فريدريش بيسل

فريدريش فيلهيلم بيسل (بالألمانية: Friedrich Wilhelm Bessel) هو عالم رياضيات و فلكي ألماني. ولد في الثاني والعشرين من يوليوز عام 1784 وتوفي في السابع عشر من مارس عام 1846. تنسب إليه دالته المعروفة بدالة بيسل. رغم أنه ترك المدرسة في سن الرابعة عشر، عُين في يناير 1810 مديرا لمركز يهتم بالملاحظات الفلكية يقع في كونيغسبرغ. ولقد عاصر كارل فريدريش غاوس.

حياته وعمله

ولد بيسل في مندن.

إسهامات فريدريك بيسل في علم الفلك

لم يتدرب فريدريك بيسل على ممارسة علم الفلك مطلقا. ولكنه، حقق ما كان علماء الفلك يسعون للوصول إليه منذ 300 عام. فقد قام مباشرة بقياس المسافة التي يبعدها نجم ما عن نجم آخر. قدرت هذه المسافة من قبل فقط، ولكن كان يكفي أن تعرف أنها مسافة هائلة.

عمل بيسل وهو لا يزال في الرابعة عشر في مؤسسة للتصدير والاستيراد. كان لا بد من تحديد موقع سفن الشركة التي تسير في البحر، الأمر الذي دفع بيسل لدراسة علم الفلك كوسيلة للبحث عن خطوط الطول ودوائر العرض. عمل كمساعد في أحد المراصد وبذل جهدا ملحوظ في البحث عن مواقع النجوم بدقة، مما أمن له وظيفة أن يكون مسئولاً عن لمرصد الموجود في مدينة كونج سبورج (كالينينجراد الآن في روسيا) ؛ حيثما قام بدقة بتعيين ٥٠٠٠٠ نجم على مدار . ٢ عاما.

إذ كان نيقولاوس كوبرنيكس محقا عندما أقر عام ١٥٤٣ أن كوكب الأرض يدور حول الشمس مرة واحدة في السنة، لأصبحنا قادرين على ملاحظة ظاهرة اختلاف منظر النجوم. وهو عبارة عن تذبذب طفيف في الموقع الواضح لأحد النجوم المجاورة في مقابل النجوم الأكثر بعد نتج عن تغير وجهة نظر علماء الفلك بشأن حركة الأرض. حتى وبعد تحسين صناعة التليسكوب وتطويرها، ظل اختلاف المنظر غير مكتشف. ويوضح ذلك أن حتى أقرب النجوم يجب أن يقع على بعد هائل من الأرض. إن من يستطع التنبؤ باختلاف المنظر هم علماء الفلك الأكثر دقة وقد لا يستطيعون أيضاً التنبؤ به. فقد يكون اختلاف المنظر بعيدا عن قاعدة التنبؤ.

كان بيسل هو رجل الساعة في ذلك العصر. ففي عام ١٨٣٨، فاز بالسبق وتنبأ بظاهرة اختلاف المنظر. فبعد سنوات من عمليات الرصد الدقيقة، اكتشف أن النجم 61 Cygni من كوكبة الدجاجة الشمالية ظل يتحرك ذهابا وإيابا في السماء على مدار ١٢ شهراً بمقدار دقيقة؛ أي بمقدار ٠,٣ ثانية من القوس وهذا ما يجعل النجم يبعد مقدار ٣ فراسخ نجمية أو بالقياسات المألوفة لدينا ما يزيد قليلاً عن . ١ سنوات ضوئية. عند المسافة التي مقدارها 300000 كيلو متر في الثانية، يستغرق الضوء ٠ ١ سنوات لكي يعبر الفراغ فيما بين هذا النجم.

بعد أن سمع عن هذا الاكتشاف، وصف عالم الفلك الإنجليزي العظيم جون هيرشل هذا الاكتشاف بأنه أعظم بل وأروع نصراً لم يشهده علم الفلك العملي من قبل. كان الحد الذي وضعه بيسل لاكتشافه ضيق جد، فقد تمكن علماء آخرون بعده بعام من قياس اختلاف المنظر لكل من نجم النسر الواقع (Vega) ونجم ألفا سنتوري (Alpha Centauri) أحد نجوم كوكبة القنطورس الجنوبية. يقع هذا النجم الأخير على بعد أكثر من ٤ سنوات ضوئية، وهو النجم الأقرب إلى الشمس. وبالقياس اعمادا على مدار أكثر الكواكب بعدا في النظام الشمسي والذي يبعد بضع سنوات ضوئية فقط، نكتشف بوضوح مدى كبر حجم الفجوات بين النجوم. فإذا كانت الشمس بحجم كرة الكريكيت، لذا فإن النجم المجاور لها يبعد بمقدار 600 متر.

انظر أيضاً