لودفيغ فويرباخ

كان لودفيغ فويرباخ فيلسوفاً أنثروبولوجيّاً ألمانياً مشهوراً بكتابه "جوهر المسيحيّة"، والذي قام بنقد المسيحية، وكان مؤثّراً للغاية بأجيال من المفكرين اللاحقين، بما فيهم كارل ماركس، وفريدريك أنجلز، وريتشارد فاغنر، وفريدريك نيتشه.

دعا فويرباخ إلى الليبرالية والإلحاد والمادية. قدّمت العديد من كتاباته الفلسفية تحليلاً نقديّاً للدين. كان فكره مؤثرّاً في تطوّر الماديّة التاريخيّة. حيث غالباً ما يتم الاعتراف به كجسر بين هيجل وماركس.

الحياة والمسيرة المهني

كان فويرباخ الابن الرابع للفقيه البارز "بول جوان أنسيلم ريتر فون فويرباخ"، شقيق عالم الرياضيات "كارل فيلهيلم فويرباخ" وعم الرسام "أنسيلم فويرباخ". كما تميز كل أفراد عائلة فويرباخ بالعلوم:

  • جوزيف أنسيلم فويرباخ (1798-1851م)، عالم الآثار والفلسفة؛ وابنه هو الرسام أنسيلم فويرباخ (1829-1880م).
  • إدوارد أغسطس فيورباخ (1803-1843م).
  • فريدريك هاينريش فويرباخ (1806-1880م).

كما أن لودفيغ فويرباخ يملك ثلاث أخوات:

  • ريبيكا ماجدلينا (1808-1891م).
  • ليونور فويرباخ (1809-1885م).
  • إليز فويرباخ (1813-1883م).

التعليم

حصل فويرباخ على شهادة جامعية من جامعة هايدلبرغ بنيّة السعي وراء مهنة في الكنيسة. من خلال تأثير البروفيسور كارل داوب، توجّه إلى الاهتمام بفلسفة هيغل السائدة آنذاك، وبالرغم من معارضة أبيه، سجّل في جامعة برلين من أجل دراسة الفلسفة. بعد سنتين، بدأ التأثير الهيغلي بالتراخي. أصبح فويرباخ مرتبطاً بمجموعةٍ تُعرف باسم "الهيغيليون الشباب"، والتي تعرف أيضاً باسم "الهيغيليون اليساريون"، الذين قاموا بتأليف فرع راديكالي من الفلسفة الهيغيلية، وتفسير مسيرة هيغل الجدلية للروح عبر التاريخ لنفسير الثقافة الغربية الحالية والأشكال المؤسسية خاصةً المسيحية.

كتب إلى أحد الأصدقاء: "اللاهوت، لا أستطيع أن أحضّر نفسي لدراسة أكثر من ذلك. وأنا أتوق إلى إدخال الطبيعة إلى قلبي، تلك الطبيعة البشرية التي يتقلّب أعضاؤها اللاهوتيون الضعفاء إلى الأبد، والتي تندمج مع الطبيعة، الجودة الكاملة". هذه الكلمات هي مفتاح تطوّر فويرباخ. أكمل تعليمه في جامعة إرلنغن نورنبيرغ في دراسة العلوم الطبيعيّة.

الكتابات الأولية

يحتوي كتابه الأول "أفكار حول الموت والخلود"، الذي تم نشره بشكل مجهول الهوية على هجوم على الخلود الشخصيّ ودعوة إلى الخلود من خلال إعادة امتصاص الطبيعة. هذه المبادئ، جنباً إلى جنب مع خجله من التحدث أمام الجمهور، حرموه من التقدّم الأكاديميّ. بعد عدّة سنوات من النضال قام بنشر كتابه "تاريخ الفلسفة الحديثة". تزوّج في عام 1837م، وعاش حياةً ريفيّة في بروكبيرغ بالقرب من نورمبرغ.

استناداً على عملين من أعمال ذلك العصر "بيير بايل (1838م)"، و"فلسفة أوند كريستنتوم (1839م)" اللذين يتعاملان إلى حد كبير مع اللاهوت، قال فويرباخ أنه أثبت أنّ "المسيحيّة قد اختفت في الواقع منذ زمنٍ بعيدٍ، ليس من العقول فقط بل من الحياة البشريّة أيضاً؛ وهي اليوم ليست إلا أفكاراً معدّلة".

جوهر المسيحية

تُرجم عمله الأكثر أهميّة "جوهر المسيحية" (1841م)، من قبل ماري آن إيفانز (التي عرفت فيما بعد باسم جورج إيليوت) إلى الإنجليزية.

كان فكر فويرباخ عبارةً عن اشتقاقٍ للاهوت هيغل للمضاربة، والذي لايزال فيه الخلق جزءاً من الخالق، بينما يبقى الخالق أكبر من الخلق. عندما قدّم الطالب فويرباخ نظريّته الخاصّة إلى الأستاذ هيجل، رفض هيجل الردّ عليه بشكل إيجابيّ.

في الجزء الأوّل من كتابه، قام فويرباخ بتطوير ما يسمّيه "الجوهر الحقيقيّ أو الأنثرولوجي للدين". معاملة الله في مختلف جوانبه "ككون من التفاهم"، "ككائن أخلاقيّ أو قانون"، "كحبّ". يتحدّث فويرباخ عن الكيفيّة التي يكون بها البشر كياناً واعياً أكثر من الله لأن البشر استطاعوا فهم الله. يفكّر البشر بأشياء كثيرة وبذلك هم يتعرّفون على أنفسهم. يوضّح فويرباخ أنّ الله في كل جانب يناظر في بعض السمات كالحاجة للطبيعة البشريّة.

يقول فويرباخ "في الوعي اللانهائيّ، إن الموضوع الواعي له هدفه اللانهائيّ من طبيعته الخاصة". ويقول فويرباخ أيضاً "إذا أراد الإنسان أن يجد الرضا في الله، فيجب عليه أن يجد نفسه في الله".

وبالتالي، فإن الله ليس أكثر من الإنسان، إنّه –إذا جاز التعبير- الإسقاط الخارجي للطبيعة البشرية. يطلق على هذا الإسقاط اسم "فويرباخ"، وهو الخيال، وفي هذا الإسقاط، يكون الله وفكرة وجود كائن أعلى، يعتمد على جانب الإحسان. يقول فويرباخ "الله ليس خيراً فقط، ليس حكيماً فقط، بل هو إله". ويقول أيضاً أن الصفات لا تدل على الإلهية بسبب ارتباطها الإلهيّ، بل هي بذات نفسها إلهيّة.

في الجزء الثاني من الكتاب، يناقش فويرباخ "جوهر الدين أو اللاهوتية"، أي وجهة النظر التي ترى أن الله له وجود منفصل ضد البشريّة. ومن هنا تنشأ اعتقادات خاطئة مختلفة، مثل الاعتقاد أو الإيمان بالوحي، والذي يعتقد أنه لا يضر فقط بالمعنى الأخلاقي، بل يسمم ويدمّر الشعور بالقدسيّة عند الإنسان، والشعور بالحقيقة.

تمّ تسليم نقد كاوي لفويرباخ في عام 1844م من قبل ماكس ستيرنر. في كتابه "الأنا وذاتها". هاجم فويرباخ وقال عنه أنّه غير متّسق في إلحاده.

بعد عام 1848م

خلال مشاكل 1848-1849م، كان هجوم فويرباخ على الأرثوذكسية قد جعله بطلاً من أبطال الحزب الثوريّ. لكنّه لم يسبق له أن ألقى بنفسه في الحركة السياسية، لأنه افتقر إلى صفات القائد الشعبي. خلال فترة مؤتمر فرانكفورت، كان قد ألقى محاضرات عامّة عن الدين في هايدلبرغ.

في عام 1866م، ظهر كتابه الأخير "الإله والحريّة والخلود". في عام 1868م، قرأ المجلّد الأول من مؤلّفات ماركس، وانضمّ إلى الحزب الاشتراكيّ الديمقراطيّ.

الفلسفة

كان فكر فويرباخ الأساسيّ يتألف من تفسيره الجديد لظاهرة الدين من خلال إعطائه تفسيراً أنثروبولوجيّاً. بعد أطروحات شليرماخر، اعتقد فويرباخ أنّ الدين كان في الأساس مسألة شعور في موضوعيّته الذاتيّة غير المقيّدة. لذا فإنّ الشعور يكسر جميع حدود الفهم ويتجلّى في العديد من المعتقدات الدينيّة.

الأثر النقدي

على عكس مواطنيه الذين غالباً ما تغلّف كتاباتهم حول هذه المواضيع في مثل هذا الضجيج الذي لا يمكن اختراقه. فإن أفكارهم المحفوفة بالمخاطر تنتقل بشكل غير مؤذ فوق رؤوس الحشد. جمع فويرباخ الحكمة واللغة من أجل توضيحها وتقديمها إلى القارئ العادي.

التأثير

تأثر كارل ماركس وفريدريك إنجلز بقوّة بإلحاد فويرباخ، رغم أنهما انتقداه بسبب عدم موافقته بشكل كامل على المادية.

وقد قيم كارل ماركس فكر فيورباخ في وثيقة ” أطروحات حول فيورباخ” و“الايديولوجيا الألمانية”.

بينما كتب إنجلز عن فيورباخ كتاب: "لودفيج فورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية".

فويرباخ

فيلوف ناقد للمسيحية، من اليسار الهيجلي.

ولد في ٢٨ يوليو سنة١٨٠٤في لندسهوت Landshut ( باقليم بافاريا في جنوبي المانيا )، وتوفي في ١٥ سبتمبر سنة ٠١٨٧٢

وكان ابوه بول يوهان انسلم Paul Johan Anselm أستاذا للقانون مشهوراً ، ونقل إلى جامعة لندسهوت المشاة حديثاً . وامضى لودفج دراسته الابتدائية والثانوية في مدرسة بلندسهوت . وقرر بعد ذلك التخصص في اللاهوت البروتستنتي، لأنه كان يميل إلى دراسة العاطفة الدينية وظل طوال حياته يعفى بهذا الموضوع. وقد قال عن نفسه انه منذ بلوغه الخامسة عشرة او السادسة عشرة كان مولعاً بدراسة الدين ، ولم يكن مولعاً بالعلم ولا بالفلفة ,

وفي سنة ١٨٢٣ التحق بجامعة هيدلبرج ليحضر

فويرباخ

محاضرات داوب Daub وباولس Paulus أما الثافي فلم يثر اعجاب لودفج بسبب نزعته العقلية المغالية في فهم اللاهوت . اما داوب فكان مشايعاً لهيجل ومتحمساً للتوفيق بين الفلسفة والدين ، بين العقل والايمان ، فمال إليه فويرباخ، وسعى ان يوجه دراساته في هذا الاتجاه .

ثم انتقل الى جامعة برلين في سنة ١٨٢٤ ، حيث كان هيجل يلقي محاضراته ، وحيث كان اللاهوت البروتستنتي يتولى تدريسه اشليرماخر ومارهينكه ويناندر . يقول فويرباخ في رسالة بتاريخ سنة ١٨٤٦ :٠ وصلت إلى جامعة برلين وأنا في حال من التمزق الشديدوالثقاءوالترددوشعور في داخل نفسي بالنزاع بين الفلسفة واللاهوت ، وبأن علي إما ان اضحي بالفلسفة في سبيل اللاهوت ، واما أن اضحي باللاهوت في سبيل الفلسفة» .

وقد حرصخصوصاً على حضور محاضرات هيجل . وقد أفاد منها أجزل فاثدة ، إذ مكنته من فهم كثيرمما اشكل عليه حتى الآن، فكتب إلى أبيه يقول : الم تبدأالمحاضرات التي أحضرها ( في برلين ) إلآ منذ اربعة اسابيع - بيد افي حصلت في هذه الأسابيع القليلة ربما اكثر ما كان عسافي ان احصله في أربعة اشهر في ايرلنجن Erlangen أو في أية جامعة اخرى. وكثيرمن المشاكل التي غمضت علي وأنا ادرس على داوب؛ أوكانت غيرمفهومة ، أومثارة بالصدفة ومنعزلة، صرت أفهمها بفضل بعض محاضرات القاها هيجل Hegel ، وأصبحت أدركها في ارتباطها وضرورتها ٠ .

وأداه ذاك إلى الانصراف عن دراسة اللاهوت وتكريس نفسه لدراسة الفلسفة ، خصوصاً فلسفة هيجل . يقول في رسالة إلى ابيه بتاريخ ١٨٢٥/٣/٢٢ : I لا أستطيع بعددراسة اللاهوت . صرت مثل نفس متعطشة للامتلاك والقدرة: تريد ان تمتلك الكل وتلتهمه ، لا بوصفه مجمرعاً تجريبياً ، بل بوصفه شبمولاً تنظيمياً • ورغبتي ليس لها حدود ، بل هي مطلقة . أريد أن أحتضن الطبيعة بقلبي ، تلك الطبيعة التي يتراجع امام عمقها اللاهوتي الجبان ، والتي يسيء فهم معناها صاحب الفزياء ، ولا يستطع تحقيق النجاة لهاالأ الفيلسوف،.

وتفرغ فويرباخ للفلفة وحدها. وظل يتابع محاضرات هيجل في جامعة برلين من سنة ١٨٢٤ إلى سنة ١٨٢٦ و'ض دراسته في جامعة برلين برسالة بعنوان : م في

العقل الواحد ، الكلي ، اللامتناهي » . وبعث بهذه الرسالة إلى هيجل ومعها خطاب إهداء يصف نفسه فيه بأنه تلميذ هيجل المباشر الذي حاول ان ياخذ من روح استاذه كل ما استطاع. لكن هيجل لم يردعلى تزلف هذا التلميذ .

وقد نشر فويرباخ هذه الرسالة في سنة ١٨٢٨ وفي إثرذلك عين مدرساً حراً في جامعة ايرلنجن ؛ حيث القى محاضرات في المدة من سنة ١٨٢٩ إلى سنة ١٨٣٢ ، وهذه المحاضرات جمعت في كتابه : ,تاريخ الفلسفة الحديثة منذ بيكون حتى اسبينوزا»، وقد طبع سنة ١٨٣٣ .

لكن الانتاج الرئيسي في تلك الفترة كان كتابه : « افكاري عن الموت والخلود ،، الذي نشره سنة ١٨٣٠ وسيعود إلى تناول الموضوع نفسه في كتابين هما : « مسألة خلود النفس من وجهة نظر الانشروبولوجيا»، و «حول افكاري عن الموت والخلود ا. وفويرباخ في مقدمة كتابه : , افكار عن الموت والخلود » يصرح بأنه يريغ إلى تحويل الهيجلية إلى اتجاه أقوى وأشد واقعية ، وأن الإنسانية بسبيل أن يتحول تاريخهاتحولاً عظيماً ، وأن هذا العصر ( عصره ) بداية عهد جديد من تاريخ الانسان .

وتجلى هذا الانحراف بفلسفة هيجل أول ما تجلى في إنكاره لخلود النفس الفردية، لأن التعقل الكلي يمتص العقول الفردية ، فالخلود إذن هوللعقل الكلي ، للروح الموضوعية ، لا للنف الفردية . ويتجلى ثانيا في إلحاده الشديد ، وفي عداوته القوية للدين بوجه عام .

وعلى الرغم من ان فويرباخ نشر هذا الكتاب دون ذكر لاسم مؤلفه ، واحتاط كيلا يعرف من هو، فلم يورد اسم هيجل في الكتاب كله، فإن السر ما لبث أنهتك في مدينة ارلنجن الصغيرة ، وعرف الناس أن مؤلف الكتاب هو ال مدرس الجديدفيجامعة ارلنجن ، لودفج فويرباخ . فاستشاط أساتذة الجامعة غضباضده وتنبأ له ابوءانه لن يحصل ابداً عل كرسي الأستاذية . وفعلاً تحققت نبوءة ابيه . فقد حاول فويرباخ الحصول على كرسي استاذ في جامعة ارلنجن المرة يعد المرة ، فلم يفلح . وفي المرة الأخيرة ، وكان ذلك في سنة ١٨٤٥ ، أي بعد ظهور كتابه هذا بخمسعشرة سنة ، رشح نفسه من جديد . فقال له مدير الجامعة إنه مستعد لتزكية ترشيحه إذا أثبت أن كتاب : ا أفكار عن الموت والخلود»

فويرباخ

ليس بقلمه . ولم يستطع فويرباخ طبعا ان يقدم الدليل على ذلك ، فكان مصير طلبه الاخفاق .

إزاء هذا، ماذا يفعل فويرباخ وقد حرم من الكرسي في الجامعة ، وما يستتبع ذلك من عدم اتصال بالشباب الحي وبعد عن الجو العلمي ، وسوء الحال المالية ؟ ظل حائراً بين الثورة ، والاستسلام . وراح يعزي نفسه في رسالة كتبها في سنة ١٨٤٦ : ,لما كنت اشعر بالتقابل المطلق بين روحي والروح التي تنال المكافأة والحظوة، فإنني لم آمل، في أعماق قلبي ، في ان اعين استاذاً . ولم اطلب شيئاً غير ان اكون في مكان استطيع فيه ان اكون حراً لا يزعجفي شيء ، وان اتفرغ للدراسة ولتنمية وإظهار الأفكار والاتناعات التي ترقد في نفسي » .

وتلقى الأمر برباطة جاش،كماعبر عن حاله في , يومياته » فقال : < إني لا اكون شيثاً إلا طالما كنت لست بشيء . وكما تحرر عقلي من الكنيسة ، كذلك يجب ان يتحرر الآن من الدولة . إن الموت المدني هو الثمن الذي ينبغي دفعه من أجل ان أحصل الآن على خلود الروح».

اما احواله المالية فقد تحسنت جداً بفضل زواجه في سنة ١٨٣٦ من برتا ليق Bertha Low التي كانت وريثة لقصر بروكبرج Bruckberg ولمصنع للخزف والصيني بالقرب منه . وسكن الزوجان في جناح من هذا القصر، وعاشا في هذا الجو الريفي الصافي الصحي في رفاهية ونعيم بين أحضان الطبيعة الفسيحة

أما من الناحية الفكرية ، فقد انضم فويرباخ إلى جماعة اليسار الهيجلي . وكان أنصار هيجل قد انقسموا غداة وفاته في سنة ١٨٣١ إلى معسكرين : اليمين المحافظ ، واليسار الثوري . وأهم خصائص هؤلاء الهيجليين اليساريين أنهم كانوا ثائرين على السلطتين الرئييتين : الدولة ، والكنيسة ، وكانوا أعداء للماضي والتقاليد والنظم الموروثة ، وبالجملة : كانوا ضد النظام القائم ، وكانوا متحررين من كل الروابط السياسية والدينية والاجتماعية . وفي الوقت نفسه كانوا عبيداً متعصبين لأفكارهم هم ، ونذكر من اسماء هؤلاء اليساريين الهيجلين : روجه ع2س1 Arnold وبرونو باوخ Bruno Bauch ، وماكس استرنر Max Stirner ٠> لكن أبرزهم جميعاً كان صاحبنا : لودفج فويرباخ . وقد انضم إليهم كارل ماركس فترة من الزمن وما لبث أن انفصل عنهم ليستقل باتجاهه العملي الثوري الاقتصادي في المقام الأول .

وفي سنة ١٨٤١ اصدر فويرباخ كتابه الرئيسي وهو : «ماهية المسيحية؛ الذي يعتبر الكتاب المقدس للنزعة الانسانية الملحدة. ولقي لكتاب رواجاً منقطع النظير، فطبع للمرة الثانية في السنة التالية ، ( سنة ١٨٤٢) وللمرة الثالثة فيسنة١٨٤٨

وتلا ذلك ببحثين متكاملين هما : « الأقوال الموقوتة من اجل إصلاح الفلسفة»، و « مبادى« فلسفة المستقبل. وأولهما قد حرره في سنة ١٨٤٢ وأراد نشره في االحوليات الألمانية»، لكن الرقابة منعت نشره فيها ، فنشره في العام التالي سنة ١٨٤٢ في «Anekdotaوكانت تصدر في أكثر من عشرين ورقة ، ما يعفيها من الخضوع للرقابة السابقة على النشر - أما البحث الآخر : < مبادىء .. . » فقد نشره في كتيب صغير من ٨٤ صفحة . وهذان البحثان يمثلان تطورا بالغ الأهمية في فكر فويرباخ ، وسيكون لهما تأثير كبير في تطور الفكر الياري .

وهكذا كانت الفترة من سنة ١٨٣٩ إلى سنة ١٨٤٣ اوج نضوج فكر فويرباخ . ومن ثم بدأ في الانحدار والانحلال فكتابه ٠ ماهية الدين» الذي صدر في سنة ١٨٤٥ يكشف عن بدء انحلال فكره : إذ فيه تخلى عن النزعة الانسانية واتجه إلى النزعة الطبيعية.

وقامت ثورة سنة ١٨٤٨ في كل بلاد اوربا تقريباً ، وتبدت كما لو كانت انتصاراً للبادى* السياسية والاجتماعية التي نادى بها اليسار افجلي. لكن فويرباخ تجنب لخوض فيها ، وظل بعيداً عنها . وليس هذا الموقف جديداً عليه ، فإنه لما طلب منه زميلاه في اليسار الهيجلى : أرنولد روجه Ruge وكارل ماركس أن يكتب مقالاً في سنة ١٨٤٣ لينشر في مجلتهما : «الحوليات الفرنسية الألمانية» التى كانت منبر حركتهم ، رفض فويرباخ محتجاً بأن الشعب الألمافي لم يعد بعد الاعداد الاديولوجي الكافي .

لكنه لم يبخل بالاسهام النظري في ثورة سنة ١٨٤٨ ، حين طلب إليه بعض الطلاب في جامعة هيدلبرج ان يحاضر هم في الدين . فألقى سلسلة من المحاضرات، في مبفى البلدية ، امام حوالى مائة. من الطلاب المنتظمين ومثل هذا العدد من المتمعين العابرين ، وكانت تدورحول كتابه م ةالدين.

وفي سنة ١٨٥٧ نشراخر كتبه المهمة وهوكتاب :

فوير باخ

« ننب الآلهة تبعا للمصادر القديمة الكلاسيكية والعبرانية والمسيحية ا. وفيه أراد أن يبين أن ا إله ا الدين هوتجسيد ما يتمناه الانسان لنفسه ولم يستطع تحقيقه . يقول : , ما ليس عليه الانسان فعلا ، لكنه يريد أن يكونه ، يجعل منه إلاهه، أوهذا هوإلاهه ا.

ولم يلق هذا الكتاب اي نجاح ، نظراً لوفرة امعلومات التاريخية الغريبة عن ذهن القارى، وقد حشدها المؤلف حشداً، دون مبرر احياناً ، عما يسبب للقارى، الملل الشديد .

وفي نفس الوقت أصابت فويرباخ محنة مالية شديدة ، ذلك أنه ظل منذ حوالى عشرين عاماً يعيش على ما يدره على زوجته مصنع الخزف والصيفي في بروكبرج . وإذا مذ ا المصنع يعلن إفلاسه . فاضطر فويرباخ إلى ترك بروكبرج والاقامة في بيت ريفي في ريشنبرج 8لجة0احجلآ القريبة من نورنبرج، وكان ذلك فيسنة ١٨٦٠ .

في وسط هذه الهموم المالية التي المت به في السنوات الأخيرة من عجزه ، توفي لودفج فويرباخ في ٥ ١ سبتمبر سنة ١٨٧٢ ، وشيعه الاف العمال، وغالبيتهم من الحزب الاجتماعي الديمقراطي الذي كان فويرباخ قد انضم إليه ، شيعوه إلى مرقده الأخير في مقبرة القديس يوحنا في نورنبرج حيث كان يرقد ايضاً هانز ساكس (١٤٩٤-١٥٧٦ ) الشاعر المسرحي الألمافي القديم ، والبرشت ديرر ( سنة ١٤٧١ -١٥٢٨) أعظم الرسامين الألمان .

فلفته

١ - نقد الهيجلية :

لكن أكبر محنة أصابت فويرباخ هي ذلك الربط المصطنع الزائف بين فكره وبين الماركسية ، وهو ربط ألح في توكيده الماركسيون وأشياعهم منذ أن أصدر فريدرش انجلز 5اعء^كتابه : < لودفج فويرباخ وغهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية (سنة ١٨٨٨ ). فقد أساء إليه هذا الربط وجعله يقول ما لم يتفوه به ، وحصر أفكاره في نطاق لا شأن له به. والواقع أن الماركسية لم تأخذ من فويرباخ إلا إلحاده.

ووهماخر ينبغي تبديده هو أن يظن أن التعبير : ا اليسار الهيجلي» يفيد معفى انم من أتباع هيجل حقاً • والواقع ان اليسار الهيجلي أشد عداوة للهيجلية من أي مذهب آخر وكان شغلهم الشاغل هو تحطيم مذهب هيجل ، أو

إفراغه من مضمونه الحقيقي ، أو الانحراف إلى ما يباعد تماما بينه وبين روح مذهب هيجل.

وهكذا كان موقف لودفج فويرباخ . فقد بدافلفته بالهجوم العنيف على مذهب هيجل . وكي يتمكن من هذا الهجوم ، تناول أضعف أجزاء فلسفة هيجل ، وهو فلسفة الطبيعة. فهو يأخذ على هيجل :

١ - أن ديالكتيكم عاجز عن الاحاطة بشمول العالم العي

٢ - أنه أخضع الجزئي للعام ( الكلي ) ؛

٣-أنه سعى الى ادراك العيني بواسطة المجرد؟

٤- أنه ضحى بالطبيعة في سبيل العقل ( الروح) .

وفويرباخ ينعي على الفلسفة الحديثة هذا الازدراء للطبيعة ، ويرجع ذلك الى تأثير اللاهوت ، ويقول : اإن الفلسفة الحديثة نشأت عن اللاهوت، إغها ليست إلا اللاهوت محلولاً ومحولاً إلى فلسفة». ولا يرى في هيجل إلاً لاهوتياًمتدثراً بمسوح الفيلسوف. لهذاينادي باطراح فلسفة هيجل قائلا :٠ إن من لا يترك الفلفة الهيجلية، لا يترك اللاهوت ومذهب هيجل القائل بأن الفكرة هي الي تصنع الواع،ئ هو إلآ التعبير العقلي عن المذهب اللاهوقي القائل بأن الطبيعة قد خلقها ال » .

واللامتناهي الهيجلي مصبوب على قالب اللا متناهي في الدين ، أي وصف الله بأنه لا متناه .

وبعد هذا النقد ، يأخذ فويرباخ في بيان الجانب الايجابي من مذهبه.

إنه يريد أن يحرر الطبيعة من نير العقل، وأن يحرر الوجود من طغيان الفكر . يقول : 1 حيث تتوقف الكلمات هناك فقط تبدأ الحياة ، وينكشف سر الوجود». والسبيل المؤدي إلى الكشف عن سر الوجود، هو سبيل الحواس. لكن ماذا يقصد فويرباخ بهذا ؟ .

إنه يرى ان الانسان ظل ردحاً طويلا فريسة أوهام الفكر، وهي أوهام لقنها اياه اللاهوت : وعلى الانسان أن يدرك حقائق الأشياء في الواقع ، هنالك سيجد أها إنسانية وليست إلاهية كماتخيلحتى لآن. فإذا ما تخلص الانسان من الحيالات الدينية، اكتشف أبعاد العالم الحقيقي. يقول : , إن حقيقة الانسان الواقعية تتوقف فقط على الحقيقة الواقعية

فويرباخ

لموضوعه ؛ أن ا يملك شيئاً معناه ان لا يكون شيئاً ، .

إن الادراك الحسي مباشر ، وجوهري ، لأن الموجود المدرك بالحس هو وحده الذي لا نزاع فيه .

ب-النزعة الاتانية الملحدة:

قلنا إن فويرباخ رأى في فلسفة هيجل لاهوتاً مقنعاً ، وبدا له أن االموجود» عند هيجل هو االمطلق» في اللاهوت . فدعاه ذلك إلى نقد الدين ,

وكان النقد التاريخى للميحية قد ازدهر في تلك الفترة ازدهاراً عظيهاً بفضل دافيد اشتراوس ، وكرستيان باور ومدرسة توبنجن.فكتب دافيد فريدرش اشتروس كتابه الشهير الذي احدث ثورة في التأريخ لحياة المسيح بعنوان :

٠ حياة المسيح I ( سنة ١٨٣٥ - سنة ١٨٣٦ ) وفيه قرر أن العقائد المسيحية هى مجرد أساطير، وحاول وصف حياة المسيح اعتماداً على المضمون الإيجاي للاناجيل وحدها .

- وجاء برونو باور Bruno Bauer في كتابيه : ٠ نقد تاريخ حياة المسيح كما ورد في انجيل يوحنا» ( سنة ١٨٤٠ )وه نقد تاريخ حياة المسيح كما ورد في الأناجيل الأربعة» ( سنة ١٨٤١ ) وطبق على المسيحية معايير النقد المثالي. وكلاهما

- اشتراوس وباور- كما ذكرنا منقبلهما من اليسار الهيجلي، تماماً مثل فويرباخ . لكن بينما كان نقدهما تاريخياً قانماً ض الوثائق التاريخية ، كان نقد فويرباخ للمسيحية نقداً قائماً على علم النفس . ذلك ان فويرباخ أراد أن يستخلص من الأناجيل المطامح النفسية للإنسان والقوى اللامعقولة في الطبيعة الانسانية . وفويرباخ يبين اختلاف وجهة نظره عن وجهة نظر زميليه هذين ، في مقدمة الطبعة الثانية من كتابه :

٠ ماهية المسيحية» فيقول : ه إن الفارق بيفي وبينيما واضح من عنوانات مؤلفاتنا إن برونو باور اتخذ موضوعاً لنقده : التاريخ الانجيلي ، اي المسيحية الكتابية او بالأحرى اللاهوت الكتابي . ودافيد اشتراوس David Strauss اتخذ موضوعاً لنقده العقيدة المسيحية وحياة المسيح التي يمكن أن تندرج ضمن العقيدة المسيحية ايضاً . اما أنا فعلى العكس من ذلك اتخذ موضوعاً لنقدي المسيحية بوجه عام ، اعني الدين المسيحي ، وبالتالي ، الفلسفة أو اللاهوت لمسيحيين، وهدفي الرئيسي هوالمسيحية ، الدين بالقدر الذي هوبه الموضوع المباشر، والماهية المباشرة للإنسان . والتحصيل والفلسفة هما في نظري وسائل فقط للكشف عن الكنز الدفين في

الانان،.

ونقد الدين عند فويرباخ مقود كله بفكرة المغايرة 20ذا202ن21 (٤ راجع هذه الكلمة في هذا الكتاب). لكن المغايرة عنده تنحصر في التنازل عن الانسان لصالح المطلق أو الله . وهي المغايرة التي يقوم عليها جوهر الدين .

ما الغاية من الإنسان عند فويرباخ ؟ ٠ الانسان يوجد ليعرف ، وليحب ، وليريد». وتلك هي القوى العليا الثلاث في الانسان : العقل ، الحب ، الارادة . لماذا ثلاثة ؟ لأن الديالكتيك الهيجلي ينبني على ثلاث لحظات : موضوع، نقيض موضوع، مؤلف من الموضوع ونقيضه ، وكذلك لأن فويرباخ يفكر في الثالوث المسيحي . ولما أدرك الانسان أنه لا يستطيع بقواه الخاصة أن يحقق الحق ، والحب والخير، فإنه أسقط هذه الصفات على إله وصفه بهذه الصفات. لقد نقل الانسان آماله الى كاثن ذي درجة عليا سماه «الله،. ووحدة العقل هي وحدة الله . والإرادة المولهةتفصل الانسان عن إلاهه، لأماً ، في مواجهة كمال اخلاقي ليس في متناولما فإها تبقي عل الانسان في الذل واليأس . ثم يأتي الحب فيضع حداً لهذا التصدع الأليم ويصلح ذات البين بين الانسان واش . لكنه تصالح وهمي ، مع ذلك ، لأن الإنسان وقد كشف له الدين عن ماهيته بوصفه انساناً ، فإنه يسلمه لكائن خارج ذاته ، هو اله ، وهو امر يضر بالانسان ، لأن العقل الذي يعطي الانسان السيطرة على العالم يمحي أمام الوهم الديفي. لماذا يسعى الانسان إلى السعادة على الأرض ، مادامت السعادة الحقيقية هي تلك التي وعد ٣ا الانسان في الآخرة؟! وفيم السعي للتقدم المادي ، مادامت العناية الإلهيةهي لكفيلة كلشيء؟!

والارادة، وقد أسلمها الدين إلى المشيئة الإلهية، لن يكون أمامها سوى التنكر والاستلام والتفويض الكامل الأعمى . ! على الانسان حينئذ أن يتخل عن أن يسائل ضميره ، وأن يكتفي بالتسليم للمشيئة الإلهية .

بقي الحب ؛ ويؤكد فويرباخ ان الدين يفسده ايضاً . فبدلاً من ان يكون مشاركة بين الآنسان وسائر بفي الانان ، يقوم الحب الإلهي باستعباد الانسان ، واضعا كل قواه في خدمة إيمان اسمى يقيم النزاع والكراهية ضد سائر صنوف الإيمان : اتباع دين ضد اتباع دين آخر ، وأتباع مذهب ضد أتباع مذهب آخر داخل الدين الواحد .

وانتهى فويرباخ منهذا كله لى تأكيد ان الدين عقبة في سبيل تقدم الانسان مادياً ، ومعنوياً ، واجتماعياً . ولهذا ينبغي على الانسان، فيما يزعم فويرباخ- ان يتحرر من سلطان الدين .

وهو يتصور أن الانسان سعى منذ وقت طويل إلى السير في طريق التحرر من الدين؛ ومر في ذلك بثلاث مراحل :

١ - في المرحلة الأولى كان الانسان والل متزجين معاً في حضن الدين؛

٢ - وفي المرحلة الثانية أخذ الانسان يتباعد عن الله كيما يسترد ذاته ويستقل بقواه . وكان اللاهوت هو التعبيرعن هذا المسعى ؛ رغم ما يبدو في ظاهره من أنه دفاع عن العقائد الايمانية بالطرق العقلية. إذ انتهى اللاهوت إلى توكيد وجود هوة سحيقة تفصل بين الانسان واله ، وإلى توكيد العلو المطلق لله ، وبالتالي البعد الهائل بينه وبين الانسان .

٣-وفي المرحلة الثاثة، وهي التي يدعو فويرباخ إلى السعي الحثيث في سبيل تحقيقها، هي مرحلة الانثروبولوجيا ( =علم الانسان ) التي فيها يترد الانسان ماهيتم ويملك جوهره من جديد . لقد أصبح الانسان يعرف أن العلاقة بينه وبين الله ليست إلا اسقاطاً للعلاقة الموجودة بين الكائن الانساني وبين النوع الانساني . وعلى الفرد الانسافي أن يسعى، في نطاق مجاله ، الى تحقيق الأهداف المشتركة بين أبناء النوع الانسافي كلم . لقد صار الانسان ، في اطار النوع الانسافي كله، إلهاً بالنسبة إلى الانسان.

وتلك هي النزعة الانسانية كما يتصورها فويرباخ . إنها تجعل من الانسان كائناً مطلقاً ، وتمجد القيم الانسانية المحضة، ولا تعترف بأي كائن فوق الانسان .

لكن أغرب ما في الأمر، هو أن اللاهوت البروتستنتي ، خصوصاً عند كارل بارت Karl Barth ( في مقاله : , اللاهوت والكنيسة»)، يشعر بالقرب من نزعة فويرباخ الانسانية هذه ويقول إنبا تتفق مع التقاليد المسيحية القديمة ، بدعوى أن السعي إلى السعادة على الأرض لا يتعارض مع بلوغ الجاة في الآخرة وأكثر من هذا يؤكد كارل بارت أن , من ينكر دنيا الانسان ، ينكر آخرة الله ,. وخطأ فويرباخ الوحيد في نظر كارل بارت واللاهوت البروتستنتي المنبثق عنه هو قوله بالهوية بين الله والانسان .

بينما نجد الماركسية ، وعلى رأسها كارل ماركس ، ينقد فويرباخ نقداً عنيفاً وذلك في كتابه ٠ أقوال تتعلق بفويرباخ، (سنة ١٨٤٥) إذ يأخذ اولاً على فويرباخ أن ديالكتيكم استاتيكي وليس ديناميكياً لأنه يفصل الفكر عن الوجود ٠ رياخذ عليه نانياً انه ينظر الى الانسان من ناحية النوع الطبيعي ، فاصلاً إياه عن المحيط الاجتماعي والياسي والاقتصادي ، فإنسان فويرباخ - بحسب ماركس -هو تجريد محض ، لأنه مفصول عن تاريخه ، وعن مجرى الأحداث السياسية والاقتصادية .

نشرات مؤلفاته

طبع مجموع مؤلفات فويرباخ فيطبيعتينمختلفتين : الأولى اصدرها فويرباخ هو نفسه تحت العنوان التالي :

-Ludwig Feuerbach: Sämtliche Werke. Leipzig,1846-1866.

والطبعة الثانية أكبر من الأولى بكثير، وأشرف على

تحت عنوان : .FR.J٥dl ويودل w. B٥lin اصدارها

- Ludwig Feuerbach : Gesammelte Werke heraus -gegeben v٥nW.B٥!in urd FR. Jodi . Stuttgart, 1903 1911

كذلك نشرت مراسلاته ، وقام بنشرها اولاًكارل ليبتسك سنة ١٨٧٤) ثم بولن ) Karl Grui جري ليبتسك سنة ١٩٠٤ ). ) WilhehmB٥lin