ليونارد هوبهاوس

ليونارد تريلاوني هوبهاوس (ولد في 8 سبتمبر عام 1864 وتوفي في 21 يونيو عام 1929) عالم اجتماع وفيلسوف اجتماعي رائد وأحد المنظرين السياسيين الليبراليين البريطانيين، يعتبر من أوائل أنصار الليبرالية الاجتماعية وأبرزهم. تحتل أعماله -التي بلغت أوجها في كتابه الشهير بعنوان «الليبرالية (1911)». مكانة غاية في الأهمية ضمن مبدأ الليبرالية الجديدة. عمل أكاديميًا وصحفيًا على حد سواء. كان أيضًا مؤسسًا وأول محرر لدى صحيفة «ذا سوسيولوجست ريفيو». كانت أخته إميلي هوبهاوس، ناشطة في الرعاية الاجتماعية البريطانية.

لعب دورًا رئيسيًا في تأسيس علم الاجتماع كضابط أكاديمي؛ في عام 1907 شارك مع إدوارد وسترمارك التميز في أن يكون أول أستاذ علم اجتماع يعين في المملكة المتحدة ضمن جامعة لندن. ألف كتاب يقع في عدة مجلدات تبنى النزعة التطورية بعنوان: "مبادئ علم الاجتماع"، صدر في الفترة من عام 1921 حتى 1924، بجانب عدد آخر من الدراسات المقارنة للمجتمعات. وبالمقارنة بواحد من معاصريه، وليكن الألماني ماكس فيبر، فإن أعمال هوبهاوس (بوصفها أعمالاً بالية وساذجة معاصريه، وليكن الألمانى ماكس فيبر، فإن أعمال هوبهاوس (بوصفها أعمال لها طابع العمومية) تعد أعمالاً بالية وساذجة، هذا على الرغم من ان كتابه المعنون مبادئ العدالة الاجتماعية (الصادر عام 1922) يحتوى على مناقشة مفيدة وموحية للعلاقة بين الحريات الفردية والدولة التى تنظم الاقتصاد. وتشكك السيرة الذاتية الممتازة التى أعدها جون أوين بعنوان هوبهاوس عالم الاجتماع، وصدرت عام 1974 تشكك فى هذا التقويم السلبى لإسهامات هوبهاوس، وتحاول أن تنقذه من براثن الغموض المقارن كواحد من المؤسسين الكلاسيكيين لعلم الاجتماع.

حياته

ولد هوبهاوس في سنة 1864 في قرية صغيرة تدعي سانت ايو، قرب ليسكارد Liskeard في إقليم كورنوال، ابن ريجينالد هوبهاوس، رجل دين أنجليكاني، وكارولين تريلاوني. درس في كلية مارلبورو قبل قراءته الآداب الإنسانية في كلية كوربس كريستي بأوكسفورد، حيث تخرج في عام 1887 حاصلًا على شهادة من الدرجة الأولى. بعد تخرجه، بقي هوبهاوس في أوكسفود كزميل تكريمي في كلية ميرتون في سنة 1887 قبل أن يصبح زميلًا كاملًا في كلية كوربس كريستي سنة 1894.

ومنذ مطلع حياته اهتم بالحركات السياسية والاجتماعية، حتى صار سكرتيراً لاتحاد النقابات الحر من سنة 1903 إلى سنة 1905. وأصدر عدة مؤلفات سياسية منها: «حركة العمال (سنة 1893)، «الديمقراطية والرجعية» (سنة 1904) و«الليبرالية» (سنة 1911).

أخذ هوبهاوس قسطًا من الراحة من النشاط الجامعي بين عامي 1897 و1907، إذ عمل صحفيًا (شملت أيضًا العمل في تحرير صحيفة مانشستر غارديان)، ومن سنة 1905 إلى سنة 1907 كان المحرر السياسي في جريدة Tribune التي كانت تصدر في لندن. وصار ذا نفوذ بين "الأحرار الجدد" الذين حاولوا المزج بين الليبرالية وبين درجة من العمل الجماعي المنظم, وكان يتعاطف مع حزب العمال، لكنه لم ينضم إليه وقرب نهاية حياته غلب عليه اليأس من الحياة الحزبية، ومنذ سنة 1927 لم ينضم إلى أي حزب.

في عام 1907، عاد هوبهاوس إلى العمل في الجامعة، حيث قبل كرسي الرئيس الجديد لعلم الاجتماع في جامعة لندن، بعنوان البروفيسور مارتن وايت لعلم الاجتماع، وبقي في منصبه حتى وفاته عام 1929.

كان هوبهاوس ملحدًا منذ سن مبكرة، رغم كون والده رئيس شمامسة. كان يعتقد أن الاختبارات المنطقية يمكن أن تطبق على القيم، وأنها يمكن أن تكون متسقة ذاتيًا وموضوعية.

لم يكن هوبهاوس متدينًا أبدًا. كتب عام 1883 أنه كان في «السياسة.. متطرفًا بحزم. في الدين لا أدريًا بشكل أكثر حزمًا». فيما يتعلق بآرائه السياسية والفلسفية، كان هوبهاوس غلادستونيًا، تابعًا مخلصًا للفيلسوف جون ستيوارت مل، ومن المعجبين بمورلي، وبرادلو، ودايلك. أثر به هؤلاء في العديد من المواقف النسوية والديمقراطية والسياسية العلمانية. اقترح مرارًا أفكارًا ديمقراطية و جمهورية خلال مجتمعات النقاش في المدرسة.

السياسة الاقتصادية

كان هوبهاوس على قدر عظيم من الأهمية في دعم حركة «الليبرالية الجديدة» التابعة للحزب الليبرالي تحت قيادة هربرت هنري أسكويث وديفيد لويد جورج. ميز بين الممتلكات المحتفظ بها «لاستخدامها» والممتلكات المحتفظ بها «لأجل السلطة». يمكن تبرير التعاون الحكومي مع نقابات العمال بأنه يساعد على التصدي للضرر الهيكلي للعاملين من حيث السلطة. ناظر أيضًا بأن الملكية لم تكتسب فقط من خلال جهد فردي بل من قبل منظمات مجتمعية. في الأساس، كان للثروة بعد اجتماعي؛ كانت منتجًا جماعيًا. يعني ذلك أن أولئك الذين لديهم ملكية ما مدينون ببعض نجاحهم للمجتمع، لذا عليهم التزامٌ تجاه الآخرين. يعتقد أن ذلك يقدم تبريرًا نظريًا لمستوىً من إعادة توزيع الثروات الذي توفره المنح الحكومية الجديدة.

كان هوبهاوس يكره الاشتراكية الماركسية، ويصف موقفه بأنه اشتراكي ليبرالي، ثم أصبح لاحقا ليبراليًا اجتماعيًا. احتل هوبهاوس مكانة مهمة في التاريخ الفكري للديمقراطيين الليبراليين بسبب فكره هذا.

آراؤه

اهتم هوبهاوس بدراسة تطور العقل بوصفه العامل الرئيسي في التطور التاريخي، ويتجلى ذلك في كتابيه: «العقل في تطور» (سنة 1901) و«الأخلاق في تطور» (سنة 1906). ولم يأخذ هوبهاوس بتطورية هربرت اسبنسر ودارون القائمة على تنازع البقاء وبقاء الأقدر على التكيف، كما رفض فلسفة هيجل والقول بعقل مطلق يبلغ وعيه الذاتي في عملية التاريخ. ومن رأيه أن نظرية التطور يجب أن تقوم على وقائع تجريبية. وفي كتابه الأول عن المنطق ونظرية المعرفة، بعنوان: «نظرية المعرفة» (سنة 1896) قام بتحليل نقدي مفصل لطبيعة التفكير، واستنبط نظرية تجمع بين التجريبية والعقلية ثم اهتم بعد ذلك بدراسة نمو العقل في عالم الحيوان والانتقال إلى عالم الانسان، وأودع ثمار آرائه في كتابه: «العقل في تطور» (سنة 1901).

وفي كتابه «الأخلاق في تطور» (سنة 1906) كشف عن اطلاع واسع دقيق على معطيات الأنثروبولوجيا، وتاريخ القانون والاخلاق والدين؛ وأقام مذهباً بارزاً في علم الاجتماع.

وبفضل هذين الكتابين عين هوبهاوس أول أستاذ لعلم الاجتماع في جامعة لندن، كرسي مارتنهوايت، وذلك في سنة 1907.

ومن سنة 1918 إلى سنة 1922 أصدر هوبهاوس ثلاثة مؤلفات في السياسة ونظرية الأخلاق.

وفي سنة 1924 أصدر كتاباً بعنوان: «التطور (أو: النمو) الاجتماعي» Social Development وفيه لخص جماع آرائه في الاجتماع، وحلل طبيعة التطور (النمو) الاجتماعي والعوامل الفعالة في التقدم أو التخلف، أو الانحلال، ويمكن تلخيص آرائه الرئيسية في التطور الاجتماعي على النحو التالي:

  1. قام بتضييق أنماط المجتمع وأشكال النظم الاجتماعية على أساس استقصاء واسع لمعطيات الأنثروبولوجيا والتاريخ.
  2. حاول الربط المحكم بين مختلف أوجه التغير الاجتماعي وبين ما يناظرها من التقدم العام للجماعة، مستنداً إلى معايير عامة مستخلصة من طبيعة التطور العامة
  3. افترض وجود تضايف واسع بين التطور العقلي وبين التطور الاجتماعي.
  4. قرر أن عملية التطور تتجه بوجه عام في اتجاه نظريته في الخير العقلي. ويقوم هذا الخير في التحقيق المنسجم للامكانيات الانسانية، ومن الواضح أنه لا يمكن أن ينجز إلا بالتعاون الإرادي بين الناس جميعاً. ولهذا فإنه — من الناحية النظرية - هناك غاية مشتركة بين التطور الأخلاقي والتطور الاجتماعي. وكل مجتمع يتطور، إن لم يكن في استقلال تام، لكن بطريقته الخاصة وباتفاق مع خصائصه الذاتية وينابيعه الباطنة للتغير.

اما آراؤه الفلسفية فقد عرضها خصوصاً في كتابه: «التطور والهدف» (سنة 1913) Development and Purpose، وفيه يبين أن التطور يتم بإطلاق عناصر كانت غير مكترثة، أو في تنازع، بعضها مع بعض، وبإقامة ابنية متفاوتة الدرجات في المرونة والأحكام. والقوة التي وراء التطور (النمو) هي العقل. والعقل ليس هو الوجود الداخلي، بل هو مبدأ النمو المنتظم داخل الوجود. إنه محدود بالمواد التي يعمل فيها، وأهدافه أيضاً تمر بتطورات. ومبدأه الأساسي في التفسير هو «الغائية المشروطة».

مؤلفاته

  • The Labour Movement, 1893.
  • The Theory of Knowledge, 1896.
  • Mind in Evolution, 1901.
  • Democracy and Reaction, 1904.
  • Morals in Evolution, 1906
  • Liberalism, 1911
  • Social Evolution and Political Theory, 1911.
  • Development and Purpose, 1913.
  • The Metaphysical Theory of the State. A Criticism, 1918.
  • The Rational Good; A study in the Logic of Practice, 1921.
  • The Elements of Social Justice, 1922.
  • Social Development: Its Nature and Cond.