن الكـريم مما ساعده ذلك على متابعة دراسته بمدينة طرابـلـس التي وجد فيـها الـفرصة المناسبة لإتمام تعليمه حيث التحق بمدارسها الابتدائية والرشدية، والتي أظهر فيها تفوقاً في دروسه التي كان يتلقاها على ايدي كبار الأساتذة مثل الشيخ محمد كــامــل مصـطـفـى الذي صار فيما بعد مفتي طرابلس الغرب، ومؤلف كتاب الفتاوى الكاملية في الحوادث الطرابلسية سنة 1308هـ (1890م). وكــان من بين زملاء الشـيـخ مـحـمـد فـرحـات في الدراسة لدى الشيخ المذكور كل من : الشيخ عبد الرحمـن البوصيري، والشــيخ أحمد شقرون، والشــيخ أحمد الفساطوي الذين لعبــو دوراً بارزاً في حياة البلاد الفكرية والسياسية.
وأظــهــر الــشـيـخ محمد فــرحــات الذي أشتهر بالزاوي منذ انتقاله من الزاوية إلى طرابلس، رغبة كبيرة في تلقيه لدروسه داخل مدينة طرابلس، مما مكنه ذلك من مواصلة تعليمه في تونس داخل جــامـع الزيتونة، الذي نال منه الشهــادة العــالــيــة في العلوم الدينية سنة 1885م.
ولـــم يرجع الشــيــخ مـحـمـد فـرحات إلى وطنه عقب إتمام دراسته داخــــل جـــامــع الزيتونة بل انتهز فرصة تفوقه في دراسته المذكورة. وحصــوله على منحة دراسية من حكومة الباي في تونس إلى فرنسا فــســافــر إلى بـاريــس مباشرة لاشتياقه الشديد إلى معرفة العلوم العــصريـة في القانون ،واللغة الفرنسية التي كــانت قــد بدأت تجتاح أجزاء هامة في الوطــن العربي متــل الجزائر، وتونس، ومصر، والشـام، وحتى داخل استانبول عــاصـمـة الـدولة العتمانية وســائر مدن وقرى الدولة الأخــرى فإن اللغة الفرنسية كانت اللغة الأوروبية الأولى التي يتم بها تدريس معظم العلوم داخــل مدارس ومعاهد وكليات الدولة العتمانية، وهي كانت مادة دراسية إجبارية للطلبة الدارسين بالمرحلة الابتدائية، والرشدية، والتانوية، والـمـعـاهد المتخصصة الأخــــرى من معلمين، وزراعة، وصناعة، وتجارة.
وفـي بــاريــس تمكًن من الالتحاق بكلية الحقوق التابعة لجامعة السربون الشهيرة من بين الجامعات الفرنسية الأخرى حيت درس بــها خمس سـنوات تـحـصـل بـعـدها على شهادة الحقوق سنة 1892م. وعاد بعدها إلى طرابلس الغرب ليشارك في بناء وطنه الذي كان لايزال خاضعاً لحكم الأتــــراك العتمانيين خضوعا مباشراً،وكانت اللغة التركية هيى اللغة الأولى داخل المحاكم والدواوين الحكومية، أما اللغة الــعــربــيــة لم تعد مقبولة لدى الأتراك العتمانيين داخل المحاكم والسجلات المتعلقة بها، مما دعا الشيخ محمد فرحات إلى أن يقبل على المزيد من التعليم للغة التركية قراءة وكتابة كي تساعده في المرافعات أمام المحاكم أو في كتابة وقراءة التقارير الإدارية، ولم يجد في ذلك صعوبة تذكر بفضل سعى تقافثه وإصراره على تحقيق هذفه، وما كان قد وجده من تشجيع لدى زملائه في القضاء والمحاماة، أولئك الذين كانو هم أيضاً بحاجة إلى دروس في اللغة الفرنسية، فكان الشيخ محمد فرحات خير من يقوم لهم بذلك، وهو ما ساعده إبراز شخصيته من بين زملائه، وبذلك صار رجلاً مؤهلاً يعتمد عليه.
ويصف الصحفي الإنجليزي جــ.أبوت الشيخ محمد فرحات وصفاً يؤكد ما أشرنا إليه بقوله : ((إن المجاهد محمد فرحات من مواطني منطقة الزاوية ،ويتمتع بشعبية كبيرة هناك، وينتمي إلى قبيلة الكراغلة أو القوات الإلزامية التي تنحدر من أصول نتجت من تزاوج الرجال الأتراك بأمهات محليات، والذين استوطنو المناطق الزراعية المحيطة بالمدينة.... وفرحات بك كما ينادونه يناهز الخمسين من العمر وله لحية حمراء، وقد بدأ يدب الشيب إلى شعره وإلى لحيته التي تحول لونها إلى رمادي، وله عينان صغيرتان زرقاوان تدرك منهما ما يتمتع به من بساطة مع ذكاء وفكر تاقب. وإن كل خط وتجعيدة من تجاعيد وجهه العابس وملامحه الخشنة بل وكل نبرة من نبرات صوته الغليظ يوحي لنا أننا أمام شخصية فذة ومجاهد متمسك بمبادئه ومصمم على الكفاح إلى النهاية، وهو فخور بوطنه ويؤمن بعدالة قضيته كما يؤمن_ دون أدنى شك_ أن مشيئته هي مشيئة الله وان الله هو ولي المجاهدين المؤمنين. ويضيف أبوت المذكور في وصفه الصادق للشيخ محمد فرحات أو محمد فرحات بك كما كان يناديه الجميع تعظيماً وتقديراً لمكانته الاجتماعية والعلمية والقيادية بينهم بقوله: ((وبرغم أن مظهره الخارجي لا يوحي بشيء مميز فإن هذا البطل يتمتع بتقافة عالية، ولديه معلومات عامة وفيرة فقد بدأ دراسته الأولية بطرابلس تم ذهب إلى تونس أستمر في الدراسة هناك باللغة العربية ،تم سافر إلى فرنسا ودرس خمس سنوات اللغة الفرنسية والقانون. وبعد عودته لأرض الوطن عُين قاضياً لفترة من الزمن ،تم قائمقام منطقة الشاطئ بفزان، ولكن برغم أنه موظف حكومة فقد عرف منه التحرر والتجديد في أرائه وأفكاره))
عمله في فزان 1904-1908 م:
ومن أبرز الأعمال التي تقلًدها الشيخ محمد فرحات عقب عودته إلى أرض وطنه من باريس بعد رحلة علمية طويلة دامت حتى سنة 1892م، هي أعمال المحاماة، والقضاء بداخل مدينة طرابلس الغرب، والمناطق المجاورة لها متل: يفرن، والخمس والتي نقل منها إلى مصراتة كي يؤسس النواة الأولى للسجل العقاري بها تنفيداً لقانون الأراضي الصادر في سنة 1858م باستانبول، وهو ما تؤكده عدة وثائق ما زالت محفوظة بدار المحفوظات التاريخية بطرابلس، والتي تشير إلى صدور قانون الطابو العثماني في سنة 1959م، وما أعقبه من صدور عدة لوائح، وتشريعات لتسهيل عملية تسجيل الأراضي للمواطنين بداية من 24 مارس 1873م غير أن عملية التسجيل للسندات التي تعطى من طرف الطابو بم يقبل عليها المواطنون مما أخر تنفيد القانون المذكور حتى سنة 1902م، وهو ما دعا للسلطات العثمانية إلى اختيار الشيخ محمد فرحات ليتولى إدارة السجل العقاري بمصراتة في التاريخ المذكور حيث استطاع بفضل خبرته الواسعة في القانون أن يضع أسساً متينة وتابتة كانت من دعائم نجاح السجل العقاري بمصراتة المتميزة بأراضيها الزراعية الواسعة وكترة سكانها إذا ما قيست بمناطق البلاد الأخرى.
ومن مصراتة انتقل الشيخ محمد فرحات في سنة 1904م إلى الشاطئ بفزان حيث عين قائمقاماً وكان أتناء عمله الجديد متالاً للمسؤول المحب للجميع من الناس دون تميز منه بين غني وفقير، أو بين عالم وجاهل، الكل لديه سواسية تحت القانون، وكما وصفه جـ أبوت بأنه كان موظف حكومة عرف عنه التحرر والتجديد في أرائه وأفكاره، وكان يرفض سائر اللوائح والقوانين التركية العثمانية التي تتعرض ومصلحة المواطنين بوادى الشاطئ.
انتخابه عضواً في مجلس ((المبعوثان)) العثماني 1908م:
وعلى إثر ما تم الإعلان عنه في استانبول في شهر يوليو 1908م فيما يتعلق بإعادة الدستور الصادر سنة 1876م، وما تبع ذلك من إجراء انتخابات بأنحاء الدولة العثمانية فإن ولاية طرابلس الغرب قد أجريت بداخلها عملية واسعة لاختيار ثمانية أعضاء كان الشيخ محمد فرحات من بينهم نائباً عن مثصرفية طرابلس مع الصادق بالحاج ومحمود ناجي.
وفي استانبول عمل الشيخ محمد فرحات بكل جد مع زملائه أعضاء مجلس ((المبعوثان)) من الليبيين من اجل النهوض بوطنهم الذي كان يشهد تخلفاً عاماً شمل جوانب الحياة المختلفة من اجتماعية، واقتصادية وثقافية حيث كانت ليبيا تتعرض بشكل واضح للعيان لمطامع الطليان وتغلغلها السلمي كافتتاح بعض المدارس بمدينة طرابلس والخمس وبنغازي ودرنة لنشر ثقافتها الاستعمارية إلى جانب فتح عدة فروع للمصارف الإيطالية في بعض المدن الليبية مثل طرابلس، وبنغازي، وتسيير عدة خطوط بحرية كانت تربط بين المدن الليبية والإيطالية مثل مصراتة ،وبنغازي، ودرنة ،وطبرق، وطرابلس مع مـالطا والإسكندرية ونابولي وروما، وشراء الأراضي، والمباني العقارية في بنغازي وطرابلس، وتأسيس عدة شركات إيطالية لتمارس نشاطها التجاري في ليبيا مثل طحن الحبوب وعصر الزيتون بمسلاتة، وصناعة الورق، وكبس الحلفاء، وصناعة الصابون، وصناعة الإسفنج، وتربية الماشية، والتنقيب على المعادن كالكبريت في منطقة سرت، والسعي على الحصول على موافقة الدول الأوروبية لاستعمارها المقبل كألمانيا، والنمسا، والمجر، وبريطانيا ،وروسيا القيصرية، وفرنسا.
وتؤكد معظم محاضر مجلس ((المبعوثان)) العثماني بإستانبول خلال دورته الأولى 1908-1912 م أن الشيخ محمد فرحات كان يتقد حماساً ونشاطاً. داخل المجلس المذكور، ولذا فإنه من الصعب أن نعثر على مذكرة كانت مقدمة باسم أعضاء ولاية طرابلس الغرب بمجلس ((المبعوثان)) إلى الحكومة التركية (الباب العالي) دون الإشارة إلى اسمه مثل المذكرة المقدمة إلى رئاسة مجلس ((المبعوثان)) بتاريخ 18 مايو 1911 باسم كل من الشيخ محمد فرحات، جامي، والصادق بالحاج، ومحمود ناجي، والمتعلقة بتخصيص مبلغ 110.000 قرش لأجل إحصاء نفوس سكان لواء فزان حتى يتم فرض الخدمة العسكرية الإلزامية على الشباب ما بين سن عشرين سنة وخمس وعشرين سنة، وقد وافق مجلس ((المبعوثان)) على طلب المذكورين، وطالب من وزارة المالية، ووزارة الداخلية تنفيد ذلك بأسرع وقت مثل ما كان قد ثم في ألوية : الجبل، والخمس، وبنغازي، وطرابلس.
ولم يكتف الشيخ محمد فرحات مما كان يقوم به من دور بارز مع الأعضاء الأخرىن الليبيين داخل مجلس ((المبعوثان)) العثماني في التنبيه المستمر للدولة العثمانية من الأخطار التي كانت تخطط لها إيطاليا ضد ولاية طرابلس الغرب فإنه كان قد أنذر مراراَ والي طرابلس الغرب، والباب العالي، وأوضح لهما التحركات الإيطالية المشبوهة والتي كانت تقوم بها حكومة روما قبيل الغزو، وكشف العملاء الذين كانو يساعدون الإيطاليين من الداخل، وقدم إلى جانب ذلك عدة مطالب إلى السلطات العثمانية، كان أهمها دعم القوات العسكرية التركية الموجودة في ليبيا وهو ما يؤكده مقالة المنشور بصحيفة الترقي الصادرة في طرابلس بتاريخ 16 من محرم 1315 هــ الموافق شهر يونيو 1897 م الذي يفتخر فيه بأمجاد الأمة العربية عبر التاريخ مؤكداً فيه أن العرب سوف لن ينخدعو بأباطيل المفسدين.ومما جاء في المقال المشار إليه ما يلي: إننا أشد العرب محافظة على المجد الذي شيد أركانه أباؤنا الأقدمون.. لم يؤثر فينا كما أثر في غيرنا تقادم العهود، واختلاف طبقات الأمم المختلفة المتنازعة المتباينة الأغراض والطبائع. لم تبدل صفتنا طوارق الحدثيين، ولم تثن من عزائمنا تقلبات أنباء الزمان.. مطهرة قلوبنا من النفاق والشقاق. لا تعمل فينا الوساوس ولا نصغى لواش، ولا نسمع لنابس ولا ننخدع بأباطيل المفسدين.. كنا ولم نزل شم الأنوف.. أبية نفوسنا.. أشداء على الأعداء رحماء بيننا. نوفي بالعهد.. أذكياء.. أسخياء.. لا نمل الشظف إبان مقتضياته.. ولا نركن للترف في غير ساعاته.