فيصل قات
فيصل عيسى يعقوب قات هو شاعر الحب والقفقاس... شاعر مايكوب والكوبان.
كان الشاعر الفقيد فيصل عيسى يعقوب قات مثالا للشاب الشركسي العصامي الطموح ،حيث ولد في بلدة ناعور في بداية الأربعينات وترك مقاعد الدراسة بعد إنهائه المرحلة الابتدائية فقط في أوائل الخمسينات، ولكنه لم يركن إلى ذلك القسط الثقافي الضئيل الذي حصّله من دراسته ،بل نشط في الإطّلاع على التراث الأدبي والفكري العربي والعالمي من خلال انكبابه على المطالعة الجادّة مستعينا على ذلك بأول مكتبة ثقافية منزلية خاصّة عرفتها بلدة ناعور في الخمسينات من القرن الماضي، والتي كان قد أسسها شقيقه الأكبرالأستاذ محمد قات أطال الله في عمره، فنهل شاعرنا الراحل من منابع تلك المكتبة المنزلية الخاصة الرائدة ما استطاع من معين الفكر المعاصر والأدب الحديث ،حيث تبلورت له شخصيته الثقافية المتميزة، وتفتّحت موهبته الشعرية التي أثمرت العشرات من قصائد الحب الرقيقة الدافئة الحانية الهامسة... مخاطبا من خلالها الحبيبة الغالية والتي لا أشك أنها كانت تتمثل بزوجته ورفيقة دربه المدرّسة الجامعية حاملة بكالوريوس اللغة العربية السيدة الفاضلة شهيرة هاكوز ،التي كان لها فضل كبير في دعمه وتشجيعه على الاستمرار في درب العطاء والإبداع الشعري، متجاوزا بذلك بعض العوائق الحياتية التي كادت تثنيه عن الاستمرار على هذا الدرب الممتع الشاق في بعض الفترات... كما أنشد قصائد الحب الجميلة الرقيقة مخاطبا من خلالها سهول وجبال ومدن وأنهار الوطن الأم شمال القفقاس وتاريخه النضالي ومآسيه الأليمة ونكبات الإبادة والاحتلال والتهجير والتغريب الكبرى التي تعرّض لها شعبه الشركسي المجاهد المناضل.فكان جديرا بأن يطلق عليه لقب شاعر الحب... شاعر القفقاس... وشاعر مايكوب والكوبان.
ولابد عند الحديث عن شخصية فقيدنا العزيز فيصل أن نتذكر أنه كان راوية موثوقا لتاريخ بلدته ناعور رغم صغر سنه، حيث استطاع أن يروي تاريخ إسكان البلدة وتأسيسها منذ عام 1901م للأستاذ جودت ناشخو الذي نشرها في كتابه التاريخي القيّم (تاريخ الشركس والشيشان في لواء البلقاء وحوران 1878-1920م).
كما أنه لابد من الإشارة إلى أنه كان يحب السفر والترحال متأمّلا بشاعريته حياة الإنسان العادية حيثما حل وأقام مما ساعد على توسيع آفاقه الثقافية وإثراء حسّه الشعري المرهف. وقد كثرت زياراته ورحلاته إلى أرض الوطن الأم في شمال القفقاس في السنوات الأخيرة حيث كان يقيم أسابيع وربما أشهرا طويلة يستلهم من تاريخ الوطن الأم وعبقه وسحره مايمده بذخيرة شعرية آسرة متدفّقة. وكان أثناء زياراته تلك يلقي الأشعار والمحاضرات الأدبية والعلمية (في علم الفلك بشكل خاص حيث كان من هواة هذا العلم) في الجامعات والمحافل الأدبية والعلمية في وطن الأجداد مما أكسبه شهرة أدبية علمية هناك، وتمت ترجمة الكثير من قصائده للغة الشركسية والروسية وغيرها من اللغات.
انتقل إلى رحمته بإذنه تعالى يوم الإثنين الموافق 26 كانون ثاني 2009 م، ودفن في مسقط رأسه في مدينة ناعور.
وتعميما للفائدة أذكر بعضا من عناوين قصائده الجميلة التي تعبربإيجاز عن محتويات قصائده :-
- - الحلم.(وهذه القصيدة هي أولى القصائد المنشورة لشاعرنا وفقيدنا الراحل العزيز حيث تم نشرها في مجلة الإخاءالشركسية الصادرة عن فرع الجمعية الخيرية الشركسية في وادي السير- العدد الثاني- السنة الأولى- تشرين اول1969م)
- - وطني... دفتر كل العشاق.
- - عيناك زائرتي.
- - رؤيا.
- - قصيدتان للشاعر الشركسي مشباش إسحق(ترجمة).
- - نقوش صغيرة على حائط من طين.
- - قصيدتان للزمن الضائع.
- - أغنية القوقازي التائه.
- - رسالة شوق إلى قفقاسيا.
- - جزيرة العشب.
- - على أبواب كراسنودار.
- - قفقاسيا.
- - نبض القلب.
- - أعمدة النار.
- - ثلاثة أقمار لمايكوب.
- - شرفة الحزن.
- - عيناك والأفق الحزين (في ذكرى يوم الحداد الشركسي).
- - الشهيد (بمناسبة مرور عام على استشهاد جوهر دوداييف).
- - قسوة الأيام.
- - وادي السير... والغمائم المسافرة.
- - أنتِ... والوطن.
- - قلبي بن يديك.
- - سِفر الأشجار.
- - في الزمن القادم.
- - قناديل الطفولة.
- - طائر الفيروز.
- - ما لهذا الزمان..؟.
- - قصائد للريح.
- - التحول من زمن الرماد إلى زمن الحب.
- - مرايا الفضاء.
- - السفر إلى الضوء.
- - النار التي لا تخبو أبداً.
- - المرأة التي تسكن في الكوبان.
- - غابة الأبنوس.
- - عند نهر الكوبان.
- - ذاكرة الماء.
- - يؤرقني الحنين إليك.
وقد نشرت هذه القصائد في مجلتي نارت والإخاء الشركسيتين وفي جريدة العرب اليوم اليومية الأردنية.ولا شك أن هناك كثيرا من القصائد الأخرى التي نرجو أن نراها ونقرأها في ديوان شعري مطبوع عما قريب إن شاء الله تعالى.
المراجع
- مجلة نارت- تصدرها الجمعية الخيرية الشركسية في عمان- أعداد مختلفة.
- مجلة الإخاء- تصدر عن فرع الجمعية الخيرية الشركسية في وادي السير - أعداد مختلفة.
- جريدة العرب اليوم الأردنية اليومية- أعداد مختلفة.