صمويل ألكسندر

صمويل ألكسندر (6 يناير 1859 - 13 سبتمبر 1938) (بالإنجليزية: Samuel Alexander)‏ هو فيلسوف بريطاني، أسترالي المولد، يهودي الديانة. من الواقعيين الجدد، وهو واضع النظرية المثالية في التطور المفاجئ. كان الكسندر يعتقد أن الزمان والمكان هما المادة الأولية للوجود.

حياته

ولد في سيدني (اوستراليا) في سنة١٨٥٩ وتوفى في سنة ١٩٣٨.

ارتحل الى إنكلترا، في سنة ١٨٧٧ حيث درس في اكسفورد على يدي جرين وبرادلي وتأثر بهما لكنه تحول بعد ذلك الى اعتناق مذهب اتطور، واهتم بعلم النفس التجريبي.ثم تأثر بعد ذلك بمور Moore وبرترند رسل Russell وبالواقعية الأمريكية الجديدة.

وفي سنة ١٨٨٢ اختير زميلاً في كلية لنكولن بأوكسفورد. ويبدو تأثير نظرية التطور في أول كتاب نشره وعنوانه :«النظام الأخلاقي والتقدم: تحليل للتصورات الأخلاقية» (سنة ١٨٨٩). وفي تفسيره للمعاني الأخلاقية سار في اثر هربرت اسبنسر. ولسلي استيفن. فإنه نظر الى الصراع من أجل لبقاء في المجال البيولوجي يتخذ في المجال الأخلاقي شكل صراع بين المثل العليا الأخلاقية، وكذلك نظر الى قانون الانتخاب الطبيعي، في مجال الأخلاق، على انه يعني أن ما يسود في مجال الأخلاق هو مجموعة المثل العليالتي تقود لى حالة توازن أو انسجام بين العناصر والقوى لمختلفة في الفرد، وبين الفرد والمجتمع، وبين الانسان والبيئة.

وفي سنة ١٨٩٣ عين استاذأ للفلسفة في جامعة ملبورن. وفي السنوات ١٩١٦ - ١٩١٨ ألقى محاضرات جفورد في جلاسجو (اسكتلندا) وقد حررها ونثرها في سنة .١٩٣، تحتعنوان: «المكان، والزمان، والألوهية»

فلسفته

الزمان والمكان

برى الكسندر أن الحقيقة الواقعية لنهائية، أعني زحم الأشياء كلها، هي متصل الزمان والمكان. وقد أخذ هذه الفكرة، كما صرح هو، عن منكوفسكي .ا1 ا010٧5ن4الذي قال بها في سة ١٩٠٨ ، كذلك يشير الى لورنتس Lorentz واينشتين Einstein ، وكذلك استلهم نظرية برجسون في لزمان الحيوي، لكنه رفض دعوى برجسون أن المكان خاضع للزمان وهو بهذه النظرية في «الزمان - المكاد يعارض رأي برادلي القائل بأن الزمان مجرد مظهر appearance ورايمتجرت Me Taggart القائن بأن الزمان ليت له حقيقة واقعية. كذلك يرفض لكسندر الرأي الشائع في الزمان والمكان أنما وعاءان: الأول تتعاقب فية الأشياء، والثاني توجد فيه الأشياء معا الى جوار بعضها بعضاً، لأن هذا الرأي يفترض أن الأشياء موجودة قبل الزمان والمكان، بينما يى الكسندر أنهما أسبق من الأشياء، أنهما الأرحام التي تتكون منها لأشياء اموجودة والأحداث، وهما الوسط الذي فيه يلقى بالأشياء والأحداث وفيهما تتبلور. ولو نظرنا في كل واحد منهمأ على حدة، لوجدنا أن اجزاه لا يتميز بعضها عن بعض، انها متجانة. لكن «كل نقطة في المكان تتحدد وتتميز نآن في الزمان، وكل آن من الزمان يتحدد بموضعه

في المكان» («المكان والزمان والألوهية» ص ٦٠). ومعنى هذا أن الزمان والمكان كليهما معاً يكونان وجدة واحدة وحقيقة واقعية واحدة، هي «متصل لاغهائي من الحوادث المحضة أو الآنات لنقط» (ص ٦٦). وكل شيء في التجربة هو مركب من النقط الآنات أو الآنات النقط.

المقولات

ثم يأخن الكسندر بعد ذلك في البحث في الخصائص الأساسية لتصل المكان - الزمان مثل: الهوية، الاختلاف، الوجود، الكلية، الجزئية، الاضافة، الخ. ويمهد السبيل بهذا أمام بيان خصائص الواقع التجريبي ومستوياته بتداء من المادة حتى النثاط العقلي. وهو ينظر الى المقولات على انها التحديدات الأساسية للموجود. وينبغي ألا يخلط بينها وبين الصفات (أو الكيفيات) Qualities، لأن الصفات في نظره - عارضة ومتغيرة بينما المقولات ategories’)، كلية وجوهرية. وهي أي المقولات، قبلية a Priori بمعنى أنها تنطبق، مقدماً، على كل شي ء موجود، وهي قسمات صحيحة للواقع، وليست مجرد اطارات في العقا كما يقول كنت. ولهذا لا يحاول الكسندر أن يستنبطها بواسطة أية ضرورة: منطقية كانت أو آلية. ويبين الكسندر أن المقولات هي خصائص اساسية لتصل المكان - الزمان «فلا ينبغي، مثلاً، أن نظر لى الهوية والاختلاف على أنهما خاصية للعقل الانساني ولا أشكال موذجية تعين حدود كل موجود بل ينبغي أن ننظر اليهما على أنهما خصائص أولية لتصل «النقطة - الآن». فالزمان يكشف عن الهوية بوصفه مدة ، ويكشف عن الاختلاف بوصغه توالياً. والمكان يكشف عن الوحدة بوصفه متصلأ ، وعن الاختلاف بوصفه مؤلفاً من نقط. ويقرر الكسندر أن المكان هو الذي يعطي للزمان وحدته، وأن الزمان هو الذي يعطي للمكان اختلافه، وإلا لكان الزمان تجرد توال، وكان المكان وحدة بيضاء فارغة.

والوجود هو - في نظر الكسندر - اسم آخر لهوية المكان والزمان. والاضافات ,¡relation تعبر عن متصل الزمان - امكان. وهو لا يرجع كل العلاقات الفيزيائية الى علاقات زمانية مكانية، لكنه مع ذلك يرى أنه في نهاية التحليل نجد كل العلاقات (الاضافات) تتوقف على علاقات زمنية - مكانية. والجوهر هو علاقة (إضافة) بين عناصر زمانية ومكانية في مقدار محدد من المكان - الزمان. والعلية، بوصفها مقولة، تعبر عن المفهوم الأساسي في متصل المكان - الزمان، لأن في هذا المتصل كل حادث هو متصل بما قبله وبما يتلوه.

العقل والحياة

ويبحث الكسندر في التضايف بين الجهاز العصبي والعقل. فيقرر أن العقل شىء جديد على الحياة، لكنه ليس كياناً مستقلا . إن العملية العصبية إذا صارت ذات تركيب من نوع خاص وشدة وارتباط مع عمليات وتركيبات أخرى، فإغها تتخذ خصائص جديدة بحيث تصبح عقلية، مع بقائها في الوقت نفسه حيوية .

وهنا يستعين الكسندر باراء لويد مورجن Lloyd Morgan خصوصاً في تمييزه ين الصفات الجمعية additive والصفات الانبثاقية emergent. ومفادها أن بعض التركيبات في الطبيعة كمية خالصة، مثا الأوزان الجزئية molecular. لكن ثمة تركيبات أخرى تؤدي الى نشوء تغييرات في الكيف، مثل خواص اماء، فإنها لا يمكن أن تستخلص من خواص كل من الاوكسجين والهيدروجين على حدة وهنا يقتبس الكسندر أبياتاً مشهورة للشاعر الانكليزي روبرت براوننج Browning في قصيدته التي بعنوان Abt Vogler وفيها يروي قصة موسيقار استخرج ) من ثلاثة أصوات - لا صوتاً رابعاً، بل نجمة! فشبيه بهذا ما يحدث في الحيوانات الفقرية العليا حين ينبثق العقل، وهذا هو ما يفسر كون بعض الحركات يؤدي الى نشوء مادة كيماوية، وحينما تؤدي بعض التركيبات الكيمياوية الى نشوء الحياة لكن الكسندر لا يذهب مذهب الحيويين، وخصوصاً برجسون الذين يذهبون لى أن الحياة شيء جديد تماماً وليست مجرد ناتج لعمليات كيمياوية. وإنما يؤكد أن الحياة أساساً كيمياوية، لكنها درجة خاصة من المادة تكشف عن خصائص تتحدى الوصف بلغة كيمياوية. والحال مع الحياة كالحال مع المادة : فإن المادة هي حركة ولا شيء غير الحركة، ومع ذلك فإن لها خصائص (مثل الصلابة، اللون) ليست لسائر انواع الة.

نظرية المعرفة

وفي نظرية المعرفة يبدأ الكسندر فيقرر أن من الخطأ الزعم- كما فعل بعض الفلاسفة المحدثين - بأن نظرية المعرفة هي أساس الميتافيزيقيا.

وإنما نظرية المعرفة فصل من فصول الميتافيزيقيا، وحالة خاصة يبين فيها كيف تقوم العلاقة بين الكائن الحي وبين بيئته. ومعروف أن كل أمرين مترابطين فإن بينهما علاقة ليس فقط علية مكانية - زمانية، بل وأيضاً وفق طبائعها الخاصة بهما. وهذه الأخيرة توجد عاملاً للاختيار خاصاً، له أهمية في تفسير الادراك الحسي فالأعصاب البصرية تستجيب لبعض الصفات دون البعض الأخر. لكن المعرفة لا تتم إلا ي مستوى الوعي.

وهنا نلتقي بمشكلة: هل موضوعات الادراك الحسي صفات للشيء موضوع الادراك ، أو هي من نتاج نشاط العقل؟ وموقف الكسندر من هذه المسألة هو أنها الاثنان معا، ولكن من نواح مختلفة ومن أجل ايضاح رأيه هذا يستخدم تسميات خاصة : فيسمى شعور العقا بالنشاط العصبى: «استمتاعاً Enjoyment، ويسمى شعور العقل بصفات الشيء امدرك «تأملاً Contemplation. وهدف الادراك الحسي ليس احداث تغيير في الجهاز العصبي، لكن عملية المعرفة هي تغيير في الجهاز العصبي. وبالاستمتاع بالمعرفة يتأمل العقل الأشياء. ويشيرالكسندر أنه في هذا يتفق مع رأي سبينوزا حين قال ان «العفل فكرةللجسم«.

والاحكام فيما يتعلق بالقيم، لها ميزة خاصة تنفرد بها، وهي أنها ظواهر اجتماعية، ذلك لأب تعبر عن معايير، والمعايير انما توضع من خلال الاتصال الاجتماعي والاختلاط بين الناس. ذلك لأنه قد يصدر المرء أحكاماً تقويمية وهو بمعزل عن الناس، ولكنه لن يتنبه الى مافيها من خطأ (أو صواب) إلا إذا اصطدام حكمه بحكم الآخرين في نفس الضوع.

الألوهية

عند الكسندر أن «الألوهية Deity هي الصفة التجريبية التالية في انعلو لأعلى صفة نعرفها» (ج ٢ ، ص ٣٥٥). ومن الواضح أننا لا نستطيع أن نعرف ما هي هذه الصفة، بيد أننا نعلم أنها ليست من نوع أية صفة نعرفها.

لكن، هل معنى هذا أن الله لن بوجد إلا في المتقبل، بوصفه المستوى التالي لمستوانا الحالي بوصفنا كائنات متناهية، وأنه سينبثق خلال عملية التطور؟ وجواب الكسندر عن هذا السؤال بالنفي. انه يقرر أن الته موجود حاليا بالفعل، لأن الله هوالكون، انه متصل المكان -النمان. يقول: «ان اله هو العالم كله بوصفه يملك صفة الألوهية وبوصفه موجوداً بالفعا حالياً فإنه هو العالم اللامتناهي بنزوعه نحو الألوهية، او - اذا استعرنا عبارة لليبنت، العالم في حالة حل (حبل) يالألوهية» (ج ٢ص ٣٥٣). وهذا الحمل مستمر لن يوضع ابدا، يقول: «ان الله ، بوصفه موجوداً واقعياً، يصير باستمرار الى الألوهية لكنه لن يبلغها ابداً: انه الته المثالي في حالة جنين The ideal God in embryo (ج ٢ ص ٣٦٥). والدين «هو الشعور بأننا منجذبون الى الله ومنخرطون في حركة العالم نحو مستوى من الوجود أعلى» (ج٢ص٤٢٩).

مؤلفاته

  • المكان والزمان والله (1920).
  • الفن والمادة (1925).
  • الجمال وأشكال القيمة الأخرى (1933).
  • Moral order and progress, 1880.