فريدرش فولر
فريدرش فوهار (بالألمانية: Friedrich Wöhler) هو كيميائي ألماني ولد سنة 1800 وتوفى سنة 1882 قام سنة 1828 بالحصول على اليوريا في مخبره، أي انه استطاع ان ينتج مادة عضوية (اليوريا) في المخبر من مادة غير عضوية (سينات الامونيا). كما اشتهر بعمله في الكيمياء غير العضوية ، كونه أول من عزل العناصر الكيميائية البريليوم والإيتريوم في على شكل معدن نقي . وهو أول من أعد العديد من المركبات غير العضوية بما في ذلك السيلان ونتريد السيليكون.. قدم فريدرش أيضًا مفهوم المجموعة الوظيفية ، والذي كان مفهومًا جديدًا أدى إلى تطوير فهم المركبات العضوية.
حياته
ولد فريدرخ فولر سنة 1800 لأب كان يعمل طبيبًا بيطريًا، عشق الكيمياء منذ صغره وانكب على مطالعة الكتب الكيميائية. في بداية سنة 1820، درس الطب في جامعة مدينة ماربورغ. وفي 1821 درس في هايدلبورغ الطب والكيمياء، بين 1825 حتى سنة 1831 حيث عمل أستاذا بمدرسة مهنية في برلين.
سافر إلى ستوكهولم لدراسة الأسس النظرية للكيمياء، وعاد إلى فرانكفورت ليتابع أبحاثه في مختبره المنزلي. وفي عام 1831، نشر أول كتاب له بعنوان " أسس الكيمياء العضوية " الذي طبع 15 مرة.
انتشرت أخبار اكتشافاته، فأصبح عضواً في معظم الأكاديميات العلمية ونشر كتاباً بعنوان " أعمال تطبيقية في الكيمياء التحليلية ". منحته الجمعية الملكية في لندن الميدلية الذهبية عام 1872 م.
من أعماله
- أجرى أبحاثا علمية حول خصائص ثيو سيانات الفضة والزئبق وكتب مقالاً حول هذا الموضوع نال بسببه شهرة كبيرة.
- قام بعدة أبحاث حول طرق الحصول على أملاح وأحماض السيانهيدريك والسيانيك.
- قام بدراسة البول فحصل على البولة في مختبره، ودرس خصائصها ونشر أبحاثه هذه في مجلة أبحاث الفيسيولوجيا.
- استطاع تحضير ثالث أوكسيد التنغستن وثالث أكسيد الكروم، وعنصر البريليوم في مختبر مدرسي.
- وضع عدة دراسات وأبحاث حول الأجسام غير العضوية واقترح طريقة جديدة للحصول على الفوسفور.
- استخلص الكوكايين من ورق أشجار الكوكا، وأوضح قدرته على تخدير الإنسان.
إسهامات فريدريك فولر في علم الكيمياء
إن الحد الفاصل بين الكائنات الحية والكائنات غير الحية الذي كان واضحا من قبل أصبح بعد مرور سنوات عديدة يشوبه شيئا من الغموض فقد أوضحت التجارب — على سبيل المثال - أن كل من الشمعة المحترقة والحيوان الذي يتنفس يستهلكان الأكسجين ويطلقان ثاني أكسيد الكربون. لذا، فإن عمليتي الاحتراق والتنفس تتشابهان تماما. كما بدا أن الكهرباء في عملية الإضاءة هي بشكل أساسي الكهرباء نفسها التي تتولد بواسطة الأنقليس أو تلك الكهرباء الحيوانية التي أوضح لويجي جالفاني عام ١٧٨٦ أنها تعمل على تحريك العضلات. لكن، استمر بعض الباحثين في الادعاء أنه مهما كانت الآراء التي يشير إليها كل من علمي الكيمياء والفيزياء مختلفة عن آرائهم، فإن الكائنات الحية بالنسبة لهم تتمتع بشيء ما يجعلها متميزة، وهو ما أطلقوا عليه المبدأ الحيوي الذي لا يمكن أن يخضع أبدا للبحث أو الدراسة.
إن الاكتشاف المدهش الذي توصل إليه العالم فريدريك فولر كان بمثابة ضربة قوية لأصحاب المذهب الحيوي. وكشاب ألماني طموح في مجال البحث عن أفضل أنواع التعليم الكيميائي في عصره؛ سافر فولر إلى السويد لكي يعمل مع الكيميائي البارع جونس برزيليوس عام ١٨١٤ وقد ظل على صلة قوية جد به طوال الخمسين عاما التي عمل خلالها كأستان للكيمياء في مدينة جوتينجن حينما عاد مرة أخرى إلى ألمانيا. وفي عام ١٨٢٨، حاول فولر تحضير مركب سيانات الامونيوم الكيميائي. فقد قام بمزج سيانات الفضة مع كلوريد الأمونيوم وانتهى به الأمر إلى إنتاج مجموعة متنوعة من البلورات الصافية. ومع ذلك، لم يعمل هذا المركب الذي قام بمزجه عمل سيانات الأمونيوم، وذلك لسبب واحد هو أن هذه البلورات لا تلمع وتطلق غاز ثاني أكسيد الكربون عند إضافة نوع ما من الأحماض. ولكنها في الواقع تشبه بلورات اليوريا وتؤدي وظيفتها، واليوريا هي المادة الكيميائية التي تصنعها الحيوانات وتطرح بها كأحد المخلفات في البول، وهو الأمر الذي اكتشفه هيرمان بويرهاف قبل ذلك بمائة عام (١٧٢٤).
بعد إجراء العديد من التجارب، قام فولر بتحليل المركب الذي قام بتحضيره واكتشف أن لهذ المركب تركيبا مماثلاً لمركب اليوريا نفسه؛ فكل جزيء منه يتكون من ذرة واحدة من الكربون وأخرى من الأكسجين وذرتين من النيتروجين وأربع ذرات من الهيدروجين. وهي المكونات نفسها الذي يحتوي عليها مركب سيانات الأمونيوم، ولكنها تختلف تماما في طريقة التحضير. ينتج أحد المركبين من الكائنات الحية والآخر من المواد الكيميائية غير الحية. وبناء عليه، فإنه ليس هناك أي وجود لأية قوة حيوية.
لجزيئات مركبي اليوريا وسيانات الأمونيوم العدد نفسه من الذرات (أربع ذرات من الهيدروجين وذرتان من النيتروجين وذرة واحدة من الكربون وأخرى من الأكسجين)، لكنها تترتب وتتحد بشكل مختلف عن بعضها البعض.
في حالة مركب اليوريا، تتحد جميع الذرات بواسطة الرابطة التساهمية المعروفة منذ عام ١٩٢٨. أما مركب سيانات الأمونيوم، فيكون في صورة جزأين (الأيونات) يرتبطان ببعضها البعض عن طريق التجاذب الكهربائي؛ لكن هذين الجزأين يمكن فصلهما إذا ما تم إذابتهما. وهكذ، فإن الترتيب المختلف لذرات كل من الركبين يجعل كلا منهما يتميز بخواص مختلفة تماما.
لم يستطع فولر كبح انفعاله وحماسه الشديد، وكتب إلى معلمه المتميز برزيليوس يقول: "لم أعد أتحمل الكتمان والصبر. ينبغي أن أكشف عما توصلت إليه؛ فقد صنعت اليوريا دون الحاجة إلى كلية من إنسان أو حيوان، فمركب سيانات الأمونيوم هو نفسه مركب اليوريا." كان برزيليوس يميل إلى النزعة الحيوية وقد وجد أن تلميذه متحمس. فإذا كان الأمر صحيحا. فإنه لا يظهر له ذلك: ربما لأنه يعلم بالفعل الإجابة عن السؤال الأساسي: كيف يكون لمركبين مختلفين اختلافا تاما التركيب ذاته؟ والإجابة تكمن في التركيب الذري (برزيليوس ١٨٤٨).