صدفة (فلسفة)
هذا المقال أو المقطع ينقصه الاستشهاد بمصادر. الرجاء تحسين المقال بوضع مصادر مناسبة. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزالتها. وسم هذا القالب منذ: ديسمبر 2018 |
الصدفة في الفلسفة تعني ما هو متميز.
- أو الحدث الذي يحدث بدون سبب محدد ومعروف، وبالتالي يتناقض مع كل نظرية حتمية التي تسند لكل حدث سبب محدد؛
- الصدفة.هي الحدث الذي يقع بشكل مفاجئ.مثل: الالتقاء بصديقي أو قريب في مكان لم يعلم أي منكما بتواجد الآخر به . ويكون غير متوقع.
• وهناك .من يخلط بين الصدفة والقدر . القدر هو حدوث الصدفة بشكل متكرر.وغير معقول.
الصدفة
في الفلسفة العربية تستعمل ثلاثة ألفاظ على الأقل للدالة على هذا المفهوم، وهي: الصدفة، الاتفاق، البخت. وقد يفرق بينها؟ فيقال «الاتفاق» بالنسبة إلى الأمور غير الإنسانية، ويقال «البخت» فيما يتصل بالأمور الإنسانية؛ وتقال «الصدفة» بالنسبة إلى كلا النوعين، وإلى جانب هذه الألفاظ الشلاثة تستعمل التعبيرات التالية: بالعرض، عرضاً. ولهذه الألفاظ نظائرها في اللغة اليونانية: ٢٩^؟ = البخت كا هح كا،همحهح ر،)٥ ح الاتفاق والصدفهءن كر٦ذيك>مهر١٠٠٧ه٣بالتزض، عرضاً.
وأرسطو هو أول من فصل القول في مفهوم الصدفة، وذلك في الفصل الرابع من المقالة الثانية من كتاب «الطبيعة» . فقال إنه من بين العلل ويذكر البخت والصدفة، ويقال عن كثير من الأشياء : إنها ناتجة عن، أو توجد بالبخت أو بالصدفة فلنفحص كيف يمكن أن نضع من بين العلل التى سردناها: البخت والصدفة، ولنفحص أيضاً هل البخت والصدفة هما شي، واحد أو هما شينان مختلفان، وبالجملة؟ ما هو البخت وما هي الصدفة.
«إن ثم فلاسفة يشكون في وجود الصدفة، ويؤكدون أنه لا يحدث شيء بالصدفة أبداً، لأن كل الأشياء التي نعذها بالصدفة أو بالبخت لها علة محددة ٠ ويذكرون مثلاً أن شخصاً قد ذهب بالصدفة إلى السوق، فالتقى هناك بشخص كان يريد أن يلتقي به لكنه لم يتوقع
أن يجده هناك فهم يفسرون ذلك بأن العلة في هذه الصدفة المزعومة هي إرادة الشخص أن يذهب إلى السوق لشراء أشياء. كذلك الحال في سائر الأحوال التي تعزى إلى الصدفة: لو تفحصها الإنسان لاكتشف فيها دائماً علة ليست هي الصدفة التي يزعمون. ويضيفون إلى هذا أنه لو كانت الصدفة شيثاً حقيقياً، لكانت شيئاً غريباً جداً ولا يمكن تصديقه ألا يكون أحد من الحكمام القدماء — وهو يدرس علل الإيجاد والتعبير للأشياء لم يقل عن الضالة كلمة؛ ويستنتج من هذا أن هؤلاء الحكماء كانوا مقننعين أيضاً بأنه لا يحدث هن الصدفة شيء.
"ومع ذلك فإن صمتهم هذا يدعو إلى الدهشة. ذلك لأن ثم أشياء كثيرة تحدث نتيجة للصدفة والبخت . وعلى الرغم من أننا ا نجهل أن من الممكن رد كل واحد منها إلى أحد الأسباب العادية، حسبما يقول ذلك المبدأ الشائع في الحكمة القديمة والذي ينكر الصدفة، فإن كل الناس، مع ذلك، يقولون إن بعض الأشياء تحدث بالصدفة، والبعض الآخر لا يحدث بالصدفة. فلا بد إذن أن الحكماء الذين ذكرناهم قد ذكروا - بطرين أو بأخرى - قذ ذكروا هذه الشكوك ومع ذلك لم يصدق أي واحد منهم أن الصدفة واحدة من تلك المبادى : مثلاً المحبة أو الكراهية، أو النار، أو العقل، أو أي مبدا آخر من هذا القبيل. فمن الغريب إذن أن الحكماء لم يقروا بالصدفة، أو أنهم تعرفوها لكنهم أغفلوها تماماً. وبالرغم من ذلك فإنهم استعملوها: فمثلاً أنياذقليس يزعم أن الهواء لا ينتشر دائماً في الجزء الأعلى من السماء، بل ينتشر حسبما اتفق (بالصدفة) أينما وجد.
الصدفة
وفي كتابه: «في خلق العالم» يقول: «ويجري الهواء حينئذ هكذا، لكنه أحياناً يجري على نحوآخر» ٠ ويقول أيضاً: «إن أجزاء الحيوان تكاد كلها أن تكون حادثة عن الصدفة المحضة -
«وثم آخرون يقولون أن السماء، كما نشاهدها ، وكل الظواهر الكونية علتها هي الصدفة ٠ إنهم يؤكدون أن الصدفة هي التي أوجدت الدوران، وكذلك أنتجت الحركة التي قسمت العناصر ومزجت الكون، كله وفقاً للنظام الذي هو عليه اليوم وهاهنا ما يستدعي الدهشة حقاً: فهم يؤكدون أن الحيوان والنبات لا تستمد وجودها وتناسلها من الصدفة، وأن العلة التي توجدها هي إما الطبيعة أو العقل، أو مبدأ آخر سام، لأنه لا يولد أي شيء اتفق صدفة، من بذرة أياً ماكانت بل من هذه البذرة المعينة تنبت زيتونة، بينما من تلك البذرة يتولد إنسان . وفى الوقت نفسه يجروء البعض أن يقول إن السماء والأمور لاكثر إلهية، من بين الظواهر المشاهدة، هي من انتاج الصدفة، وأن علتها ليست أبداً مماثلة لتلك التي تنتج الحيوان والنبات لكن، حتى لو سلمنا بهذا، فإن موضوعاً كهذا يستحق أن نتوقف عنده، ومن الخير أن نتكلم عنه قليلا؛ وذلك لأنه، فضلا عن أن هذا الرأي باطل وغير معقول من عدة نواح، فإن ما هو أوغل في البطلان هو تأكيده في الوقت الذي يرى فيه المرء أنه في السماء لا يحدث شيء بالصدفة، وأنه في الظواهر التي يدعي استبعاد الصدفة عنها، فإن ثم مع ذلك أشياء قد حدثت بالصدفة . لكن يلوح أن من الواجب أن نقول برأي مضاد لهذا.
«وأخيراً هناك فلاسفة جعلوا من الصدفة علة وفي نفس الوقت عدوها غير مفهومة لعقل الإنسان، لأنها شيء إلهي وأمر يختص به الأرواح والجن».
«ولهذا يجب علينا أن ندرس ما هو البخت والصدفة، وعلينا أن ننظر هل هما شيء واحد أو هما شيئان متميزان الواحد عن الآخر، وأخيراً كيف يندرجان بين العلل التي تعرفناها وحددنا ها.
ويستقصي أرسطو هذا البحث في الفصلين التاليين (٥، ٦)، مما لا مجال هاهنا لتفصيله. وتجتزىء هاهنا بتلخيص كلامه :
إن الطبيعة هي ما يفعل من أجل غاية - لكن:
أ - كل فعل يتم من أجل غاية يحدث بالعرض نتائج لم تكن متدرجة في هذه الغاية؛
ب - والأفعال التي من هذا النوع يمكن أن يحدث فيما بينها تلاقيات (مصادفات) ليست هي لأخرى متضمنة في غائية هذه الأفعال. ومجموع هذه النتائج العارضة تكون البخت والصدفة ٠
والصدفة ليست علة لما يحدث باستمرار، ولا لما هو عادي ممتاز، إنها خارج كليهما؛ إنها علة ما يحدث بالعرض (عرضا)، حتى في الأشياء ذوات الغاية. والصدفة غير محددة، وهي دائمة غامضة على الإنسان. وليست معقولة. وهي قد تجلب السعادة، وقد تجلب الشقاء. إن الصدفة سبب عرضي فيما من الأشياء يتوقف على اختيارنا الحر ٠
وكل ما هو بخت هو صدفة؛ لكن ليست كل صدفة بختاً، فالصدفة أوسع من البخت «وذلك لأن البخت وكل ما هو بخت لا يعزى إلا إلى الكائنات التي يمكن أن يكون لها بخت سعيد، أو سعادة، وبوجه عام: نشاط . وهذا هو ما يجعل من الضروري أن البخت لا يمكن أن يغنى إلا الأمور التي يمكن فيها النشاط؛ والدليل على ذلك هو أن النجاح يمتزج بالسعادة، أو يقترب منها كثيراً، وأن السعادة نشاط من نوع خاص، لأنها نشاط ناجح وخير. وأستنتج من هذا أن الموجودات غير الممكن لها أن تفعل لا يمكن أن تفعل شيئاً يمكن أن ينسب إلى البخت . ولهذا فإن الموجود غير المتنفس، والعقل، بل ولا الفعل لا يمكن أن يفعل شيئاً يمكن أن يعزى إلى البخت، لأنه ليس لديهم تفضيل حر ومفكر فيه فيما يصدر عنهم من أفعال» . («الطبيعة» م٢ ف٦ بند ٢ - ٤)
ومن بعد أرسطو جاء الرواقيون فقالوا إن الكون منظم تنظيماً عقلياً ولهذا رأوا أن الصدفة هي فقط العلة التيلا يعقلها العقل الإنساني.
وفي المسيحية نجد أولاً أوغسطين يقول بمثل هذا، لكنه بدلاً من القول بالنظام العقلي للكون، يقول بالعناية الإلهية. فما لا نفهمه من الأحداث من ناحية جانب العناية الإلهية فيه نقول إنه بالصدفة فالصدفة إذن
الصدغة
١٩٧
علة ندعيها حينما لا ندرك الحكمة الإلهية في حادث ما. فالقول بالصدفة راجع إلى عجزنا عن إدراك معنى الحكمة الإلهية في أمر ما. وبمثل هذا قال القديس توما. (راجع أوغسطين: «في مسائل مختلفة» ٨٣، المسألة رقم ٢٤؛ توما الأكويني: «الخلاصة اللاهوتية» ق١ المسألة رقم ٢، مادة ٢؛ «الخلاصة ضد الكفار» ١: ٣: فصل ٧٤). وبتفس المعنى سيقول بوسويه م «ما هو صدفة بالنسبة إلى الناس هو قصد بالنسبة إلى الله» (بوسويه : «السياسة» ه : ٣: ١) وفي شرح القديس توما على ميتافيزيقا أرسطو يقول م «البخت والاتفاق هما شبه بعض: نقص وخلو من الطبيعة والصناعة» .
وبالجملة فإن فلاسفة العصور الوسطى المسيحية قد وضعوا الصدفة (أو الاتفاق) أو البخت في مقابل الطبيعة، وعرفوا الطبيعة بأنها ما يحدث دائماً أو بشكل شبه دائم. وسيمون دي تورنيه Simon de Tournai يضع قوة الصنعة potentia causa في مقابل قوة الطبيعة potentia natura. فالأولى أرضية لا يمكن التنبوء بها، والثانية علية ويمكن التنبوء بها ’
وفي عصر النهضة عني المفكرون والأدباء بمسألة الصدفة أو البخت، سواء فى الكتب الفلسفية أو الأدبية. وخصوصاً من بينهم : مرسليو فتشينو
وقد أرجع كمبانلا الصدفة إلى مشاركة لأشياء في
philos. III, 2) وفي عدم القدرة nonens اللاوجود .(Univ impotentia
وفي العصر الحديث نجد أولا هوبز يرجع الصدفة إلى عجزنا عن معرفة الأسباب. واسبينوزا يقول: «لا تقال الصدفة إلا بسبب نقص معرفتنا» («الأخلاق» ق١، القضية رقم ٣٣، الحاشية رقم ١) والعقل يدرك كل شيء على أنه ضروري ويؤكد هذا المعنى مراراً (راجع مثلاً الأخلاق ق٤ التعريف رقم ٣)٠
وبالمثل يقول ليبنتس («Théodicée ق٢، ملحق ٢، بند ٢).
ودستوت ري تراسي يقول: "نسمي صدفة النتائج التي نشاهد علتها دون أن ندرك تسلسل علل هذه العلة» («عناصر الأيديولوجيا» ق٣، فصل ٨، ص٤٥٦).
ويقول كرستيان فولف: «ما هو بالصدفة هو ذلك
الذي يمكن أن يحدث مضاده، أو ما لا يناقضه مضاده»
(Vern. Ged. Ic 175).
ويقول مندلزون: «يسمى صدفة تلاقي وقائع يتلو بعضها بعضاً أو يقع بعضها إلى جانب بعض، دون أن
(Morgenst. 1يكون أحدها هو الذي أنتج الآخر» ,11 ل
S. I79f.).
وأنكر هردر وجود الصدفة، فقال: كل شيء محدد من حيث فردانيته الكاملة ومحصور فيها، وليس في كل
(philos. S. 212), «العالم ولا في أقل جزء فيه صدفة
وقال امانويل كنت أن الصدفة والضرورة إنما تتعلقان بالحدث، لابالجوهر. وقال: «إن القول بأن كل ما هو بالصدفة له علة ينبغي أن يصاغ هكذا: كل ما لا يوجد إلا بشرط فله علة» وقال أيضاً: «كل ما هو مشروط فهو بالصدفة، والعكس بالعكس» (كنت: «في تقدم الميتافيزيقا»، الكتابات الأخرى ح٣ ط٢ ص١٦٢ ؛ وراجع ح٢ ط٢ ص١٢٩ وما يليها، وح١ ط٢ ص١٧ ومايليها).
ورأى شلنج أن الموجود الأول، من حيث هو غير محدد، هو في الوقت نفسه «الذي بالصدفة الأول» (مجموع مؤلفاته ح١ ص١٠، ١٠١)
وقال هيجل: إن الصدفة هي «وحدة الإمكان والواقع» («المنطق؟ ح٢ ص٢٠٥)
وقال نيتشه: فوق كل الأشياء تقوم سماء الصدفة (مجموع مؤلفاته ح٦ ص٢٤٣).
وقال استيورت مل إن الصدفة تقوم في ارتباط سلسلتين من العلل ارتباطا غير قانوني («المنطق« ح٢ ص٥٥)
ومن الفلاسفة والعلماء المحدثين الذين دافعوا عن وجود الصدفة نذكر: يرس Peirce الذي قال إن الصدفة chance مبدأواقعي حقيقي وأكدأن مبدأالصدفة هو واحد من أكبر المقولات المتعلقة بتفسير الكون، إلى جانب مبدأ الاستمرار ومبدأ التطور.
وكورنو Cournot أكد وجود الصدفة على نحو مشابه لما فعل أرسطو. فقال إنه يوجد نوعان من سلاسل العلية: سلاسل متضامنة، تعبر عن النظام؛ وسلاسل
الصدفة
مستقلة بعضها عن بعض، هي الصدفة: «إن الأحداث الناتجة عن المزج أو التلاقي مع أحداث أخرى منتسبة إلى سلاسل مستقلة هي ما يمى بالأحداث التي بالمصادفة» (بحث في أساس المعرفة وفي خصائص النقد الفلسفي) ح١ ص٥١) والصدفة ليست أمراً ذاتياً نفسياً، بل لها أساس في الطبيعة والتاريخ والاحتمالية الرياضية هي تعبير عن الصدفة الموضوعية .
وتغاول بوترو موضوع الصدفة في رسالته عن «امكانية قوانين الطبيعة، فراجع مادة: بوترو وخلاصة رأيه هي أن «الوجود ممكن في وجوده وفي قانونه».
ويرى بورل Borel أن الضرورة والحتمية يمكن أن يوصف بها الواقع في مجموعه، لا الواقع في جزئياته. وكلما كان الجزئي أوغل في الجزئية كان أكثر تعرضاً للصدفة (الاحتمال). ويمكن معالجة الصدفة بواسطة قوانين إحصائية تسعى كي تتحول إلى قوانين مطلقة، لكنها لا تفلح في ذلك أبداً. ويؤكد بورل أن القوانين الحتمية تعبر عن «الحالة الأكثر احتمالا".
وفي ميكانيكا الكم (هيزنبرج خصوصاً) تقل الحتمية في المستوى تحت الذري، وتزيد في المستوى الذري وفوق الذري. راجع تفصيل ذلك في الفصل الأول من كتابنا «اشبنجلر» (القاهرة، ط ١ سنة ١٩٤١ ) .
أما برجسون (راجع كتابه: «التطور الخالق» ص٢٥٤ وما يليها، باريس سنة ١٩٠٧) فيرى أن الصدفة وهم ذاتي تنشأ عن الشعور بالدهشة من العثور على غائية هناك حيث كان ينتظر العثور على آلية، أو على العكس العثور على آلية حيث كان ينتظر العثور على غائية. فليس ثم إذن انعدام مطلق للنظام، بل نظام مختلف عن ذلك الذي توقعه المرء. وهذا هو الذي يفسر تردد النفس تردداً غريباً حين تحاول تعريف الصدفة، بين الخلو من العلة الفاعلية وبين الخلو من العلة الغائية، لأن تعريف كليهما يحيل إلى الآخر ولا حل للمشكلة إذا أراد المرء أن يجعل من الصدفة فكرة بسيطة، بينما الصدفة هي بالأحرى شعور بالدهشة.
وقال لاشيليه («معجم لالاند تحت المادة»): •كلمة: مصادفة hasard لا أرى لها غير معنيين اثنين ممكنين وهما: (١) الخلو من كل علة محذدة؛ (٢)
الخلو من التحديد الغائي, وحينما يقال: الصدفة لا وجود لها، فإن الكلمة تؤخذ هنا بالمعنى الأول، والمقصود هنا: أن كل شيء معين بالضرورة، على لأقل ميكانيكياً. وفي تفكير عامة الناس هناك صدفة؛ وحين يقال إن شيئاً حدث بالصدفة، فالمقصود هو أن هذا الشيء يحدث بفضل ضرورة آلية. . ٠ لكنه حدث (هذه المرة) خارج كل نظام غائي
وبالجملة، فإن تعريف الصدفة على ضربين: تعريف ذاتي، وتعريف موضوعي. فالتعريف الذاتي هو : الصدفة هي صفة تقال على حادث أو مجموعة حوادث لا كشف عن نوع التعين الذي يبدو لنا طبيعياً بحسب طبيعته . والتعريف الموضوعي هو أن الصدفة هي صفة، ليس بمتعين من الناحية المادية، وليس بمقصود من الناحية المعنوية .
وتطلق الصدفة أيضاً على الحدث المتعين تعيناً حتمياً، لكن فارقاً صغيراً جداً في أسبابه قد أحدث فارقاً هائلاً في النتيجة : مثلاً: تأخر لمدة ثانية واحدة أدى إلى نجاة شخص من محاولة غتياله . «إن الفارق في العلة لا يدرك، ولكن الفارق في المعلول هو بالنسبة إلي ذو أهمية كبرى» (هنري بونكا ريه : «الصدفة» مقال في «مجلة الشهر» ،مارس ١٩٠٧).