كجة
الكُجَّةُ أو البلي أو الكلة أو كرات الزجاج (بالإنجليزية: marbles) كرات صغيرة يلعب بها الأطفال عادةً ما تصنع من الـزُّجاج أو الصلصال أو الصلب أو البلاستيك أو العقيق. اشتهرت بهذه الأسماء، وبأسماء أخرى، في بعض البلاد العربية، منها: الدحاحل و الجلول والمصاقيل (المثاقيل) والبرجون والبنانير، وهي أشبه بلعبة المدحاة المعروفة في التراث العربي القديم. وكلُّ كرة تسمى بلّية وتسمى أيضًا مثقالاً.
وتختلف كرات البلي في حجمها. يتراوح قطر الكرات الأكثر شيوعًا من 1\2 بوصة تقريبًا إلى بوصة (من 1.3 إلى 2.6 سنتيمتر)، ولكن قد يكون قطرها أقل من 1\30 بوصة (0.111 سنتيمتر) إلى أكثر من 3 بوصات (7.75 سنتيمتر)، في حين أن بعض كرات البلي الفنية التي تُستخدم لأغراض العرض يزيد عرضها عن 12 بوصة (30 سنتيمتر). ويمكن استخدام كرات البلي في مجموعة متنوعة من الألعاب تسمى البلي. وهناك أنواع عديدة لمباريات البلي، وتُلعب معظمها خارج البيوت في الهواء الطلق. ويمكن أن يتمَّ تنظيم ألعاب البلي كالألعاب الرياضية ولكنَّها شائعة على أنها نوع من أنواع الترويح. وغالبًا ما يتم تجميعها، إما للاحتفاظ بها كذكرى أو لألوانها الجمالية.
معلومات تاريخية
البلي المصنوع من الطين المطبوخ وجد في الكهوف فيما قبل التَّاريخ. نشأت كرات البلي في حضارة هارابان في باكستان بجوار نهر السند. وتم العثور على مجموعة متنوعة من كرات البلي أثناء التنقيب بجوار موهينجو دارو. وقد لعب قدماء الرُّومان مباريات البلي منذ 2,000 عام مضت. وكثيرًا ما ذكرت كرات البلي أيضًا في الأدب الروماني، وهناك العديد من الأمثلة على كرات البلي من مصر القديمة. وعادة ما كانت تصنع هذه الكرات من الصلصال أو الزجاج وكثيرًا ما يشار إليها على أنها «لعبة زجاجية».
دخلت كرات خزف الإنتاج الشامل غير المكلف في سبعينات القرن التاسع عشر.
ألعاب البلي
يمكن ممارسة مجموعة متنوعة من الألعاب باستخدام كرات البلي؛ وأي من هذه الألعاب يمكن تسميتها «البلي» (انظر أيضًا مرماة والقناني الخشبية والبولينج).
يقوم اللاعبون بقذف البلي بموازنة بلية كبيرة تسمى القاذفة (الضّرّاب) بين الإبهام والسَّبابة ويقوم اللاعبون بنقر القاذفة بالإبهام نحو واحدة من البلّي الصَّغير أو كلها وتسمى البلي الهدف. ويجب على اللاعبين عادة الاتكاء على أطراف الأصابع على الأرض حين قذف البلي بمعنى أنهُّ يجب أن يتكئوا على يد واحدة على الأقل، حين قذف البلي.
وهذه اللعبة على اختلاف موادها وألوانها لها أسماؤها العامِّية، فعلى سبيل المثال فإن البلية ذات الالتفافات الملوَّنة تعرف بالزجاجية والبلية المعدنية التي تستخدم كرة (كلة) تُسَمَّى الفولاذية.
توجد في بعض البلاد مباراة تسمى الحلقة تُلْعب بالبلي، تتضمن رسم دائرة في الرمال، ويحاول اللاعبون إخراج البلي الهدف خارج الدَّائرة لمسافة قطرها 3 م. ويقوم الحكم قبل بدء اللَّعب بتجهيز 13 بلية على شكل (+) في منتصف الدَّائرة، ويبدأ اللاَّعبون في أخذ أدوارهم بالاتكاء لأسفل خارج الدَّائرة، ومن ذلك المكان يجب على اللاعب إخراج واحدة على الأقل من البلي الهدف خارج الدَّائرة، وإدخال قاذفة اللَّعب داخل الدَّائرة، وإذا نجح في ذلك يستمر في القذف حيثما تستقر القاذفة، وينتهي دور اللاَّعب في حالة فشله في إخراج بلية من الدَّائرة، أو أن تخرج القاذفة من الدَّائرة، يقوم الحكم حينئذ بإعادة تنظيم البلي الهدف على شكل خطين متقاطعين، ويأخذ اللاعب الثاني دوره. وبعد عدد من الأدوار يفوز اللاّعب الذي أخرج معظم البلي الهدف من الدَّائرة بالمبارة.
وهناك صور أخرى للعب بكرات البلي منها رمي البلية على الهدف أو في حفرة في الأرض (مثل رولي أو حفرة رولي). وهناك لعبة بكرات البلي نطاقها واسع وقد يتناوب المنافسون فيها على ضرب بلية المنافس من أجل الفوز. وهناك خطة جيدة وهي رمي البلية حتي تنزل في مكان محاط بشيء أو في موقع صعب إذا كان لا بد من فقدان الهدف. ويتم وضع قواعد جديدة دائمًا كما هو الحال مع كثير من ألعاب الأطفال، وغالبًا ما يكون لكل مجموعة نمط اللعب الخاص بها وكثيرًا ما تُطوع اللعبة بحسب البيئة الموجودة فيها. وعلى الرغم من أن لعبة البلي كانت منتشرة في كل مكان وجذبت الصحافة إلى بطولات الدوري المحلية لهذه اللعبة، إلا أن شعبيتها تضاءلت في عصر التليفزيون.