ضياء سالم



ضياء سالم كاتب عراقي، حصد الكثير من الجوائز في مجال القصة والمسرح والسيناريو، اصدر مجموعتة القصصية الأولى وكانت بعنوان (كرات ملونة) ثم اصدر مجموعتة الثانية (فراشات بيض) الذي اثارت جدلا كبيرا في الوسط الادبي كونها تناولت موضوعة محرمة، موضوعة السجن، وقد جاء هذا التناول الجسور للكاتب بعد أن سحق كيانه في السجن، انتقل (ضياء سالم) إلى المسرح وحقق في المسرح انجازات مهمة، حيث حصل على الجائزة الأولى عام 1993 على جائزة أفضل نص مسرحي عن مسرحيتة (انتظريني ايتها السنوات) وفي عام 1995 حصل على جائزة أفضل نص مسرحي عن مسرحيتة (بعيدا بانتظار الضوء) لكن الجائزة حجبت كونه ادان الحرب، وظل (ضياء سالم) وفيا للتناول الجسور حيث قدم مسرحيات مهمة تثير الجدل في بنائها النفسي والادبي وكتب مسرحية (بياض الظل) والتي حصدت جميع جوائز المهرجان، ثم تلتها مسرحية (نقطة الفراغ) لتحصد جائزة أفضل عرض متكامل، وفي تلك الفترة انتقل الكاتب لكتابة السيناريو وكتب العديد من المسلسلات العراقية والعربية، مثل مسلسل (الخيول العربية) ومسلسل (الحلم) ومسلسل (حكاية مثل) ومسلسل (حب في قرية) واخر مسلسل كتبه هو (ة قنبر علي) الذي اثارة ضجة كبيرة في الوسط الادبي كتب واخرج العديد من الافلام الوثائثية، منها (سراق التاريخ) لقناة الشرقية وتناول الفلم سرقة المتحف العراقي، وحضارة وادي الرافدين الذي تناول فيه التشكل الأول للحضارة العراقية، وفلم (الدثار) عن دار العجزة وفلم (اطفال الجنة) عن الايتام في العراق، (ودموع الامهات) عن جرائم القتل العشوائي في العراق وفلم (طائر الالم) عن حياة الشاعر الكبير بدر شاكر السياب (دموع القصب) عن تجفيف الاهوار، (والاهوار أسطورة الجنوب) عن حياة اهل الهور (وحكاية زعيم) عن حياة الراحل عبد الكريم قاسم وفلم (زمن الغبار) عن الدخول الأمريكي للعراق وفلم (سليل الحضارتين) عن حياة المفكر (هادي العلوي) وفلم (اسد كردستان) عن حياة الملا مصطفى البرزاني واخرج العديد من الافلام الوثائقية منها (مقبرة الغرباء) عن العراقين المنفين في العالم، وفلم (عباد الشمس) وهو فلم روائي قصير عن الحرب والطفولة وفلم (صنع في العراق) لقناة الحرة وفلم (النهر والمدينة) لقناة الحرة واسهم الكاتب (ضياء سالم) في العديد من الفضائيات حيث عمل مديرا لبرامج

ضياء سالم وهاجس النص النبيل (لقاء مع الكاتب) جريدة الصباح صفحة فنون التاريخ: Sunday, November 04 اسم الصفحة: فنون

بغداد ـ موفق مكي وسط بيئة ثقافية مزدهرة في سبعينيات القرن العشرين، صقلت مواهب ضياء سالم وروحه بوقت مبكر، وأعد لكي ينتمي بفنه وفكره، إلى قضية الوطن. لم تساهم الظروف التي مرت على العراق، ولا الحروب الطويلة التي ثلمت النسيج الاجتماعي، ان تجعل من ضياء، كاتباً يرضي السلطة

رغم مايوفر ذلك من حياة رغيدة، افتقدها ضياء. ولكنه ظل يحدق عبر وجدان نقي، إلى شعبه، ويلتقط من بين الازقة الدافئة القلقة تفاصيل حياته ويوميات جرحه. البداية

  • من اين بدأت ككاتب؟
” بدات حياتي كقاص، كتبت الكثير، الذي لم يكن يعجب الصحف التي قدمتها اليها لحدة لغتها وجرأتها على السلطة، ولكن اول نص نشر لي، كان كتابة نقدية بعنوان(تساؤلات في حداثة النص الشعري) ونشر في جريدة القادسية سنة 1984، بعد ذلك نشرت قصة بعنوان الخفاش، وبقيت طوال الثمانينيات اكتب قصصاً تبحث عن مأساة العراقيين في حرب الخليج، وفي سنة 1990 كانت بدايتي مع التفلزيون، اذ كتبت مسلسلاً من 30 حلقة بعنوان الخيول العربية، وبثته شاشة التلفزيون العراقي.

الاحتراف يقول ضياء عن تجربة كبيرة في حياته،

(ضمني المخرج فيصل الياسري إلى المجموعة القريبة منه في عمل واسع، كان يعد لمجموعة من المسلسلات والبرامج الموجهة، وكنت قد كتبت بطلب منه 35 حلقة من اصل 75 حلقة من مسلسل (اللسان العربي)، وكنا نشكل ورشة عمل نقضي فيها أكثر من خمس ساعات ندرس فيها جوانب العمل كافة، اثناء ذلك يوضح الياسري رؤيته الفنية، القائمة على معرفة كبيرة بكل تفاصيل العمل التلفزيوني، وعلى قراءة عميقة للنص، كان يخرج العمل على النص، ويعطي كل ملاحظاته، ويناقش اصغر الاراء تجربة. فيصل الياسري صاحب فلسفة واضحة في العمل ويقدر الجهد البشري، كان يقيم حفلة تكريمية في نهاية كل عمل ناجح يوزع خلاله المكافآت بين الجميع، اضافة إلى الاجور المعقولة التي كان يدفعها).
  • كيف تقيم العمل في فترة التسعينيات؟
” (لقد حالفني الحظ حين عملت مع فيصل الياسري، ولكن لدي تجارب مريرة مع منتجين آخرين سببت لي غصة كبيرة، كان الحصار الاقتصادي على البلد، يتيح للمنتجين الجشعين استغلال الفنان، ولقد الح علي أحد هؤلاء باكمال مسلسل من 30 حلقة في فترة وجيزة، وضغط علي بحجة اقتراب موعد سفره، كتبت نهاراً، وليلاً، على ضوء الفانوس، حتى اصيبت احدى عيناي، وكان هذا لقاء مبلغ زهيد كنت بحاجة اليه، عرفت فيما بعد بان ثمن الحلقة الاصلي، اضعاف الرقم الذي تسلمته منه بكثير، وغيره الكثير ممن اساء للفنان العراقي وهو في محنته تلك.

ويضيف ضياء وقد بدا عليه التأثر:

(هذا أحد الاسباب التي جعلت بعض الفنانين، يتجهون إلى العمل في المسرح التجاري، اهملت الدولة الفن، وتحول المسرح إلى ملهى ليلي رخيص، تعرض فيه الاجساد العارية.. والسخافات الفجة)
  • ماذا يعني لك المسرح؟
” المسرح مدرسة مقدسة لها قوانينها وله سحره الخاص، حين اكتب الشخصية على الورق، ويتجول بعد ذلك إلى كائن انساني حر، يتحرك على خشبة المسرح ويحدث اثره على الجمهور، تحدث احدى معجزات الفن امامي، وتسقط الدموع من عيني تأثراً).
  • ما الذي كتبته للمسرح؟
” قدمت في مهرجان المسرح الاول للشباب سنة 1993، مسرحية(انتظريني ايتها السنوات) من اخراج صالح المهدي، وقد حصلت على أفضل نص مسرحي.

كذلك قدمت لمهرجان المسرح العراقي سنة 1995 مسرحية(بعيداً، بانتظار الضوء) وهو عمل مونودراما، لشخص واحد، رشح العمل لأفضل نص، ولكن أحد اعضاء اللجنة التحكيمية، اصر على حجب الجائزة، لسبب رقابي. وسنة 2001 قدمت مسرحية(نقطة الفراغ) لمهرجان الوفاء المسرحي في البصرة، وقد حاز العمل على أفضل عرض مسرحي. أفلام قصيرة.. وثائق خطيرة

خاض السينارست ضياء سالم تجربة مهمة في مجال الافلام الوثائقية، وقد كتب مجموعة سيناريوهات لعدة افلام تناول فيها مواضيع عراقية ساخنة، بطريقة متميزة، ومعالجة ذات خصوصية.
(عملت فيلماً عن مقبرة الغرباء في غوطة الشام، تناولت فيه تاريخ المكان ومصير العراقيين الهاربين من بطش سلطة البعث، وكيف انتهى حلم العودة للوطن، إلى الموت في تراب المنفى، صورت هناك قبر الجواهري وهادي العلوي والفكيكي ومصطفى جمال الدين وابن الشاعر سعدي يوسف، وشهدت هناك عشرات القصص الحزينة رايت امرأة عراقية، توقد شمعة قرب قبر ابنها، الذي غادرها منذ 20 عاماً، ولم تستطع زيارته الا وهو في قبره سنة 2005)

وكتب سالم، سيناريو فيلم يتناول سيرة حياة المفكر العراقي هادي العلوي، وتابع في دمشق، اعماله، والنماذج الإنسانية التي استفادت من مؤسساته الخيرية، وعمل مع المخرج علي حنون فيلماً وثائقياً بطول ساعة، بحث فيه بطريقة المطاردة البوليسية والاستماع إلى شهود متطوعين، عن سرقة المتحف العراقي، وقد توصل الفيلم أثناء التصوير إلى خيوط مهمة في هذه الجريمة، التي اغلق ملفها كأي ملف خطير آخر. وقد عرض الفيلم في فضائيات عالمية. وفيلم أبناء الجنة، تابع فيها اطفال الشوارع والايتام، من خلال مشاهدات حرة ومتابعة في المؤسسات المعنية وتقليب في وثائقها. وعمل سالم فيلم الدثار، ديكو دراما، يعرض فيه قصصاً مؤلمة تحدث في دار المسنين.

  • ما الذي يحرك ضياء سالم للكتابة؟
(الكتابة عمل ثوري، يؤثر ايجابيا في المجتمع، يطرح اسئلة صعبة، يكشف عن امور خفية من اجل تطور الانسانية وليس العكس، وهناك جراح كثيرة في جسد الامة العراقية تريد مني الكتابة عنها).
  • كيف تنظر إلى الاعمال التي طرحت في رمضان الفائت؟
(هناك اجندات سوداء، تقود الفضائيات إلى طرح المسخرة الملفلفة بالتزويق، هناك سم يبث في الشكوى المزيفة، وسخرية من الشعب ومحنته. التركيز على التهديم والعنف، ليس هو الصورة الوحيدة، ولكني اسأل اين الاعلام الآخر؟)
  • كيف نستطيع صناعة اعلام ايجابي؟
(من خلال فكرة توصل رسالة إلى الناس، تناقش حياتهم، تناقش وتسأل عما حدث، تسلط الاضواء على الايجابي، وتناقش السلبي وتحاكمه بدقة، كل ذلك بطريقة مدروسة، وقالب جميل مقبول)
  • هل بقي لدينا من ينفذ عملاً جميلاً وجديداً وايجابياً؟
(لدينا مواهب كبيرة، قادرة على صنع أجمل من ذاك الذي عرض في رمضان، هناك مظهر براق وضحك رخيص، يلف العمل الرديء من اجل ايصاله بسهولة إلى متفرج غاضب يبحث عن اجابة، ولكنه غير حقيقي، مثلاً لقد سرق اوس الشرقي مقدمة برنامجه الذي عرض في رمضان، من أحد الاعلانات الألمانية، وحوله إلى مشهد عراقي، لنقبل بالاساءة، ولكن هناك أسماء حقيقية قادرة على العمل في اي وقت، حين تكون الضروف الفنية متكاملة).
  • كيف تكون الظروف مهيأة لانطلاق عمل فني يقدم قضية الشـعب بطريقة لائقة؟
(يجب التوجه إلى المختصين اصحاب الخبرة الفنية، والتاريخ المشرف هناك الفنان فارس طعمة التميمي، الذي اخرج مناوي باشا، بامكانيات مادية بسيطة، ولاقى نجاحاً لدى الجمهور العريض، والكاتب فاروق محمد والمصور الفنان صباح السراج، واهم مدير تصوير عربي حاتم حسن.

وغير هؤلاء الكثير، يجب دعمهم بالإمكانات المادية الكبيرة التي تمتلكها المؤسسات الرسمية للتحول من المراقبة السلبية إلى الدفاع عن قضية العراق، بالفن الجمــيل المدروس). يتابع الكاتب ضياء سالم. (هناك آلاف الوثائق التي تشهد على قسوة النظام السابق، لقد سجلت عشرات الشهادات لمواطنين عراقيين يتحدثون عما مر عليهم من آلام وعذابات على يد السلطة السابقة، هذه الوثائق يجب أن تستخدم بطريقة فنية رشيقة، وليس بشكل ممل، يدعو إلى السأم، ليس المهم ان تذكر الناس يومياً بالقبور الجماعية، ولكنك تستطيع استخدام هذه الجريمة في الدراما العراقية، لتروي للاجيال مافعلت الفاشية، لقد عرض الكاتب ريمارك مأساة الشعب الألماني من خلال ثلاثة افلام، سجلت جرائم النازية بطريقة فنية راقية).ضياء سالم، من الفنانين العراقيين الذين اكتسبوا خبرة ممتازة في مجال الدراما والافلام الوثائقية، وصاحبوا الكثير من الاجيال الفنية التي أغنت الفن العراقي ما يجعله مع الكثير من أبناء جيله من المسهمين في بناء بداية جديدة للدراما العراقية التي اخذت في التراجع والاهتزاز في السنوات الأخيرة.

ضياء سالم وهاجس النص النبيل التاريخ: Sunday, November 04 اسم الصفحة: فنون

بغداد ـ موفق مكي وسط بيئة ثقافية مزدهرة في سبعينيات القرن العشرين، صقلت مواهب ضياء سالم وروحه بوقت مبكر، وأعد لكي ينتمي بفنه وفكره، إلى قضية الوطن. لم تساهم الظروف التي مرت على العراق، ولا الحروب الطويلة التي ثلمت النسيج الاجتماعي، ان تجعل من ضياء، كاتباً يرضي السلطة

رغم مايوفر ذلك من حياة رغيدة، افتقدها ضياء. ولكنه ظل يحدق عبر وجدان نقي، إلى شعبه، ويلتقط من بين الازقة الدافئة القلقة تفاصيل حياته ويوميات جرحه. البداية

  • من اين بدأت ككاتب؟
” بدات حياتي كقاص، كتبت الكثير، الذي لم يكن يعجب الصحف التي قدمتها اليها لحدة لغتها وجرأتها على السلطة، ولكن اول نص نشر لي، كان كتابة نقدية بعنوان(تساؤلات في حداثة النص الشعري) ونشر في جريدة القادسية سنة 1984، بعد ذلك نشرت قصة بعنوان الخفاش، وبقيت طوال الثمانينيات اكتب قصصاً تبحث عن مأساة العراقيين في حرب الخليج، وفي سنة 1990 كانت بدايتي مع التفلزيون، اذ كتبت مسلسلاً من 30 حلقة بعنوان الخيول العربية، وبثته شاشة التلفزيون العراقي.

الاحتراف يقول ضياء عن تجربة كبيرة في حياته،

(ضمني المخرج فيصل الياسري إلى المجموعة القريبة منه في عمل واسع، كان يعد لمجموعة من المسلسلات والبرامج الموجهة، وكنت قد كتبت بطلب منه 35 حلقة من اصل 75 حلقة من مسلسل (اللسان العربي)، وكنا نشكل ورشة عمل نقضي فيها أكثر من خمس ساعات ندرس فيها جوانب العمل كافة، اثناء ذلك يوضح الياسري رؤيته الفنية، القائمة على معرفة كبيرة بكل تفاصيل العمل التلفزيوني، وعلى قراءة عميقة للنص، كان يخرج العمل على النص، ويعطي كل ملاحظاته، ويناقش اصغر الاراء تجربة. فيصل الياسري صاحب فلسفة واضحة في العمل ويقدر الجهد البشري، كان يقيم حفلة تكريمية في نهاية كل عمل ناجح يوزع خلاله المكافآت بين الجميع، اضافة إلى الاجور المعقولة التي كان يدفعها).
  • كيف تقيم العمل في فترة التسعينيات؟
” (لقد حالفني الحظ حين عملت مع فيصل الياسري، ولكن لدي تجارب مريرة مع منتجين آخرين سببت لي غصة كبيرة، كان الحصار الاقتصادي على البلد، يتيح للمنتجين الجشعين استغلال الفنان، ولقد الح علي أحد هؤلاء باكمال مسلسل من 30 حلقة في فترة وجيزة، وضغط علي بحجة اقتراب موعد سفره، كتبت نهاراً، وليلاً، على ضوء الفانوس، حتى اصيبت احدى عيناي، وكان هذا لقاء مبلغ زهيد كنت بحاجة اليه، عرفت فيما بعد بان ثمن الحلقة الاصلي، اضعاف الرقم الذي تسلمته منه بكثير، وغيره الكثير ممن اساء للفنان العراقي وهو في محنته تلك.

ويضيف ضياء وقد بدا عليه التأثر:

(هذا أحد الاسباب التي جعلت بعض الفنانين، يتجهون إلى العمل في المسرح التجاري، اهملت الدولة الفن، وتحول المسرح إلى ملهى ليلي رخيص، تعرض فيه الاجساد العارية.. والسخافات الفجة)
  • ماذا يعني لك المسرح؟
” المسرح مدرسة مقدسة لها قوانينها وله سحره الخاص، حين اكتب الشخصية على الورق، ويتجول بعد ذلك إلى كائن انساني حر، يتحرك على خشبة المسرح ويحدث اثره على الجمهور، تحدث احدى معجزات الفن امامي، وتسقط الدموع من عيني تأثراً).
  • ما الذي كتبته للمسرح؟
” قدمت في مهرجان المسرح الاول للشباب سنة 1993، مسرحية(انتظريني ايتها السنوات) من اخراج صالح المهدي، وقد حصلت على أفضل نص مسرحي.

كذلك قدمت لمهرجان المسرح العراقي سنة 1995 مسرحية(بعيداً، بانتظار الضوء) وهو عمل مونودراما، لشخص واحد، رشح العمل لأفضل نص، ولكن أحد اعضاء اللجنة التحكيمية، اصر على حجب الجائزة، لسبب رقابي. وسنة 2001 قدمت مسرحية(نقطة الفراغ) لمهرجان الوفاء المسرحي في البصرة، وقد حاز العمل على أفضل عرض مسرحي. أفلام قصيرة.. وثائق خطيرة

خاض السينارست ضياء سالم تجربة مهمة في مجال الافلام الوثائقية، وقد كتب مجموعة سيناريوهات لعدة افلام تناول فيها مواضيع عراقية ساخنة، بطريقة متميزة، ومعالجة ذات خصوصية.
(عملت فيلماً عن مقبرة الغرباء في غوطة الشام، تناولت فيه تاريخ المكان ومصير العراقيين الهاربين من بطش سلطة البعث، وكيف انتهى حلم العودة للوطن، إلى الموت في تراب المنفى، صورت هناك قبر الجواهري وهادي العلوي والفكيكي ومصطفى جمال الدين وابن الشاعر سعدي يوسف، وشهدت هناك عشرات القصص الحزينة رايت امرأة عراقية، توقد شمعة قرب قبر ابنها، الذي غادرها منذ 20 عاماً، ولم تستطع زيارته الا وهو في قبره سنة 2005)

وكتب سالم، سيناريو فيلم يتناول سيرة حياة المفكر العراقي هادي العلوي، وتابع في دمشق، اعماله، والنماذج الإنسانية التي استفادت من مؤسساته الخيرية، وعمل مع المخرج علي حنون فيلماً وثائقياً بطول ساعة، بحث فيه بطريقة المطاردة البوليسية والاستماع إلى شهود متطوعين، عن سرقة المتحف العراقي، وقد توصل الفيلم أثناء التصوير إلى خيوط مهمة في هذه الجريمة، التي اغلق ملفها كأي ملف خطير آخر. وقد عرض الفيلم في فضائيات عالمية. وفيلم أبناء الجنة، تابع فيها اطفال الشوارع والايتام، من خلال مشاهدات حرة ومتابعة في المؤسسات المعنية وتقليب في وثائقها. وعمل سالم فيلم الدثار، ديكو دراما، يعرض فيه قصصاً مؤلمة تحدث في دار المسنين.

  • ما الذي يحرك ضياء سالم للكتابة؟
(الكتابة عمل ثوري، يؤثر ايجابيا في المجتمع، يطرح اسئلة صعبة، يكشف عن امور خفية من اجل تطور الانسانية وليس العكس، وهناك جراح كثيرة في جسد الامة العراقية تريد مني الكتابة عنها).
  • كيف تنظر إلى الاعمال التي طرحت في رمضان الفائت؟
(هناك اجندات سوداء، تقود الفضائيات إلى طرح المسخرة الملفلفة بالتزويق، هناك سم يبث في الشكوى المزيفة، وسخرية من الشعب ومحنته. التركيز على التهديم والعنف، ليس هو الصورة الوحيدة، ولكني اسأل اين الاعلام الآخر؟)
  • كيف نستطيع صناعة اعلام ايجابي؟
(من خلال فكرة توصل رسالة إلى الناس، تناقش حياتهم، تناقش وتسأل عما حدث، تسلط الاضواء على الايجابي، وتناقش السلبي وتحاكمه بدقة، كل ذلك بطريقة مدروسة، وقالب جميل مقبول)
  • هل بقي لدينا من ينفذ عملاً جميلاً وجديداً وايجابياً؟

هناك الكثير مما يمكن ان يقدمه الفنان العراقي ،، على سبيل المثال الابداع الكبير الذي يقدمه المخرج الكبير اوس الشرقي في اعماله الدرامية والكوميديه والاستعراضية هذا بحد ذاته حافز لجميع الشباب ان يبدعو ويخرجو اعمالا فنية مميزه وكبيره للدخول في منافسه عربيه ).

  • كيف تكون الظروف مهيأة لانطلاق عمل فني يقدم قضية الشـعب بطريقة لائقة؟
(يجب التوجه إلى المختصين اصحاب الخبرة الفنية، والتاريخ المشرف هناك الفنان فارس طعمة التميمي، الذي اخرج مناوي باشا، بامكانيات مادية بسيطة، ولاقى نجاحاً لدى الجمهور العريض، والكاتب فاروق محمد والمصور الفنان صباح السراج، واهم مدير تصوير عربي حاتم حسن.

وغير هؤلاء الكثير، يجب دعمهم بالإمكانات المادية الكبيرة التي تمتلكها المؤسسات الرسمية للتحول من المراقبة السلبية إلى الدفاع عن قضية العراق، بالفن الجمــيل المدروس). يتابع الكاتب ضياء سالم. (هناك آلاف الوثائق التي تشهد على قسوة النظام السابق، لقد سجلت عشرات الشهادات لمواطنين عراقيين يتحدثون عما مر عليهم من آلام وعذابات على يد السلطة السابقة، هذه الوثائق يجب أن تستخدم بطريقة فنية رشيقة، وليس بشكل ممل، يدعو إلى السأم، ليس المهم ان تذكر الناس يومياً بالقبور الجماعية، ولكنك تستطيع استخدام هذه الجريمة في الدراما العراقية، لتروي للاجيال مافعلت الفاشية، لقد عرض الكاتب ريمارك مأساة الشعب الألماني من خلال ثلاثة افلام، سجلت جرائم النازية بطريقة فنية راقية).ضياء سالم، من الفنانين العراقيين الذين اكتسبوا خبرة ممتازة في مجال الدراما والافلام الوثائقية، وصاحبوا الكثير من الاجيال الفنية التي أغنت الفن العراقي ما يجعله مع الكثير من أبناء جيله من المسهمين في بناء بداية جديدة للدراما العراقية التي اخذت في التراجع والاهتزاز في السنوات الأخيرة.