محمد الحسيني الروحاني


السيد محمد الحسيني الروحاني (1336 هـ - 1418 هـ)

اسمه ونسبه وولادته

السيّد محمّد بن السيّد محمود بن السيّد صادق الحسيني الروحاني القمّي. ولد السيد الروحاني سنة 1336 هـ.

دراسته وتدريسه

تتلمذ عند عبد الهادي الشيرازي، ومحمد رضا آل ياسين، ومحمد حسين الكمباني، وأبو الحسن الأصفهاني، والشيخ كاظم الشيرازي، كما لازم أبحاث أبو القاسم الموسوي الخوئي، ثمّ أقام في مدينة النجف عدّة سنين، وكانت له فيها حلقات تدريس يحضرها لفيف من رجال الدين، ثمّ غادرها إلى مدينة قم، وواصل فيها التدريس وتربية الطلاّب، ومن أبرز تلامذته محمد باقر الصدر مؤسس «حزب الدعوة الإسلامية»، وعبد الصاحب الحكيم، وبشير حسين النجفي.

مرجعيته

تصدَّى للمرجعية بعد وفاة السيّد أبي القاسم الخوئي، ورجع إليه في التقليد طوائف متعدِّدة من المؤمنين. مؤلفاته : نذكر منها ما يلي: 1ـ تعليقات في الفقه والأصول. 2ـ حاشية المكاسب. 3ـ رسالة في القِبلة. 4ـ شرح العروة الوثقى. 5ـ قاعدة لا ضَرَر ولا ضِرار. 6ـ مجموعة من القواعد الفقهية. 7ـ منهاج الصالحين. 8ـ المسائل المنتخبة. 9ـ مناسك الحج.

وفاته

انتقل السيّد الروحاني إلى جوار ربه سنة 1418 هـ بمدينة قم، ودفن ببيته في مدينة قم.

ولادته

ولد السيّد محمّد الروحاني قدس سره في مدينة قم المقدسة عام 1338 هـ لعائلة كريمة عرفت بالعلم والتميز على صعيد الزعامة الدينية، فقد كان والده السيّد محمود من العلماء الأجلاء والذين شاركوا في تأسيس الحوزة العملية في قم المقدسة، وجده السيّد صادق الروحاني من فحول العلماء وكبار المجتهدين.

دراسته وأساتذته

عرف بالنبوغ منذ نعومة أظافره، فبدأ بدراسة المقدمات في قم المقدسة وقسماً من السطوح لدى فضلاءها، ثم هاجر إلى كربلاء المقدسة سنة 1355 هـ فأكمل السطح العالي لدى آية الله العظمى السيد محمد هادي الحسيني الميلاني قدس سره، بعد ذلك انتقل إلى مقصد وفاد العلم النجف الأشرف فحضر بحث الخارج لدى عظماء محققي الشيعة وكبار علماء الشريعة أمثال: آية الله العظمى السيد أبو الحسن الإصفهاني، آية الله العظمى الشيخ محمد حسين الإصفهاني الكمباني، آية الله العظمى الشيخ محمد رضا آل ياسين، آية الله العظمى الشيخ محمد كاظم الشرازي، كما لازم أبحاث آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي سبع سنين ثم انتقل إلى مدينة قم المقدسة سنة 1397هـ وواصل التدريس هناك.

تدريسه وتلامذته

تميز بحثه الشريف بالدقة الفائقة والتجديد العلمي في حقلي الفقه والأصول، فكان بحثه محط أنظار الفضلاء المتميزين، لذا تخرج على يديه الشريفتين عشرات المجتهدين والفضلاء، نذكر منهم: آية الله السيد محمد باقر الصدر، آية الله السيد عبد الصاحب الحكيم، آية الله الشيخ بشير النجفي، آية الله السيد علي مكي العاملي، آية الله الشيخ محمد مهدي شمس الدين، آية الله الشيخ مسلم الداوري، آية الله السيد حسين الشاهرودي وغيرهم.

مكانته العلمية

المعروف عن آية الله العظمى الشيخ الكمباني (أستاذ السيد الروحاني)أنه لا يعيد كلامه فضلاً أن يعيد درساً كاملاً، لكنه(قدس سره) قد أعاد درساً كاملاً للسيد الروحاني نتيجة تغيبه في أحد الأيام، وذلك لما وجده في تلميذه من نبوغ وذكاء. كما كان السيد الروحاني الساعد الأيمن لمرجعية السيد الخوئي قدس سره وقد كتب السيد الخوئي تعليقته على العروة بمساعدة السيد الروحاني، كما طلب منه السيد الخوئي أن يتسلم إدارة الحوزة العلمية بالنجف الأشرف.

قال آية الله الشيخ بشير النجفي دام ظله متحدثاً عن أستاذه(كنت أعرف من سيرته أنه يتأذى لأذية أي شيعي، ويتألم على ما وصلت إليه حالة المسلمين من التشتت والتنافر، كما وجدته لا يطمع فيه من لا حريجة له في الدين، وكان سيفاً مشهوراً في وجه كل منحرف، فرضوان الله عليه يوم ولد وأيام عاش ويوم قبضه الله ويوم يبعث حياً، ذلك هو السيد الجليل محمد الروحاني طاب ثراه).

مرجعيته

تصدَّى للمرجعية بعد وفاة السيّد أبي القاسم الخوئي، ورجع إليه في التقليد طوائف متعدِّدة من المؤمنين.

مؤلفاته

نذكر منها ما يلي : منتقى الأصول 7 مجلدات تقرير آية الله السيد عبد الصاحب الحكيم ـ المرتقى إلى الفقه الأرقى- تعليقات متفرقة في الفقه والأصول.ـ حاشية المكاسب.ـ رسالة في القِبلة.ـ شرح العروة الوثقى.ـ قاعدة لا ضَرَر ولا ضِرار.ـ مجموعة من القواعد الفقهية.ـ كما قرر تلامذته عشرات التقريرات لبحوثه.

قالوا فيه

يقول اية الله العظمى الشيخ بشير حسين النجفي (عهدي بالمرحوم المرجع والتلميذ المدلل للعبقري الأوحد الشيخ محمد حسين الأصفهاني به سيداً جليلاً تقياً ورعاً مدققاً يأخذ المطالب من حيث ينبغي ويشرح النظريات كما تقتضي الحوزة النجفية أم الحوزات في العالم، وسيدة المراكز العلمية لاحتمائها وانتمائها إلى سيد الأوصياء باب مدينة علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأما كونه كان مدللاً لدى الشيخ المرجع العظيم، والمفكر الأعظم محمد حسين الاصفهاني، فلأجل ما كان يلمس فيه أستاذه من علائم النبوغ والذكاء المفرط والإخلاص حد التفاني، فسلام الله عليهما جميعاً ورحمته وبركاته، وعلى جميع علماء الدين المخلصين مثلهما.)

يقول سماحة الشيخ عبد النبي الكجوري (مشهد المقدسه) (وكان من المتوقع لمثل هذه القدرات العاليه ان تبرز وبشكل سريع، إذ بعد مرور فترة وجيزه التف حوله جماعه من فضلاء وطلاب الحوزه العلميه في النجف الاشرف، وطلبو منه تدريس بحث الخارج فقهاً واصولاً. وبعد اصرارا شديد منهم بدأ بتدريسه لهم، وعمره آنذاك لم يتجاوز الثلاثين سنه، وهذا لم يكن متعارفأ في النجف الاشرف في ذلك الوقت، مما لفت انتباه الحوزه العلميه بما فيها المدرسين والعلماء والاكابر من المحققين العظماء. (المرجعيه العليا ص 33)

يقول اية الله الشيخ محمد سند (كان بجانب دقة نظره جريء في التنقيب عن جذور النظريات ومتابعتها واكتشاف بنى نظريات جديدة أخرى وكان صيرفياً صناعياً في الاصول والفقه، اي في صناعة الاصول وصناعة الفقه بمهارة فائقة جداً.

قال عنه الدكتور محمد هادي الأميني في كتابه معجم رجال الفكر والأدب في النجف الأشرف في ألف عام: (.... فقيه أصولي جليل، ومجتهد عالم متضلع من أساتذة الفقه والأصول, ورع صالح تقي خبير, تتلمذ على يد السيد عبد الهادي الشيرازي ولازم أبحاث السيد الخوئي, وأقام في النجف الأشرف عدة سنين كانت له فيها حلقات تدريس وبحث يحضرها لفيف من الأفاضل والأجلاء, غادر النجف على إثر عاصفة سياسية هوجاء وانتقل إلى مدينة قم وواصل فيها التدريس وتربية الطلاب رغم العنف والخسة والدناءة الموجهة إليه من بعض الشراذم الذين استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله...) ج2 ص618