فسخ عقد الزواج

فسخ عقد الزواج أو بطلان الزواج (بالإنجليزية: annulment) هو إجراء قانوني ضمن الأنظمة القانونية العلمانية والدينية لإعلان الزواج باطلاً. على عكس الطلاق، فإنه عادة ما يكون بأثر رجعي، مما يعني أن الزواج المبطل يعتبر باطلاً من البداية كما لو أنه لم يقع على الإطلاق أو بأنه باطل منذ وقوعه (على الرغم من أن بعض الولايات القضائية تنص على أن الزواج لا يكون باطلاً إلا من تاريخ البطلان؛ على سبيل المثال، وهذا هو الحال في المادة 12 من قانون القضايا الزوجية لعام 1973 في إنجلترا وويلز). في الاصطلاح القانوني، الفسخ يجعل الزواج باطلاً أو الزواج القابل للبطلان باطلاً.

حدد قانون الأحوال الشخصية أنواع القضايا التي تنظرها محاكم الأسرة ومنها دعوى فسخ عقد الزواج.

دعوى فسخ عقد الزواج يتم رفعها في حالة وجود عيب في أحد أركان الزواج، فعلى سبيل المثال إذا قالت الزوجة أنها بكر واكتشف بعد ذلك أنها ليس كذلك، او لو كانت الزوجة مريضة بإزالة الرحم وليس لديها القدرة علي الإنجاب، ولم تصارح الزوج بذلك. وكذلك إذا اتضح أن الزوجين على صلة قرابة تحرم زواجهما إلا أنهما قد ارتبطا معًا بالزواج.

يمكن أحيانًا منح البطلان لأسباب أخرى، مثل الاحتيال أو القسر المفرط الذي تتم ممارسته على أحد الطرفين. كذلك يمكن إبطال الزواج إذا كان أحد الطرفين قاصرًا، أو إذا أعلن الطرفان أنهما اعتبرا العقد مزاحًا وقت إجرائها. يختلف البطلان عن الطلاق، الذي له أثر فسخ زواج صحيح لسبب نشأ بعد العقد. لا تقر الكنيسة الرومانية الكاثوليكية الطلاق، عدا حالات خاصة، إلا أنها تقر البطلان.

أما في الإسلام فإن الزواج لا يصح عقده إلا بشروط، منها: الإيجاب والقبول من جهة الطرفين ثم البلوغ والكفاءة والإعلان من جهة أخرى، ثم ما يترتب على ذلك من مهرٍ وخلافه، فإذا ما حدث غير ذلك يصبح الزواج باطلاً وغير صحيح.

من الناحية العملية يتم رفض مثل تلك الدعاوى في الغالب، وبالأخص في حالة وجود أولاد، لوقوع ضرر علي هؤلاء الأطفال، فالحكم بفسخ عقد الزوج، يعني أن الزواج لم يحدث في الأساس. في معظم الدعاوى يرفض القاضي الدعوى، لأن الزوج بيده الطلاق، والزوجة بيدها رفع دعوى خلع، وفسخ عقد الزوج يعني إعادة الأزواج لما كانوا عليه قبل الزواج، وكأنه الزواج لم يحدث في الأساس

فسخ عقد الزواج من قبل الزوجة في السعودية

يعتبر إجراء فسخ عقد الزواج هو الطريقة الوحيدة للزوجة لكي تبطل الزواج، تستطيع الزوجة أن تلجأ إليه عند توفر الشروط التي أقرّها الشرع الإسلامي، بحيث إذا تحقق أحدها يمكن للزوجة أن تُطالب بفسخ عقد النكاح. وقد أجاز القانون السعودي للزوجة السعودية تقديم طَلب فَسخ الزواج عند وجود أسباب ومسوغات مقنعة لديها، أدت بمجملها إلى استحالة إكمال هذا الزواج، أو في حال تعرض الزوجة لأي ضرر نفسي أو جسدي أو اجتماعي من قبل الزوج، يذكر أن هذا الإجراء يمكن أن يتخذ من قبل القاضي حتى في حال عدم وجود الزوج.

أسباب فسخ عقد الزواج من قبل الزوجة في السعودية

فيما يلي بعض الأسباب التي تجعل الزوجة تطلب فسخ عقد الزواج:

  • وجود عيب لدى الزوج لم يتم ذكره قبل إتمام الزواج مثل العقم.
  • ارتداد الزوج عن الدين الإسلامي.
  • عدم اكتمال عقد الزواج.
  • عدم قدرة الزوج على تحمل مسؤوليات بيته من إنفاق أو تأمين احتياجات عائلته.
  • إدمان الزوج لشرب الخمور، أو تعاطيه المخدرات.
  • عتداء الزوج على الزوجة بالضرب أو إهانته لها بالشتائم.
  • وجود عيوب خلقية في الرجل تؤثر على الاستمتاع في المعاشرة الزوجية.
  • إصابة الزوج بأمراضٍ معديةٍ مثل الإيدز.
  • الغياب الطويل للرجل عن منزله بدون عذر مقنع.
  • هجر الزوج لزوجته عن قصد.
  • انقطاع أخبار الزوج وعدم معرفة مكانه.  

خطوات رفع دعوى فسخ عقد الزواج من قبل الزوجة

تستطيع المرأة السعودية رفع دعوى فسخ عقد باتباع الخطوات التالية:

  • التوجه إلى محكمة الأحوال الشخصية أو المحكمة العامة.
  • ملء طلب أو استمارة فسخ العقد في محكمة الأحوال الشخصية.
  • طلب تحديد موعد لرفع دعوى فسخ العقد.
  • حضور الزوجة مع محاميها في الموعد المقرر للمثول أمام القاضي.
  • تحضير دعوى نصية من قبل المحامي يذكر فيها أسباب فسخ العقد وإرفاق الأدلة إن وجدت.
  • في حال كان سبب الفسخ هو وجود عيب خلقي لدى الزوج، يجب مثول الزوجين أمام القاضي واعتراف أحدهما، أما إذا أنكر الزوج، فيجب إجراء كشف طبي لإثبات العيب.
  • في حال ثبوت العيب سيطلب القاضي من الزوج تطليق زوجته، وإذا رفض سيفسخ القاضي العقد لبطلانه.