عبد الرحمن الدوسري

نسبه

هو الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن خلف بن عبدالله الفهد آل نادر الدوسري (1912-1979) هو إمام سلفي مفسر وداعية .

مولده

ولد الشيخ عبدالرحمن الدوسري رحمه الله في البحرين عام 1332 هـ أثناء زيارة أمه لوالده الذي كان يقيم في البحرين حيث كان أبواه يقيمان فيها بعد قدومهما من الكويت، التي نزح إليها والده من بلاد القصيم بنجد، وبعد ولادته بأشهر عاد به والده إلى بالكويت، حيث نشأ وترعرع في حيِّ "المرقاب" الذي كان معظم ساكنيه من أهالي نجد, حيث نشأ في بيئية ملتزمة, حفظ القرآن في أسابيع كما قال عن نفسه, ودرس العلوم الشرعية.

سيرته الذاتية

تتبدى أثناء قراءة سيرته الذاتية وفصول حياته، أن السبب الأكبر فـي هذا التعتيم - مع أسبابٍ أخرى - ، هو باختصار أن الرجل سبق زمانه!، وتفصيل ذلك، أن مفكرًا أو عالمًا أو حتى مخترعًا، يتزامـن وجوده فـي زمان لا تتوافق طبيعة ما يطرحه هذا العبقري مع حاجات المجتمع، فينكره الناس (كالإمام البخاري)، أو يؤذونه ( كابن تيمية )، أو على أقل القليل يتجاهلونه كما حصل مع شيخنا الدوسري.

وقد تلقى العلم في المدرسة المباركية، حيث درس الفقه والحديث والتوحيد والفرائض والنحو، ومن العجيب أنه حفظ القرآن الكريم كله في أسابيع معدودة، كما قال عن نفسه رحمه الله: (حفظت القرآن الكريم في شهرين، انقطعت عن الناس وأغلقت علي مكتبتي ولم أخرج منها إلا للصلاة ) .، وتلك ولاشك ملكة في الحفظ نادرة، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء، وقد مرن على الحفظ، حتى أنه كان يستظهر كل ما يعجبه من الكتب شعراً ونثراً ، عن ظهر غيب وبكل يسر.

حياته الدعوية

كان شغوفاً بالعلوم، حريصاً على نشرها وتوزيع الكتب على طلبة العلم والراغبين في القراءة بالمجان ، حيث يشتريها من خالص ماله الحلال، الذي يكسبه من عمله التجاري، الذي يدرُّ عليه الربح الوفير، والخير الكثير، الذي يُغنيه عن الناس ، ويحفظ عزّته وكرامته.

كان رحمه الله ذا فراسة قوية وكان بعيد النظر، ومن أمثلة فراسته رحمه الله لما تولى جمال عبد الناصر رئاسة مصر عام 1954م, وعلا صراخه بتحرير الأمة العربية من الاستعمار وتحرير فلسطين من إسرائيل وتهريجه بالباطل من الوعود، حذر الشيخ رحمه الله فوق المنابر وفي المجالس من خداع الرجل، فعاداه كثير من الناس ونوى أحد أقربائه إلحاق الضرر به فأراد أن يقتله. وبعد تبين حقيقة عبد الناصر وانكشافه للناس، وذلك بعد نكسة حزيران، أخذ الناس يعتذرون له وبالذات ذلك الذي نوى إلحاق الضرر به.

كان رحمه الله قد صرح في محاضرة ألقاها في معهد الرياض العلمي عام 1399هـ: ( إنه إذا كانت حرب فسوف تكون نكسة للأمة الإسلامية وتذهب الضفة الغربية والجولان وسيناء وتحصل بعد ذلك مفاوضات للحصول على الاعتراف وتبدأ به مصر). ولقد حصل ما توقعه هذا الشيخ الجليل ونكس طواغيت القومية العربية رؤوسهم أمام هذا الخزي والعار وهذه نتيجة الانحرافات عن طريق النور والذكر الحكيم.

والشيخ الدوسري صريح في قول كلمة الحق، جريء في المواقف، لا يعرف التردد أو المداهنة، ولا يخضع لتهديد أو وعيد، بل يصدع بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويُغلظ القول ويشدِّد النكير على الأدعياء المتاجرين بالدين، الساكتين عن الحق، الذين يُؤثرون السلامة، ويتهيَّبون من مواقف الرجولة وصلابة الدعاة.