كلود لوي برتوليه

كلود لوي برتوليه (بالفرنسية: Claude Louis Berthollet)‏ هو كيميائي فرنسي عاش بين 9 كانون الأول/ديسمير 1748 و6 تشرين الثاني/نوفمبر 1822. يعرف برتوليه بإنجازاته في مجال التوازن الكيميائي ولاكتشافه تأثير التبييض (القصر) لغاز الكلور، كما أنه أول من صنّع ماء جافيل المعروف بخواصه المبيّضة.

حياته

ولد برتوليه سنة 1748 في تالوار Talloires القريبة من آنسي، والتي أصبحت لاحقاً جزءاً من دوقية سافوي.

تلقى دراسته الأولى في مدارس آنسي، وتابع دراسته الجامعية في جامعة تورينو Turin حيث حصل عام 1768 على شهادة الطب. ثم حصل على شهادة ثانية في الطب من باريس عام 1779.

التقى برتوليه مع أنطوان لافوازييه، حيث أسهما معاً في علم الكيمياء، ووضعا نظاماً لتسمية المركبات الكيميائية والذي تطور فيما بعد.

اهتم برتوليه في مجال الصباغ ومجال التبييض، حيث كان أول من عرف التأثير المبيض لغاز الكلور سنة 1785، كما أنه قدم لاحقاً سنة 1789 سائلاً مبيضاً باسم ماء جافيل "Eau de Javel"، نسبة إلى موقع Javel في باريس، وذلك بتمرير غاز الكلور بمحلول من كربونات الصوديوم، حيث أن الناتج وهو تحت كلوريت الصوديوم له خواص مبيضة. كان برتوليه أيضاً أول من حضر ملح كلورات البوتاسيوم، والذي يعرف أيضاً بالاسم الشائع ملح برتوليه.

كان كلود لوي برتوليه أحد العلماء المشاركين في حملة نابليون على مصر، حيث كان أحد المؤسسين لمعهد Institut d'Égypte والذي أصبح فيما بعد المجمع العلمي المصري.

في سنة 1789 انتخب برتوليه كزميل في الجمعية الملكية في لندن، وفي سنة 1801 كعضو في الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم. وفي سنة 1804 انتخب كنائب للرئيس في مجلس الشيوخ الفرنسي.

توفي برتوليه في آركوي Arcueil سنة 1822.

إسهامات مارسيلين بيرتوليه في الكيمياء العضوية

إن الاكتشاف الذي توصل إليه فريدريك فولر عام ١٨٢٨ بأن اليوريا، المركب المرتبط بالحياة، تتشابه كيميائيا مع سيانات الأمونيوم المعدنية النقية أحدث ما هو أكبر من الصدمة لأصحاب المذهب الحيوي؛ وهو المذهب القديم الذي يؤمن بأن الكائنات الحية تمتلك خاصية متأصلة فيها تبعد كل البعد عن الاستكشاف العلمي. وقد ساعد هذا الاكتشاف على بداية الدراسة المنهجية لنطاق واسع من المواد الكيميائية التي ترتبط بالحياة والمعروفة باسم المواد الكيميائية العضوية مما يؤدي إلى بذل جهد من أجل تحضير هذه المواد في المختبر.

كانت أولى المواد الكيميائية التي تم تحضيرها في المختبر عام ١٨٤٥ من عناصرها (الكربون والأكسجين والهيدروجين) هي حمض الخليك الذي كان ينتج سابقا فقط من خلال تخمر النبيذ بواسطة الخميرة (والاسم الشائع له هو الخل). من المناصرين لهذه التجربة الكيميائي الفرنسي مارسيلين بيرتوليه الذي كان والده يعمل مع لافوازييه. فقد قام بتحضير أنواع متنوعة من الكحوليات بالإضافة إلى غاز الميثان (الذي ينبعث من الفحم في المناجم كغاز المناجم) والبنزين السائل (الذي استخرجه مايكل فاراداي لأول مرة من زيت الحوت). كثيرا ما يتداخل الحد الفاصل بين المواد الكيميائية العضوية وغير العضوية لدرجة يصعب معها تحديد موضع هذا الفاصل.

تعتبر معظم المركبات الكيميائية العضوية أكثر تعقيدا من الأخرى غير العضوية. فقد تم تقسيمها بالفعل تقسيما ثلاثيا إلى البروتينات والدهون والسكريات. تحتوي جميع هذه المواد على الكربون والأكسجين والهيدروجين. وتحتوي البروتينات على النيتروجين أيضا. أما السكريات، فتحتوي على ذرات الهيدروجين والأكسجين بنسبة اثنين إلى واحد كما هو الحال في الماء. لذا، فقد أطلق عليها عموما الكربوهيدرات.

سرعان ما ثبت أن مثل هذه المركبات المعقدة تتحلل إلى مركبات أصغر وأبسط عن طريق عملية التسخين وإضافة بعض من الحمض الضعيف أو القلوي. قام أحد الكيميائيين الروسيين في عام ١٨١٢ بالفعل بتسخين النشا الكربوهيدراتي في وجود حمض ما؛ وكانت النتيجة أنه توصل إلى سكر بسيط سمى فيما بعد بالجلوكوز. وبعد ذلك بثمانى سنوات، نفذ أحد الكيميائيين الفرنسيين التجربة نفسها مع الجيلاتين البروتيني (الذي ينتج عن غلي العظام) وفصل عنه مادة بسيطة عرفت باسم الجليسين وهي واحدة من أول الأحماض الأمينية. وفي الوقت نفسه تقريبا، استخلص العلماء الأسبرجين من الهليون والسيستئين من حصوات الكلية. بل وقبل ذلك، جاء كيميائي فرنسي آخر وفعل الشيء نفسه مع الدهون مستخرجا الأحماض الدهنية. تتكون جميع أنواع الدهون من ثلاثة أحماض دهنية مرتبطة بمركب يعرف بالجليسرول.

إن الكيمياء العضوية الآن كفيلة لأن ثفقد المرء منا عقله وصوابه. فهي تعطي أيا منا الانطباع بالغابة البدائية المدارية المليئة بأغرب الأشياء؛ أي أنها أحد الأدغال التي لا مفر منها ويفزع من تطأ قدمه أرضها. ----- فريدريك فولر (١٨٨٥) في خطاب لعالم الكيمياء جونس برزيليوس.

اتخذ بيرتوليه خطوة جديدة ومثيرة إلى الأمام. فقد بدأ في تحضير بعض من هذه المركبات البسيطة مع بعضها البعض بصورة لم تحدث طبيعيا. فعلى سبيل المثال، مزج الجليسرول مع المركبات التي تقوم بوظيفة الأحماض الدهنية ولكنها لم تستخلص من الدهون. وانتهى به الأمر إلى إنتاج الدهون التركيبية، وهي مركبات تندرج بوضوح تحت قائمة الدهون نفسها التي تنتج طبيعيا. ولكن لا تقوم الطبيعة مطلقا بإنتاجها. لذا، فقد أصبح بإمكان الكيميائي تحضير مركبات غير متوفرة في الطبيعة. ومن هنا، أصبح لا وجود الآن للمذهب الحيوي وقد حل محله العلم الحديث المعروف بالكيمياء العضوية، وهي الدراسة المنهجية للمركبات التي تصنعها الكائنات الحية محتوية جميعا على الكربون. وفي وقت ما أصبح من الضروري إفشاء أسرار كل هذه المركبات.