محمد عمر سیف‌الله القتالي

محمد عمر سیف‌ الله القتالي:(578 - 677 هـ) هو: ( أبوالفضل سید محمد عمر سیف الله بن سید أبوالقاسم آلقتال )، الملقب بـ(شاه سيف الله القتال)، من اولياء الله الصالحين. ولد في قرية ام عبيدة من توابع بغداد ايام الخلافة العباسية، هاجر في صباء بمعية والده السيد نعيم الدين إلى مكة ثم إلى المدينة المنورة. وفي الخمسين من عمره غادر المدينة المنورة وعاد إلى بغداد عاصمة الخلافة العباسية آنذاك، وبعد أن مكث فيها مدة وتعرف على علمائها وأهل العلم والحديث والمشاهير العرب والعجم، من أهل السنة والجماعة واختار الطريقة القادرية منهجاً له. تلقى دعوة من علماء فارس، وكان على رأسهم الشاعر والعالم:الشيخ شرف الدين مصلح بن عبد الله الشافعي المعروف بــ(سعدي شيرازى)، فقرر أن يتوجه بكل عائلته وأمواله وأولاده وأتباعه إلى فارس، داعياً إلى الله وهادياً الناس هناك، واستعان بالسفن الشراعية التي نقلته إلى بندر معروف لدى عرب الهولة وأهل البحر وهو بندر نخيلوه، ويقع في جنوب إيران اليوم والذي كان جزءاً مهماً في تاريخ العرب في تلك البقعة. وقد استقبلته الناس بالترحيب لما سمعوا عنه من الزهد والعلم، وبدأ يدعوا الناس للعلم والمحبة والاخاء وأعمال الخير والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله، على طريق السلف الصالح. وقدم أعمال جليلة للسكان هناك، وكثر تلاميذه واتباعه، ويروى البعض انه وصل إلى (بر فارس) في زمن حاكمها أتابك سعد بن أبى بكر بن سعد بن زنكى، ويقال انه غادر بغداد بعد اجتياح المغول لها عام 656 للهجرة ،وقتل الخليفة العباسي المعتصم بالله، وذلك يقول الشاعر الشيخ سعدي شيرازى:

حبست بجفني المدامع لاتجري فلما طغى الماء استطال على السكرِ
نسيم صبا بغداد خرابها تمنيت لو كانت تمر على قبري
لأن هلاك النفس عند أولى النهى أحب له من عيش منقبض الصدرِ
لزمت اصطباراً حيث كنت مفارقاً وهذا الفراق لايعالج بالصبرِ
زجرت طبيباً حبس نبضي مداوياً اليك فما شكواي من مرض تبري
تسائلني عما جرى يوم حصرهم وذلك مما ليس يدخل في الحصرِ
أديرت كؤوس الموت حتى كأنه رؤوس الأساري ترجحن من السكرِ
لقد ثكلت أم القرى والكعبة مدامع في الميزاب تسكب في الحجرِ
بكت جدر المستنصرية ندبةً على العلماء الراسخين ذوي الحجرِ
نوائب الدهر ليتني مت قبلها ولم ارعدو أن السفيه على الحبرِ
محابر تبكي بعدهم بسوادها وبعض قلوب الناس احلك من خبرِ
لحي الله من يسدي اليه بنعمةٍ وعند هجوم الناس يألف بالغدرِ
مررت بصم الراسيات أجوبه كخنساء من فرط البكاء على الصخرِ
أيا ناصحي بالصبر دعني وزفرتي اموضع صبر والكبود على الجمر
تهدم شخصي من مداومة البكاء وينهدم الحرف والدوارس بالمخر
وقفت بعبادان ارقب دجلة كمثل دم قان يسيل إلى البحر
وفائض دمعي مصيبة واسط يزيد على مد البحيرة والجزر

وكان مقر الحكم مدينة شيراز في ذلك الزمان، وكان العرب يسمون شيراز بـ(بوان). وبعد ذلك صار أتباع الشيخ سيف اللله القتال ينشرون تعاليم الإسلام على قبائل فارس التي كانت تعيش معظمها في الخيام كبدو رحل، وكان كثير منهم يدين بغير الإسلام مثل الزرادشت، والمسيحين واليهود، وكثير منهم دخل الإسلام على يد تلاميذ الشيخ.

انتقال سيف الله القتال إلى آستاس

انتقل الشيخ سيف الله القتال إلى قرية آستاس في منطقة تسمى « دشتوى باغور » والتي كانت تعرف بـ(صحراء الراشدية) آنذاك. سميت قرية آستاس فيما بعد بــ(عمادده)، وتعني « أعمدة القرى » أي سيدة القرى، وتقع في منطقة صحراوية لكنها دائمة الخضرة وتسمى صحراء باغ. وقد توفى الشيخ سيف الله القتال سنة (677) للهجرة بعد عمر جاوز التسعين عاماً. وقام بعض الجهلاء ببناء ضريح فوق قبره وللأسف قام بعض تلاميذه بانتهاج فكر المتصوفة وعمل للطريق والبدع بعده ليضلوا الناس عن الحق والصراط المستقيم. وكذلك بنوا الأضرحة على قبور أبناؤ وأحفاده أيضاً في ما بعد. ونتشر في المنطقة بعض البدع والخرافات، بل بعض الشركيات أحياناً، وخاصة في منطقة الجنوب، وذلك لتأثيرهم بعادات من جاروهم من الشيعة، لأن الشيعة يعظمون القبور والأضرحة. فمن هذه البدع والخرافات التوسل بقبور الأولياء والصالحين في المنطقة، وبناء القباب والمزارات عليهم، با والنذور لهم، والذبح واطعام الطعام عند قبورهم، كما يقومون بالاستشفاء من الأمراض المعضلة بالتواسل اليهم وتقديم النذور لهم. ومن هذه المزارات منتشرة في منطقة الجنوب وتعد لالمئات، وفي السابق كلنوا يقومون بتقديس بعض الأشجار لنسبتها إلى ((پير)) أي الولي، وهم يتوسلون بها للاستشفاء من الأمراض عندها، والتبرك بالطين الذي تحت جذروها. وفي ذلك يقول الشاعر حمد البغدادي:

فأبدأ بحمدالله غفاراً لخطائي هو الرب هو الرحمن هو رجائي
وأثني بالصلاة على محمدٍ أناشدك يا حبيب الله في دعائي
قم يارسول الله الحق وانظر أمةً تركتها على المحجة البيضاء
كيف بنوا فوق القبور نواصباً زينوها ذهباً وفضةً بطلاء
أنت الذي قلت الحقيقة معلناً رحم الله قبراً بالتراب سواء
جعلوا القبور وسائط يرجون بها نصراً من البارى الجليل عطاء
وانظر إلى الزوار كيف سعوا إليها يرجون منها حاجة وشفاء
قد قربوا القربان تحت ظلالها لينالوا منها محبة ورضاء
نفقوا أموالاً في غير حقه ما يملكون تبرعاً وسخاء
أمر مناف للمبادئ كلها كتب السماء وشرائح السمحاء
يا أمة الإسلام جدوا واطلبوا الحاجات من رب العرش والسماء
وحدوا الله وادعوه وحده لاتسألوا الموتى بلوغ رجاء
لاتسمع الموتى لقولكم ودعائكم فقدوا الحواس ولايفيدكم النداء
لايقبل الموتى دعاء وساطة لاحاجة بين الرب وعبده للوسطاء
هو عالم السر الضمير إذا جرى طي الصدور جهره وخفاء
أئمة الإسلام هذا فاعلموا واخشوا عواقب فتنةً وبلاء
صدوا بأمر الله كل مخرب قد قام باسم الدين فعل غباء
ندعوا اله العرش يحفظ ديننا ويزيل عنه عوامل الفوضاء

نسب محمد سيف الله القتال

محمد عمر شاه سيف الله القتال بن السيد فخر الدين معلى بن السيد نعيم الدين برقان بن السيد علي بن السيد حسين بن السيد مهدي بن السيد أبو القاسم محمد بن السيد القاسم بن السيد الحسين بن السيد أحمد بن السيد موسى بن السيد إبراهيم المرتضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي بن کلاب بن مرة بن کعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن نضر بن کنانه بن خزیمه بن مدرکه بن الیاس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان القتالي الهاشمي القرشي.

وفاة السيد محمد عمر

توفي السيد محمد عمر في يوم الاثنين من شهر ذي الحجة عام 677هـ الموافق 1278م وهو يناهز ال99 عاما في عمادده وانتشر ابنائه واحفاده في منطقة بستك وكوخرد والجزر ودول الخليج العربي ومن ابنائه.

وهذا يعني انه توفي في ما يسمى اليوم إيران

  1. سيد فضل الله (مدفون في قرية نخليو) إيران
  2. سيد إسماعيل (مدفون في قرية رستاق) إيران
  3. سيد جلال الدين أحمد (مدفون في قرية أهل) إيران
  4. سيد رجب (مدفون في قرية كهره) إيران
  5. سيد معلى (مدفون في قرية عمادده) إيران
  6. سيد سالم (مدفون في بناروية) إيران
  7. سيد راجو (مدفون في حيدر آباد) الهند
  8. سيد شاه غيب إيران
  9. سيد برقان (مدفون في منطقة الخت في إمارة رأس الخيمة) الإمارات العربية المتحدة
  10. سيد سليمان (مدفون في بغداد) العراق
  11. سيد مسرور (مدفون في يزد) إيران
  12. سيد فخر الدين كامل (مدفون في قرية كال) إيران و99% من القتاليين من ذريته.
  13. سيد نعيم
  14. سيد جودر (مدفون في طارم)
  15. سيد جري (مدفون في خراسان) إيران

المصادر

  • الكوخردى، محمد، بن يوسف، (كُوخِرد حَاضِرَة اِسلامِيةَ عَلي ضِفافِ نَهر مِهران Kookherd, an Islamic District on the bank of Mehran River) الطبعة الثالثة ،دبى: سنة 199۷ للميلاد.
  • محمدیان، محمد. به یاد کوخرد ج1. چاپ أول، دبی: سال انتشار 2001 میلادی.
  • محمدیان، کوخردی، محمد. به یاد کوخرد ج2. چاپ أول، دبی: سال انتشار 2003 میلادی.

أنظر أيضاً

وصلات خارجية

مشاهير بستك محافظة هرمزگان

الشيخ عبدالرحمن الكبيرالعقيد شيخ عبدالنور العباسياحمد خان الكبير العباسيأحمد بن شيخ حسن المدنياحمد حبيبياحمد فرامرزيمحمد صالح مباشرإسماعيل خانالحاج ملا مصطفى العالمملا محمد علي الكوخرديالشيخ مصطفى بن عبدالطيف العباسي القرشيالحاج ملا محمد شريف آل شاكرالحاج ملا مصطفى العالمالدكتور جعفر محمد جعفر آل جعفرالحاج يوسف بن جعفرالحاج ملا إسماعيلالحاج ملا عبدالواحد بن ملا إسماعيلحسن فرامرزيحاجی جعفر گپ آل جعفرسيد زينل القتاليسید کامل پیر القتاليسيد عمادسيد فاضل قتاليسيد صالح قتاليسيد قطب الدين شيداشيخ محمدنور المدنيالشيخ عبدالله نقشبنديشمد لاوريشريفيشيخ حسن المدنيشيخ أحمد بن شيخ حسن المدنيشيخ مصطفى بن شيخ حسن المدنيشيخ راشد بن شيخ مصطفى المدنيشيخ أحمد بن شيخ راشد المدنيشيخ راشد الثاني بن شيخ محمد المدنيشيخ حسن الثاني بن شيخ محمد المدنيشيخ عبدالله بن شيخ راشد الثاني المدنيشيخ محمد بن شيخ عبدالله المدنيشيخ أحمدنور بن شيخ محمد المدنيشيخ عبدالسلام خنجيشيخ محمد سعيد العباسيشيخ محمد بن عبدالقادر العباسيشيخ عبدالرزاق آلمشايخىشيخ عبدالنور شيخ محمد شيخ عبدالنورشيخ محمد شريفشيخ عبدالرحمن المفتيعبدالقادر البستكي العباسيعبدالله دهباشی کریمعبدالرحمن فرامرزيمجرم بستكيغيرت بستكيفايز بستكيمحمد رفيع خان العباسيمصطفى خان العباسيمحمد تقي خان العباسيمحمد رضا خان العباسيمحمد عمر سیف‌الله القتاليمحمدنور ملا أحمدمحمود عبدالعزيز كدخدامحمد عليشاهمحمد احمد آل شاكرملا محمد سعداملا محمد ناميملاي اربابملا محمد عبدالله محمد عابدين كوخرديمحيامعروفماه سندمصطفى خان العباسيهادي خان العباسيمحمد أعظم خان البستكي العباسيهمت بستكيعبدالواحد راستيجلودار مهرانقاضي كوخرد