مان دي بيران
ماري دي بيران (بالفرنسية: Maine de Biran)، واسمه الكامل ماري فرانسوا بيار غونيته دي بيران، من مواليد 29 نوفمبر 1766 في برجيراك وتوفي في باريس يوم 20 يوليوز 1824، فيلسوف فرنسي كان حاكما على مقاطعة الدوردوني ثم نائبا فمستشار دولة. تقوم الروحانية عنده على منهج في التحليل النفساني للذات وهو إدراك يتيح لنا إدراك الأنا عندنا على أنه ميل أو عفوية حرة واحدة وغير قابلة للتجزئة. وتشكل تحليلاته للجهد الإرادي إسهاما لاينكر في كل فلسفة تتناول الإرادة.
مؤلفاته
• رسالة حول تأثير العادة في ملكة الفكر (1802).
• رسالة حول انحلال الفكر (1805).
• رسالة حول الإدراك المباشر للذات (1807).
• رسالة حول علاقات المادي بالروحي عند الإنسان (1814).
فلسفته
فيلسوف نفساني فرنسي. ولد في برجراك Bergerac في١٩ نوفمبر سنة ١٧٦٦ . وتوفي في ٢٠ يوليو سنة ١٨٢٤ في باريس.
اسمه الاصلي هو عل François - Pierre Gontier Biran ، ولد في أسرة عريقة أصلها من اقليم ليموج ثم استقرت في اقليم Périgord في القرن الرابع عشر، وحينما بلغ العشرين من عمره اتخذ اسم Maine de Biran. وتعلم أولاً في مدارس «أصحاب العقيدة» Doctrinaires في مديةPérigueux بث درس المنطق والميتافيزيقا والفيزياء والرياضيات. ولما بلغ التاسعة عشرة من عمره ذهب الى باريس وانخرط في الحرس الخاص بالملك. وفي يومي ٥ و ٦ اكتوبر سنة ١٧٨٩ دافع عن قصر فرساي ضد الثوار، ولما تقرر تسريح الحرس الخاص، يقي مين دي بيران في باريس، وتعمق في دراسة الرياضيات. وحوالى سنة ١٧٩٣ صارت إقامته في باريس خطراً على حياته يوصفه احد جنود الحرس القدماء الخاص بالملك . فترك باريس وعاد إلى أقليم بريجور Périgord. ولما سقط روبسبير في سنة ١٧٩٥ صار مين أحد امديرين الاثنين لمحافظة الجيروند. وفي سنة ١٧٩٧ انتخب في مجلس الخمسمائة،
لكن انتخابه الغي، بعدستة اشهر، فيما تولت حكومة الادارة الحكم في فرنسا في انقلاب ١٨ فركتيدور. وإبان امبراطورية نابليون صار في سنة ١٨٠٥ مستشارا لمحافظة الدوردوني Dordogne، وفي سنة ١٨٠٦ نائب محافظ برجراك. وبعد سقوط نابليون وإعادة الملكية في سنة ١٨١٥، انتخب مين نائباً عن بلدة برجراك في امجلس لنياي وعين مستشاراً للدولة، وعضواً في لجنة الداخلية. وعلى الرغم من اشتغاله بالأمور السياسية، فإنه لم يسع أبداً الى أن يلعب دوراً اساسياً في السياسة، لأنه في نفس الوقت كان مشتغلا بأمور الفكر، وكان يسجل «يومياته» لتي تعد من اهم الآثار الفلسفية النفسانية.
وانتاجه غير منتظم، بل هو في غالبه شذرات، أو دراسات جزئية في موضوعات من علم النف ونظرية المعرفة والأخلاق والدين والتعليم الخ. وأهم أبحاثه:
١ - «تأئير العادة في ملكة التفكير»، سنة ١٨٠٢ .
٢- (افي تحلل التفكير» ، سنة٥ ١٨٠.
٣ - «الادراك المباشر»، سنة ١٨٠٧
٤ - «بحث في الادراكات الغامضة»، سنة ١٨٠٧.
٥ - «بحث في العلاقات بين الجانب الفيزيائي والجانب المعنوي في الانسان» ، سنة ١٨١١
٦ - «بحث في أسس علم النفس»، سنة ٠١٨١٢
٧ - «الفحص عن دروس في الفلسفة تاليف لارومجيير» أو «تأملات في مبداً علم النفس وحقيقة معارفنا و نشاط النفس»، سنة ١٨١٧ .
٨ - «شذرات متعلقة بأسس الأخلاق والدين» سنة ٠١٨١٨
٩ - «فحص نقدي عن آراء دي بونالد»، سنة ٠١٨١٨
٠ ١ - «تأملات جديدة في العلاقات بين الجانب الفيزيائي والجانب المعنوي في الانسان»، سنة ١٨٢٠.
١١ - «مقال عن «ليبنتس» نشر في «كتاب السير الع«.
لا بد من أجل دراسة فكر مين دي بيران - من بيان
٣٩٠
بيران
علاقته بفلسفة كوندياك وتلاميذه : شارل برنيه، وكابانيس، ودستوت دي تراسي. وهم جميعا بمن فيهم مين دي بيران يتحدثون عن كوندياك باعتباره «أستاذهم المشترك». وبيران نفسه يقول في رواية أولى لبحثه «في تحلل الفكر» (حوالى سنة ١٨٠٥): «على الرغم من ان تفكيري الخاص أفضى بي الى طريقة نظر مضادة لطريقة نظر كوندياك فيمااسميته علم الملكات الانسانية. . . فإني أقرر مع ذلك بافي تلميذ ومعجب بمؤلف «بحث في اصل المعارف الانسانية» و: فن التفكير والبرهنة» وغيرذلك من المؤلفات، وهذا المؤلف هو كونديا ك.
وسنتناول فيما يلي الموضوعات الرئيسية التي تناولها بيران وموقفه منها :
١ لعادة:
سنة ١٧٩٩ طرح «المعهد الفرني: موضوعاً للمسابقة عنوانه : «حدد تأثير العادة في ملكة التفكير، وبعبارة اخرى، بين لاثر الذي يحدثم في كل ملكة من ملكاتنا العقلية كثرة تكرار نفس العمليات. فتقدم بيران ببحث في هذا الموضوع نال به تقدير امشرف جدا» دون ان ينال الجائزة، ثم اعاد «لمعهد» نفس الموضوع فعدل بيران في بحثه الأول ونال الجائزة.
يبدأ بيران، بوصفه تلميذاً مخلصاً لذهب كوندياك، من الاحساس.. ويستخدم في لتعبير عنه كلمة «انطباع» impression لكنه يحدد أنه يقصد نفس المعنى المفهوم من الاحساس، ويضيف قانلا: ,ان ملكة قبول انطباعات هي الأولى والأعم بين كل الملكات التي تتجلى في الكائن العضوي الحي. إنها تثتمل عليها جيعاً: إذ لا يمكن تصور ملكة اسبق منها أو بدوها» («العادة» ص ١٢ ). ويقول: ,أنصد بالانطباع impression ناتج فعل موضوع فيجزء ».
والانطباع يكون سهياً اذا كنت لا املك اية وسيلة لمنعه ار لتعديله. اماإذاكنت قادراً على منعه او تعديله فإنه يكون ايجابياً، او فعالاً active، مثل ان أحرك أحد اعضائي، وحين انتقل من مكان إلى آخر فيحدث تغير، وفي هذه الحالة فإن الانطباع يزلف جزءا من ذاي.
بيد ان غالبية اانطباعات هي سلبية وموجبة معاً،
او منفعلة وفاعلة معاً. واذا وازنت الحركة الحساسة أو عدلت فيها، فإن الانطباع يكرن ادراكاً 300ا0ع٢0ع0 .
والاحساس اذا تكرر ضعف لأن «نبرة » العضو تنخفض، مما ينجم عنه اختلال في توازن النظام الحيوي، فيتجه الجهاز العضوي الى رفع النبرة التي انخفضت ، وهذا يجعل الفرد يبحث عن وسائل استثارة متزايدة في الاصطناع، الخ.
ان ما يميز العادة، في نظر بيران، هو ضعف انطباع امجهود بتكراره، وانتقال الوعي الى اللاوعي، حتى انه اذا صار هذا الجرم صغيراً ل كرن نس شعور بالحركة ولا
والعادة لا تبدل انطباعاتنا إلا بسبب سلبيتها. ولو ردت كل ملكات الانسان الى الاحساس بضروبه المتنوعة، كما يحتسب كوندياك، لأحدثت العادة لها تأثيراً مفسداً. وخير تأثير للعادة هو ذلك المتصل بملكاتنا المحركة.
٢-ا حساسات:
ويتناول مين دي بيران موضوع الاحساسات في كل ما كتبه تقريباً حتى مؤلفه الأخير وعنوانه: «أبحاث جديدة في الأثروبولوجياء .
ينعى بيران على كوندياك ومدرسته، فيما يتصل بالاحساسات، بانهم وقعوا في خطا بالغ حين عمموا على كل الاحساسات ما لا ينطبت إلا على بعضها. فهم مثلا ل يميزوا بين الاحساسات الامتثالية والاحساسات الحسية المحضة، بين الاحساسات التي تقبل شكل المكان وبين تلك التي تقبل شكل الزمان، بين تلك التي تفترض الشعور بالأنا، وبين تلك التي تتم دون شعور. . . وهكذا.
فجاء مين دي بيران وميز بين صنفين من الإحساس:
أ) الانطباعات السلبية الخالصة، وهي تظل اجنبية. عن القوة المحركة، وبالتالي عن الأنا.
ب) الانطباعات التي تقع على الحواس الخارجة بواسطة أسباب خارجية عن الذات والأعضاء الخاصة بهذه الحواس خاضعة - بدرجات متفاوتة - للقوة المحركة.
بيران
٣٩١
٣:
المجهود، والارادة، والادراك البين aperception للأنا هي معان لا ينفصل بعضها عن بعض، لأنه لا يوجد مجهود إلا وهو إرادي، وكل فعل ارادي ينطوي على مجهود، والمجهود هو الشرط الضروري والكافي للادراك البين «ان الاحساس الباطن هو في نظري الاحساس بالمجهود أو نشاطنا المحرك» (بحث في الأس„ ص ٩٥) «والعلة أو القوة التي تضطلع فعليأ بتحريك لاجسام هي قوة فعالة نسميها الارادة ،«والأنا هو بعينه هذه القوة الفعالة» (الكتاب نفسه ص ٨٧) ، ويعني مين دي بيران ب «المجهود» معفى أوسع مما نفهمه منه عادة. فعنده ان المجهود ملازم ليس فقط لكل فعل، بل لحالة اليقظة بوجه عام، والمجهود يستمر طالما كان الشخص يسيطر على عضلاته الإرادية والمجهود مفهوماً على هذ النحو هو «الفعل الأول للإرادة» والفعل الارادي، بالمعنى الحقيقي، لا يقوم في احركات محس بها، بل مفعولة بقوة هي خارج لاحساس ومتفوقة عليه» («بحث في الأسس»، ص ٦٩). وهذه القوة هي قوة فعل وتحريك. وهكذا تتحدد الارادة على اها قدرة على المبادرة، دون أية علاقة بغاية.
وعند الايديولوجيين 5علاع2010ل1 أنه لا يمكن تصور موجود خارج احساساته، وإدراك الأنا لا ينفصل عن الاحساسات التي يشعر بها هذا الأنا، أما مين دي بيران وان أقر بالشرط لأول من هذا الكلام، فإنه لا يقر بالشرط الثاني، بل يرى أن الشعزر بالأنا مرتبط بنوع متميز تميزاً جذرياً عن الحساسية، ان الشعور بالأنا يقوم في الشعور بالمجهود. وآية ذلك أن لذى كل انسان شعوراً باطناً sens intime بوجود الفردي الواحد إلأحد، بينما احساساته وصوره وامتثالاته متعددة وفي تغير مستمر. «انه لا توجد واقعة بالنسبة انينا إلآ بقدر ما يكون لدينا وعي بوجودنا الفردي وشعور بشيء ما، موضوع أو تغير، يتعاون مع هذا الوعي بالوجود الفردي، الذي نسميه في علم النفس باسم الوعي conscience ، ولا توجد واقعة يمكن أن يقال انها معلومة أو معروفة من أي نوع» بدون هذا الوعي (««بحث في الأسس» ص ٧٨). وبواسطة احساس الذات بذاتها هذا يتميز الشخص ليس فقط منكل موضوع، بل وأيضاً من إحساساته الخاصة به وأفكاره وامتثالاته.
صحيح ان لأنا إذا تأمل نفسه لا يدرك فوراً انه جوهر
مستقل عن واقعه، لكنه يعتقد مع ذلك أنه موجود جوهري ويعتقد ذلك بطريقة مباشرة وضرورية.
وقول ديكارت : «أنا أفكر فأنا اذن موجود» يعارضه بيران بقوله: «اني أح نفسي أو ادرك نفسى على اني علة حرة، فأنااذن علة.فعلا وحفاً)) ويقول في موضع آخر: «اني أريد، افي أفعل، اذن أنا موجود» (مؤلفاته، نشرة كوزان ج ٣ ص ١٩٥ ). وفي كتابه «علم الانسان» يهاجم ديكارت قائلاً: «اذا كان ديكارت قد ظن أنه وضع المبدا الأول لكل علم، والحقيقة الأولى البينة بنفسها حين قال « أنا أفكر، فأنا أذن شىء أو جوهر مفكر» - فاننا نقول خيراً من ذلك وعل نحو أكث تحديداً، مع بينة اح لباطن التي لا تدحض: «أنا أفعل، أنا أزيد، أو افكر في الفعل في ذاتي، فأنا اذن أعرف أفي علة، وأنا اذن أوجد فعلاً بوصفي علة أو قوة» («مؤلفاتهم غير المنشورة» ، نثرة نافي ج_٢ص٤٠٩-٤١٠).
ومن هنا لا معنى لوضع الحرية موضع التساؤل: «لأن الحرية أو فكرة الحرية، اذا ما أخذت في ينبوعها الحقيقي، ليست شيثاً اخر غير الشعور بنشاطنا أو بتلك القدرة على الفعل وعلى خلق المجهود المكون للأنا. والضرورة القابلة هي الشعور بانفعالنا» (مؤلفاته غير المنشورة» نشرة نافي ج ١ ص ٢٨٤).
٤ لنفسأوالروح :
لكن لا يوجد أي عيان intuition أو تجربة أو ستنباط يسمح لي بالانتقال من معرفة لأنا لى معرفة النفس بوصفها جوهرا مستقلا واسه وحده، هو الذي يعرف النفس. . . أما أنا، أي لانسان، فلا يستطيع أبداً أن يدرك النفس و(الروح) إلا مرتبطة ببدن، ولا يعرف الانسان كيف تفعل النف ولا كيف يتلقىالانطباعات. «لكيماأعرف ما هي نفسي (روحي) mon âme فلا بد أن أكون في مكان اللم نفسه» («علم الانسان» ص ٢٨٠). لكن الشخص لديم علم تام بوجوده بوصفه فاعلا.
وبالجملة فنحن نعتقد في وجود النفس (الروح) «بضرب من لافام قوتهتجهل تفسها تمام ولكنه بهذا أشد سيطرة وفوة» («الوقائع النفسانية والفسيولوجية» ، ص ١٣٣)،
٣٩٢
بيكون
ه - الحياة الثانة..
يميز بيران بين ثلاثة أنواع من الحياة: «الحياة الحيوانية، والحياة الانسانية، وحياة الروح. فالحياة بالنسبة الى الانسان معناها قبل كل شيء تجاوز مرتبة الحيوان . وما يميز حياة الحيوان هو انها مركز الانفعالات العمياء وكل ما فيها هو غير مشعور به وغير إرادي وغير حر. ان الحيوان يعيش دون أن يعرف حياته، ويحس دون أن يدرك أنه يحس. انه لا يشعر بأن له أنا . أما الحياة الانسانية فتبدأ من حيث تنتهي الحياة الحيوانية، أي من حيث يبدأ الأنا، أو الحياة الخاصة للقوى الباطنة الفعالة، الحرة. ومعنى هذا أن الانسان لا يحيا حياة انسانية خالصة إلاً بالقدر الذي به لا يكون ألعوبة في أيدي الوجدانات (الشهوات) العمياء، ان الانسان يشارك في الحياة الحيوانية، لكنه فوق هذا يشارك في حياة الروح التي هي فوق انسانية، اي ان حياة الروح تتجاوز ليس فقط الحياة الحيوانية، بل والحياة لانسانية ايضاً . وحياة الروح هذه حياة يتحرر فيها الانسان من نير الانفعالات affections والشهوات، وفيها تسمع العبقرية والجنى الذي يقود النفس وينيرها كأنه انعكاس للألوهية، ولا يحدث في الحس أو الخيال إلا ما يريده الأنا أوتوحي به القوة العليا التي فيها يفنى هذا الأنا وبها يتحد (مؤلفاته غير المنشورة، نشرة نافي ج ٣ ص ١٢ه).
والاخلاق» (ص ٢٧٥). وهذه العلة المطلقة منفس هي العلة المطلقة لكل جوهر ولكل موجود. ففكرة الله هي ذن الحل الطبيعي لمسار العقل الذي يبدأ من الادراك البين المباشر، ويمر بأفكار العلة المطلقة والجوهر، ويصل الى فكرة الله.