محمد عبيد


الأميرالاى محمد عبيد

مواليد محافظة الغربية مركز كفر الزيات لعب أهم الأدوار في الثورة العرابية وأنقذ قادته من غدر عثمان رفقي الذي استدعاهم لديوان الحربية بعد أن قدموا عريضة يطلبون فيها من رياض باشا "رئيس الوزراء في ذلك الوقت" أن يرفع عنهم اضطهاد عثمان رفقي وزير الحربية الشركسي الذي يتعصب للشراكسة ويرقيهم إلى رتب الضباط ويمنحهم النياشين بينما يحرم الضباط المصريين من حقهم في الترقي وتولي القيادة ويحيلهم إلى التقاعد قبل السن القانونية رغم أنهم يؤدون واجبهم في تفاني وإخلاص يفوق اقرانهم الشراكسة وحين تسرب خبر أعتقال أحمد عرابى وعبد العال حلمي وعلي فهمي وعرضهم على محاكمة صورية في اليوم نفسه ثارت ثائة محمد عبيد وانبرى من بين الضباط يجمع جنوده ويخطب فيهم ليثير نخوتهم ووطنيتهم.وتحرك بهم من قشلان الحرس في عابدين بعد أن اعتقل القائد الشركسي الذي أراد أعاقته ولأنه جسور وذو عزيمة وبصيرة رفض الأستجابة لطلب الخديوي نفسه الذي أرسل الفريق راشد حسني يدعوه للقائه وبعد إحكام سيطرته على قشلاقات قصر النيل أقتحم المحكمة وأطلق سراح قادته وهرب وزير الحربية من أحد النوافذ وأختبأ في أحد المخازن خوفا من أن يفتك به محمد عبيد وأقترح على قادته التحرك بهذا الحشد من الضباط والجنود إلى قصر الخديوي توفيق للمطالبة بعزل رفقي والأستجابة لمطالبهم في مشهد مهيب سجله التاريخ بماء الذهب.


وقد رضخ الخديو بالفعل لجميع مطالبهم وفي معركة التل الكبير كان له رأي مسبق لمقاومة الإنجليز لم يأخذ به أحمد عرابي الذي لو كان أخذ برأي محمد عبيد لما تمكن الإنجليز من تحقيق أى نصر على الجيش المصري ورغم سزاجة عرابى وأنطلاء خدعة على يوسف خنفس عليه, فإن محمد عبيد حارب ببسالة منقطعة النظير حتى سقط قتيلا في ساحة الواجب ملتزما بشرف الجندية وحق الوطن حتى الرمق الآخير، وكان أخر من أستمروا في المقاومة معطيا القدوة والمثل للأجيال من بعده.

هذا وقد سجل التاريخ بأن البطل / محمد عبيد كان شخصا قوى الشكيمة، ذو رأى وشخصية قيادية، كما انه كان متحمسا ووطنيا إلى أقصى درجة.. وكثيرا ما كان يحمس ويحفز زملائه لاستمرار الكفاح والنضال ضد العدو المحتل الانجليزى لبلده وقتها، وهو من ثارت ثائرته يوم اعتقال "أحمد عرابى وعلى فهمى وعبد العال حلمى" في ثكنات قصر النيل وحررهم هو بسرية صغيرة مان هو قائدها المظفر.. ويومها اندفع "أحمد عرابى" من محبسه معانقا بطلنا "محمد عبيد" قائلا له : (أنقذتنا يا محمد يا بطل)

ومع نهاية قصته البطولية، ظل "محمد عبيد" يطلق طلقات مدفعه في معركة "التل الكبير" والتي هزم فيها الجيش المصري بقيادة"عرابى" لخيانة الاعراب له... إلا أن "عبيد" لم يستسلم وظل يطلق طلقات مدفعه حتى فرغت منه، وانطلق بسيفه إلى قلب المعركة إلى أن أطلقت عليه دانة أطاحت بذراعه، ولكنه واصل العراك إلى أن أجهزت عليه طلقة أخرى، اطاحت بجسده الطاهر لتروى دماؤه أرض "مصر" التي عشقها وغادر الدنيا بطلا شهيدا ليحمل التاريخ اسمه بحروف من نور.... وذكر الضابط الانجليزى الذي سلم متعلقاته فيما بعد، انه ظل متابعا لهذا البطل الأسطورى بتعجب من اصراره وقوة عزيمته في الاستمرار في معركة انتهت بالفعل، وظل يراقبه وهو ينزف ويقاتل إلى أن سقط شهيدا.. وتوجه إلى بقايا جسده وألقى التحية العسكرية عليه احتراما، ثم احتفظ بسيفه وبقايا بذلته العسكرية إلى أن سلمها فيم بعد.

وككل الأبطال، قامت قوات الاحتلال وقتها بالاستيلاء على كل ممتلكاته وشردت جزءا كبيرا من أهله قاصدة القضاء على أسطورته واسمه، وقد رضخ الخديو بالفعل لجميع مطالبهم وفي معركة التل الكبير كان له رأي مسبق لمقاومة الإنجليز لم يأخذ به أحمد عرابي الذي لو كان أخذ برأي محمد عبيد لما تمكن الإنجليز من تحقيق أى نصر على الجيش المصري ورغم سزاجة عرابى وأنطلاء خدعة على يوسف خنفس عليه, فإن محمد عبيد حارب ببسالة منقطعة النظير حتى سقط شهيدا في ساحة الواجب ملتزما بشرف الجندية وحق الوطن حتى الرمق الآخير، وكان أخر من أستمروا في المقاومة معطيا القدوة والمثل للأجيال من بعده.