كونراد غيسنر
لقد توفي العالم كونراد جیسنر، الذي ولد بسویسرا، في سن صغيرة؛ حيث كان يبلغ عمره 49 عاما (ولقد مات إثر إصابته بالطاعون). وعلى الرغم من
ذلك، فقد قدم هذا العالم الكثير من الإنجازات العظيمة، فقد اشتغل بمهنة العلب والجراحة، وكان من أوائل الأفراد الذين تمكنوا من تسلق جبال الألب. كما قام پنجمیع قائمة شاملة للأعمال الأدبية في جميع اللغات المهمة مثل اللغة اللاتينية واليونانية والعمرية (كانت لديه مكتبة عالمية كما كان يطلق عليها). وقد قام أيضا بدراسة مقارنة بين ۱۳۰ لغة، وقام بعدد من الدراسات العلمية في علم الحيوان وعلم النبات. لقد كان يتمتع بمعرفة كبيرة في جميع المجالات، وقد ألم بعدد كبير من الموضوعات. وقد ربط البعض بين هذا العالم وبين العالم الروماني بلينيوس، الذي قام قبل هذا العالم بحوالي 1500 عام پنجمیع موسوعات علمية تشمل كل ما له علاقة بالطبيعة .
من أعظم الأعمال التي قدمها هذا العالم موسوعتان ألمنا بكل أنواع النباتات والحيوانات المعروفة (أو على الأقل تلك الأنواع التي عرفت في العصور القديمة). ولقد تم تقسيم موسوعته Historia animalium التي بلغ عدد صفحاتها 4500 صفحة إلى 5 مجلدات. ألمت هذه الموسوعة بالكائنات الخرافية والأسطورية، وخاصة الوحوش البحرية، الأمر الذي جعلها موسوعة شاملة. وبالإضافة إلى استخدام الرسومات ، فقد تم استخدام منحوتات خشبية ، قام بسناعتها الفنان جیسنر الذي يعد واحدا من الفنانين العظماء في هذه الفترة. وبالتالي، يعد هذا الكتاب الأول من نوعه. وعلى الرغم من أن الرسوم التوضيحية التي قدمها هذا الكتاب لم تكن دائما على قدر كبير من الدقة، فإنها زادت من أهمية وفوائد هذا الكتاب وقدمت النموذج الذي تم اتباعه في الأعمال التالية.
هذا، وقد استقى هذا العالم في الشروح والتعليقات التي قدمها أفكاره من أعمال المؤلفين القدماء المشهورين وأعمال أقرانه المعاصرين. كما لجأ أيضا إلى الأمثال الشعبية والمراجع الدينية والأساطير الوثنية والحروف الهيروغليفية المصرية. ولم يقم بأية ملاحظات مباشرة خاصة به، حيث إن تلك الملاحظات التي تعد عنصرا أساسيا للتقدم العلمي لم تكن تحظى بشعبية كبيرة في هذه الفترة. كما كانت أيضا الموسوعة الثانية له التي وضعها تحت عنوان Historia Plantarum على القدر نفسه من الإمام والاتساع وقد صدرت هذه الموسوعة عام 1541. وتعد هذه الموسوعة من أول الوثائق الحديثة التي تم وضعها في علم النباتات. وهكذا، نجد أن هذا العالم قد سبق، بحوالي 300 سنة تقريبا، العمل الذي حاول من خلاله العالم كارل لينين وضع نظام لتصنيف النباتات والحيوانات (1753).
لقد قدم جيستر مجموعة أخرى من الأعمال المهمة، مثل The New Jewel of Health، الذي وضح فيه كيفية استخلاص الأدوية من النباتات. كما وضح في كتابه On Fossil Objects (الذي كان العنوان الكامل له هو A book On Fossil Objects, Chiefly Stones and Gems, their Shapes and Appearances) دراسة قوية - دعمها بمجموعة من الرسومات التوضيحية – تقول إن عددا كبيرا من الحفريات عبارة عن بقايا كائنات حية نافقة. ولكنه، فشل في إقناع الناس بنظرياته ، شأنه في ذلك شأن ليوناردو دافنشي. ذلك ، لأنه لم يتمكن من شرح الطريقة التي تتحول بها خلايا النباتات والحيوانات إلى صخور.