شمال كردفان (ولاية)

ملف:Schamal Kurdufan.PNG
موقع شمال كردفان

شمال كردفان هي إحدى ولايات السودان الوسطى. عاصمتها الأبيض. ومناخها من سافانا متوسطة إلى شبه صحراوي، الغطاء النباتي كثيف كلما اتجهنا جنوبا. والحرفة الرئيسية للسكان الزراعة المتنوعة والرعي.

مساحتها تتجاوز ال700 كم²، وسكانها مسلمين من قبائل متنوعة مثل الجوامعة والجمع والبقارة والحمر والشنابلة.

مراجع

ملف:Flag of Sudan.svg بوابة السودان تصـفح مقـالات ويكيبيديا المهتمة بالسودان.
ملف:Flag-map of Sudan.svg هذه بذرة مقالة عن موقع جغرافي في السودان تحتاج للنمو والتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.


منطقة دارحامد: الإمكانات، التحديات والفرص

(ورقة إطارية)
ورقة مقدمة للمؤتمر التأسيسي لإتحاد أبناء عموم دارحامد
محاور الورقة:
1. الإمكانات والموارد الطبيعية والبشرية بالمنطقة
2.  التحديات  المختلفة التي تواجهها المنطقة.
3. فرص التنمية
مقدمة:
منطقة دارحامد هي المنطقة الواقعة في وسط شمال كردفان، الواقعة في وسط السودان. وتمتد هذه المنطقة من ديار الكبابيش شمالاً وحتى مشارف مدينة الأبيض جنوباً، ومن محافظة أم روابة وقرى النيل الأبيض وولاية الخرطوم شرقاً وحتى دارفور ودار حمر (محافظة النهود) غرباً. ومن المدن الكبيرة والقرى بهذة المنطقة نجد مدينة بارا التاريخية المشهورة وأم قرفة وجريجخ ودميرة وشرشار والقاعة وأم سعدون وطيبة وأم كريدم. وتقطن هذه المنطقة تكوينات قبلية مختلفة بعضها مستوطن منذ تاريخ بعيد، وبعضها هاجر إلى المنطقة في فترات لاحقة متفرقة، حيث يقطن المنطقة بالإضافة لقبائل دار  حامد  المعروفة (الفراحنة، الهبابين، النواهية، المرامرة، العريفية، أولاد قوي، الجليدات، البقادة، المعاليا، المعاقلة، الزيادية...ألخ) كل من المجانين، الجوامعة، الدواليب، الركابية، الجعليين، الشايقية، الجوابرة، البزعة، الجموعية، الهواوير...ألخ. تعيش هذه القبائل في إنسجام وتجانس تام قل أن تحدث فيها نزاعات، بالإضافة للتداخل والتصاهر والتعاون بينهم.
الإمكانات والموارد الطبيعية بالمنطقة:
تصنف المنطقة بأنها تقع في حزام السافنا، وهي منطقة رعي وزراعة مطرية، حيث تعتبر المنطقة من الموارد المهمة للثروة الحيوانية بالسودان، حيث تربى بها الإبل والأبقار والضأن والماعز، كما تعتمد المنطقة على زراعة الدخن والذرة والكركدي واللوبيا والسمسم، وتوجد بها منطقة الخيران والواحات، وهي عبارة عن حوض مائي جوفي يمتد من منطقة شرشار شمالاً وحتى مدينة بارا جنوباً، حيث تنتج هذه المنطقة كل أنواع الفواكه والخضر مثل: البلح والجوافة والليمون والبرتقال، ومن الخضر نجد البصل والبطاطس والفول المصري والبامية واللوبيا. كما تشتهر المنطقة بأنها أكبر منتج للملح في السودان بعد بورتسودان حيث ينتج الملح في قريتي القاعة وشرشار.
تتمتع المنطقة أيضاً بثروة غابية مقدرة، حيث تقع في منطقة حزام الصمغ العربي، وهي أكبر منتج للصمغ العربي عالي الجودة (صمغ الهشاب) في العالم، كما تشتهر المنطقة بأنها غنية بالمواد الصالحة لصنع الزجاج. 
الموارد البشرية:
يشتهر إنسان البادية بالنباهة وسرعة البديهة ونقاء الذهن، وهي متطلبات أساسية للعيش في البادية والتعامل معها وتحقيق أكبر قدر من السيطرة على البادية وتسخيرها لخدمة الإنسان، وإبتكار أساليب كافية لتسلية نفسه في بيئة العزلة (المزامير، الشعر الشعبي، الدوبيت...) هذه الخصائص تمكن وتؤهل الإنسان للعيش في البادية، ولكنه قد يجد نفسه بلا قدرات أو مهارات للتعامل مع البيئات الحضرية التي أصبح مضطراً في الأوقات الأخيرة لإرتيادها والتعامل معها. كما أن تطور الإجتماع البشري والتمدن استلزم أن يرتاد الإنسان آفاق التعليم والتدريب وأساليب الإنتاج والتجارة الحديثة في وقت أصبحت سماته العولمة وثورة الاتصالات ونظام الدولة الحديثة، حيث لا مكان للإنسان المنعزل أو المتقوقع الذي يكتفي بما عنده وينعزل عن الآخرين ويمارس الإكتفاء الذاتي.
تظهر هذه الخصائص (نقاء الذهن وسرعة البديهة...) في أن أبناء المنطقة هم أول وأكبر عدداً في حفظ القرآن، ويحققون المراكز الأولى بلا منازع بالمدارس والجامعات عندما تتاح لهم الفرص لذلك، يرجع ذلك لخصائص إنسان الريف وما يتمتع به من قابليات واستعدادات ذهنية ونفسية.
كما أن إنسان المنطقة لايزال يحافظ على القيم والأخلاقيات الأصيلة من الجود والكرم والهبه لنجدة المستغيث والمروءة والشهامة والنبل والتعفف وحب العمل.
منطقة دارحامد بها كثافة سكانية معتدلة، وقد هاجر مؤخراً جزء كبير من أبنائها وساهموا في الإنتاج والإعمار في السودان حسب مهاراتهم ومؤهلاتهم، حيث ساهمت مهاراتهم الزراعية في دفع عجلة الإنتاج البستاني والزراعي بالولاية الشمالية مؤخراً، كما ساهموا في تسمين وتصدير الماشية من العاصمة القومية، وزراعة وطق الصمغ بمناطق كردفان الأخرى بالإضافة لكل الأعمال اليدوية في بقاع السودان المختلفة. ولما يتمتع به أبناء المنطقة من شجاعة وحب الفروسية ساهموا في الدفاع عن الوطن ضد الفتن وحمايته بالإضافة إلى حفظ أمن البلاد الداخلى ودرأ الفتن والتمردات من خلال الجيش والشرطة والقوات النظامية الأخرى.
إن منطقة دار  حامد  تشتهر بأنها أرض الخلاوي، حيث تنتشر بها خلاوي تدريس القرآن وعلوم الدين وأبجديات القراءة والكتابة والحساب كخلاوي خرسي وخلاوي ود دوليب وخلاوي الحاج اللين وأم سعدون الشريف وخلاوي أبو نوار والشوق ورهد الدبيب. 
التحديات التي تواجه المنطقة وإنسانها:
وتشمل غياب البنيات الأساسية ومشكلات الإنتاج المختلفة (مثل مشكلات الزراعة المطرية والمروية، مشلات إنتاج الصمغ، التعدين، المصنوعات اليدوية من الجلود والسعف والأخشاب)، مشكلات التعليم، مشكلات الجفاف والتصحر والهجرة والنزوح والإغتراب، مشكلات الصحة، المياه، بالإضافة إلى مشكلات التنظيم وآليات العمل.
1. مشكلة البنيات الأساسية بمنطقة دارحامد
منطقة شمال كردفان عموماً ورغم أنها تشغل مساحة كبيرة من خارطة السودان، إلا أنها تشتهر بعدم وجود أي منشأة استراتيجية أو أمنية أو أي مشروع قومي كبير، كما أن المنطقة لا زالت تدار عبر أعراف وقيم أهلية وتكوينات إجتماعية مدنية بعيدة عن إدارة الدولة الحديثة وأجهزتها، وقد درجت المنطقة على دفع ضريبتها ومساهمتها في الوطن المتمثلة في الربط الضريبي ورسوم وعوائد الأنشطة المحلية والرسوم على حركة الصادر والوارد من وإلى المنطقة، وعوائد الطُلبة، بالإضافة إلى مساهمتها القومية في رسوم الجمارك ورسوم الصادرات المختلفة، والرسوم القومية على السلع والوثائق الرسمية، وضرائب ورسوم الإغتراب، وضريبة الدفاع عن الوطن وحماية أمنه...ألخ، درجت المنطقة على دفع ذلك كله دون أن تأخذ نصيباً من الثروة القومية، حيث لا ينفق على المنطقة من العائدات القومية شيء وهو السبب في الغياب التام لأي مظهر للبنيات الأساسية، حيث لا يوجد طريق قومي أو مشروع إنتاجي من أي نوع رغم أن المنطقة مؤهلة لاستيعاب مذابح مسالخ الحيوان والمحاجر والمدابغ ومصانع اللحوم والألبان والمستشفيات البيطرية بل ومطارات التصدير ومراكز بحوث ودراسات الحيوان، والمشروعات الزراعية والمحجوزات الغابية والمحميات الطبيعية بالإضافة للموارد التعدينية والتنقيب، كما سيأتي الحديث عنها لاحقاً ضمن فرص التنمية بالمنطقة.
تأسيس أي مشروعات إنتاجية بالمنطقة أو أي مشروعات تنموية لا يمكن أن يتم إلا بتوفير البنيات الأساسية المتمثله في ربط المنطقة بالطرق إلى عواصم ومدن كردفان القريبة مثل النهود والأبيض وبارا وربط المنطقة عبر طريق قومي إلى العاصمة القومية وتوفير الطاقة الكهربائية ومصادر الطاقة الأخرى كالمنتجات والمشتقات البترولية.
من المعلوم أن البنيات التحتية الأساسية هي مسؤولية قومية تقوم بها الدولة وليس في وسع التكوينات الإدارية والأهلية والتطوعية الأخرى الأصغر (من المستوي القومي) القيام بذلك، كما أنها لا تمثل رغبةً للمستثمرين الأجانب، وأنها ليست بوسع المواطن الفرد أو أي تنظيمات أو تكوينات صغيرة (كإتحاد دارحامد) أن يقوم بذلك.
2. مشكلات الإنتاج:
a. مشكلات الزراعة المطرية:
تعاني الزراعة المطرية من فقر التربة وتذبذب الأمطار وملامح التغيرات المناخية وبدائية الإنتاج، حيث تمارس الزراعة للإكتفاء الذاتي، ولا يتم التركيز على محصولات نقدية. أيضاً تقع الزراعة المطرية ضحيةً لغياب الإرشاد الزراعي ووسائل وقاية المحاصيل وتحسين الإنتاج وغياب الرعاية ومكافحة الآفات الموسمية كالجراد والطيور والبق والفأر وآفة الأرض.
b. مشكلات الزراعة المروية
تعاني الزراعة المروية هي الأخرى، بالإضافة للمشكلات التي سبق ذكرها في الزراعة المطرية، من بدائية وسائل الإنتاج حيث يستخدم الشادوف والواسوق والطورية في الري وتسوية الأرض، وقد دخلت الطلمبات الحديثة والوابورات لكنها تواجه مشكلات ندرة وغلاء الوقود والأسبيرات والخبرات الفنية للصيانة، ورغم كل ذلك إلا أننا نلاحظ كثافة في الإنتاج لخصوبة الأرض ووفرة المياه ولكنه يصطدم بعقبة التسويق وضعف وسائل الترحيل والنقل الحديث المبرد وغياب الطرق الممهدة، الأمر الذي لا يشجع المزارعين على زيادة الإنتاج.
c. مشكلات الرعي والقطاع الحيواني
رغم غنى المنطقة بالثروات الحيوانية إلا أنها تعاني من غياب الوعي الرعوي وسيادة النظرة الإجتماعية غير الاقتصادية لتربية الحيوان وغياب المذابح والمسالخ ومصانع اللحوم ووسائل حفظها وضعف البنيات الأساسية والترحيل يتمثل ذلك في صعوبة وسائل النقل إلى الأسواق ومواقع البيع مما يرفع تكلفة ترحيلها إلى مناطق الاستهلاك أو يعرضها للهزال بعد السير المتواصل على الأقدام لحوالى الشهر لمناطق الاستهلاك.
من المشكلات أيضاً التي تواجه القطاع الحيواني غياب الرعاية البيطرية والصحية والإرشاد والتربية العلمية، وعدم وجود ربط بين الزراعة والرعي وإدماجهما في دورة إنتاجية واحدة منعاً للتضاد والتنافر بينهما (حالة دارفور مثلاً) بالإضافة إلى الإفتقار لمياه شرب الحيوان أو بعده عن المرعى مما يؤثر على صحة الحيوان. 
d. مشكلات الصمغ العربي:
تتعرض شجرة الهشاب، وهي الشجرة الأشهر لإنتاج الصمغ العربي الأعلى جودةً، تتعرض لأمراض غامضة أدت إلى نفوق جزء كبير منها، تذبذب السياسات القومية حول الصمغ العربي منعت التدخل العلمي لدراسة ذلك ومعالجته أو التدخل لاستزراع شجرة الهشاب من جديد والمحافظة عليها وعمل غابات محجوزة، علماً بأن منتجات المنطقة وحدها هي التي تم استثنائها من سياسات التحرير التي سار عليها السودان في كل القطاعات الإنتاجية الأخرى، حيث بقيت الثروة الحيوانية وحدها خاضعة لاتفاقيات حصرية، والصمغ العربي وحده بقي خاضعاً للسيطرة وحكراً على شركات ومصدرين يقبعون في الخرطوم (في الوقت الذي يباع فيه رطل الصمغ في منطقة الإنتاج بواقع 500 جنيهً قديم يباع في السوق العالمية بواقع 50000 جنيه قديم، لهذا نشطت أخيراً وساءل تهريب للصمغ إلى دول أفريقية مجاورة يصدر عبرها إلى الخارج).
e. مشكلات التعدين:
رغم أن المنطقة غنية بالمعادن والذهب والزنك واليورانيوم والمواد اللازمة لصنع الزجاج، إلا أنه لا يوجد حتى الآن عمل تنقيبي بهدف تحديد مواقع وكميات هذه المعادن وإمكانية استغلالها، بالتالي فإن ماهو مستغل حتى الآن هو الذهب وبوسائل حفر يدوية وبدائية ويباع في شكل حبيبات خام، بالإضافة إلى الملح الذي يستغل بواسطة الحفر اليدوي، وتنشل المياه باليد وتنقل بواسطة الحمير إلى مناطق التجفيف والتقطير بواسطة نيران الحطب، وقد دخلت أخيراً فكرة المشمعات الكبيرة التي تستغل كملاحات حيث تساعد في التبخير عبر أشعة الشمس، وعموماً يبقى الإنتاج في غاية البدائية التي لا تتناسب مع هذا العصر وإمكاناته التكنولوجية، ولم تتدخل الحكومات المختلفة بأي صورة من الصور وبأي قدر لمساعدة إنسان المنطقة في تطوير إنتاجه أو وسائل نقله أو تسويقه، علماً بأنه يمكن أن يصدر إلى غالبية دول أفريقيا الغربية والوسطي التي تربي الحيوانات، حيث يستخدم في تغذيتها وسقياها.
f. المصنوعات اليدوية:
إشتهرت المنطقة بالمنتجات اليدوية المختلفة والتي تشمل منتجات الأخشاب ومنتجات السعف ومنتجات الجلود والمغزولات والأواني الفخارية، حيث تنتج المنطقة أواني الأكل والشرب والطبخ الخشبية والعناقريب وأدوات الجلوس والسروج والحوايا، بالإضافة للقفاف والسلال والأطباق والبروش ومنتجات الجلود مثل الشنط والأحذية والأحزمة، والمغزولات مثل الكِفل والشمال والمفارش وأواني الفخار الأخرى التي تستخدم كأناتيك للزينة وغيرها.
هذه المنتجات جميعها تواجه مشكلة التسويق والترويج وبعد المنطقة عن مناطق التسويق الكبيرة وعدم وجود تدخل علمي واستثماري لتطويرها، ومحدودية الأفق والإنغلاق والإنعزال ولا يجد مبدعو المنطقة في هذه المجالات أي مساعدات تسويقية أو دعاية أو رعاية لإبداعاتهم أو فرص تدريب.
3. مشكلات التعليم:
رغم أن التعليم قد بدأ باكراً بالمنطقة 1912م حيث تأسست مدرسة بارا إلا أنه يعاني العدد الأكبر من الأمية، إذا (برواية القس جوشوا) لا يستطيع الغالبية القراءة والكتابة 
وحيث يعاني التعليم الآن من تدهور واضح في بنياته الإساسية ومعينات العملية التعليمية ومفارقة المناهج التعليمية الحديثة لثقافة البيئة ومتطلباتها، إذ يلاحظ أن المنطقة وحتى وقت قريب كانت بها مدرسة ثانوية واحدة بمدينة بارا، أضيفت لها لاحقاً 4 مدارس في كل من طيبة وأم قرفة وأم سيالا وأم كريدم. أما تعليم البنات فقد تأخر كثيراً، حيث لا توجد حتى الآن سوى مدرستين ثانويتين للبنات ببارا وأم قرفة. وبصورة عامة فإن المنطقة بها عدد من المدارس الأساسية، لكن هذه المدارس تعاني من نقص أو تدهور في بنياتها الأساسية إذ أن بعضها غير مكتمل أو غير قادر على استيعاب الطلاب، وبعضها بني بمواد غير ثابتة مثل الطين أو القش، وهي تعاني من ضعف أو غياب للمرافق الضرورية مثل موارد المياه أو المراحيض أو الملاعب أو المعامل أو المكتبات أو المساجد...ألخ، وعدم توفر مواد الإجلاس من ترابيز أو كراسي أو أدراج حيث يجلس بعض التلاميذ على الأرض أو على البروش، وقد يحمل بعضهم مقاعد بدائية من منازلهم إلى المدرسة، كما أن أغلب هذه المدارس بلا أسوار أو أنها منهارة ومن دون شبابيك أو أبواب، كما أن جزء كبير من هذه المدارس يعاني من نقص أو ضعف في الكادر التدريسي والأدوات التدريسية من كتب وسبورات والأدوات الإيضاحية الأخرى. هذه المدارس بعيدة جداً عن مواقع سكن أغلب طلابها المنتشرين في القرى البعيدة والفرقان، بالتالي فإن إلغاء نظام الداخليات قد أضر كثيراً بالعملية التعليمية هناك، حيث يقضي بعض الطلاب أغلب أوقاتهم في الطريق جيئةً وذهاباً على ظهور الحمير أو راجلين، لهذا تعاني هذه المدارس من فاقد تربوي كبير.
إن مناهج التعليم الحديثة التي يعتمدها السودان منذ الاستقلال تعد التلميذ للحياة الحضرية في المدن، فيدرس التلميذ جغرافيا السودان المختلفة والعالم الخارجي ويطلع على الثقافات وأنماط الحياة الحضرية المختلفة ويغيب عن هذه المناهج أي تدريب أو تأهيل للتلميذ للتعامل مع بيئته بكفاءة أكبر، فهي لا تتضمن تدريباً على أساليب الزراعة أو النجارة أو تربية الحيوانات، بالتالي فهي مناهج تقطع الإنسان عن بيئته وتعده للعيش أو العمل في المدن، فالذي يتخرج مهندساً أو طبيباً أو معلماً لن يجد فرص للعمل إلا في المدن، بالتالي فإن البيئة لا تستفيد منه ولا يساهم في تطويرها بل تحدث قطيعة كاملة بينه وبينها، وينبني بينهما جداراً سميكاً، وليس أمامه إلا خيارين سيئين: إما أن يهاجر إلى المدينة أو أن يبقى في القرية ضارباً بعرض الحائط ما ناله من علوم وما بذله في سبيل تحصيلها من جهد ومال ووقت. هذا إذا تقاضينا عن المعاناه التي يواجهها هذا التلميذ في تحصيل علوم غريبة عن خبراته وتجاربه وبيئته.
4. مشكلات الجفاف والتصحر
تعتمد منطقة دارحامد على حرفتي الزراعة والرعي بصورة أساسية، حيث تزرع المحصولات الغذائية مثل الدخن والذرة والسمسم والبطيخ والمحصولات النقدية مثل الصمغ والكركدي والسمسم وحب البطيخ، وهما الحرفتان الذان يعتمدان على وجود أمطار كافيه ومنتظمة طوال موسمها، إلا أن المنطقة واعتبارا من أوائل الستينات أصبحت تتعرض لموجات من الجفاف وشح الأمطار وتذبذب كمياته، وقد ترك الجفاف الأشهر 1984م آثاراً واضحة لا زالت تعاني منها المنطقة، حيث تسبب في مجاعة طاحنة هلك على إثرها الكثيرون ونزحت أعداد مقدرة إلى أم درمان والأبيض حيث تكونت التجمعات السكانية الحالية بدار السلام/أم درمان وحي الشريف بالأبيض، بالإضافة إلى هجرات مكثفة إلى سنار والجزيرة والولاية الشمالية، وبالإضافة إلى الاغتراب خارج الوطن إلى السعودية والخليج وليبيا ومصر. هذا النزوح والهجرات غذتها موجا الجفاف التالية في الأعوام 1990 وما بعده.
موجات الجفاف والتصحر أدت إلى نفوق ما يقدر بثلاث أرباع الثروة الحيوانية هناك، ودمار شبه كامل للبيئة وشجرة الهشاب خصوصاً، بالإضافة إلى فقر التربة وجرف الغطاء النباتي، وفي ظل غياب مصادر دخل بديلة أو فرص عمل أخرى فإن إنسان المنطقة أصبح عرضه لضغوط نفسية واجتماعية واقتصادية هائلة هزت شخصيته وجعلته عرضة للمخاطرة بترك الموطن أو الزج به في أتون المدن التي لا يألفها ولا يعرف ثقافتها ووسائل كسب العيش فيها أو أنه، وبفعل ما يراه من اهتمام وتنمية توجه نحو المناطق المتمرده وإهمال للمناطق المسالمة، أصبح نهباً لوساوس التمرد.
ولن تتوقف مسيرة التدهور هذه إلا بجهد قومي توعوي بكيفية التعامل مع البيئة ومحاولات جادة لاستصلاحها ولإعادة تأهيلها، بالإضافة إلى تأهيل مصادر عمل ودخل جديدة اعتماداً على ما تذخر به المنطقة من موارد أخرى.
5. مشكلات الصحة:
منطقة دار  حامد  والتي يقدر سكانها ب700 ألف نسمة لا يوجد بها مستشفى سوي مستشفي بارا، وهو مستشفى فقير جداً من حيث المباني والإمكانيات والمعدات والكوادر الطبية والأدوية، فيما عدا ذلك توجد بعض الشفخانات في بعض القري الكبيرة وهي مهملة تماماً عدا وجود بعض المساعدين الطبييين الذين يعتمدون على مواردهم الخاصة وبعض الحكمة التي اكتسبوها خلال تعاملهم مع زوارهم في ظل غياب الإمكانات، فيما عدا ذلك ينتشر بعض المعالجين التقليديين مثل البصراء (لتجبير الكسور) والدايات التقليدية (داية الحبل) والفكيا (الذين يعالجون بالرقية وبعض الطلاسم ورجال الزار وغيرهم من الدجالين والمشعوذين.
مع ظهور بعض الأمراض المستجدة مثل الغدد والسرطانات، وفي ظل غياب المستشفيات والمراكز العلاجية المتطورة، فإن بعض المواطنين يجدون أنفسهم مجبرين على التعايش مع الأمراض مما زاد نسبة الوفيات وأثر على مستوى الصحة وإنتاجية الفرد أو اللجوء إلى بيع المدخرات والإغتراض لمقابلة تكاليف السفر والعلاج داخل أو خارج السودان.
6. مشكلات المياه:
رغم أن منطقة دارحامد بها أعذب المياه في السودان وأنها تحتضن أكبر حوض جوفي مائي مكتشف ومستغل حتى الآن وهو حوض بارا الجوفي، إلا أن إنسان المنطقة وحيوانها لا يزالان يعانيان العطش وذلك لبدائية استخراج ونقل المياه، أو بعدها عن بعض المناطق، أو زيادة نسبة الأملاح في بعض المناطق مثل مناطق إنتاج الملح، أو بعد مصادر المياه عن المراعي بالنسبة للحيوانات، حيث لا تزال الآبار السطحية هي مصدر السقيا الأوسع انتشاراً بالمنطقة، وهي آبار أغلبها بدائي تقليدي وبعضها مبني بالمواد الثابتة (البلك). كما لا يزال النشل بواسطة (الدلو) والنقل عبر القرب والجركانات هي الوسائل الأكثر استخداماً. 
تعتبر هذا الآبار سطحية وشحيحة المياه وقابلة للنضوب مما يضطر البعض للانتظار لساعات طويلة للحصول على حصته أو لسقيا حيوانه، وبعملية حسابية بسيطة يتضح أن إنسان المنطقة يقضي حوالي نصف عمره عاملاً على نشل المياه وهي تعتبر مياه غير نقية وغير كافية. أما المراعي الأساسية وبعض الفرقان والقرى البعيدة فهي تعاني من ندرة المياه، بالإضافة إلى المناطق التي ترتفع فيها درجة ملوحة المياه مثل القاعة وشرشار، مع وجود للآبار الجوفية (الارتوازية) أو الدوانكي بأعداد قليلة جداً وهي عرضة في أحيان كثيرة للأعطال وضعف إمكانيات الصيانة وقطع الغيار.
ثالثاً : فرص التنمية بمنطقة دارحامد
1. مشكلات التنظيم وآليات العمل:
بسبب البعد الجغرافي من المراكز الحضرية الكبيرة، وتأخر التعليم بالمنطقة وضعف البنيات التحتية، فإن دارحامد تعاني من عزلة داخلية شبه كاملة، ونسبة لغنى المنطقة وإكتفائها الذاتي في العهود السابقة، ولطبيعتها الزراعية والرعوية، أو لتأخر التعليم فيها، أو بسبب السياسات المتعمدة من الدولة الاستعمارية أو الحكومات الوطنية التي مالت للمركزية الشديدة، فإن أبناء المنطقة قد مارسوا عزوفاً عن المناصب العامة والعمل في جهاز الدولة، حيث يقل عدد شاغلى المناصب العامة أو الموظفين بالدولة من أبناء المنطقة بصورة فريدة، حتى المجالس المحلية والمحافظات لم ينفتح عليها أبناء المنطقة إلا في أواخر التسعينات، حيث شغل عدد قليل من أبناء المنطقة مواقعاً بالمحليات والمحافظة، أما المواقع الولائية أو القومية السيادية فلم يشغلها أكثر من شخص واحد إلى شخصين من أبناء المنطقة مؤخراً ولفترات قصيرة، وقد كان يتولى تمثيل المنطقة في الغالب لدي الأجهزة التشريعية والتنفيذية على المستويات المختلفة من هم غير أبناء المنطقة، ساعد في ذلك قلة الكادر المتمرس وقلة الخريجين من أبناءالمنطقة بسبب مشكلات التعليم السابق ذكرها.
إن غياب آليات رفع المظالم بالمنطقة، وغياب آليات المطالبة بالحقوق ساهما في عزلة المنطقة وتخلفها، هذه العوامل يمكن إجمالها في الآتي:
1. الانعزال الجغرافي والاجتماعي.
2. غياب الوعي بالحقوق وطرق المطالبة وضعف الوعي السياسي والقومي العام لدى إنسان المنطقة.
3. ابتعاد أو قلة وجود شاغلي المناصب العامة بالمنطقة.
4. غياب وجود تنظيمات أو روابط مطلبية لأبناء المنطقة.
5. عزوف أبناء وسكان المنطقة وزهدهم وابتعادهم عن السياسة والعمل العام.
6. إهمال المنطقة من قبل الأنظمة الحاكمة المتعاقبة.
كل هذه العوامل ساهمت في العزلة، والإهمال العام، وتراكم المشكلات البيئية والاقتصادية التي تعيشها المنطقة.
إن الإشكال الأكبر الذي تواجهه المنطقة هو ليس فقط غياب الديمقراطية والحريات، بل غياب آليات المطالبة بالحقوق وضعفها. هذه الآليات تعتبر حق مشروع ووسائل أساسية وضرورية. إن الديمقراطية نفسها لا يمكن لها أن تنجح إلا بوجود وعي عام بالحقوق والواجبات ومشاركة شعبية واسعة ونشطة وروح مبادرة فعالة، هذه متطلبات أساسية للحكم الفعال.
ليس المشكلة فقط في رغبة أو أو عدم رغبة الحكومات في تنمية المنطقة ولكن في من يعبر عن المشكلة ويرفعها للمسؤولين، ومن يعبئ الطاقات المحلية وقيادتها نحو التغيير، فالتنمية المستدامة كما عُرِفت حديثاً هي التنمية القائمة على مشاركة ومعرفة وقناعة الإنسان المستهدف وإلا أصبحت تنمية معزولة فوقية مفروضه لن يكتب لها الاستمرار والإستدامة.
إن من واجبات أبناء المنطقة الإنخراط في تكوين الجمعيات والروابط الخدمية والخيرية والجمعيات العلمية والتعاونية والأندية الثقافية وغيرها بهدف رفع الوعي العام لدى أبناء المنطقة واستنهاض روح المبادرة والمشاركة والاستعداد لبناء الذات.
إن من واجبات التكوينات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني ذات الصلة بالمنطقة وقضاياها خلق هذا الوعي: الوعي بالواقع، الوعي بالحقوق، الوعي بطرق ووسائل المطالبة والتعبير، تعبئة الطاقات المادية والبشرية وقيادتها لتحقيق التنمية بمعناها الشامل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي..ألخ بالمنطقة. وهي من أوجب واجبات اتحاد عموم أبناء دار  حامد  وهو يسعي عبر وسائل سلمية وتوعوية لخدمة المنطقة وسكانها مستلهماً في لك قوله تعالي: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً)
وقوله ص: (إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم)
وقول الرسول (ص): (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم)
وقول الشاعر: (وللأوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق)
الآن وقد توفر للمنطقة عدد مقدر من أبناءها من الذين نالوا قسطاً من التعليم، بل وقد شغل بعضهم مواقع أكاديمية وإدارية وإجتماعية مرموقة، فإن حظ المنطقة في النهوض والتقدم يبدو مواتٍ بأكثر من أي وقت مضى إذا توحد أبنائها ووضعوا هذا الهدف نصب أعينهم وقدموه على سائر ولاءاتهم ومصالحهم الشخصية.
كما أنه على أجهزة الدولة المركزية والولائية والمحلية تشجيع ودعم كل هذه التكوينات والروابط والجمعيات وجميع الأنشطة الهادفة لبناء قدرات الإنسان ومساعدته وتوجيهه لخدمة نفسه في كافة المجالات (المرأة والاهتمام بقضاياها، التكوينات الشبابية، جمعيات المزارعين، إتحادات الرعاة، الحرفيين، والإدارة الأهلية...ألخ) بالإضافة لتشجيع وتوجيه ودعم المنظمات الخيرية والطوعية للعمل بالمنطقة وخلق شراكات مع التكوينات الإجتماعية ذات الصلة بالمنطقة وتوجيه الاستثمار والدراسات العلمية وغيرها.
2. طريق أم درمان- جبرة- بارا- الأبيض
لقد كان هذا الطريق الرملي الوعر شرياناً اقتصادياً مهماً للمنطقة، يساهم في نقل منتجاتها الوفيرة إلى حيث التسويق بولاية الخرطوم، ويربطها ببقية السودان وينقل إليها المنتجات الأخرى وينعش أسواقها ويساهم في التبادل التجاري داخل المنطقة وبين المنطقة وبقية السودان. إن تشييد طريق الخرطوم- كوستي- الأبيض إدي إلى ركود وإفقار عام لهذا الطريق. إن سفلتة هذا الطريق الهام والحيوي (طريق أم درمان- جبرة- بارا- الأبيض) سيساهم كثيراً في تنمية المنطقة، بل وبعض من مشكلة دارفور، فينبغي أن تتكاتف كل الجهود الرسمية والشعبية والخيرية حتى يرى هذا الطريق النور. علماً بأن هذا الطريق مصدق من قبل السيد نائب رئيس الجمهورية وقد وضعته الهيئة العامة للطرق والجسور ضمن مشروعات العام 2007م لكنه لم يرى النور لأنه، وفق حسن محمد صالح بصحيفة الصحافة، (ما عندو أهل) والحل عنده بأن تتكون اللجان ويتحرك الولاه والمعتمدون واللجان الشعبية وقادة الأحزاب ورؤساء المحليات، كلهم لا بد أن يدركوا أهمية الطريق وأن يلاحقوه بالسؤال والبحث والشكوي.
ثالثاً: التعليم
التعليم هو عماد التنمية وأساسها، بالتالي فإنه لا يمكن أن تحدث تنمية ما لم تحدث طفرة في مجال التعليم والاهتمام به وجعله من أولى أولويات الإنسان بالمنطقة خاصةً وأن أبناء المنطقة قد اشتهروا بالذكاء وصفاء الذهن ما أن توفرت لهم الفرص، وحتى يحدث ذلك، ينبغي أن تخصص فرص بالجامعات على اعتبار أن المنطقة من المناطق الأقل نمواً.
3. التنمية الاقتصادية
منطقة دار حامد، لما تشتهر به من موارد سبق ذكرها، فهي مؤهلة لاستيعاب مذابح مسالخ الحيوان والمحاجر والمدابغ ومصانع اللحوم والألبان والمستشفيات البيطرية بل ومطارات التصدير ومعاهد وبحوث الحيوان، باعتبارها من أشهر مناطق تربية الحيوانات بالسودان، كما أن منطقة الخيران والخضارة مؤهلتان لاستيعاب مشروعات زراعية كبيرة ومعاهد أبحاث للنبات وما يستتبع ذلك من طرق قومية ومصادر للطاقة وما يوفره ذلك من فرص عمالة وأسواق. كما يمكن تأسيس المحجوزات الغابية والمحميات الطبيعية ومصانع الأعلاف لتدخل في دورة تربية الحيوان، هذا بالإضافة للموارد التعدينية والتنقيب، كما أن الملح، المنتج الذي تشتهر به المنطقة، يمكن تطوير إنتاجه ووسائل نقله وتسويقه، علماً بأنه يمكن أن يصدر إلى غالبية دول أفريقيا الغربية والوسطي التي تربي الحيوانات، حيث يستخدم في تغذيتها وسقياها.
كما أن الصمغ بالمنطقة يؤهلها لاستيعاب معدات فرزه وتجهيزه بل والتصنيع المعتمد عليه كلها يمكن أن تستوعبها المنطقة، هذا بالإضافة مصانع الألبان والأجبان والزبد ومصانع الأصواف والمغزولات، أيضاً يمكن تشييد المدابغ ومصانع الأحذية والشنط وكل المنتجات الجلدية الأخرى، والمنتجات اليدوية والسياحية، بالإضافة للبترول الذي يعبر المنطقة بطولها وعرضها.

bg:Северен Курдуфан de:Schamal Kurdufan North Kurdufan]] es:Kordofán del Norte fr:Kordofan du Nord id:Kurdufan Utara it:Kordofan Settentrionale ko:북부 쿠르두판 주 nl:Shamal-Kordofan pl:Kordofan Północny pnb:اتلا کردوفان pt:Cordofão do Norte ro:Statul Kordofan de Nord ru:Северный Кордофан sv:Shamal Kurdufan sw:Kaskazini Kurdufan tr:Kuzey Kordofan Eyaleti war:Amihanan nga Kurdufan zh:北科尔多凡省