شتاء العائلة

شتاء العائلة، رواية صدرت في بغداد في العام 2002، للروائي العراقي علي بدر، حازت هذه الرواية على جائزة الإبداع الروائي في الإمارات العربية المتحدة في العام 2002، تتحدث هذه الرواية عن تهدم الطبقة الأرستقراطية في العراق في الخمسينيات من القرن العشرين.

محتوى الرواية

صور هذه الرواية تهدم وانهيار الطبقة الأرستقراطية البغدادية في الستينات والسبعينات بعد اندلاع الثورة، وذلك عن طريق قصة حب سيدة في الأربعين من عائلة ترتبط بالبلاط الملكي المنهار، فترفض الانخراط في الحياة الجديدة، وتعتزل في قصرها المشيد على نهر دجلة مع خادمها الفارسي وابنة أخيها الشابة، وتقطع كل علاقة لها مع الخارج باسثتناء ذكرياتها القديمة والجلوس عند قبور أفراد عائلتها الذين قتلتهم الثورة، وفي يوم ماطر يدخل شاب إلى القصر مدعياً قرابته للعائلة وأنه جاء من الخارج بصحبة زوجته لقضاء شهر العسل، وبالرغم من شكوك السيدة به، فإنها تسمح له بالعيش معهن في القصر، حيث يبدأ الشاب بتدمير حياة هذه السيدة وابنة أخيها عن طريق اختراع قصص حب مزيفة معهما تدفعهما إلى التنافس عليه، ثم يحدث خطأ غير مقصود يؤدي إلى هربه من القصر فتنهار حياة العائلة وتتقهقر.

إنها رواية تؤرخ للطبقة الأرستقراطية في العراق، ولمعجمها الذي يتكون من ديكورات، وأثاث وممتلكات، وغير ذلك.

التقنية السردية

لقد اعتمد الكاتب في رواية (شتاء العائلة) على نمطين من السرد، ففي الجزء الأول والمعنون بـ(حضور الغائب) اعتمد على السرد الذاتي ولقد بدأ السرد بقوله :" قبل عدة أيام زرت منزلنا القديم، منزلنا الذي ولدت فيه أشبه بجنة من زهور القرنفل وهو يطل على النهر (....) لقد دخلت صالته الرطبة الباردة وبهدوء رميت حقائبي الجلدية السود على بلاطه"() وفي صلب الرواية أو جزئها الثاني والمعنون بـ(الهروب آخر يوم من الشهر) يسرد الراوي فيه بضمير الغائب وبالسرد الموضوعي جزءاً من ماضي العمة والفتاة ابنة أخيها. وهذا الجزء محمل بالمدلول المادي والفكري، فالرواية تعالج مفهوم الزمن الوجودي من منظور امرأة إزاء الموت والحياة، ولقد بدأ السرد بقوله :" لم تكن العمة العاطفية التي تنبهت في ظهيرة يوم تشريني بارد على أنوثتها تخلط بين العاطفة الخالصة والواجب، ولم يكن أمر تحوير المناورات اللاشعورية للطهارة في الذهن.."(). وفي الخاتمة يعود الراوي ليرتدي قناع الراوي / البطل- مرة أخرى – شاهداً على الأحداث وراوياً لها. ويحمل هذا الجزء عنوان (خزانة الصور) وفيه يقول بان الصورة هي التي اوحت له بسرد سيرة العمة واستحضار ماضيها. ولقد بدأ السرد بقوله :" لقد أعدت صورة عمتي بهدوء كبير إلى الخزانة أعدت صورتها إلى علبة مغطاة بساتان ناعم مخرم ومطرز بشكل جميل وأغلقت باب الخزانة الثقيل.."() ونلحظ من التحليل شيوع النمطين في هذه الرواية.