شلش العراقي

شلش العراقي هو الاسم المستعار لكاتب عراقي ساخر لمع اسمه بعد نشره عدة مقالات ساخرة على موقع كتابات على شبكة الإنترنت, ظهر شلش العراقي على موقع كتابات بتاريخ 27 تموز عام 2005 وسرعان ما تحول هذا الاسم المستعار إلى شخصية شهيرة في الاوساط العراقية، يطالع القراء مقالاته الساخرة ويتبادلونها عبر البريد الالكتروني من مدينة الثورة لتصل إلى سيدني وكاليفورنيا ودبي وستوكهولم واوكلاند ودمشق[بحاجة لمصدر]، التي وصلتها الهجرات العراقية. يمكن القول دون مغالاة ان شلش العراقي يمثل أعظم انجاز للأدب العراقي بعد عام 2003 حيث تمكن من لم شمل العراقيين جميعا بكتابات لاذعة مضحكة حققت لهم أبسط اهداف السخرية المرة في تصفية غليل المواطن العاجز عن فعل اي شيء لإصلاح الوضع المزري بحيادية نسبية دون ظهورهه كنصير طائفة أو فئة على الأخرى، ولذا يمكن اعتباره كظاهرة تضاهي أو تحاكي على الأقل ما فعله بنجامين فرانكلين أو مارك توين بالأخص للشعب الأمريكي في غضه تكوينه. ظهر شلش في موقع كتابات بعد اختفاء الكاتب شمس الدين البصري، الذي اغتيل كما قيل بسبب كتاباته الصريحة أكثر من اللازم. يعتقد البعض أن هنالك علاقة ما بين اختفاء شمس الدين وظهور شلش في ذات الوقت. فالسخرية من الواقع السياسي العراقي الحالي، جمعت بين الإثنين. إضافة إلى رشاقة العبارة واحتوائها على العديد من الكلمات العراقية المحلية ذات النكهة الجنوبية.

مسيرته

نشرت أول مقالة لشلش العراقي في كتابات بتاريخ 27 تموز عام 2005، وقد كانت مقالة غير ساخرة إلى ان مقالاته اللاحقة اخذت ترسم ملامح الخلفية التي يخوض فيها الأشخاص المميزون الذين برع في تركيبهم على الفترة القادمة، ومنذ بداية الشهر الثامن حتى نهاية العام استمر شلش في تزويدنا بمقالة تلو المقالة وكل واحدة أبرع وأجرأ من التي قبلها. راهن متابعو شلش العراقي على هوية الشخص الذي يتخفى وراء هذا الاسم واكد الشاعر البحريني قاسم حداد، أثناء زيارته إلى فرنسا، ان الكاتب هو الروائي المعروف فلان الفلاني. ولما قيل له ان فلانا لا يمكن ان يرتكب الاخطاء النحوية التي يقع فيها شلش أحيانا، رد بأنه يفعلها عامدا للتمويه. سواء أكان الاسم حقيقيا أو مع بعض التحوير، فانه من الاكيد ان صاحبه ما كان قادرا على نشر سخريته باسمه الصريح في ظل الفوضى الضاربة في بغداد. ولهذا فإن محبي شلش يفضلون ان تبقى هويته مخفية، حفاظا على سلامته واستمرار مقالته اليومية التي تتناول أحوال العراق من منظور ضاحك، وبصراحة عز نظيرها. ويشبه شلش في هذه النظرية ما قام به الفنان الإيطالي روبرتو بنيني، الذي اخرج فيلما كوميديا عن معسكرات الاعتقال النازية، حيث يحافظ الإنسان على براءته الطفولية حتى في احلك الظروف.

حكايات شلش

تدور حكايات شلش على ما يحصل في مدينة الثورة في بغداد، وبالذات في قطاع 43، من سجالات وظواهر افرزتها الحرب ومن بعدهاالاحتلال. فهناك خنجر الذي دفن سلاحه في حفرة داخل بيته لأن المرحلة مرحلة سلم ومفاوضات لدخول الحكومة. وعندما يقول له شلش ان المشاركة في الحكومة حرام، لا يريد خنجر ان يسمع، كما أنه يجد حلا لمن مات أو اصيب باعاقة وللارامل واليتامى من ضحايا الزمن الجديد فيقول: الشهداء لهم الجنة والمعوقون جزاهم الله خير جزاء وسنوزع عليهم عربانات يابانية تك باب والارامل واليتامى سنبني لهم مجمعات سكنية في طويريج.

يمضي خنجر بآماله في أن يصبح وزير البيئة والتقفيص المائي ويقول: البارحة قعدنا ووزعنا الوزارات بالتساوي وراح نشتري قوط وربطات وقنادر جديدة ويجوز نتزوج الاسبوع الجاي. مع شلش تعرف القراء على ام دعبول التي اكتشفت ان صغيرها يتبول نفطا، فتدخلت شركات عالمية لمراقبة الإنتاج وتركيب عدادات على البراميل ودراسة الاحتياطي المخزون في مثانة الولد. كما تعرفوا على جار شاهد شلش يفتح موقع غوغل الأرض فخرج إلى الناس ليزعم ان هذا الأخير يتفرج على نسوانكم وهن نائمات بدون اغطية فوق السطوح.

كما تابعنا كيف تطورت علاقة الحاجة نوشة بالتكنلوجيا وصارت خبيرة في أنواع الهواتف النقالة، حتى صار اسمها نوشيا وانشأت لها موقعا على الإنترنت سمته نوشة دوت كوم وراحت تتبادل الرسائل مع راجيش الهندي وميتاساوا البرتغالي الذي تسميه شناوة المسودن. شلش العراقي سخر من نفسه ومن اهله أيضا، وتخوف مما سيجري في حفلة عرسه، إذ كيف سيقنع اخاه واصدقاءه في جيش المهدي بأن قريبات العروس المرتديات ملابس مكشوفة نوعا ما هن نساء شريفات وربات بيوت، وكيف سيحول بين خالته نصرة وبين ام العروس حيث ستعانقها بقبلة من قبلاتها التي لا تقل مدة الواحدة منها عن سبع واربعين دقيقة وبضع ثوان، ولا كيف سيمنع عمته فطّيم من الوقوف وسط الحشد، في نادي المنصور، والصراخ بصوتها الاجش: هاهاها.. جبنالك برنو ما ملعوب بسركيها أي جئنا لك بعروس مثل البندقية الجديدة لم يمسها أحد.

استمر شلش العراقي على أسلوبه النمطي الساخر القصصي في بداية شهر كانون الثاني ولم يلحظ عليه ذلك التغيير المفاجئ الا بعد شهر من الزمان حيث أتجهت قصصه بصورة مفاجئة إلى العاطفية الوطنية الجدية بدءا من سلسله مقالات تحدث بها عن سفره إلى الأردن، وبعد ذلك أشيع ان صديقا مقربا له قد قتل مما أثر عليه بشدة. ومنذ ذلك الحين أستمر شلش بصورة متقطعة بالكتابة وبدا انه فقد ملهمته حيث ان مقالاته كانت عبارة عن مجرد ترتيب عواطف وطنية معتادة شأنها شأن اي مقالة أخرى. قبل أن ينقطع تماما عن الكتابه مع نهاية الصيف. إلا انه عاد فجأة بعد تكوين مدونة خاصة به حيث بدأ ينشر مقالاته بمحاولة للعودة إلى السخرية القديمة التي صنعته إلا أن مقالاته لم يكن يخفى عليها الضعف والوهن في الدعابة, حتى ان الكثيرون يعتقدون أن شلش قد مات أو قد انتحلت شخصيته. توقف شلش العراقي عن الكتابه تماما بعد الانفجار الكبير الذي وقع في مدينة الصدر في 23 نوفمبر 2006. وهو لا يزال متوقفا إلى هذه اللحظة.

مصادر