قصتى مع التصوف (كتاب)

ملف:قصتى مع التصوف.jpg
العنوان: قصتى مع التصوف- خالد محمد خالد إعداد وتقديم:محمد خالد ثابت
الناشر: دار المقطم المقر: القاهرة الطبعة الأولى:
2004 ردمك: 8-63-5732-977
موقع الدار:http://www.dar-almokattam.com/

قصتى مع التصوف كتاب عن التجربة الروحية ل خالد محمد خالد كما رواها في مذكراته "قصتى مع الحياة" وكما عبر عن جوانب منها في كتاب "و الموعد الله" جمعها في كتاب وقدم لها محمد خالد ثابت نجل المؤلف وبهذا يكون الكتاب مكونا من مقدمة وثلاثة أقسام رئيسية.

ملف:Khaled-m.jpg

خالد محمد خالد

المقدمة

كتب فيها الكاتب تعريفا بالتصوف قائلا إنه روح الإسلام وجوهره, ومدرسته العليا التي خرجت أعداداً كبيرة من الأساتذة والمربين والدعاة والهداه من الرجال والنساء من أهل الصدق والإخلاص, وقال إن خالد محمد خالد من أولئك الذين خرجتهم هذه المدرسة، وأن سيرته من السير التي يرجى النفع بها.

القسم الأول:خالد محمد خالد والتصوف

سرد فيه الكاتب بعض معالم السيرة التي لم يذكرها والده في مذكراته "قصتى مع الحياة" إما عن نسيان أو عدم الرغبة في إطراء النفس، لكنها الآن -و هذا كلام الكاتب- وهو يكلمنا عن تجربته مع التصوف أصبحت من صميم التجربة، بل ومكملة لها. فتكلم عن الأسرة والنشأة المبكرة، ثم المجئ إلى القاهرة والالتحاق بالأزهر الشريف, وأول من لقى من الأولياء وتأثر بهم مثل سيدى أحمد قلقيلة والشيخ محمود خطاب السبكى..

ملف:Khattab.jpg

الشيخ محمود خطاب السبكى

و تكلم عن زهده في الدنيا : في المال والمناصب والشهرة وهكذا، وما حباه الله به من مكارم الأخلاق، ومن طاقة على الحب وسعت جميع الناس، وقد أرجع ذلك - في مذكراته- إلى روح التصوف التي تحلى بها، فيقول مثلا:

" ومرة أخرى أنحنى إجلالا للتصوف, فهو الذى سكب في روحى كل ما روى ظمأها إلى السكينة والمرحمة والمعدلة، وكل ما بقى لى من قربات ومغانم ومناعم، ومن فضائل وقدرة وإصرار.. فإليه -أولا - يرجع الفضل بين كل الأسباب، وقبل كل الأسباب"

و تكلم أيضاً عن عادته في الكتابة، وعن علاقاته بالناس وصداقاته، ومواقفه السياسية المشهورة من ثورة يوليو وجمال عبد الناصر، وجماعة الإخوان المسلمين، ودفاعه عن قضية الديمقراطية من بدايته إلى نهايته، وكلمات مأثورة له من كتبه ومقالاته..

ثم تكلم عن مرضه الطويل، وأواخر أيامه وما زخرت به من عطاء على الرغم من المرض، ثم وصيته قبل الوفاة، ثم وفاته في 29 فبراير سنة 1996.

القسم الثانى: التجربة الصوفية

و هو عبارة عن ثلاثة فصول من مذكرات خالد محمد خالد "قصتى مع الحياة" التي تكلم فيها عن تجربته مع التصوف، كيف تعرف عليه، وماذا استفاد منه في حياته.. وعناوين الفصول هي:

التحدى ينادى بعضه بعضا

يتكلم فيه عن تلك اللحظات الروحانية السامية التي جاءته من غير موعد ولا استدعاء، بينما هو جالس في الليل على سطح البيت فيقول :

"وذات ليلة.. وأنا في مجلسى ذاك وحدى، أحسست بغبطة الروح.. وأرسلت إلى السماء بصرى أتملاها وأتأملها.. كم استغرق هذا الوقت الذى اختصر فيه الزمان والمكان، وتألقت المناسبة؟؟ لعله لم يزد على دقيقتين أو ثلاث أو على الأكثر خمس دقائق، عاد بعدها البصر مفعما نشوان؟؟ ولست أدرى ماذا حدث خلال هذه اللحظات؟؟ كل ما أدرى أنها كانت رحلة خاطفة..فيها أسرار..وفيها أنوار..وفيها مالا يدركه العقل وحيدا.."

ملف:Khaled-m.-khaled-doc..jpg

خط يد خالد محمد خالد من مذكراته "قصتى مع الحياة"

خل نفسك وتعال

يصف المؤلف في هذا الفصل كيف كان لقاؤه بشيخه الشيخ محمود خطاب السبكى الذي يصفه بقوله: "هذا الإمام العظيم كان من الأولياء الكبار، والعارفين المبرورين.. وكان دوره الذى اختاره الله له إحياء السنة، وإماتة البدعة.. أى المضى قدما على منهج سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في العبادات والعادات.."

ويصف في هذا الفصل -أيضا - ما كان يتنعم به في تلك الأيام من روحانية شفافة عالية فيقول:

"عشت في شوق حميم إلى الله، إلى طاعته.. إلى عبادته.. إلى نوره.. إلى محبته.. وصارت الدنيا كلها في خاطرى مجرد طيف باهت.. أما الأخرة التى هى خير وأبقى فقد جذبتنى إليها جذبا حانيا رفيقا شغوفا.. وفى وقت وجيز تعلمت لغتها، ومنحتنى ثقتها، وصارت لى مبعث طمأنينة لا تنفد ولا ينصل بهاؤها.. وأحسست بروح التصوف والصوفية تتقمصنى وتتملكنى.

كان شعورى بالآخرة عجيبا.. أهى صديق؟ بل أكثر من صديق.. أهى حبيب؟ بل أكثر وأبر من حبيب.."

رأت عيناى وسمعت أذناى

في هذا الفصل يتكلم خالد محمد خالد عن بعض المشاهد الغيبية التي رآها.. والتي تسمى في لغة أهل التصوف بالكرامات.

يقول في افتتاح هذا الفصل :" ذات يوم ذهبت لزيارة سيدى أبى عبد الله الحسين عليه السلام.. وأعجلنى أمر ما عن الدخول إلى المسجد والضريح، فوقفت أمام أبواب المسجد، وأنت في طريقك إلى بيت القاضى.. حيث يقع على يسارك خان الخليلى.. وأردت إرسال التحية والسلام إلى بطل كربلاء العظيم.. وفجأة لم أر أمامى مسجد الإمام الحسين.. وإنما وجدت أمامى مسجدا أقل حجما وأصغر مسساحة، مبنيا بالطوب، مسقوفا بجزوع النخل وسيقانه. وألقى في روعى لحظتئذ أن هذا الذي أراه مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم.

كان المسجد خاليا تماما إلا من واحد يلبس عمامة قد أرخى ذؤبتها.. وكان متجها نحو القبلة.. وألقى في روعى أنه سيدنا أبو هريرة رضى الله تعالى عنه.. لم استطع مع المشهد صبرا، فقد خشيت أن أكون قد أصابنى شئ.. فأخترقت صفوف المارة أحملق في وجوههم.. وأسأل بعضهم عن التوقيت.. وبلغت إلى مضايق خان الخليلى أتأمل التحف المعروضة وأسأل أصحابها عن أثمانها.. كل ذلك لأتأكد أننى بخير، سليم العقل يقظ الوجدان."

ثم يختم كلامه عن التصوف الذي استغرق ثلاثة فصول في مذكراته فيقول: "ولعل حديثى عن التصوف قد طال، لا لطول التجربة وغناها فحسب.. بل وليعلم الذين لايعلمون أن التصوف بمفهومه الصحيح ذروة سنام الدين كله.. ولأقول للذين يبخسونه قدره ويرفضونه - لاسيما من شيوخ الدين في السعودية - ماهكذا يا سعد تورد الأبل.."

ملف:Mohummad khaled.jpg

محمد خالد ثابت

القسم الثالث: أخلاق وأحوال أهل التصوف

و هو فصول منتقاه من كتاب "و الموعد الله.. كيف يفكر أهل الله وفيم يتحدثون" الذي تناول معارف وتجارب أهل الله وأوليائه, وكيف عبروا عنها في كلمات قليلة لكنها مضيئة، تعكس ما أفعمت به قلوبهم من تألق ونقاء.. يقول المؤلف في مقدمة الكتاب:

"لقد كان أمرهم عجباً, وهم ينشئون في دأب رهيب أعظم وأنقى وأبقى مشاهد التبتل والولاء لله رب العالمين، بوصفه سبحانه أعظم الغايات التى يجب على الوجود الإنسانى أن يعيش لها وينمى مواهبه تحت راياتها."

كل فصل من هذه الفصول -وهى اثنا عشر فصلاً- يدور حول قضية من القضايا التي شغلوا أنفسهم بها كما يبدو من عناوينها:

  • سيرهم إلى الله
  • علاقة العبد بالرب
  • غرور الطاعة
  • التوبة
  • العلم
  • الزهد
  • الحلال
  • المال
  • الدنيا
  • الموت
  • موقفهم من السلطان
  • الجهاد

وصف الكتاب

يقع الكتاب في حوالى 260 صفحة من القطع المتوسط (17 في 24).
استغرق القسم الأول حوالى مائة صفحة, والثاني حوالى خمسين صفحة, والثالث حوالى مائة صفحة.
في آخر الكتاب قائمة بالمراجع، ثم قائمة بكتب خالد محمد خالد.

الناشر دار المقطم للنشر والتوزيع بالقاهرة، الطبعة الثالثة 2006.
صدرت الطبعة الأولى سنة 2004.