قصيدة بيانية



القصيدة البيانية اسم لواحد من (الأشكال المستقبلية) التي اقترحها الناقد الدكتور محمد ياسر شرف في الشعر العربي، وذلك في كتابه النقدي والإبداعي الذي أصدره عام 1980 نادي الرياض الأدبي بعنوان (النثيرة والقصيدة المضادة) والأشكال المتعددة التي أوردها الدكتور محمد ياسر شرف للقصيدة البيانية تظهر أن أهم ما في هذه القصيدة ـ إلى جانب الألفاظ ـ يتمثل في وضع العبارات اللغوية على محورين متعامدين لتمثيل (الأزمان) و(الأحداث) التي تصفها العبارات اللغوية ويعتبر مصطلح القصيدة البيانية فريداً من نوعه، وعلى صعيد الممارسة لم يكتبه غير الدكتور محمد ياسر شرف في كتابه المذكور نتيجة لصعوبة ذلك على الذين لا يعرفون الرياضيات وكثيرين آخرين من الذين يظنون أن الشعر الحديث هو سطور نثرية من الأدب والخواطر أظهرت البحوث الصوتية المخبرية أن القطع الشعرية المسجلة تتضمن نوعاً متواتراً من الاعتماد على إيقاعات موسيقية هي أشبه بتنظيم الأنفاس التي يطلقها المتكلم، تظهر من خلال اختيار الشاعر للألفاظ لصياغة أفكاره في الجملة الواحدة ثم الجمل المتتابعة في النص الشعري. ويدعم الناقد الدكتور محمد ياسر شرف هذه المعلومة بتقديم عرض تحليلي استنتاجي لتكوين القدرة اللغوية لدى الناس في كتابه (إصلاح الكتابة العربية) حيث يحكم بأن تواريخ اللغات تظهر ميلاً إلى موافقة الناس في أصواتهم لما يحيط بهم من أشياء وموجودات البيئة الطبيعية. وقد سبق للدكتور شرف أن تحدث عن (الإلهام الفني) في الشعر وغيره ورأى انه تكييف لغوي وعقلي لحالات جسدية ونفسية لدى بعض الأشخاص، ونشر في أوائل تسعينات القرن العشرين مقالاً عن ذلك في مجلة (إبداع) رافداً لما قدمه من مقالات نشرتها جريدة (الرياض) السعودية في ملحقها الأدبي على مدى سنوات سابقة، حيث كان يعمل فيها مشرفاً على الملحق الأدبي (أدب وأدباء) مع عدد من الأدباء السعوديين الأعلام.