عمر النور
عمر النور، لاعب كرة قدم سوداني الجنسية لـمحه تاريخيه
من مواليد السودان - مدينة واد مدنى في الاربعينات
واحد من أشهر الذين ارتدوا الفانلة البيضاء تردد اسمه مع عمالقة النادى على مدى 14 عاماً كاملة كلاعب بصفوف نادى الزمالك امتدت من عام 1960 إلي عام 1974م. و ما زال يعطى كمدرب مع فرق الناشئين بالنادى.
تبدأ حكايته مع الزمالك عندما حضر من مدينة واد مدنى بالسودان لأول مرة للفسحة وقضاء الأجازة عند زميله وصديقه محمد رفاعى وبعد عشرة أيام طلب منه البحث عن مكان ليتدرب فيه حيث كان عمر يلعب لفريق الرابطة السودانى وأراد المحافظة على لياقته فأخذه الرفاعى اٍلى نادى الزمالك وسمح له الكابتن على شرف بالتمرين مع افريق الأول بنادى الزمالك وكان ذلك في شهر فبراير عام 1960 وبعد انتهاء التدريب وجد عمر النور اسمه في قائمة ال25 لاعب المصرح لهم بدخول غرفة خلع الملابس. و لم يتمالك نفسه من الفرح حيث أصبح لاعبا بالزمالك بعد أول تدريب وبعد ثالث تدريب وقع عليه الاختيار وقع عليه الاختيار ليشارك في مباراة الزمالك مع توتنهام وجاءت مباراة الترسانة في الدورى ورفض عبده نصحى لعبها لمشاركة الفناجيلى بدلاً منه في مباراة توتنهام ولعب عمر النور بدلاً من عبده نصحى رغم اعتراض الكابتن حلمى لصغر سنه إلا أن حنفى بسطان أصر على مشاركة عمر النور وكانت مباراة عمره حيث فاز الزمالك يومها على الترسانة الذي كان في عز مجده (أيام الشاذلى ورياض)و بنتيجة مهولة وهي 7-3 وأحرز 4 أهداف وأهدى زملاؤه حمادة إمام ونبيل نصير وشريف إبراهيم الثلاثة أهداف الأخرى ليحقق نجاح ساحق في أول مبارياته الرسمية مع الزمالك. كان عمر النور متخصص في مباريات الزمالك والأهلى وتتذكر الجماهير نهايهة الدورى في عام 1967 وكانت مباراة مؤثة جدا للأهلى الذي كان يحتاج إلى التعادل أو الفوز للحصول على الدورى ودخل الزمالك المباراة وهو محطم معنوياً بسبب هزيمته أما غزل دمياط وابتعاده عن المنافسة وكانت المدرجات مشتعلة والجماهير التي تملأ جنبات الملعب تشجع الأهلى بجنون ولكن عمر النور صال وجال وأحرز هدف المباراة الوحيد ليفوز الزمالك ويهدى الدرع للنادى الإسماعيلى وأيضا في مباراة عام 1966 والتي فاز الزمالك فيها بهدفيه ويومها أحرقت جماهير الأهلى ملعب الزمالك وحطمت الأسوار الحديدية للملعب. حقق عمر النور مع الزمالك بطولتى دورى متتاليتين وهما موسمى 63-64 و 64-65 بالإضافة إلى كأس الجزيرة والتي لم يكن الأهلى يشارك بها وكانت المباراة النهائية مع الترسانة وأحرز 4 أهداف أخرى لينهى المباراة 4-0.
و بعد اعتزال الكابتن حمادة إمام وعبده نصحى قرر عمر النور الاعتزال إلا أن الكابتن حلمى رفض قراره وأقنعه بالاستمرار إلى أن جاءت مباراة الزمالك ومنتخب قطر والتي فاز فيها الزمالك 4-0 وكانت سببا في احتراف عمر النور بنادى الاستقلال الذي تحول إلى نادى قطر القطرى الآن ثم درب معه وبعدها عمل في سلطنة عمان عماماً واحدا قبل أن يستقر بقطاع الناشئين بنادى الزمالك ليكمل قصة حب وإخلاص لناديه,. نادى الزمالك
وماذا قال عمر النور عن تاريخه مع الزمالك :
كيف كانت البداية ودخولك القلعة البيضاء؟
ــ يقول صاحب البشرة السمراء عمر النور، وهو يقلب في ملف ذكرياته: تبدأ حكايتي مع الزمالك عندما حضرت من مدينة واد مدني بالسودان إلي القاهرة لأول مرة للفسحة وقضاء إجازة عند زميلي وصديقي محمد رفاعي، الذي استقبلني واستضافني.. وبعد عشرة أيام طلبت منه البحث عن مكان لأتدرب فيه حتي لا أنسي لعب الكرة ـ فقد كنت ألعب في ذلك الوقت مع فريق الرابطة السوداني ولا أريد الابتعاد عن المران لفترة طويلة ـ فأخذني معه إلي نادي الزمالك، وسمح لي الكابتن علي شرف بالتدريب مع الفريق الأول، وقبل أن أخرج من غرفة خلع الملابس وجدت صديقي محمد رفاعي يصرخ بأعلي صوته لأتوقف أمام الباب بسبب ارتدائي الفانلة الحمراء التي كانت لون فريق الرابطة، ثم تداركنا الموقف بمنحي فانلة بيضاء لأدخل ملعب الزمالك لأول مرة في شهر فبراير عام 1960 للتدريب فقط، ولكن بعد انتهاء التمرين وجدت اسمي ضمن الـ25 لاعبا المصرح لهم بدخول غرفة خلع الملابس، وهنا لم أتمالك شعوري لأنني بعد أول تمرين أصبحت مع لاعبي الزمالك في ذلك الوقت.
وهل تحدث معك أحد بعد ذلك عن انضمامك لصفوف الفريق الأول؟ ـ جاء ذلك بعد ثلاثة تدريبات.. وكنت سأشارك لأول مرة في مباراة الزمالك مع توتنهام، ولكن جاء لاعبو الأهلي ولعبوا، وجلست احتياطيا ولكن هذه المباراة أعطتني الفرصة الحقيقية في مباراة الترسانة بسبب رفض عبده نصحي لعبها لمشاركة الفناجيلي بدلا منه في مباراة توتنهام ولعبت المباراة بعد تمسك الكابتن حنفي بسطان وإصراره علي مشاركتي في ظل اعتراض الكابتن حلمي بسبب صغر سني، لتكون أول مباراة رسمية لي مع الفريق.
وكيف أثبت نفسك داخل صفوف الفريق؟ ـ في أول مباراة أيضا ـ وأحمد الله علي ذلك ـ فزنا علي الترسانة في عز مجدها 7/3 ودخلنا التاريخ، فالزمالك لم يفز علي الترسانة بهذا العدد من الأهداف، والترسانة لم يهزم بالسبعة من قبل، وأحرزت أربعة أهداف في تلك المباراة، وصنعت الأهداف الثلاثة الأخرى لزملائي ـ حمادة إمام ونبيل نصير وشريف إبراهيم ـ وللعلم كانت الترسانة في ذلك الوقت تضم الجيل الذهبي، والذي كان من بين نجومه مصطفي رياض والشاذلي وحرب الدهشوري وبدوي عبد الفتاح ومحمود حسن، وجميع هؤلاء كانوا يسجلون أهدافا في أي وقت.
وهل استقبلك لاعبو فريقك بترحاب لتكون ضمن القائمة الأساسية؟ ـ بالطبع.. كان الاحتفال والترحيب من الجميع، وأيضا التشجيع والمساندة مع إعطائي النصائح داخل الملعب وخارجه من محمد رفاعي ونبيل نصير وحمادة إمام ومحمود حسن.
وما المباراة التي لا تزال عالقة في ذهنك؟ ـ هي مباراة جمعت بين الزمالك والأهلي في نهاية مسابقة الدوري العام سنة 1966م، وكانت مباراة مؤثرة جدا علي الأهلي وليس علينا لأن نتيجتها تمنح الأهلي الدوري في حالة فوزه أو تعادله، وتمنح الإسماعيلي اللقب في حالة هزيمة الأهلي.. وقد دخلنا المباراة بنفسية محطمة بسبب هزيمتنا السابقة من غزل دمياط، وفقداننا الدوري.. ولم يشاهد هذه المباراة من جماهير الزمالك سوي 50 مشجعا فقط، في حين كانت المدرجات تهتف باسم الأهلي، وداخل هذا الجو المشحون وغياب أكثر من لاعب استطعت إحراز هدف المباراة الوحيد لنفوز بالمباراة ونهدي الدوري للإسماعيلي.
ومن هم أصدقاؤك داخل فريق الزمالك؟ ـ شلتي في ذلك الوقت كانت مكونة من: محمد رفاعي وفاروق السيد والجوهري وعبدالخالق عفيفي، وهؤلاء هم أصغر لاعبي الفريق.. أما اللاعبون الكبار فكنا نجتمع معهم بعد كل تمرين بحديقة النادي لنسمع النصيحة ونتحدث معا لأكثر من ساعتين عن كل شيء، وكنا نجد منهم الرعاية والمساندة في أي موضوع يخص الفريق أو يخص أحدا منا خارج أسوار النادي.
وماذا عن البطولات التي حققتها مع الزمالك؟ ـ بطولتان للدوري العام موسمي 62/1963 و63/1964 وهما بطولتان متتاليتان تحققتا لأول مرة منذ بداية الدوري.. أما بطولات الكأس فلم أحصل علي أي بطولة منها بسبب إصابتي أو خروجنا من المنافسة.. ولكن حصلت مع الفريق علي كأس الجيزة التي لا يشارك فيها الأهلي وجمعت المباراة النهائية بين الزمالك والترسانة، وفزنا بها 4/صفر وسجلت الأهداف كلها، وحصلنا علي الكأس.
وهل تتذكر عدد أهدافك مع الزمالك؟ ـ في ذلك الوقت لم يكن مهما وجود أرشيف لكل لاعب.. لأننا كنا نلعب من أجل اللعب وليس لأي شيء آخر.
وما سبب قلة بطولات الزمالك في تلك الفترة؟ ـ أعتقد أنه بعد تحقيق بطولتي الدوري المتتاليتين.. تحفزت جميع الفرق للزمالك الذي تعرض لاعبوه للإصابات المتلاحقة والمستمرة، بسبب خشونة المنافسين لأنهم كانوا أفضل لاعبي مصر في ذلك الوقت.
وماذا عن المكافآت؟ ـ لم تكن هناك مكافآت خاصة، بل لائحة مالية وعقد سنوي، وكان تعاقدي السنوي مع الزمالك بـ15 جنيها، والفوز بمباراة خارج الأرض بعشرة جنيهات، وعلي ملعبنا بخمسة جنيهات، ونفس تلك القيمة في التعادل خارج الأرض.. وكانت مكافآت نهاية الدوري تتراوح بين 50 جنيها و80 جنيها.. وبكل صراحة لم تشغلني الأمور المادية في ذلك الوقت كثيرا، لأن تفكيري وتفكير الجميع هو اللعب بشكل جيد ليتحدث الناس عنك، ولا يهم ما تحصل عليه من مال.
وما ظروف تركك الزمالك؟ ـ بعد اعتزال حمادة إمام وعبده نصحي وتشجيع الجماهير لهما علي الاعتزال بعد أن حملتهما علي الأعناق أعواما طويلة.. قررت الاعتزال وذهبت إلي الكابتن حلمي وقلت له: عاوز أبطل كورة.. ولكنه رفض وأقنعني بالاستمرار.. ثم جاءت مباراة الزمالك مع منتخب قطر التي فزنا فيها بأربعة أهداف أو خمسة دون مقابل، ووجدت كابتن المنتخب القطري يطلب ضمي للعب مع أحد الفرق القطرية، فوافقت علي الفور وتمسكت بذلك حتي لا يصل بي العمر في نادي الزمالك إلي عدم رضا الجماهير عني، ووافق الكابتن حلمي علي ذلك بشرط أن تخرج أوراقي من اتحاد الكرة المصري إلي الاتحاد القطري ولا ألعب لأي ناد آخر في مصر.. فوافق الجميع، وانتقلت لأدرب وألعب مع نادي الاستقلال الذي تغير اسمه الآن إلي نادي قطر وكان ذلك بين عامي 1975 و1979م ولم يكن هناك تعاقد مع النادي، بل مع وزارة الكهرباء هناك لأخذ مرتبي كموظف وأتفرغ للنادي.. ثم رجعت إلي مصر لأذهب إلي سلطنة عمان.. وأعود مرة أخرى لأستقر في وادي النيل بمصر الحبيبة.
وكيف تمارس حياتك الآن؟ ـ أدرب في مدرسة الناشئين الخاصة بنادي الزمالك، وأجلس مع زملائي القدامي وأتابع تطورات الكرة المستمرة، وأتذكر زمن الكرة الجميل زمن الموهبة والهواية وليس زمن الاحتراف..!