عاثية

ملف:Tevenphage.ar.JPG
رسم تخطيطي لعاثية (اٍلى اليمين المخطط ثلاثي الأبعاد واٍإلى اليسار المخطط ثنائي الأبعاد).

العاثيات، ومفردها عاثية (بالإنكليزية: bacteriophage) هي فيروسات تغزو البكتيريا. العاثيات من أشيع الكائنات الحية على سطح الأرض[١].

تتكون العاثية النموذجية من قفيصة بروتينية تحوي المادة الوراثية، وهذه قد تكون رنا أو دنا مفرد الطاق أو ذي طاقين، طوله بين 5000 و500000 نوكليوتيد، يتوضع بشكل خطي أو حلقي. يتراوح حجم العاثيات عادةً بين 20 و200 نانومتر.

تنتشر العاثيات بشكل واسع على وجه الأرض، ويمكن إيجاد العديد منها في الأماكن التي تحتوي على مضيف بكتيري كالترية أو حتى أمعاء الإنسان.وتعتبر مياه البحر إحدى أكثر البيئات إحتواءً على العاثيات، بأرقام تقارب 9 × 10 8 فيريون/ مم عند السطح.[٢] مع العلم بأن ما يصل إلى 70% من البكتيريا البحرية قد تتعرض للإصابة بالعاثيات.[٣] أستحدمت العاثيات لأكثر من 90 عاما كبديل للمضادات الحيوية في الإتحاد السوفيتي السابق وفي أوروبا الشرقية وفرنسا.[٤] كما نظر إليها كعلاج محتمل للبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.[٥]

التصنيف

تشكل العاثيات ذات الدنا مزدوج الطاق أو ما يسمى بالفيروسات الذنبية، ما نسبته 95% من الفيروسات المعروفة علميا والمذكورة في الكتب، ويعتقد أنها تشكل النسبة الأعظم من العاثيات على وجه الكرة الأرضية.[٦] ومع هذا فإن أنواعا أخرى من العاثيات تتواجد وبوفرة في الغلاف الحيوي، حيث تتكون هذه الأنواع من فيريونات ومن مادة وراثية مختلفة بالإضافة إلى امتلاكها نمط حياة مختلف. تصنف العاثيات حسب تصنيف اللجنة الدولية لتصنيف الفيروسات حسب أشكالها ومحتواها من الأحماض النووية.

تصنيف العاثيات حسب اللجنة الدولية لتصنيف الفيروسات[٧]
رتبة عائلة الشكل الحمض النووي مثال
الفيروسات الذنبيه فيروسات عضلية غير مغلفة، ذيل عضلي دنا خطي مزدوج الطاق T4 phages
فيروسات سيفاوية غير مغلفة، ذيل غير عضلي طويل دنا خطي مزدوج الطاق λ phage, T5 Phage
فيروسات قدمية غير مغلفة, ذيل غير عضلي قصير دنا خطي مزدوج الطاق T7 phages
غير محدد النوع فيروسات سقفية غير مغلفة، متساوية الطول دنا خطي مزدوج الطاق
فيروسات قشرية غير مغلفة، متساوية الطول دنا حلقي مزدوج الطاق
فيروسات شحمي الشعر مغلفة، عصوي الشكل دنا خطي مزدوج الطاق
فيروسات بلازمية مغلفة، متعددة الأشكال دنا حلقي مزدوج الطاق
فيروسات العتائق غير مغلفة، عصوية الشكل دنا خطي مزدوج الطاق
فيروسات مستدقة غير مغلفة, على شكل ثمار الليمون دنا حلقي مزدوج الطاق
فيروسات الليف غير مغلفة, خيطية الشكل دنا حلقي مفرد الطاق
فيروسات مكروية غير مغلفة, متساوية الطول دنا حلقي مفرد الطاق
فيروسات لافي غير مغلفة, متساوية القياس رنا خطي مفرد الطاق
فيروسات كيسية مغلفة، كروية رنا مجزء مزدوج الطاق

تاريخ

تم - منذ القدم – توثيق تقارير تشير إلى وجود مياه نهرية ذات تأثير علاجي على بعض الأمراض كالجذام. وفي عام 1896، أشار العالم إرنست هنكن إلى أن هناك شيئا في مياه نهر الغانج ونهر يمنا في الهند أظهرت قدرة كمضاد حيوي ضد الكوليرا بالإضافة إلى القدرة على المرور خلال فيلتر مصنوع من البورسلين الناعم. وفي عام 1915، إكتشف عالم الأحياء الدقيقة فريدريك تورت ومدير مؤوسسة براون للأبحاث في لندن عامل صغير الحجم قادر على مهاجمة البكتيريا وقتلها.وأعتقد أنه لا بد لهذا العامل أن يكون واحدا من الآتي:

  1. إحدى مراحل دورة حياة البكتيريا؛
  2. أحد الأنزيمات التي تفرزها البكتيريا نفسها؛
  3. أو أحد الفيروسات التي تنمو داخل البكتيريا وتدمرها.

ولكن أبحاث تورت توقفت بسبب الحرب العالمية الأولى ونقص الموارد المادية.

وبشكل منفصل، وتحديدا في الثالث من أيلول 1917،أعلن العالم الفرنسي الكندي الأصل فيليكس دوريل والذي كان يعمل في معهد باستور للأبحاث في باريس، بأنه إكتشف ميكروبا غير مرئيا ذو تأثير مضاد للزحار العصوي أو ما يسمى بداء الشيغيلات.بالنسبة لدوريل كان هذا اكتشاف رائع " في لحظة أستوعبت بأن ما سبب البقع الفارغة هو ميكروب غير مرئي.....فيروس متطفل على البكتيريا."."[٨] قام دوريل بإطلاق اسم (bacteriophage) أو آكلات البكتيريا نسبة إلى الكلمة اليونانية (phagein) والتي تعني يأكل. كما قام بتوثيق حالة لشخص كان يعاني من الزحار العصوي تعافى بعد استخدام آكلات البكتيريا (العاثيات).[٩] في عام 1923، تم إنشاء معهد إليافا في تبليسي في جورجيا، لغايات الأبحاث حول هذا العلم الجديد ووضعه في حيز التطبيق العملي. في عام 1969 حاز كل من ماكس دلبروك وألفرد هيرشي وسلفادور لوريا على جائزة نوبل في الطب، لاكتشافاتهم المتعلقة بآلية تكاثر الفيروسات ومحتواها الجيني.

التكاثر

تتكاثر الفيروسات من خلال ما يعرف بالدورة الحالة أو الدورة الدورة المستذيبة،وقد تملك بعض الفيروسات القدرة على استخدام كلا الدورتين. عندما تتكاثر الفيروسات عن طريق الدورة الحالّة كما في (T4 phage) فإنه يتم تحليل الخلايا البكتيرية وتدميرها بعد مضاعفة أعداد الفيريونات مباشرة. وبمجرد تدمير الخلية فإن الفيروسات الجديدة تبحث عن عائل جديد لاحتلاله واستخدام مصادره لمضاعفة أعداد الفيروس.من الجدير بالذكر إن الفيروسات التي تتكاثر عن طريق الدورة الحالة تكون مناسبة للعلاج بالعاثية أكثر من تلك التي تتكاثر عن طريق الدورة المستذيبة. تمر بعض العاثيات خلال الدورة الحالة فيما يعرف (بتثبيط التحليل)، ويحدث ذلك بأن تتوقف سلالة كاملة من العاثيات عن تحليل الخلايا البكتيرية والخروج منها عندما يكون تركيز العاثيات خارج الخلية عالياً. وعادة تكون هذه العملية عكسية. من الجدير بالذكر أن هذه الآلية مختلفة عن آلية تكاثر العاثيات المندرجة والتي تدخل عادة في مرحلة سبات مؤقتة. بالمقابل، فإن الدورة المستذيبة لا تؤدي إلى تحلل الخلية المضيفة، وتسمى الفيروسات القادرة على التكاثر عن طريق هذه الدورة بالفيروسات المندرجة. حيث يندمج المحتوى الجيني لها مع المادة الوراثية للمضيف وتتكاثر بتكاثرها دون أي أضرار أو أذى. يبقى الفيروس ساكنا إلى أن تتدهور حالة المضيف – ربما بسبب نقص في المواد الغذائية- عندها تنشط هذه الفيروسات الداخلية والتي تعرف باسم طليعة العاثية. في هذه المرحلة تبدأ دورة التكاثر التي تنتهي بتحلل خلايا المضيف. وبما أن من خصائص الدورة المستذيبة أنها لا تؤدي إلى تحلل خلايا المضيف، فإن اعداد الفيروس ستزداد بتكاثر خلايا المضيف وستظهر في الخلايا الولية من خلايا مصابة به في الأصل. أحيانا تكون طليعة العاثية ذات فائدة عظيمة للبكتيريا عندما تكون ساكنة، وذلك بإضافة خصائص جديدة للخلية البكتيرية فيما يعرف بالتحول (lysogenic conversion). ومن الأمثلة على ذلك تحول إحدى سلالات ضمة الكوليرا غير المؤذية إلى أحد أكثر أنواع البكتيريا إيذاءً والتي تسبب مرض الكوليرا. وهذا بالذات ما يجعل العاثيات المندرجة غير ملائمة للعلاج بالعاثيات.

انظر أيضا

المراجع

  1. ^ Collman, J. P. 2001. Naturally Dangerous: Surpising facts about food, health, and the Environment. Sausalito, CA: University Science Books. Pg. 92.
  2. ^ doi:10.1128/MMBR.64.1.69-114.2000
    This citation will be automatically completed in the next few minutes. You can jump the queue or expand by hand
  3. ^ Prescott, L. (1993). Microbiology, Wm. C. Brown Publishers, ISBN 0-697-01372-3
  4. ^ BBC Horizon (1997): The Virus that Cures – Documentary about the history of phage medicine in Russia and the West
  5. ^ BBC article: The drugs don't work - so what will? (8 April 2011)
  6. ^ Mc Grath S and van Sinderen D (editors). (2007). Bacteriophage: Genetics and Molecular Biology (1st ed.). Caister Academic Press. ISBN 978-1-904455-14-1 . [١]. 
  7. ^ Mc Grath S and van Sinderen D (editors). (2007). Bacteriophage: Genetics and Molecular Biology (1st ed.). Caister Academic Press. ISBN 978-1-904455-14-1 . [٢]. 
  8. ^ Félix d'Hérelles (1917). "Sur un microbe invisible antagoniste des bacilles dysentériques." (PDF). Comptes rendus Acad Sci Paris. 165: 373–5. Retrieved on 2010-09-05. 
  9. ^ Félix d'Hérelle (1949). "The bacteriophage" (PDF). Science News 14: 44–59. Retrieved on 2010-09-05. 

bg:Бактериофаг bn:ব্যাক্টেরিওফাজ ca:Bacteriòfag cs:Bakteriofág da:Bakteriofag de:Bakteriophage el:Φάγος Bacteriophage]] eo:Bakteriofago es:Bacteriófago et:Bakteriofaagid eu:Bakteriofago fa:فاژ fi:Bakteriofagi fr:Bactériophage gl:Bacteriófago he:בקטריופאג' hi:जीवाणु भोजी hr:Bakteriofag hu:Bakteriofág id:Bakteriofag is:Bakteríuveira it:Batteriofago ja:ファージ ka:ბაქტერიოფაგები kk:Бактериофагтар ko:박테리오파지 ku:Bakteriyofaj la:Bacteriophagus lt:Bakteriofagas lv:Bakteriofāgi nl:Bacteriofaag no:Bakteriofag oc:Bacteriofag pl:Bakteriofag pt:Fago ro:Bacteriofag ru:Бактериофаги simple:Bacteriophage sk:Bakteriofág sl:Bakteriofag sv:Bakteriofag ta:நுண்ணுயிர்த் தின்னி tr:Bakteriyofaj uk:Бактеріофаги zh:噬菌体