كفر قاسم

'كفر قاسم' هي قرية عربية فلسطينية في دولة إسرائيل اليوم أي داخل حدود عام 1948، تقع في قلب البلاد بالتمام على ربوة بارتفاع 150 متراً فوق سطح البحر، على بعد 20 كم شرقي مدينة يافا، تل أبيب اليوم، و8 كم شمال شرقي مدينة ملبس (بيتاح تكفا اليوم)، وعلى بعد 40 كم من مدينة نابلس. وتبعد القدس عنها 60 كم. وهي من التجمعات العربية الحدودية الواقعة غربي الخط الأخضر، وهذا بالإضافة كونها أحد تجمعات منطقة المثلث وتقع في قاعدته الجنوبية. واكتسبت أهميتها الاستراتيجية كونها تقع على تقاطع طرق التجارة بين الشام ومصر وبين يافا ونابلس، هذا بالإضافة إلى خصوبة أرضها وقربها من منابع نهر العوجا الذي يصب مياهه في البحر المتوسط بالقرب من يافا. اشتهرت كفر قاسم على خلفية مجزرة كفر قاسم التي ارتكبها حرس الحدود الإسرائيلي عندما قتلوا 49 مدنياً فلسطينياً رمياً بالرصاص وذلك مساء يوم الاثنين في 29 أكتوبر عام 1956 م يوم العدوان الثلاثي على مصر.

في 12 فبراير 2008 أعلنت وزارة الداخلية الإسرائيلية كفر قاسم مدينة إذ بلغ عدد سكانها أكثر من 20 ألف نسمة بعد موجات الهجرة إليها من البدو الرحّل الذين وفدوا من مناطق مختلفة من النقب وانتزعت الأرض منهم واستقرّوا فيها. تحدها من الشرق مستوطنة أورانيت وقرية عزون العتمة ومسحة والزاوية، ومن الغرب شارع رقم 6 ومن الشمال قرية كفر برا وجلجولية، ومن الجنوب مستوطنة رأس العين (روش هعاين)، والتي تتسع بصورة مطردة على حساب أراضي كفر قاسم. في عام 1955م صادرت الحكومة الإسرائيلية نصف الأراضي الزراعية من الجهة الغربيّة وحوّلتها إلى الكيبوتسات. وفي الآونة الأخيرة أخذ سكان كفر قاسم يعانون من زحمة السيارات المتجهة إلى المنطقة الصناعية التابعة لنفوذ رأس العين والتي أقيمت على أراضي كفر قاسم المصادرة. كل سكانها ينتمون إلى الطائفة الإسلامية السنية- المذهب الشافعي- ويتحدثون العربية باللهجة العامية الفلسطينية. يعتمد معظم سكانها في معيشتهم على العمل بالأجرة في المصانع الإسرائيلية، وقليل منهم يعتمدون على التجارة والزراعة والصناعة الخفيفة والنقليات. فيها سبعة مساجد وسبع مدارس ابتدائية ومدرستان إعداديتان وثلاث مدارس ثانوية ومدرسة واحدة للتعليم الخاص. ويُقام فيها سوق كبير أيام السبت كل أسبوع. وافتتحت على أراضيها المحاذية لرأس العين، مؤخّرًا منطقة صناعيّة ضخمة تابعة من حيث النفوذ لبلديّة كفر قاسم ولكنّ تعود ملكيّة المصانع فيها للشركات الإسرائلية.

نبذة تاريخية

كفر قاسم تلقب ب"مدينة الشهداء" أسست مدينة كفر قاسم الحالية في القرن السابع عشر، أي أن عمر البلد يناهز 300 سنة، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى مؤسسها الأول الذي سكنها ويدعى باسم "قاسم" وهو أحد المزارعين القاطنين في قرية "مسحة" المجاورة، الذين استصلحوا الأراضي وعمّروها. و"كَفر" تعني القرية، فأصبحت تعرف باسم "كَفر قاسم" أي قرية قاسم، إلا أن الكثير من المصادر تشير أن مكان البلدة لم يكن بورا أو متروكا، إذ يوجد في أنحائها آثار تعود إلى العصر الروماني. في عام 1917م بعد الحرب العالمية الأولى، صارت كفر قاسم وسائر أرض فلسطين خاضعة للانتداب البريطاني، بعد هزيمة الدولة العثمانيّة وانسحاب الجيش التركي، فاقتطع الجيش البريطاني مساحة واسعة من أراضيها الزراعية وأقام فيها معسكرًا لمعدّاته العسكريّة الثقيلة عرف باسم "الكامب" ولا زالت بعض مبانيه قائمة حتى اليوم. في تموز عام 1948 دخلها الجيش العراقي بقيادة المقدّم عبد الكريم قاسم حيث خاض معركة سميت فيما بعد باسم معركة "كفر قاسم" واستبسل فيها وقام بإرجاع الأراضي التي احتلت وخاصة بيارات البرتقال، ومكث فيها ما يقارب سنة كاملة واستغل هدنة وقف إطلاق النار وفتح خلالها الشوارع ونظّم بناء البيوت وأقام متنزه عام وسط القرية ( وأطلقت البلدية فيما بعد اسم عبد الكريم قاسم على أحد الشوارع الرئيسية في المدينة)، وكانت تربطه صداقة حميمة بمختار القرية آنذاك "وديع صرصور"، ثم انسحب منها بأمر من القيادة العسكرية في بغداد، وتمّ تسليمها للجيش الأردني. وقد عرفت كفر قاسم بأنها البلدة التي توقف عندها تقدم الجيش الإسرائيلي الذي احتل القرى العربية من ناحية الجنوب خلال حرب 1948، ومن ثم ضمت إلى إسرائيل سنة 1949 بموجب معاهدة رودوس مع الأردن وانسحب منها الجيش الأردني ودخلها الجيش الإسرائيلي دون حرب. في بداية عام 1956 تمّ اقتطاع نصف أراضيها الزراعية من الجهة الغربيّة ومصادرتها في عمليّة سميت فيما بعد بعمليّة "عمليّة شقّ التلم" حيث حضرت قوات كبيرة من الجيش ورسمت خطًّا مستقيمًا على الأرض بواسطة محراث امتدّ من رأس العين حتى قرية جلجولية، فانحسرت الأراضي خلف السكة الحديديّة بعد أن كانت تجاور نهر العوجا. وظلت القرية خاضعة للحكم العسكري المباشر حتى سنة 1959م. وتشكّل أول مجلس في البلدة سنة 1959 م، وظلت المنافسة سجالا بين العائلات حتى عام 1989 م حيث دخلت الحركة الإسلامية الساحة السياسية فاستلمت زمام المجلس المحلي وظلت تتنقل في تحالفاتها من عائلة إلى أخرى حتى فقدت ثقة الناخب القاسمي في الانتخابات البلدية الأخيرة حيث انتخب المدير الشاب علي الصابر فعادت المدينة تزدهر من جديد بعد فترة طويلة من الجمود، فتمّ القضاء على العجز المالي في ميزانيّة البلديّة وافتتحت المدارس الجديدة وعبّدت الشوارع والأرصفة وافتتح خط للحافلات فتم تسهيل حركة التنقل إلى المدن المختلفة وخصوصًا مدينة ملبس (بيتح تكفا) وقلّت نسبة البطالة والجدير بالذكر أنه تمّ افتتاح مدخل جديد للمدينة من الجهة الغربيّة مما زادها رونقًا وجمالاً. ينتمي إلى كفر قاسم المؤرخ الحاج القيم طه والشيخ عبدالله نمر درويش وعضو الكنيست إبراهيم صرصور والشاعر علي الصابر والصحافي مجد صرصور والأديب اسماعيل الرضا ولاعب كرة القدم علي الصابر والرسام عبد التمام طه. يبلغ عدد سكانها اليوم (2011) ما يقارب 22 ألف نسمة.

طالع أيضاً: مذبحة كفر قاسم

حدثت هذ المجزرة مساء يوم الاثنين في 29 أكتوبر 1956 وهو اليوم الذي يصادف العدوان الثلاثي على مصر، وقُتل فيها 49 من المدنيين العزل على أيدي حرس الحدود الإسرائيلي وجرح العديد من الناس، حين أعلن نظام منع التجول، وكان الناس حينها في أماكن عملهم خارج القرية، حيث تمّ تطويق القرية وأُقيمت الحواجز العسكرية على مداخل القرية، وانتشرت الدوريات العسكريّة في شوارعها، وتم توقيف كل إنسان عاد في ذلك اليوم إلى بيته وقتله بدم بارد. فقد أوقف الجنود أول سيارة تقترب من الحاجز تحمل عمالاً عائدين إلى بيوتهم إذ طلبوا منهم النزول والوقوف في صف واحدٍ ولمّا فعلوا ذلك أُطلق الرصاص عليهم فسقطوا صرعى. ثم حضرت شاحنة أخرى تحمل مجموعة من الفتيات فأُطلق الرصاص عليهنّ ولم تنجُ منهن واحدة. وظلّ الجنود يقتلون حتّى قتل الرجال والنساء والأطفال والشيوخ. وتمّ دفنهم في اليوم التالي على أيدي مواطنين جلبهم الجنود من قرية جلجولية المجاورة. وقد كشف النقاب فيما بعد عن خطة لترحيل العرب من منطقة المثلث أطلق عليها اسم الخلد. وفي هذا التاريخ من كل عام يحيي أبناء البلدة ذكرى المجزرة وأصبح هذا اليوم عطلة رسمية ويوم حداد على الشهداء. وأقامت البلدية نصبًا تذكاريًّا في نفس المكان الذي قتلوا فيه ومسجدًا يسمى بمسجد الشهداء وأقيم متحف خاص لتخليد ذكراهم داخل المركز الجماهيري. ومن الجدير ذكره أنه تمّ تقديم بعض المسؤولين عن الممذبحة لمحاكمة صوريّة وتمّت تبرئتهم جميعًا إلا واحد حيث غُرّم بقرش واحد. وصار مثلاً يضرب: "قرش شدمي".

cs:Kafr Kasim Kafr Qasim]] he:כפר קאסם pl:Kafar Qasem pt:Kafr Qasim sco:Kafr Qasim yi:כפר קאסם