عبد العزيز بن محمد الشثري





عالم دين سعودي
الاسم: عبد العزيز بن محمد الشثري
تاريخ الميلاد: 1888
مكان الميلاد: الحوطة، السعودية
العقيدة: أهل السنة والجماعة


هو الشيخ الفقيه العالم العامل عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز بن إبراهيم بن حمد بن محمد.

مولده :

ولد سنة 1305هـ في بلدة الحوطة.

نشأته وتعلمه :

نشأ نشأة صالحة بين أسرته وأبويه فوالده محمد بن عبدالعزيز كان من تجار الحوطة المشهورين ، ورباه والده تربية حسنة وترعرع في قصر والده المسمى بالدروازة ، وبدأ بحفظ القرآن في الكتاتيب الموجودة هناك واستظهاره قبل كل العلوم، كعادة المشايخ الأولين. ثم لما ختم القرآن عمل في تجارة السلاح مدة من الزمن، ثم ابتدأ في طلب العلم، فقرأ على والده ومشائخ بلده مبادئ النحو، والفرائض, والتوحيد، والحديث, ولما تذوق حلاوة العلم أحب التزود والتوسع في الفنون بعزيمة لا تعرف الملل ، فسافر إلى الرياض وهي –آنذاك- آهلة بالعلماء الأجلاء، وسنه لم يتجاوز العشرين عاما, فقرأ على المشائخ، وحضر الدروس التي تقام في المساجد والدور، وتتلمذ على مشايخ أجلاء كان من أبرزهم الشيخ عبدالله بن عبد اللطيف آل الشيخ، والشيخ عبدالله بن حسن بن حسين آل الشيخ، والشيخ سعد بن حمد بن عتيق، والشيخ سليمان بن سحمان، والشيخ محمد بن محمود وغيرهم، فتوسع في شتى العلوم من النحو، والفرائض والتوحيد، والفقه، وتخصص على بعض العلماء في بعض الفنون كالشيخ ابن راشد في الفرائض، والشيخ ابن جريس في التجويد وغيرهما، ثم رجع إلى بلده بما حصل من العلم والفقه.

أعماله :

صدر الأمر من جلالة الملك عبدالعزيز بتعميده في بلدة الرين للفتيا والتعليم والقضاء والخطابة، وكان ذلك في طور تأسيس تلك البلدة في عام سبع وثلاثين من القرن الرابع عشر، وقد امتثل الأمر فتحول إلى هناك وصادف قوة البلدة ووفور الإقبال على العلم والدين، وقت تحول البوادي إلى القرى، ورغبة أهلها الشديدة في الاستفادة وعمل الخير، وقد قام على يديه تأسيس المساجد وتعيين الأئمة، وحصل بواسطته تآلف ومودة ورغبة في العمل ومسابقة في الخيرات من قوم عاشوا في جاهلية وشر وفتنة، فقلب الله قلوبهم إلى طاعته، فهرعوا مسرعين إليه- سبحانه- ملتمسين رضاه، فكان شيخنا رحمه الله يتنقل بينهم معلماً، ومرشدا، وناصحا، وموجها، صابرا، محتسبا ما ناله في سبيل الله من تعب، ونصب، وصعوبات في تفهيم العوام وتفقيه الجهال, فمع صدق الرغبة تسهل المشقة.

ولقد شارك الشيخ عبدالعزيز الإخوان في العديد من الأعمال الخيرية وغزا معهم عدة غزوات، ولكنه لم يدخل معهم في الفتن التي وقعت، بل بذل مافي وسعه لنصحهم بالكف عن الخروج على ولي الأمر وشق عصا الطاعة عليه، ولم يزل في تلك البلدة حتى توفي الملك عبدالعزيز ــ رحمه الله- فطلبه سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ إلى الرياض ليقوم بتدريس في الحلقات وغيرها، فانتقل إلى الرياض في عام 1374هـ, وقام بالتدريس خير قيام، وتأسس في ذلك العام معهد إمام الدعوة العلمي، فأسند إليه التدريس في عدة مواد كالفقه, والنحو, والفرائض, والحديث، وغيرها واستمر في ذلك العمل الشريف حتى وافاه أجله.

نبذة من أخلاقه وآدابه :

كان- رحمه الله- على جانب كبير من التواضع بعيداً كل البعد عن سمات الكبر والاغترار، فهو يجالس الفقراء والمستضعفين، ويحنو عليهم، ويبذل ما في وسعه في إغاثة أهل الفاقه والحاجة، ويشفع للعاجزين، ويعين الضعفاء ويجالسهم، ويباحثهم، ويحاضرهم، وكان مع ذلك له الجاه والمنزلة عند الملوك وأبنائهم، وكل منهم يعرف له فضله ومكانته، فينزلونه منزلته، ويلبون دعوته، ويقبلون شفاعته، ويعترفون بأهليته لذلك، ثم هو مع ذلك على جانب كبير من الغيرة على حرمات الله أن تنتهك، فهو يسارع إلى تغيير المنكر، ومحو البدع، وقمع أهلها، ولا يخاف في الله لومه لائم، فيأمر بالمعروف، وينهي عن المنكر، ويرد الباطل على من جاء به، ولو كان كبيراً أو قريباً كما تدل على ذلك نصائحه ورسائله التي بثها في حياته، وقد جبله الله على عزة النفس، والترفع عن الأدناس، والدنايا، وسفاسف الأخلاق والدخول في مداخل الريب، وكان بعيداً عن الشبهات ومواطن السوء، وشديداً على أهلها، كما جبل أيضاً على الكرم، و السخاء، وبذل ما يملك، أو ما يمكنه لله على المستحقين في أوقات الحاجة ومواسم الخير، وهكذا في إضافة الأصدقاء والأحباب والعلماء، واستزادتهم، ولا يبالي بما بذل في ذلك لحبه للتآلف وصفاء القلوب، وقد أصبح لهذه الخصال ونحوها محبوباً في النفوس، له في قلوب الناس من المودة والشفقة ما لم نره لغيره حتى كناه الناس قديماً (بأبي حبيب)، رغم أنه لم يسم أحد أبنائه بهذا الاسم، وإنما سموه بذلك لزيادة محبته عند الخاص والعام، وكان محباً للعلم وقراءة الكتب، وكانوا تلامذته يقرؤون عليه طويلاً دون أن يعتريه ملل أو سآمة حتى يتمموا عليه الكثير من أمهات الكتب والمؤلفات الكثيرة في التفسير وشروح الحديث، ومختلف العلوم.

تلامذته وآثاره العلمية :

تتلمذ على يد الشيخ عبدالعزيز في الرين عدد كبير من حاضر وباد، كان من أبرزهم أبنه الشيخ ناصر بن عبدالعزيز وأبن أخيه الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن وأبن أخته الشيخ عبدالرحمن بن فرحان، والشيخ عبدالرحمن بن عبدالله بن جبرين، والشيخ عبدالله بن زيد آل محمود، والشيخ محمد بن سعود الصبيحي، والشيخ عبدالرحمن بن إبراهيم العريفي، والشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين وغيرهم، وقرأ عليه في الرياض في المعهد والحلقات جم غفير تولوا مناصب رفيعة في القضاء والتعليم، والإرشاد وغير ذلك ومنهم عبدالعزيز بن عبدالرحمن الشثري، وصالح بن محمد الشثري وعبدالرحمن بن محمد الشثري وعبدالله بن جارالله وغيرهم، وله- رحمه الله- عدة رسائل ونصائح، فمنها رسالة أذكار الصباح والمساء ، وطبعت عدة طبعات، ومنها رسالة في الأصول الثلاث التي يجب على العبد معرفتها، وقد كتبها كنموذج لما قام به لما كان يرأس هيئة الإرشاد التي شكلها الملك سعود ــ رحمه الله- والشيخ محمد بن إبراهيم -رحمهما الله ــ للحدود الشمالية في عام 1380هــ، وله نصائح عامة في مواضيع مختلفة نسأل الله سبحانه أن يمن بجمعها ونشرها لتعم الفائدة ــ إن شاء الله تعالى. و إذا كان بعض العلماء تصدر عنهم مؤلفات تطبع على الورق فمؤلفاته رجال يحملون مشاعل النور والعلم، وهم الآن يعملون في مختلف المصالح الحكومية، كما أن له إسهاماً كبيراً في مجال الدعوة والإفتاء والتوجيه والإرشاد ــ رحمه الله رحمة واسعة.

وفاته :

توفي في السابع من شهر رمضان عام 1387هـ وقد نيف على الثمانين، وكان قد نقل في مرضه إلى لندن للعلاج، فأوصى أن يصلى عليه في الرياض في الجامع الكبير وقد توافد الناس من مختلف البلاد والأماكن للصلاة عليه حتى امتلأ المسجد رغم كبره، وفي مقدمتهم الملك فيصل ــ رحمه الله- وشيعه الجمع الغفير ودفن في مقبرة العود بجوار بعض مشائخه -رحمهم الله جميعاً رحمة واسعة.

قبل وفاته :

عند حلول شهر رمضان لسنة 1387 هـ سافر إلى مكة لأداء مناسك العمرة , وقد أحس بالمرض , وكان يظن أنه سيموت في مكة , فلما انقضت العشر الأوائل من شهر رمضان اشتد به المرض وحضر ابنه الشيخ ناصر ونقله إلى الرياض , ثم أدخل إلى مستشفى الرياض العسكري للعلاج , وزاره الملك فيصل – رحمة الله – وأشار بنقله للعلاج في لندن , ومكث بها يومين وكان في وقت النزع قد طلب الاتصال بالملك فيصل لمناصحته , ولصعوبة الاتصال في وقتها فقد أوهمه من حوله أن الملك فيصل على الخط فأخذ سماعة الهاتف وصار ينصحه ويقول: أوصيك بتقوى الله والحرص على ما ينفع المسلمين في دينهم ودنياهم , الله يحفظك في دينك و بدنك. وبعد وفاته قال الشيخ عبدالرحمن بن فريان: لما حملوا جنازته ليدفن , قال الملك فيصل – رحمه الله - ذهبوا يدفنوا صاحب الغيرة. وكان في مقدمة مشيعيه إلى قبره صاحب السمو الملكي الأمير سلطان – حفظة الله - وكان يتلقى التعازي فيه.

مصادر

http://www.al-shathri.com/portal/scholars/59-abdulaziz-bin-muhammad.html