عبد الله بن زيد آل محمود


عبد الله بن زيد آل محمود (1327 هـ - 1418 هـ / 1997م) عالم دين سني وقاضي شرعي، انتقل من السعودية إلى دولة قطر سنة 1360 هـ وشغل بها منصب رئيس المحاكم الشرعية والشؤون الدينية.

الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود


ملف:Abdulla-bin-zaid.jpg
الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود
الاسم: الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود
الصفة: عالم دين وقاضي ومفتي دولة قطر
تاريخ الميلاد: في عام 1327 هـ
مكان الميلاد: حوطة بني تميم
تاريخ الوفاة: في عام 1418 هـ / 1997م
مكان الوفاة: الدوحة، قطر

نسبه

هو العالم العامل الشريف عبد الله بن زيد بن عبد الله بن محمد بن راشد بن حمد بن إبراهيم بن محمود بن منصور بن عبد القادر بن محمد بن علي بن حامد. وآل محمود، وآل حامد – أهل سيح الأفلاج – هما قبيلة واحدة ويرتقي نسبهما إلى الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب.

فهو من أشراف أهل نجد المنسوبين إلى اليمامة التي هي مسكن الأشراف القدماء الذين ذكرهم ابن عنبة في كتاب عمدة الطالب في نسب أبي طالب، ومساكنهم هي الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، والدرعية، وبلد الخرج، وبلد المزاحمية وحوطة بني تميم وبلد الأفلاج وخاصة سيح آل حامد ثم مفيجر وهي قرية من بلد نعام المجاورة لحوطة بني تميم ويسكنها الأشراف آل حسين.

بعض قبائل الأشراف من سكنة نجد واليمامة يُعرفون مما يلي: أولهم آل محمود، ثم آل حامد، وهي قبيلة كثيرة وأميرهم محمد بن سعود الجايز، ومنهم نسل الشيخ عبد العزيز بن بشر أحد علماء الرياض الأجلاء والمتوفى في عام 1359 هـ حيث أنهم من آل حامد وآل شرف وآل خلف وآل درعان بن محمد. وآل محمود هم من آل حامد قبيلة واحدة النسب لكون محمود بن منصور بن عبد القادر بن محمد بن علي بن حامد، وبين آل محمود وآل حامد قبيلة يُسمون آل منصور، وهم أمراء السيح من قديم، وقد إنقرضوا على إثر تقاطع وتقاتل وقع بينهم، ومن الأشراف آل حسين المفيجر بجوار بلدة نعام بالقرب من حوطة بني تميم وآل شيبان والرواتع أهل الخرج ومنهم الشيخ صالح الرويتع -.

بداية وجودهم في نجد كان في القرن العاشر هجري عندما توسع ملك شريف مكة حسن بن أبي نمي وحكم الأفلاج ووادي الدواسر، وقد أمر عليها علي بن حامد بن عون الشريف الذي بقي في إمارته عليها إلى أن توفي في القرن العاشر الهجري، ولما زار أحد أبنائه الأفلاج وهو (محمد) أعجب بخصوبة أرضها ووفرة مائها فانتقل إليها وسكن السيح الذي يسمى الآن بسيح آل حامد نسبة اليه. وقد قام أحفاده ببناء العديد من القصور والقلاع كقصر البطرة والذي بناه فهاد بن دخيل الله آل حامد المشهور بالكرم والمتوفى سنة 1306 هـ. وقد ناصروا - أشراف نجد- وأيدوا دعوة الامام محمد بن عبد الوهاب السلفية وأصبح منهم الكثير من الدعاة إليها والمناصرين لها والمدافعين عنها.

ولادته

ولد الشيخ بحوطة بني تميم في شهر ذي القعدة من عام 1327 هـ، وهي بلدة تقع جنوباً من الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، بينها وبين العاصمة مائة وستون كيلو متراً، ويتوسط بينها بلدان الخرج على حد منتصف المسافة، فنشأ يتيماً لكون والده توفى وهو صغير، فصار يلي أمره والدتُه نورة بنت عبد العزيز أبو سعود الشثري، وهي امرأة صالحة صوامة قوامة كثيرة الصدقة وكثيرة الدعاء والتضرع إلى الله في سجودها وكل حالاتها. وحُفظ من دعائها (اللهم أحفظ عبد الله بن زيد في دينه ودنياه وانشر فضله على خلقه كما نشرت شمسك على العباد، وأمده بالمال والبنين، واجعله يعطي بيمينه ما لا تعلم شماله)، هذه بعض من دعواتها، وهو تمتع ببركة استجابتها، عفا الله عنهم وغفر لهم. وأخواله من قبيلة الشثور، ومنهم الشيخ عبد العزيز بن محمد الشثري أبو حبيب المشهور بالعلم والتقوى، وقد توفى بالرياض وبقى أولاده، ومنهم الشيخ ناصر بن عبد العزيز الشثري مستشار الملك، وزيد بن علي الشثري.

طلبه للعلم

نشأ الشيخ يتيماً، وكان عاشقاً للعلم من صغره، كما وأن أخواله الشثور الذين عاش بينهم أهل علم وصلاح، وعندهم كتب من أجدادهم، وبعد أن استكمل سبع عشرة سنة حفظ القرآن بإتقان عن ظهر غيب، وقدموه في صلاح التراويح والقيام منذ حفظ القرآن، فاستمر عمله سنين، وبدأت دراسته عند الشيخ عبد الملك بن إبراهيم آل الشيخ وهو فقيه تقي. ثم لازم خاله الشيخ عبد العزيز بن محمد الشثري أبا حبيب ملازمة تامة، فكان يقرأ عليه في الليل وفي النهار ويسافر معه متى سافر إلى أحد البلدان، ولم يزل منقطعاً إلى عام ألف وثلاثمائة وخمسين للهجرة، ثم التحق بالشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية، فأخذ يتعلم عليه مع جملة الطلاب. وفي سنة 1355 هـ. سافر إلى قطر ليأخذ العلم عن الشيخ محمد بن عبد العزيز المانع، وكان مشهوراً بسعة العلم والإطلاع والاجتهاد التام. فمكث عنده سنتين وسبعة أشهر يتلقى عنه سائر العلوم والفنون، وكانت سفرة مباركة حظي فيها الشيخ بحفظ كثير من العلوم والفنون، فحفظ (بلوغ المرام في الأحكام) وكذلك حفظ (مختصر المقنع)، وحفظ (المفردات)، وحفظ (نظم مختصر ابن عبد القوي) إلى باب الزكاة، وعمل شرحاً عليه وافياً في مجلد ضخم يمكن جعله في مجلدين، ثم وقف عن مواصلة تكميله للعوارض التي شغلته، وحفظ (ألفية الحديث للأسيوطي)، (وألفية ابن مالك) في النحو، وكتاب ((قطر الندى)) في النحو، ثم رجع من سفره في شوال عام 1357 هـ، والتحق بفضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مرة أخرى للأخذ عنه.

ثم إنه صدر أمر من الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بتعيين أشخاص من الراقين في العلم والصالحين للقضاء، فيتوجهون إلى مكة ويلازمون الشيخ محمد بن مانع، وكانوا قد عينوه رئيساً على المعارف، ويدرس بالعصر وبالليل في الحرم الشريف. فوقع نظرهم على الشيخ عبد الله بن زيد، وعلى الشيخ عبد العزيز بن رشيد رئيس هيئة التمييز سابقا بالرياض، وعلى عبد اللطيف بن إبراهيم آل عبد اللطيف، وعلى الشيخ محمد البصيري، وكلا الاثنين من أهل شقرة، وعلى عبد العزيز ابن مقرن وصالح بن طوسان، وإبراهيم الزغيبي، فكلف هؤلاء بالوعظ والإرشاد والتعليم في سائر المساجد. وكلف الشيخ عبد الله بن زيد بالوعظ والإرشاد في المسجد الحرام.

في آخر عام 1359 هـ، قدم الشيخ عبد الله بن قاسم آل ثاني حاكم قطر حاجًا، ومعه ابنه الشيخ حمد بن عبد الله جد حاكم قطر حالياً، ومعهما جمع كثير من أعيان آل ثاني ومن أهل البلاد، فتقدم الشيخ عبد الله آل ثاني وابنه حمد رحمهما الله إلى الملك عبد العزيز يطلبان منه إرسال قاض معهما إلى بلدهما قطر، لكونها في ذلك الزمان ليس بها أحد يصلح للقضاء، وقد توفى الشيخ محمد بن جابر وكان هو الخلف بعد سفر الشيخ محمد بن عبد العزيز المانع. وقال للملك إننا نعرف رجلاً يصلح لنا وهو الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود. وكان الذي أشار عليهما به هو الشيخ محمد بن عبد العزيز المانع، فعند ذلك أمر الملك الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ رئيس القضاة بمكة بأن يكلفه بالسفر مع الشيخ عبد الله بن قاسم آل ثاني، ولم يجد بداً من طاعته فسافر صحبتهما، وفي أول المحرَم من عام 1360 هـ. جلس للقضاء في قطر، واستمر دائباً في العلم والتعليم، وفي الحفظ والكتابة، بحيث لا يشغله عنها أهل ولا مال إلى أن توفاه الله.

مما امتاز به الشيخ هو الصبر والمثابرة على القضاء، والتسجيل والتأليف، فكان يسابق الشمس في الذهاب إلى القضاء، ثم ذاك مكانه حتى يؤذن المؤذن لصلاة الظهر. ومن عادته أنه لا يجعل على الأبواب حراساً، بل كلٌ يتصل به لحاجته من كبير وصغير وذكر وأنثى.نسبهُ ولادتهُ طلبه للعلمُ أولاده وفاته

كتبه

من أهم فتاواه وآرائه

فتوى الرمي قبل الزوال

من أهم فتاوى الشيخ بن محمود هي فتوى الرمي قبل الزوال، والأصل من تلك فتوى هي حقن دماء المسلمين والتيسير عليهم. وفيما يلي دراسة من المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب تلخص كتاب يسر الإسلام في أحكام حج بيت الله الحرام لفضيلة الشيخ بن محمود:

ألف العلامة الشيخ عبد الله زيد ال محمود تعالى رسالة بعنوان "يسر الإسلام في احكام حج بيت الله الحرام، وفيه التحقيق لجواز رمي الجمار قبل الزوال". ناقش فيه موضوع رمي الجمرات قبل الزوال ايام التشريق مناقشة علمية موضوعية هادئة، أبرز فيها جوانب جديدة في الاستدلال للموضوع تستحق التنويه والعرض، يهتم البحث هنا بعرض أهمها بايجاز:

1- نفي وجود حديث صحيح، أو حسن، أو ضعيف يأمر بتحديد الرمي بين الزوال إلى الغروب حتى نلتزم العمل به طاعة لله ورسوله، ومع عدمه فلا يجوز، فانه لايجوز لنا ان نسمي ماقبل الزوال وقت نهي بدون أن ينهى عنه رسول الله وغاية الامر أنه مسكوت عنه رحمة بالناس، كما في الحديث: ان النبي قال: "إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودا فلا تعتدوها، وحرم اشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها".

2- الاستدلال بفعل النبي في رمي الجمرات ايام التشريق ينبغي ان يؤخذ نفس الحكم في نظائر أفعاله في سواه، مثلا: طواف الافاضة يوم العيد، والنحر يوم عيد الاضحى، لم يقل أحد بوجوبها يوم العيد، وكذلك حلق رسول الله (ص) ضحى يوم العيد، لم يقل أحد بوجوبه في الوقت نفسه.

العلماء متفقون بأن وقت هذه وقت موسع تفعل في أي ساعة، وأي يوم من أيام التشريق من ليل أو نهار. "كذلك الرمي إذ هو نظيرها في الحكم والوجوب، إذ ليس عندنا ان رميها فيما بين الزوال إلى الغروب كان على المؤمنين كتاباً موقوتاً.

كيف والنبي خطب الناس يوم العيد، وخطبهم في أوسط ايام التشريق، وجعل الناس يسألونه فما سئل عن شيء من التقديم والتأخير الا قال: "افعل ولا حرج" وهذا النص قاطع للنزاع، ودافع للخلاف إلى مواقع الاجماع". على ان هذا فعل، والفعل لا يقتضي تحديد المفعول فيه بمجرده، لكون الافعال الصادرة من رسول الله (ص) موقوفة على دلائلها، فما كان منها للوجوب، أو الاستحباب، أو الاباحة صيّر اليه".

3- الاستدلال بحديث (لتأخذوا عني مناسككم) وأن الرمي بعد الزوال من المناسك التي فعلها رسول الله والتي أمر أن تؤخذ عنه.

الجواب: ان هذه كلمة جامعة، فان المناسك التي نسكها رسول الله والتي أمر أن تؤخذ عنه تشمل الواجبات، والمستحبات مثل: الاغتسال للاحرام، والتلبية، والاضطباع في الطواف، والرمل، وتقبيل الحجر، وصلاة ركعتي الطواف، وغير ذلك من العبادات التي نسكها رسول الله (ص) في حجه..". ففي هذه وغيرها المستحب والواجب، فلا يمكن تنزيل قول الرسول (لتأخذوا عني مناسككم) في جميع أفعال الحج على حكم واحد.

4- السبب في اتفاق أئمة المذاهب على القول برمي أيام التشريق بعد الزوال: "أن مجموع الحجاج كان قليلا في الصدر الأول، وأن الخلفاء كانوا يختارون للرمي من الوقت أفضله، ويتمكنون من القيام بمشروعيته لقلتهم وسعة المكان، وقبل أن يوجد في منى شيء من البنيان، وعند ابتداء تدوين العلم والحديث والفقه قرر الفقهاء في كتبهم تحديد الرمي في أيام التشريق بما بين الزوال إلى الغروب اجتهادا منهم في ذلك، وأخذ بعضهم ينقل عن بعض القول به، والحكم بموجبه حتى انتشر في كتب الأصحاب من سائر المذاهب، وحتى صار عند كثير من الناس بمثابة الأمر الواجب ودليلهم في ذلك: "رمي النبي يوم النحر ضحى، وأما بعد ذلك فإذا زالت الشمس، وعن ابن عمر وعائشة بمعناه وكلها أحاديث صحيحة، لكنها ليست بصريحة في الدلالة على التحديد بما ذكروا.

لهذا ظن من ظن أن هذا حكم عام لازم للناس في جميع الأحوال والأزمان، وأنه لو رمى قبل الزوال، أو بالليل لم يجزه".

5- اختياره لما بعد الزوال للرمي في أيام التشريق أنه أراد أن لا يحرج أمته، بل يخرج بهم مخرجا واحداً لرمي الجمار، ولصلاة الظهر في مسجد الخيف: لكون حجه صادف شدة الحر. ثم أعقب وفي ثنايا ماتقدم من مناقشة لأدلة المانعين أن تحديد الفقهاء وقت الرمي أيام التشريق بمنى "ما بين الزوال إلى الغروب، وهو لا يسع الخلق الكثير، فصار من تكليف مالا يستطاع، إن القول به مستلزم للعجز عنه في هذا الزمان، والله لا يكلف نفساً إلا وسعها". إن التحديد بهذا الزمن قد أفضى بالناس إلى الحرج والضيق حتى شغلهم شدة الزحام عن الذكر والتكبير، وعن الدعاء والتضرع عند هذا المقام، بل عن العلم بوقوع الجمار في موقعها المشروع من الأحواض، وهذا الزحام من المحتمل أن يزداد عاما بعد عام متى كان التحديد على هذه الحال، وذلك لعوامل تساعد على ذلك لم تكن معروفة في السنين السابقة.. حتى صارت الدنيا كلها كمدينة واحدة، وكأن عواصمها بيوت متقاربة..".

6- يعد الفقهاء في المذهب الحنبلي أن أيام منى كلها كالوقت الواحد، وهو الظاهر من مذهب الشافعي. "فمتى كان الأمر بهذه الصفة، وأن أيام منى كالوقت الواحد حسبما ذكروا فلا وجه للإنكار على من رمى قبل الزوال والحالة هذه..".

7- "الحالة الآن حالة ضرورة توجب على العلماء والحكام إعادة النظر فيما يزيل هذا الضرر، ويؤمن الناس من مخاوف الخطر الحاصل من شدة الزحام، والسقوط تحت الأقدام، إن شدة الزحام تزداد عاماً بعد عام. هذه المشقة التي يعانيها الناس عند الجمار لا يجوز نسبة القول بها إلى الشرع، وهو لا دليل على هذا التحديد لا من الكتاب، ولا من السنة، ولا قياس، ولا أجماع..". وبما أن الرمي من واجبات الحج فإنه يتمشى مع نظائره من الواجبات مثل النحر، والحلق، والتقصير فيدخل بدخولها في الزمان، ويجاريها في الميدان: إذ لكل من واجبات الحج الذي يقاس بعضها على بعض عند عدم مايدل على الفرق، وقد دلت نصوص الشريعة السمحة على أن الصواب في مثل هذه المسأًلة هو وجوب التوسعة، وعدم التحديد بالزوال، بل يجوز قبله وبالليل، كما دلت عليه نصوص طائفة من العلماء، فلم تجمع الأمة، ولله الحمد، على المنع ولا على وجوب هذا التحديد...".

رأيه في تعدد الزوجات

نقتبس فيما يلي بعضا مما كتبه الشيخ. قال عن تعدد الزوجات: إننا لا نشك ولا ننكر أن الاقتناع بزوجة واحدة متى حصل المقصود منها أنه أفضل من التعدد لأن الله سبحانه حينما أباح تعدد الزوجات لم يبحه بطريق التوسع فيه على حسب التشهي والتنقل في اللذات، وتنوع المشتهيات، وإنما أباحه بشرط العدل بين الزوجات (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) لأن العدل قوام الدنيا والدين وصلاح المخلوقين، وله وضعت الموازين، وهو الإلف الذي تتألف به القلوب وتلتئم به الشعوب ويشملهم الصلاح وأسباب النجاح والفلاح. كما أن التعدد يترتب عليه الإرهاق في صحة الرجل بسبب المباضعة التي هي هدم في قوته، فإن ماءه يخرج من سلالة جسمه وقد وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه «مخ ساقيه ونور عينيه» فهو روح نشاطه وقوته كما قيل:

أقلل نكاحك ما استطعت فإنه * ماء الحياة يصب في الأرحام

سيما إذا كان شيخاً طعن في السن، وقد تزوج بكراً، فإنه إن وفاها حقها أنهك جسمه وإن قصر عنها أبغضته.

والتعدد فيه محاسن ومساوئ. فبعض الخواص من الناس قد شارك في موضوع التعدد لسبب يقتضيه. لكنه دخل فيه بعدل واعتدال وحسن سيرة وسياسة في الأهل والعيال فصار قرير العين به سليماً من الأنكاد والأكدار وذلك ببركة العدل بين الزوجات. إذ أن حكمة الله فوق رأي كل حكيم. «فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة».

قالوا عن الشيخ

أولاده

أما عن ذرية الشيخ، فله من البنين ماشاء الله سبعة عشر ابناً، أكبرهم محمد بن عبد الله، ثم عبد الرحمن بن عبد الله ثم أحمد بن عبد الله، وعلي بن عبد الله، وعبد العزيز بن عبد الله، وحسن بن عبد الله، وعبد اللطيف بن عبد الله، وسعود بن عبد الله، وخالد بن عبد الله، وعبد المحسن بن عبد الله، وفيصل بن عبد الله، ومحمود بن عبد الله، وجاسم بن عبد الله، وناصر بن عبد الله، وخليفة بن عبد الله، ومنصور بن عبد الله، وتركي بن عبد الله.

وفاته

بعد حياة حافلة في خدمة الإسلام والمسلمين أدى فيها الشيخ دورًا مهمـًا وفاعـلاً في الحياة العلمية والاجتماعية على نحو مشرف وغاية سامية نبيلة.انتقل الشيخ إلى جوار ربه سبحانه وتعالى في حوالي الساعة التاسعة من صباح يوم الخميس في أواخر العشر المباركة من الشهر الفضيل رمضان، وذلك في اليوم الثامن والعشرين منه من عام 1418 هـ الموافق للسادس من فبراير لعام 1997م عن عمر ناهز التسعين عامـًا.

صلى عليه بالمسجد الكبير، بعد صلاة عصر يوم الخميس، وقد أم المصلين للصلاة عليه فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي، وقد ازدحمت جنبات المقبرة وغصت بالناس وقد بكاه أهل قطر رجالاً ونساءً، وقد رؤيت له رؤى حسنة قبل وفاته وبعدها.فجزاه الله خيرًا وأدخله فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.

المصدر

  • موقع الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود www.ibn-mahmoud.com