عدي بن الرقاع العاملي

هو عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع العاملي

كنيته أبو داوود

ولادته وسيرته

سنة ولادته غير معروفة، لكنه سكن دمشق وعاصر عبد الملك بن مروان والوليد بن عبد الملك وسليمان بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز وقد امتدت خلافة هؤلاء حتى سنة 101 هجرية.

توفي على الأرجح في عام 95 هجرية.

وكان من حاضرة الشعراء لا من باديتهم كما يقول الأصفهاني في كتابه الأغاني.

كان أعرجا وعدّه الجاحط من البرصان.

كانت له بنت تقول الشعر

كان له أخ يدعى يزيدا وكان شاعرا.

كان شاعرا مقدّما عند بني أمية، مدّاحا لهم، أكثر قصائده في مدح الوليد بن عبد الملك وعمر بن الوليد.

وصلنا من ديوانه 1093 بيتا مجموعة في 29 قصيدة .

ذكره ابن خير الأشبيلي في فهرسته.

لقبه ابن دريد في كتاب الاشتقاق بشاعر أهل الشام.

بعض ما قيل فيه

أصبحت أبياته مضربا للمثل واستشهد بها الكثير من أعلام اللغة والشعر والأدب.

• فعندما سألوا جريرا من أنسب الشعراء قال: ابن الرقاع وذكر قوله:

              لولا الحياء وان رأسي قد عسا       فيه المشيب لزرت أم القاسم 
              فـكأنها بين النسـاء أعارهـا       عينيه أحور من جاذر جاسم

ثم قال جرير: ما كان يبالي إن لم يقل بعدها شيئا.

• وقال الأصمعي عن هذه الأبيات المتقدمة أنها أحسن أبيات قيلت في فترة الجفون.

• و كان أبو تمام لا يأنف عن التمدح به والاستشهاد بذكره فيقول:

               يثير عجاجة في كل ثغر      يهيم به عدي بن الرقاع

• ونرى الشريف الرضي وهو من هو يقول:

              ويعجبني البعاد كأن قلبي       يحدث عن عدي بن الرقاع

• وحتى إن شاعرا من وزن علي بن المقرب الأحسائي يشير إليه في قوله:

              أهم بهجوهم فأرى ضلالا       هجائي دون رهط ابن الرقاع

• والغريب أن ياقوت الحموي (وهو من البلدانيين: الذين كتبوا في جغرافيا البلدان) قد استشهد بأبيات لعدي بن الرقاع في 110 مواضع وهو عدد غير قليل وهذا ما يوثّق صحة المواضع التي تكلم عنها في شعره.

• واما صاحب كتاب لسان العرب (قاموس لغوي مشهور) فقد استشهد بشعر عدي في أكثر من مائة موضع، وهذا ما يدل على اعتماد اللغويين على شعره.

معركته مع جرير

لقد استطاع عدي بن الرقاع العاملي ما لم يستطعه غيره، فقد استطاع أن يهزم جريرا وأن يضطره إلى الاعتراف بالهزيمة.

ويبدو أن جريرا استهان به أول الأمر فأراد السخرية من هذا الشاعر الوافد من الجبل إلى دمشق يريد أن يزاحمه على أبواب الملوك، فرماه ببيت من الشعر تقضي الكياسة بان لا نذكر إلا صدره وهو:

يقصر باع العاملي عن العلى .....

وقد ظن جرير أنه قد أخجله وأسكته، ولكن عديا انبرى له بالبيت الذي تقضي الكياسة أيضا أن لا نذكر إلا عجزه وهو:

.... أم أنت امرؤ لم تدر كيف تقول.

فبهت جرير وهو الذي لم يهزم من قبل وخاف مغبة الاسترسال مع هذا الشاعر القوي فآثر الانسحاب من المعركة والاعتراف بالهزيمة لأول مرة في حياته، فأجابه: بل أنا امرؤ لم أدر كيف أقول.

ويروي الفرزدق لقاءه الأول هو وجرير لعدي بهذا النص: كنت في المجلس وجرير إلى جانبي، فلما ابتدأ عدي في قصيدته:

                عرف الديار توهما فاعتادها           من بعد ما درس البلى إبلادها

قلت لجرير مشيرا إلى عدي: هلم نسخر من هذا الشامي، فلما ذقنا كلامه يئسنا منه.

شعره

له أبيات غزلية من أرق الشعر العربي كقوله:

           وكـأنـهـا بين النـسـاء أعارهـا          عينيه أحور من جاذر جاسم
           وسنان أقصده النعاس فرنقت               في جـفـنه سـنـة وليس بنائم

وكقوله:

            لو ثوى لا يريمها ألف حول          لم يطل عندها عليه الثواء
            أهـواهـا شـفه أم أعيرت           منظرا غير ما أعير النساء

ويروي المؤرخون أنه لما وصل في إنشاد قصيدته الدالية إلى هذا البيت:

            تزجي أغن كان أبرة روقه            قلم أصاب من الدواة مدادها

وسمعه الشعراء سجدوا له، فلما استغرب الناس أن يسجد الشعراء لبيت من الشعر، قال الشعراء: إنا نعرف مواضع السجود في الشعر كما تعرفون مواضع السجود في القرآن.

ومن الإبداع في شعره في غير الغزل قوله:

           والنـاس أشباه وبين حـلـومهم            بون كـذاك تفـاضل الأشـيـاء
           بل ما رأيت جبال أرض تستوي            فيما عسيت ولا نجـوم سـماء
           والمجد يورثـه امرؤ أشـباهـه            ويموت آخر وهو في الأحياء

ومن شعره :

           فلو قبل مبكاهـا بكيت صبابـة               إليها شفيت النفس قبل التندم 
           ولكن بكت قبلي فهيج لي البكا                بكاها فقـلت: الفضل للمتقدم 

المصادر

1- مستدركات أعيان الشيعة - السيد حسن الأمين – الجزء الثاني

2- مقدمة ديوان عدي بن الرقاع – تحقيق نوري القيسي و حاتم الضامن.