فيكتور فرانسيس هيس

فيكتور هس (بالألمانية: Victor Franz Hess) ولد في 24 يونيو 1883 في النمسا وتوفي في 17 ديسمبر 1964 في الولايات المتحدة. كان عالم فيزيائي نمساوي-أمريكي حاز على جائزة نوبل للفيزياء مناصفةً مع كارل ديفيد أندرسون وذلك في عام 1936 عن اكتشافه الأشعة الكونية.

إسهامات فيكتورهس في مجال الإشعاع الكوني

كرس عالم الفيزياء النمساوي فيكتور هس حياته لدراسة العلوم. ففي عام ١٩١٢، قام بالتحقيق في ظاهرة طالما أثارت فضوله العلمي، فاستقل منطاد وارتفع به دون أسطوانات أكسجين، إلى أن وصل إلى ارتفاع خمسة آلاف متر. ونتيجة لهذا المجهود، استطاع هذا العالم الطموح الحصول على ثمرة ما بذل؛ حيث وجد دليل صحة نظريته، مما أسهم في حصوله على جائزة نوبل في الفيزياء عام ١٩٣٦ .

أما إذا أردنا أن نفهم ما هو ذلك الشيء الذي دفع فيكتور هس إلى إجراء هذه التجربة. فلا بد أن نرجع إلى ما قبل تلك المرحلة بقليل. كانت البداية تتمثل في اكتشاف النشاط الإشعاعي على يد العالم هنري بيكيريل في عام ١٨٩٦ ، حيث كان هذا الاكتشاف بمثابة الصدمة نظرا لحدوثه في وقت اعتقد فيه الجميع انتهاء الاكتشافات في الأوساط العلمية. فقد تم اكتشاف تسلل الإشعاع بشكل طبيعي من المعادن التي تحتوي على عناصر مثل اليورانيوم والثوريوم. كان هذا الإشعاع متأينا (مثل أشعة إكس) ؛ حيث يمكن لهذا الإشعاع أن يعطي ذرات الهواء شحنات كهربائية. وبعد ذلك، يحمل الهواء العادي الذي يعمل كمادة عازلة عادة — هذه الشحنات الكهربائية. لذلك، إذا تم تخزين بعض الشحنات الكهربائية (داخل أداة تسمى بالمكشاف الكهربائي)، فسيتسرب هذا التيار ببط من خلال الهواء. وكلما زاد الإشعاع هنا، زادت سرعة اختفاء الشحنات المخزونة.

اكتشف الباحثون أن تقديرهم لكمية الإشعاع الكلية المنبعثة من المعادن المشعة في التربة. مثل الصخور وأحجار البناء وغيرها، كان يقل عن الكمية التي قاموا بقياسها بالفعل. والأكثر من ذلك، أثبتت عملية تصوير الإشعاع منخفض الكثافة، التي افتقرت إلى القياسات الدقيقة، صعوبتها. فبعض هذا الإشعاع اخترق طبقة تقدر بحوالي ١٠ سم من الرصاص. التي كانت من المفترض أن توقف أي نوع من أنواع الأشعة الإشعاعية. وتم التوصل !لى حقيقة وجود مصدر قوي للإشعاع لديه القدرة على اختراق الأشياء. ولكن السؤال الذي يجب معرفته هو أين يوجد هذا المصدر؟

تساءل العالم فيكتور هس — الذي قام فيما بعد بالتدريس في جامعة جرادز بالنمسا - عن احتمال عدم انبعاث الإشعاع من التربة، حيث من الممكن أن يكون انبعاثه من خلال الطبقات الأعلى أو من الغلاف الجوي المحيط بالأرض أو من خلال الفضاء نفسه. ولذلك، قرر هذا العالم أن يخوض تجربة المنطاد الجريئة. وأظهر المعدل الذي تقل به الشحنات الكهربائية من خلال المكشاف الكهربائي أن انبعاث الإشعاع يصبح أكثر قوة كلما ارتفع المنطاد لأعلى. وكانت قوة انبعاث هذا الإشعاع بنسبة ٠ ١ مرات أقوى في قمة المنطاد عن انبعاثها على سطح الأرض. وقد سمي هذا الإشعاع فيما بعد بالإشعاع الكوني.

كرس العالم فيكتور هس بقية عمله البحثي من أجل كشف النقاب عن هذه الألغاز المحيرة. وفي عام ١٩٣٩ على سبيل المثال، وجد أن كمية الإشعاع القادم إلينا من الفضاء أخذت في الارتفاع والانخفاض عبر فترة تتكون من سبعة وعشرين يوما، وهذا الأمر ينطبق على دوران الشمس. فالشمس تنتج الكثير من الإشعاع الكوني منخفض الكثافة أو على الأقل تؤثر عليه.

في إحدى الفترات، ترك العالم فيكتور هس النمسا في عام ١٩٣٧ هروبا من اضطهاد النازية، واستقر في الولايات المتحدة الأمريكية. وكان هذا العالم من بين الكثيرين الذين فعلوا الأمر نفسه، مما أدى إلى تقوية النهضة العلمية في الولايات المتحدة الأمريكية.

انظر أيضًا