قانون إيمان الرسل
قانون إيمان الرسل أو الرمز الرسولي (أو العقيدة الرسولية، أو عقيدة الرسل، أو عقيدة تلاميذ المسيح. باللاتينية: Symbolum Apostolorum أو Symbolum Apostolicum) بيان مبكر للمعتقد المسيحي. تستعمله بعض الطوائف المسيحية لأغراض ليتورجية (شعائرية) أو تعليمية، أبرزها الكنائس الليتورجية الغربية، ومنها الكنيسة الكاثوليكية واللوثرية والأنجليكية. يستعمله أيضًا المشيخيون والمورافيون والميثوديون والأبرشانيون.
قانون إيمان الرسل ثالوثيّ البنْيان، فيه مقاطع تؤكد الإيمان بالرب الآب والرب الابن والروح القدس. وهو مبني على الفهم اللاهوتي المسيحي للأناجيل القانونية ورسائل العهد الجديد، والعهد القديم بدرجة أقل. والظاهر أن أساسه هو «الرمز الروماني القديم» المعروف أيضًا بالعقيدة الرومانية القديمة.
صورته الأصلية مبكرة جدًّا، ومِن ثَم لا يتناول المسائل الكرستولوجية المحدَّدة في «قانون الإيمان» وغيره من الرموز المسيحية. ولذا لا تصريح فيه بشيء عن ألوهية المسيح أو ألوهية الروح القدس، ولا تناوُل لمسائل لاهوتية أخرى كثيرة صارت محل خلاف في القرون اللاحقة.
أول استعمال معروف لمصطلح «قانون إيمان الرسل» كان في خطاب يرجع إلى 390 بعد الميلاد من سينودوسٍ كان في ميلان، وربما كان مرتبطًا باعتقاد أن رسل المسيح الإثني عشر ساهم كل منهم – بوحي من الروح القدس – بفقرة من فقرات القانون الاثنتي عشرة، وقد كان هذا الاعتقاد منتشرًا مقبولًا في القرن الرابع.
تاريخه
كلمة Symbolum وحدها ظهرت في نحو منتصف القرن الثالث، في تراسُل القديسَين كبريانوس وفِرْمِليان، وكان الثاني تحديدًا يتكلم عن الرمز بوصفه «رمز الثالوث»، ويقول إنه جزء لا يتجزأ من طقس المعمودية.
وأما العنوان Symbolum Apostolicum فظهر أول مرة في خطاب من مَجمع كنسي في ميلان –ربما بقلم أمبروز– إلى البابا سيرغيوس، في نحو 390 بعد الميلاد: «فلْيحمدوا رمز الرسل الذي حافظت عليه الكنيسة الرومانية بلا مساس». لكن الذي كان حينئذ ليس هو نفس ما يُدعى الآن الرمز الرسولي، وإنما كان بيانًا اعتقاديًّا أَوْجز، لم يكن فيه مثلًا عبارة «خالق السماء والأرض»، وهي عبارة ربما لم تُدرَج قبل القرن السابع. قصة أصل هذا الرمز (منبع الرمز الرسولي وأساسه)، التي مفادها أن رسل المسيح الإثني عشر ألّفوه بوحي من الروح القدس وأن كلًا منهم ساهم بفقرة، كانت متداوَلة حينئذ.
تطوَّر النص الأبكر من نصوص مشابهة ابتَنت على آية 28:19 من إنجيل متى (الآية جزء من الإرسالية الكبرى)، ويقال إن ذلك النص كان قد كُتب بالفعل بحلول أواخر القرن الثاني.
البيانات الاعتقادية الفردية الموجودة في الرمز الرسولي – حتى تلك التي ليست في الرمز الروماني القديم– موجودة في كتابات أخرى لـ: إيرينيئوس وترتليان ونوفَتْيان ومارسيلوس وروفينوس وأمبروز وأوغسطينوس ونيكيتاس ويوسابيوس غالوس، لكن أول ظهور لما يُدعى الرمز الرسولي كان في مقتطفات من الكتب القانونية الفردية (De singulis libris canonicis scarapsus) الذي كتبه القديس بِرمِنْيوس بين 710 و714. وقال هنري بيتنسون وكريس ماوندر إن أول ظهور له كان في كتاب كلمات رئيس الدير برمنيوس، مقتطفات من الكتب القانونية الفردية (Dicta Abbatis Pirminii de singulis libris canonicis scarapsus). الظاهر أن هذا الرمز الأطول نشأ حيث الآن فرنسا وإسبانيا. فرضه شارلمان في جميع أنحاء بلاده، قبل أن يُقْبل في روما أخيرًا، حيث صمد الرمز الروماني القديم –أو نصوص شبيهة– قرونًا. مع ذلك قيل إنه يرجع إلى النصف الثاني من القرن الخامس، لا قبل.
النص الأصلي في اللاتينية واليونانية -كما هو واضح من مختلف الرموز المقتبَسة كلها تحت- يشير تحديدًا إلى «قيامة الجسد» (carnis resurrectionem أو σαρκὸς ἀνάστασιν)، لكن النسخ المعتمَدة في كنائس عديدة –منها الكنيسة الكاثوليكية الرومانية وكنيسة إنجلترا والكنائس اللوثرية والميثودية– تَذكر «قيامة الجسد» عمومًا.
يرى بعضهم أن الرمز الرسولي متألف من عبارات من العهد الجديد. ففي عبارة «نزل إلى الجحيم» (descendit ad inferos) مثلًا صدَى آية 4:9 من رسالة أفسس «نزل إلى أقسام الأرض السفلى» (κατέβη εἰς τὰ κατώτερα μέρη τῆς γῆς). جدير بالذكر أن أول ظهور لهذه العبارة كان في إحدى نسختَي روفينوس في 390 ميلادية، وأنها لم تظهر ثانية في أي نسخة حتى 650 ميلادية.
هذه العبارة وتلك الخاصة بـ«مناولة القديسين» موجودتان في الرمز الرسولي، ولا وجود لهما في الرمز الروماني القديم ولا قانون الإيمان.
النص في اليونانية
النص العربي
أنا أؤمن بالله، الآب القدير، خالق السماء والأرض.
أنا أؤمن بيسوع المسيح، ابنه الوحيد، ربنا، الذي حبل به بعمل الروح القدس ونعمته، وولد من مريم العذراء، وتألم في عهد بيلاطس البنطي، وصلب، ومات، ودفن، ونزل إلى الجحيم، وفي اليوم الثالث قام من بين الأموات وصعد إلى السماء وجلس عن يمين الله الآب القدير. ومن هناك عليه أن يأتي ليدين الأحياء والأموات.
أؤمن بالروح القدس، والكنيسة الكاثوليكية المقدسة، وشركة القديسين، ومغفرة الخطايا، وقيامة الجسد، والحياة الأبدية. آمين.