قصر الملك عبد العزيز
قصر الملك عبد العزيز في الدوادمي
قصر الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، معلَم غني عن التعريف لكل إنسان وطأت قدمه أرض «داورد»، الاسم القديم لمحافظة الدوادمي «غرب الرياض»، وهو يقع في الجهة الغربية من المحافظة على امتداد طريق الحجاز، يتميز بمبناه الجميل الذي يقع على مساحة كبيرة، حيث كانت بداية مراحل تأسيس القصر الأثري 1349هـ بصدور أمر الملك عبد العزيز إلى الشيخ عبد الرحمن أبو بكر آل غيهب ، من بني زيد أمير الدوادمي آنذاك ، يخبره بأن عليه أن يختار موقعاً مناسباً لبناء قصر للملك في الدوادمي. وبالفعل كان شهر ربيع الأول من عام 1350هـ، هو البداية الحقيقية لبنائه، عندما حضر الملك في ذلك العام ووضع بنفسه حجر الأساس إعلانا ببدء العمل في تشييد القصر الذي يقع على مساحة كبيرة ألف متر مربع. ويستمر العمل في بنائه 13 شهرا، وتولى عملية بناء القصر أمهر الرجال البنائين «الأستاذية» في ذلك الوقت. واللذان شيدا قصر الملك عبد العزيز في الرياض، وهما ابن يوسف من أهالي «ثرمداء»، و«ابن زومان» من مدينة «حريملا»، اللذان انتدبهما الملك عبد العزيز مع عمالهما الذين يطلق عليهم «المزورية»، لإنجاز مهمة بناء القصر.
ووفر الملك لهم سيارة مع سائق خاص ليستعينوا بها في جلب مواد البناء، التي تتكون من الطين واللبن والتبن والخشب. وشرع ابن يوسف مع عماله الخاصين بتشييد الجهتين الشرقية والجنوبية من القصر، و«ابن زومان» مع عماله تكفلوا بإنجاز بناء الجهتين الغربية والشمالية، وكان يتراوح عدد العمال الذين شاركوا في بناء القصر ما بين 100 إلى 120 عاملا من داخل الدوادمي وخارجها.
* أقسام القصر
- يتكون قصر الملك عبد العزيز في محافظة الدوادمي من عدد من المباني، أبرزها الجناح الملكي، الذي يتضمن السكن الملكي مع منافعه.
والمجلس الخاص بالملك أو ما يسمى (الروشن)، وهو مكان مرتفع يستقبل فيه المؤسس ضيوفه، ويقع فوق البوابة الرئيسة الشمالية. يلي ذلك المسجد، ويقع أمام السكن الملكي، وتم الانتهاء من بنائه عام 1350هـ، كما هو مخطوط على أحد جدرانه.
أما الورش، فتقع بجوار المسجد من جهة الغرب، وهي عبارة عن ساحة «حوش» لإصلاح السيارات الملكية الخاصة، فيما يشكل السجن جزءا مهما، وهو يتكون من عدد من الغرف بمنافعها يقع في الجهة الجنوبية الغربية من القصر، وبجانبه توجد غرفة لحارس السجن. بينما يتوسط القصر البئر التي بنيت من الحجارة من أعلاها حتى أسفلها. في حين توجد هناك ثلاثة مداخل من الشمال، الشرق، والغرب. وكانت هناك محطة للبنزين وتقع في الجهة الجنوبية الغربية من القصر، ولم تكن مع بداية بناء القصر، إنما استحدثت عام 1363هـ، وتزامن مع افتتاحها إحداث بوابتين متقابلتين للقصر تسهيلا لدخول وخروج السيارات من القصر. في حين يقع مكتب موظفي محطة البنزين يسار البوابة الغربية للقصر.
إضافة لذلك، كان هناك مكتب تسجيل السيارات، ومهمة العاملين فيه تسجيل السيارات التي تدخل القصر لتعبئة الوقود من طرمبات البنزين الموجودة في الداخل.
كما اشتمل القصر على «المشب»، وهو مكان لإعداد القهوة والشاي للملك عبد العزيز من قِبل القهوجية، والمستودعات، والمقاصير وهي الأبراج وعددها أربعة أبراج مشيدة في زوايا القصر الأربع، وكانت تستخدم للمراقبة.
* اهتمام الملك المؤسس ببناء القصر
- كان الملك عبد العزيز يولي تشييد هذا القصر جلّ عنايته ومتابعته، ومن ذلك خطاباته الموجهة للشيخ إبراهيم أبو بكر ال غيهب أمير الدوادمي انذاك التي منها ما كتبه في 23 ـ 24 رمضان من عام 1350هـ، الذي يأمره فيه بالاهتمام بالقصر، وإصلاح أجزاء القصر التي أتلفتها السيول والأمطار بعد أن تنامى لعلمه تعرض أجزاء منه للخراب والهدم. وتأتي أهمية القصر، عندما اتخذه الملك عبد العزيز سكنا له أثناء مروره بالدوادمي، حين قدومه من الرياض أو رجوعه من الحجاز. ويعتبر هذا القصر تحفة معمارية نادرة لا تقدر بثمن، ويحظى في الوقت الحاضر باهتمام كبير من قِبل وزارة التربية والتعليم، ممثلة في وكالة الآثار بالوزارة، كما يشهد القصر زيارات متكررة من أبناء الوطن، وترومه وفود من السياح الأجانب الذين يستمتعون بتأمل حقبة تاريخية عظيمة مضت.
يزخر القصر بوجود بعض الأشياء الطريفة التي تحكي مراحل تلك الحقبة، فعند مرورك بجدار السجن، تلحظ بعض الخطوط المترادفة، التي تمتد بشكل طولي، والتي خطها السجناء لمعرفة عدد الأيام التي أمضوها في السجن . كما يوجد في القصر ممر واحد له باب للدخول وباب للخروج، وخصص لعبور السيارات التي تعبأ من «طرمبة» البنزين الموجودة، وذلك لأن السيارات المستخدمة إبان تلك الفترة الزمنية الغابرة لا يوجد ضمن محركها نظام «الريوس»، الرجوع للخلف، لذا فالسيارة المستخدمة لا تسير إلا في الأمام.
أما دورات المياه المخصصة للسجناء، فقد كانت اثنتين، التي هي بمثابة بئر مطوية لها فوهة ضيقة. كما يوجد ممر سطحي بجانب السور بارتفاع خمسة أمتار وعرض ثلاثين سنتيمترا، خصص ليسير أفراد حراسة المراقبة الراجلة التي تراقب محيط القصر ليلا ونهارا.
* ترميم القصر
- وشهد القصر اهتماما بالغا من وكالة وزارة التربية والتعليم للآثار والمتاحف، حيث تم تنفيذ مشروع وترميم هذا القصر الأثري، بإشراف من إدارة تعليم البنين في محافظة الدوادمي، ممثل في قسم المتاحف والآثار في الإدارة، وتمت ترسية مناقصة المشروع على شركة بوابة الجزيرة المتخصصة في ترميم الآثار والمتاحف بمبلغ 4.6 مليون ريال.
المصادر
- جريدة "أم القرى" أعداد متفرقة.
- قصر الملك عبد العزيز في الدوادمي، إصدار لجنة المطبوعات والمنشورات، بمناسبة زيارة الأمير سلطان بن عبد العزيز عام 1419هـ.
- قصر الملك عبد العزيز في الدوادمي، إصدار اللجنة الإعلامية، بمناسبة زيارة الأمير سلطان بن عبد العزيز عام 1424هـ.
- مشروع مسح المصادر التاريخية الوطنية، المرحلة الأولى، دارة الملك عبد العزيز.
- الرحلة اليابانية إلى الجزيرة العربية، إيجيرو ناكانو، ترجمة سارة تاكاهاشي، دارة الملك عبد العزيز.
- وثائق ورواية الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله أبو بكر.
- صور من معرض شركة أرامكو في الدوادمي (عبد الرحمن ضاوي الرويس).
|
|