سورة العاديات

   سورة العاديات   
الترتيب في القرآن 100
عدد الآيات 11
عدد الكلمات 40
عدد الحروف 164
الجزء {{{جزء}}}
الحزب {{{حزب}}}
النزول مكية
نص سورة العاديات في ويكي مصدر
السورة بالرسم العثماني
بوابة القرآن الكريم

يجري سياق هذه السورة في لمسات سريعة عنيفة مثيرة ، بنتقل إحداهما إلى الأخرى قفزاً وركضاً ووثباً ، في خفة وسرعة وانطلاق ، حتى ينتهي إلى آخر فقرة فيستقر عندها اللفظ والموضوع والايقاع !كما يصل الراكض إلى نهاية المطاف !

وتبدأ بمشهد الخيل العادية الضابحة ، القادحة للشرر بحوافرها ، المغيرة مع الصباح وهو الغبار ، الداخلة في وسط العدو فجأة تأخده على غرة ، وتثير في صفوفه الذعر والفرار !

يليه مشهد في النفس الكنود الجحود والأثرة والشح الشديد !

ثم يعقبه مشهد لبعثرة القبور وتحصيل ما في الصدور !

وفي الختام ينتهى النقع المثار ، وينتهي الكنود والشح والشديد والجحود ! وتنتهي البعثرة والجمع ... إلى نهايتها جميعا.. إلى الله فتستقر هناك : (إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11) ) .

والايقاع الموسقي فيه خشونة ودمدمة وفرقعة تناسب الجو الصاخب المعفر الذي تنشئه القبور المبعثرة والصدور المحصل ما فيها بشدة وقوة ، كما تناسب جو الجحود والكنود ، والأثرة والشح الشديد .. فلما أراد لهذا كله إطار مناسباً ، اختاره من الجو الصاخب المعفر كذلك ، تثيره الخيل العادية في جريها ، الصاخبة بأصواتها ، القادحة بحوافرها ، المغيرة فجاءة مع الصباح ، المثيرة للنقع والغبار ، الداخلة في وسط العدو على غير انتظار ... فكان الإطار من الصورة والصورة من الإطار .

ثم تجيء اللفتة الأخيرة في السورة لعلاج الكنود والجحود والأثرة والشح ، لتحطيم قيد النفس وإطلاقها منه . مع عرض مشهد البعث والحشر في صورة تنمي حب الخير ، وتوقظ من غفلة البطر :

( أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ(9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ(10) ) 

وهو مشهد عنيف مثير . بعثرة لما في القبور .. بعثرة بهذا اللفظ العنيف المثير . وتحصيل لأسرار الصدور التي ضمنت بها وخبأتها عن العيون .. تحصيل بهذا اللفظ العنيف القاسي ... فالجو كله عنف وشدة وتعفير !

أفلا يعلم إذا كان هذا ؟ ولا يذكر ماذا يعلم ؟ لأن علمه بهذا وحده يكفي لهز المشاعر . ثم ليدع النفس تبحث عن الجواب ، وترود كل مراد ، وتتصور ما يمكن أن يصاحب هذه الحركات العنيفة من آثار وعواقب !

ويختم هذه الحركات الثائرة باستقرار ينتهي إليه كل شيء ، وكل أمر ، وكل مصير .

(إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11) )

فالمرجع إلى ربهم . وإنه لخبير بهم ( يَوْمَئِذٍ ) وبأحوالهم وأسرارهم .. والله خبير بهم في كل وقت وفي كل حال . ولكن لهذه الخبرة (يومئذ ) آثار هي التي تثير انتباههم لها في هذا المقام .. إنها خبرة وراءها عاقبة . خبرة وراءها حساب وجزاء . وهذا المعنى الضمني هو الذي يلوح في هذا المقام !

إن السورة مشوار واحد لاهث صاخب ثائر .. حتى ينتهي إلى هذا القرار .. معنى ولفظاً وايقاعاً ، على طريقة القرآن !

المصدر : في ظلال القرآن - سيد قطب .

وصلات خارجية

قالب:فهرست سور القرآن

ملف:Islam Symbol.png هذه بذرة مقالة عن موضوع إسلامي ديني أو تاريخي تحتاج للنمو والتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.

az:Adiyat surəsi bn:আল-আদিয়াত ce:Сура Дой Al-Adiyat]] fa:عادیات fi:Al-Adiyat he:סורת אל-אעדיאת hi:अल-आदियात id:Surah Al-'Adiyat jv:Surat Al ’Aadiyaat ku:Adiyat ml:ആദിയാത് ms:Surah Al-‘Aadiyaat mzn:عادیات nl:Soera De Rennenden pl:Al-Adijat ps:سورة العاديات pt:Al-Adiyat ru:Сура Аль-Адийат sl:Tisti, ki dirjajo (sura) su:Al 'Adiyat sv:Al-Adiyat tr:Adiyat Suresi ur:العادیات