علم اجتماع العواطف

علم اجتماع العواطف (بالإنجليزية: Sociology of Emotion) على الرغم من أن اهتمام علم الاجتماع بالعواطف كان معروفاً فى الكثير من المكتابات المبكرة فى علم الاجتماع (حيث نجده على سبيل المثال فى أعمال تشارلز كولى)، إلا أن الدراسة الاجتماعية للعواطف لم تظهر كمجال فرعى متميز داخل علم الاجتماع إلا إبان عقد السبعينيات، وكان ذلك يمثل فى جانب منه استجابة واعية من جانب علم الاجتماع الذى أصبح (من وجهة نظر البعض) يولى اهتماما واضحا ومباشرا بالجوانب المعرفية والعقلانية. وهكذا أصبح علم الاجتماع يدرس عواطف كالحياء، والكبرياء، والحب، والكراهية، والرهبة، والدهشة، والملل، والحزن، ويطرح أسلة عن كيفية تأثير الثقافة على تنميط مثل هذه العواطف، والإحساس بها، واكتسابها، وتحولها، والتحكم فيها فى الحياة اليومية، وتبريرها وإضفاء الشرعية عليها من خلال تفسيرات معينة. فهذا الميدان -فى أوسع تعريف له - يتناول بالدراسة العلاقات بين المشاعر من ناحية، والثقافات، والأبنية، والتفاعلات (انظر مادة: نظرية الفعل) من ناحية أخرى.

وعلى هذا الأساس فقد تبلورت فى هذا المجال ثلاثة نماذج للتحليل. يرى النموذج الأول (أو العضوى) أن المشاعر تتخلق وتحدث داخل الشخص، ويتم الإحساس بها جسديا، ثم يتم تفسيرها بعد ذلك. أما النموذج الثانى التحليلى (أو التركيبى) فيؤكد أن المشاعر نتاسس اجتماعيا، وأنها لا تعبر عن حالات داخلية، وإنما هى عبارة عن معان ثقافية يتم إضفاؤها على الأحاسيس، حيث نجد أن الاحساس الواحد يمكن أن نضفى عليه معان مختلفة. (فالألم، والحب، والغضب على سبيل المثال، ليست أحاسيس عامة، بل تضفى عليها معان مختلفة فى الثقافات المختلفة، ويتم الإحساس بها فى الغالمب بأساليب تختلف من تقافة لأخرى). أما النموذج التحليلى الثالث و الأخير، فهوذلك الذى يتبنا ه التفاعليون الذين يفسرون المشاعر باعتبارها ثمرة من ثمراث التفاعل بين المبيئة والجسد.

وهناك عملان رائدان فى هذا المجال يستعرضان أنواع البحوث التى اجريت حول هذا الموضوع. فتضطلع دراسة آرلى هوخشيلد بعنوان: المقلب المدرب، الصادر عام 1983 ببحث مضيفات الطيران فى الولايات المتحدة، حيث تلقى الضوء على الأساليب المتى تمارسها صاحبات هذه المهنة الخاصة فى بيع العواطف (إذ تعد هذه المهنة بمثابة عمل عاطفى مأجور) التى تكون محكومة بقوانين الإحساس (الشعور). وقد ذهب توماس شيف إلى أن "الحياء أو الخجل هو العاطفة الاجتماعية الأولية"، وحاول فى بحثه أن يدرس وجود هذه العواطف فى كل زمان ومكان والتأثير المتصاعد لكل من الحياء أو الغضب الذى يحدثانه فى ثنايا التفاعل الاجتماعى (انظر مؤلفه: علم اجتماع الوحدات الصغرى، الصادر عام 1990) وانظر أيضاً عرضاً عاماً لهذا الميدان وللموضوعات ذات الأهمية الخاصة التى جرى بحثها قدمه كيمبر (محرر) بشكل واضح ودقيق فى مؤلفه: الأجندة البحثية فى الدراسة الاجتماعية للعواطف، الصادرعام 1990.