عالم الفقراء الجدد
عالم الفقراء الجدد:كيف غيرت الأزمة المالية النظام الاقتصادي العالمي والإسلامي والعربي، هو كتاب علمي ثقافي من تأليف د.خالد يوسف المقدادي(كاتب مقالات اقتصادية ومحلل معتمد في الصيرفة والتمويل الإسلامي من المعهد الإداري والمحاسبي البريطاني في لندن CIMA)، وإصدار دار النفائس - الأردن[١].
ويتناول هذا الكتاب بالعرض والتحليل، جوانب في الاقتصاد –الاجتماعي للأزمة لم يسبق أن جرى رصدها وتشخيصها بما تستحقه من موضوعية. ويقصد المؤلف في ذلك طبقة "الفقراء الجدد" الذين صنعتهم المعالجات المجتزأة أو الخاطئة لهذه الأزمة، فانضموا إلى الملايين ممن سبقوهم في شوارع البطالة و الفقر و اليأس. ولعلهم الذين خرجوا تباعا للشوارع العربية ابتداء من نهايات 2010 بما سمي بـ ربيع الثورات العربية يطلبون استعادة حقوقهم المعيشية والإنسانية والسياسية التي أتت الأزمة المالية على ما بقي منها.
نبذة عن الكتاب
ويظهر هذا الكتاب مقدار تأثير هذه الأزمة على الملايين من البشر، والذين فقدوا أحلامهم بالازدهار معها، وفقدوا العديد من الامتيازات التي كانت متاحة لهم بفضل الاستهلاك المغذى بالديون، وينظر هذا الكتاب لنتائج الأزمة من عيون عربية إسلامية دامعة بسبب الخسائر التي لحقت بالدول الإسلامية والعربية، خاصة الشرق أوسطية منها، ويقارن الحال سابقا بما حصل عقب الأزمة، ويقيس بالأرقام ما حدث مع الملايين من أبناء الدول العربية والإسلامية التي تأثرت بالأزمة، لينضموا إلى دول الفقراء الجدد الغربية بفضل عولمة مصائب الأزمة وسرعة انتقالها عبر تشابكات الأسواق المالية العالمية واعتماد اقتصاد اليوم على الاستثمار الأجنبي المتبادل، كما يقيس هذا الكتاب أهم التغيرات على العادات الاستهلاكية والتغيرات السيسيو إكونوميك والتي عانى منها الملايين من أبناء الفقراء الجدد في الوطن العربي وحول العالم، ويظهر كيف أن الجريمة والفقر والبطالة والمرض والاكتئاب وغيرها من تبعات نفسية واجتماعية واقتصادية قد حدثت لضحايا تلك الأزمة البغيضة.
وقد لجأ الكاتب إلى إثبات أن العالم قد تغير عقب الأزمة وأن ظاهرة الفقراء الجدد قد تحققت كنتيجة مباشرة لها، باستخدام المنهج الوصفي التحليلي، وذلك من خلال تحليل البيانات الثانوية والنابعة من نتائج أهم الأبحاث والتقارير والدراسات التي نشرت، سواء أكان ذلك محليا خاصا بالوطن العربي أم عالميا غربيا، كما أورد الكاتب العديد من آراء الباحثين والخبراء الدوليين والمحليين، سواء تلك الآراء المثبتة لوجهة نظر الكاتب أم تلك المغايرة والرافضة لها؛ لتحقيق أعلى قدر من الموضوعية في التوصل لنتيجة سبب الأزمة وسرد أهم تبعاتها عالميا ومحليا بما يؤدي إلى فهم أعمق لظاهرة الفقراء الجدد وما تعنيه من تحول عالمي للعالم أجمع.
الفصل الأول
ويقسم الكتاب إلى ثمانية فصول، كل فصل منها يحتوي على موضوعات خاصة ومنفصلة ذات علاقة بمفهوم الظاهرة وتبعاتها المحلية والعالمية، ويبدأ الكاتب الفصل الأول بالحديث عن كيفية عودة انتقال الثروة من شمال العالم إلى جنوبه وما ساهمت به الأزمة من تعزيز هذا الانتقال ونشوء عالم الفقراء الجدد، ويعرج الكاتب في هذا الفصل على مفهوم ظاهرة الفقراء الجدد وما يعنيه هذا المصطلح من ناحية اقتصادية واجتماعية، ويبين مراحل التغير التاريخي وأسباب صعود وازدياد الثروات في الطبقات الوسطى، خاصة في الدول العربية.
الفصل الثاني
ويرصد الكاتب في الفصل الثاني آثار الأزمة المالية العالمية على العالم الغربي بداية، ومن ثم انتقالها إلى دول الشرق الأوسط، بما اسماه موجات التسونامي المالي العالمي، ويصف الكاتب الآثار الاقتصادية لكل موجة منها، ويبين بالأرقام مدى تضرر الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط، خاصة دول الخليج من تبعات الأزمة، ويسرد أحداث تشكل الفقاعات الاقتصادية وانفجارها في الاقتصاد الغربي ويقيسه على العربي، ينهي بمقارنة تاريخية بين تلك الآثار للأزمة الحديثة وآثار ما سبقها من أزمات مالية كبرى كأزمة الكساد الكبير أو غيرها من أزمات مرت بالعالم، ويبين أوجه التشابه في صفات الأزمة الحالية وما سبقها للخروج بدروس مستفادة كيف أن التاريخ يعيد نفسه باستمرار.
الفصل الثالث
ويناقش الفصل الثالث أسباب قيام الأزمة ويحلل تلك الأسباب بناء على احدث النظريات الاقتصادية والتي طرحت من قبل الكتاب العرب والغربيين على وجه واحد، فمن تعريف الأزمة وأنواعها مرورا بأهم النظريات المفسرة لوقوعها من مثل، نظرية فرط الاستهلاك وأثرها على التضخم الذي أفرز الأزمة، ونظرية هرم الاقتصاد العالمي المقلوب، وفرضية فشل نظرية السوق العادلة الحديثة نسبيا، ومناقشة نظرية الروح الحيوانية وأثرها في تشكل الأزمة المالية والتي كانت محورا للنقاش العلمي حول أسباب الأزمة في الآونة الأخيرة، ومناقشة غياب الجانب الأخلاقي وهل كان ذا اثر حقيقي على تشكل الأزمة، وانتهاء بمناقشة الفرضيات المتعلقة بالأزمة المالية ونظريات المؤامرة والتي طرحت بكثرة مؤخرا.
الفصل الرابع
أما الفصل الرابع فيصف أهم التغيرات التي طرأت للمليارات من البشر وعلى لأخص على الملايين من الفقراء الجدد بمؤسساتهم وشركاتهم وأسواقهم وحكوماتهم، في عالم ما سماه الكاتب عالم ما بعد الأزمة، ويوضح الكاتب بسرد الأرقام والإحصائيات عن أهم الدراسات الخاصة بالأزمة المالية وتأثيراتها على المنطقة العربية والإسلامية والعالم، فعالم الفقراء الجدد ما بعد الأزمة قد تغير كثيرا عما قبلها، فأصبح عالما اقل استهلاكا، وأكثر فقرا وبطالة، وأكثر إجراما وحمائية وتطرفا وعبودية، فقد تغيرت ملامح وصفاتها البشرية الاستهلاكية، خاصة في دول الفقراء الجدد، وتتوفر في هذا الفصل معلومات تحليلية تثبت وقوع ظاهرة الفقراء الجدد وفرضية أن العالم قد صار أكثر فقرا بالنسبة لدول الأزمة.
الفصل الخامس
وفي الفصل الخامس من هذا الكتاب، يناقش فيه الكاتب ما حدث مع البنوك والمحافظ والشركات المالية العربية والعالمية، ويحلل أهم التغيرات التي طرأت على طبيعة العمل المصرفي والمالي في الأسواق المالية العالمية والعربية، التي تغيرت تغيرا ملحوظا عقب الأزمة على حد سواء، ويناقش الكاتب أخطاء الجشع وحمى المضاربة بالمشتقات التي أعمت أو تعامت عنها عيون الرقابة الحكومية، وكيف أن العلاقة بين القطاع المالي والمصرفي وحكومات دول الفقراء الجدد ومؤسساتها وبنوكها المركزية قد تغير،. وحتى نظرة العامة إلى المصرفيين عقب الأزمة قد تغيرت أيضا. وقد ناقش هذا الفصل معنى تغير العلاقة تلك، كما ناقش أهم الإصلاحات المنوي عقدها أو التي نفذت من ناحية القوانين الضريبية والرقابية البنكية والحوكمة، التي ظهرت نقاشاتها كإفراز مباشر لنتيجة الأزمة وما ستعنيه تلك الإصلاحات للعمل المصرفي والمالي العربي، وينتهي الفصل بأهم التغيرات الإدارية، وتغير طبيعة القرار الاستثماري للشركات العربية، خاصة العائلية منها، والتي ظهرت نتيجة مطالبة المساهمين أو الحكومات بها عقب الخسائر الهائلة التي لحقت بصناديق الاستثمار السيادية والممولة من فائض أموال تلك الشركات، وهو من شأنه أن يغير في طبيعة الاستثمار العربي في الفترة المقبلة وأن يجعله ذا طابع محلي أكثر.
الفصل السادس
وجاء الفصل السادس ليعطي الكاتب فيه مثالا على ظاهرة الفقراء الجدد وتأثيرها على المنطقة العربية، بدراسة حالة أزمة دبي، وهو موضوع جديد وشائك حاليا، لم يخض فيه العديد من المحللين بشكل موضوعي، فبداية سرد الكاتب أسباب ازدهار دبي وتميزها، ومن ثم عدد الانجازات التي حققتها في خضم عصرها الذهبي، إلى أن جاءت عاصفة الأزمة المالية العالمية والتي أثرت كثيرا على صناعة العقار والمال فيها، وهو ما نتج عنه حدوث أزمة دبي العالمية وتراكم الديون وتعثر سدادها، وقد ناقش الكاتب أسباب حدوث هذه الأزمة وحلل آثارها الحالية والمستقبلية على نمو دبي، لينهي بمناقشة الحلول التي اتخذتها حكومة دبي وعمليات الإصلاح الحاصلة في الإمارة مما يلقي ضوءا على مستقبلها الاقتصادي والمالي.
الفصل السابع
وفي الفصل السابع، ناقش فيه الكاتب الظاهرة من منظور إسلامي، فذكر ضوابط الاقتصاد الإسلامي ومميزات هذا الاقتصاد على نظيره الوضعي، وانتقل للحديث عن صناعة الصيرفة الإسلامية، سواء تلك المتعلقة بالبنوك والمصارف أم الأسواق المالية الإسلامية وشركات التكافل الإسلامي، وما يمكن أن توفره منتجاتها من بدائل لمنتجات الاقتصاد الوضعي، وذكر بالأرقام الإنجازات الضخمة التي حققتها هذه الصناعة الناشئة بقوة، وانتقل إلى الحديث عن معوقات هذه الصناعة الجديدة بشكلها الحالي، والتحديات التي تواجهها، ومن ثم عرج الكاتب على أزمة الصكوك الإسلامية، والتي هي حديث الساعة في عالم الصيرفة الإسلامية، وناقش أسبابها وأهم أثارها على الاقتصاد الإسلامي والعالمي، لينهي بحلول مقترحة لعلاج الأزمة، ويبين ما يمكن أن توفره مميزات وضوابط الاقتصاد الإسلامي من حلول عملية لظاهرة الفقراء الجدد.
الفصل الثامن
وينتهي الكتاب بفصله الثامن، الذي تحدث فيه الكاتب عن النظام الاقتصادي العالمي الجديد، وناقش أهم التغيرات التي طرأت على النظام الحالي ومؤسساته المالية عقب الأزمة، ومن ثم انتقل للحديث عن ظاهرة موازية هي ظاهرة تشكل الأغنياء الجدد في مجتمعات الدول النامية ذات الأسواق الصاعدة، وذكر أهم أسباب تفوق وازدهار تلك المجتمعات والدول، وليذكر صعود التنين الصيني، كمثل واضح، على الأغنياء الجدد في العالم، وعدد مميزات وإنجازات الاقتصاد الصيني، وانتقل للحديث عن الصراع الدائر بين دول الأغنياء الجدد مثل مجموعة البريكس ودول الفقراء الجدد كمجموعة الثمانية القديمة، ومطالبتها لزيادة حقوقها في المؤسسات الدولية كافة، والذي ينعكس على زيادة نفوذها العالمي كدليل على اشتداد عود تلك الدول ومنافستها على موارد الصناعة العالمية مع الإمبراطوريات السابقة أو القائمة حاليا، ويتجلى هذا الصراع بين معسكر الشرق بقيادة الصين ومعسكر الغرب بقيادة أمريكا، وما يحويه هذا الصراع من حروب عملات وإجراءات حمائية وغيرها، والذي قد يفضي يوما ما إلى حروب حقيقية، وتحدث الكاتب عن أهم الإصلاحات المزمع عملها للنظام الاقتصادي والنقدي العالمي وتشكيل نظام اقتصادي عالمي جديد، ودور العالم العربي والإسلامي فيه، ليختم بإلقاء نظرة على مصير الفقراء الجدد وما ستنتهي الأزمة بهم إليه من ثورات مستقبلية كثورة الياسمين في تونس وثورة مصر، ويختتم الكتاب بتيان طريق النجاة، وإلى أين ستؤول إليه أمور الاقتصادي العالمي.
وقد حاول الكاتب من خلال هذا الكتاب، الذي تطرق إلى عدد كبير من المواضيع الساخنة ومناقشتها بأسلوب علمي مبني على بيانات موثقة، وذلك أن يخرج بفكرة حقيقية عن ما ذا حدث للعالم بسبب الأزمة، وما ستؤول إليه الأوضاع مستقبلا، خاصة أوضاع المليارات من أبناء دول الفقراء الجدد، كما حاول أن يخرج بفكرة أساسية كحل رئيسي للضائقة العالمية، ألا وهي ضرورة التعاون الدولي بين أمم العالم كافة، أغنيائها وفقرائها، الجدد أو القدامى، فلا كبير في عالم ما بعد الأزمة، ولا مجال للتناحر والتقاعس عن إصلاح النظام الاقتصادي العالمي، وإلا فإن الخيار البديل هو البقاء رهينة الأزمات المتتالية والتناحر على ما بقي من موارد اقتصادية، والذي سيفضي إلى حرب مدمرة لا تبقي ولا تذر.
طالع أيضا
المراجع
المصادر
- خالد المقدادي (2011). عالم الفقراء الجدد: كيف غيرت الأزمة المالية النظام الاقتصادي العالمي والإسلامي والعربي. دار النفائس. ISBN 978-9957-80-997-3.
وصلات خارجية
- مدونة المؤلف http://www.khaledyousefar.wordpress.com
- مدونة كتاب عالم الفقراء الجدد http://worldnewpoor.blogspot.com
- خبر عن الكتاب في جريدة الراي الأردنية http://www.alrai.com/pages.php?news_id=398138
- خبر عن الكتاب في جريدة الغد الأردنية http://www.alghad.com/index.php/book/8.html
- خبر عن الكتاب في صحيفة الوئام السعودية http://alweeam.com/2011/04/23/%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D8%AF-%D8%A5%D8%B5%D8%AF%D8%A7%D8%B1-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D9%8A%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%AB-%D8%B9/
- مناقشة للكتاب على موقع زاد الأردن الإخباري http://www.jordanzad.com/index.php?page=article&id=41441
قالب:بوابة الإقتصاد الإسلامي قالب:بوابة علماء الإقتصاد قالب:بوابة المصارف الإسلامية