فرنان بروديل
فرنان بروديل (بالفرنسية: Fernand Braudel) (24 أغسطس 1902 - 27 نوفمبر 1985) مؤرخ فرنسي ومن مؤسسي مدرسة الحوليات التاريخية الفرنسية. ركزت دراساته على ثلاثة مشاريع رئيسية، تمثل كل منها عدة عقود من الدراسة المكثفة: البحر الأبيض المتوسط (1923-1949 ومن ثم 1949-1966) والحضارة والرأسمالية (1955-1979) والهوية الفرنسية غير المكتمل (1970-1985).
ذاع صيته بفضل عمله العظيم: "البحر المتوسط وعالمه فى عصر فيليب الثانى"، المنشور عام 1949، على الرغم من أن كتابه عن: "الرأسمالية والحياة المادية فى الفترة من 1400 حتى 1800"، والصادر عام 1967 يعد أكثر شيوعاً بين علماء الاجتماع.
تمتلئ دراسات برودل البارزة حول الرأسمالية الناشئة بتنميطات للاقتصادات والثقافات. ومع ذلك فإن المبدأ الحاكم لعمله هو تلك التفرقة التى عقدها بين المستويات المختلفة للزمن التاريخى الذى تتم فى إطاره التغيرات بمعدلات متباينة الوقع، وعلى وجه الخصوص ذلك التنميط الثلاتى الذى يفرق فيه بين التاريخ التصورى وتاريخ الأزمات والتاريخ البنائى. ويدعى برودل أن التاريخ يحدث على مستويات مختلفة... فعلى السطح يعبر تاريخ الوقائع عن نفسه فى المدى القصير، أى أنه نوع من الدراسة التاريخية المحدودة النطاق. وفى المدى المتوسط، يتبع تاريخ الأزمات إيقاعا أكثر اتساعاً و أقل سرعة. وحتى الآن، فإن ماتم الاهتمام بدراسته من هذا التاريخ هو التطورات على الصعيد المادى فى الدورات الافتصادية ومابينها. وفى مثل هذه الدراسة يولى المؤرخ اهتمامه أولا وقبل كل شئ 'لسردا الأزمة.أما التاربخ البنائى أو تاريخ الحقب الطويلة فيتناول فى البحث الواحد قروناً بأكملها... وهو يتخذ من الحدود الفاصلة بين الثبات والتحول مجالا لعمله، وبسبب الاستقرار الطويل الأمد فى قيمه، فإنه يبدو مستعصياً على التغير بالمقارنة بالأشكال الأخرى للتاربخ التى تتدفق وتعبر عن نفسها بسرعة أكبر، والتى تدور فى التحليل النهائى فى فلك التاربخ البنائى. (انظر كتابه: حول التاريخ، الصادر عام 1980). ويفضى النمط الأخير من التاربخ إلى "التاريخ الجغرافى Geohistory للبيئة الذى شاعت بسببه شهرة برودل، وهو تاريخ الحياة المادية، الذى يتكون من "الأفعال المتكررة والعمليات الإمبيريقية والأسالميب والحلول القديمة المتوارثة منذ أقدم العصور كالنقود والانفصال بين الممدينة والقرية".
وعلى الرغم من أن برودل قد أثر تأثيراً كبيراً فى نظرية النظام العالمى، فإن عمله قد خضع للنقد من جانب البعض بسبب تعامله غير الدقيق مع قضية العلية، ومن جانب البعض الآخر بسبب ماديته التاريخية الكامنة فيه.
من أقواله
لا يمكن للمؤرخ أن يكون على قدم المساواة إلا مع تاريخ بلده، فهو يفهم بشكل يكاد يكون غريزياً تطوراته المفاجئة وتحولاته، تعقيداته وجوانب أصالته وضعفه، ومهما كانت ثقافة المؤرخ عظيمة، فإنه لا يمكنه التمتع بهذه الميزة عندما يرحل إلى ساحة أخرى