سعد جمعة (كاتب)


ملف:Saad Juma.jpg
سعد جمعة (1916 - 1979)

ولد في مدينة الطفيلة - جنوب الأردن عام 1916 وتوفي في عام 1979 وهو من أصل كردي. كان مفكرا وكاتبا وأديبا وله إصدارات عديدة. أنهى دراسته الثانوية في مدرسة السلط ثم درس الحقوق في جامعة دمشق وتخرج منها عام 1947

تشكيل الحكومة

كان سعد جمعة من الرموز الأردنية التي لها ثقل في الدولة وقد عمل في مؤسساتها منذ أن أنهى دراسته. كانت فترة عصيبة والأمور آخذة في التصاعد واحتاج الملك إلى من يقف معه في هذه الفترة الحرجة فوقع اختياره على سعد جمعة. كلفه الملك حسين بن طلال برئاسة الوزارة وتشكيل الحكومة خلفا لرئيس الوزراء الشريف حسين بن ناصر عام 1967. وقد شكل سعد جمعة الحكومة مرتين خلال هذا العام.

الحكومة الأولى

شكَّل الأولى يوم 23 ابريل1967 وحازت ولأول مرة في تاريخ الأردن على الثقة بالاجماع من مجلس النواب الأردني بسبب توقيع الأردن اتفاقية دفاع مشترك مع مصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في 30 مايو 1967 ومع العراق في 4 يونيو 1967. استقالت هذه الحكومة بعد حرب حزيران/ حرب الأيام الستة وتحديدا في 1 آب 1967.

الحكومة الثانية

كلف الملك سعد جمعة ثانية بتشكيل حكومة جديدة في اليوم نفسه وشكلها في اليوم التالي أي في 2 أغسطس 1967 واستمرت حتى 7 أكتوبر 1967 ليشكلها بعده بهجت التلهوني للمرة الرابعة له كرئيس وزراء.

من الملاحظ أنه تم تكليف أربعة حكومات متتابعة خلال عام واحد.

عين بعدها سعد جمعة عضوا في مجلس الأعيان ثم سفيرا في الخارجية استعدادا لتعيينه سفيرا للأردن في المملكة المتحدة. وبقي عضوا في الهيئة الاستشارية حتى توفي.

== كاتب ومفكر ==

كان مفكرا واسع البحث والاطلاع، عرف عنه الصدق والصراحة في جميع كتاباته. وفي حياته نشر عدة مقالات وكُتب صدر منها:

    • المؤامرة ومعركة المصير بيروت: دار الكاتب العربي، 1968،
    • مجتمع الكراهية بيرون: دار الكاتب العربي 1971،
    • أبناء الأفاعي
    • الله أو الدمار

نشرت مجلة الحوادث اللبنانية آخر مقال كتبه الراحل سعد جمعة تحت عنوان (الثورة الإسلامية في أيران مرة أخرى) وذلك في عددها(1190) الصادر يوم الجمعة الرابع والعشرين من شهر آب لسنة(1979)م وفي الصفحات (57) و(58) و(59) من ذلك العدد حيث سوقته المجلة تحت عنوان جديد هو (هذه وصيتي إلى الثورة الإسلامية في أيران) وهو مقال على شكل رسالة وجهها عبر البريد إلى رئيس تحرير مجلة الحوادث الراحل سليم اللوزي قبيل وفاة سعد جمعة في إحد مستشفيات لندن بيوم واحد كما جاء في المقدمة التي سبقت الرسالة فمن خلال إقامته في طهران كسفير للأردن لدى بلاط الشاه الإيراني كان قد اكتسب خبرة ومعرفة بشؤون المجتمع الإيراني جعلاه يقيم علاقات واسعة مع مختلف الأوساط الرسمية والشعبية من شتى التيارات الفكرية والسياسية والدينية. ولم تضعف هذه العلاقات التي أقامها في إيران حتى عندما أصبح فيما بعد رئيسا للحكومة في الأردن.

ومن خلال هذا الخزين المعرفي الواسع تبلورت لديه القدرة على فرز جوانب الضعف والقوة في بلدان العالم العربي والإسلامي من خلال معطيات الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي الذي اعتبره نتيجة طبيعية مؤلمة للمقدمات الخاطئة والأسس غير السليمة التي تشكل من خلالها هذا الواقع المليء بالانحرافات والذي أصبحت سماته تهيمن على صورة المشهد الميداني للبلدان العربية والإسلامية وشعوبها ومن هنا جاءت دعوته في هذه الرسالة لتصحيح هذا الانحراف والتمسك بأسباب القوة التي تنتشل الشعوب العربية والإسلامية من غفلتها وضعفها وإنهاء تكالب أعدائها عليها من أجل السيطرة على مقدرات تلك الشعوب ونهب خيراتها وإغراقها في مستنقعات التناحر والتخلف والتشتت والضياع والفناء.

وعندما انتصرت حركة الإمام الخميني وسقط الشاه وقامت الجمهورية الإسلامية في إيران أرسل سعد جمعة أول مقال له إلى مجلة الحوادث معبرا فيه عن تأييده لقيام الثورة الإسلامية والذي يمكن اعتباره دراسة حول نوعية الحكم الجديد، فجاءت الردود له وعليه على حد وصف المجلة إلى أن ختم دوره بآخر مقال له على شكل الرسالة - الدراسة التي نشرتها الحوادث واعتبرتها صوت أحد السياسيين العرب من الذين اندفعوا في تأييد الثورة الإسلامية في إيران بوصفها أهم حدث في القرن المنصرم وقد حلل في هذه الرسالة جميع جوانب الضعف التي أدت إلى هزيمة العرب في مواجهتهم لإسرائيل وأكد على ضرورة الاستفادة من دروس الثورة الإسلامية في حشد الجهود والطاقات من أجل مواجهة المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تكريس عوامل التخلف والأنحطاط والتشتت في بلدان العالم العربي وشعوب المنطقة حفاظا على أمن إسرائيل وبقائها كأقوى قوة تثير عدم الاستقرار في بلدان العالم العربي مع حليفها الاستراتيجي الولايات المتحدة الأمريكية.

مجلة الحوادث اللبنانية الجمعه 24 اب 1979 م العدد 1190 الصفحات 57 58 59

في اخر رسالة كتبها قبل أن يموت سعد جمعه (للحوادث)

هذه وصيتي للثورة الإسلامية في إيران وصلت رسالة الرئيس الأردني الاسبق سعد جمعه إلى (الحوادث) قبيل وفاته في أحد مستشفيات لندن بيوم واحد وقيل لنا ان هذه الرسالة التي ارسلها الينا بالبريد كانت اخر ماكتبه السياسي الأردني فخلال اقامته في طهران كسفير للاردن لدى بلاط الشاه اكتسب خبرة ومعرفة جعلاه يقيم علاقات واسعه مع مختلف الاوساط الرسمية والشعبية من شتى التيارات الفكرية والسياسية والدينية ولم تضعف هذه العلاقات التي اقامها هناك عندما أصبح فيما بعد رئيسا للحكومة في الأردن وعندما انتصرت حركة الامام الخميني وسقط الشاه وقامت الجمهورية الإسلامية في إيران ارسل لنا سعد جمعه مقالا يمكن اعتباره دراسة عن نوعية الحكم الجديد كما تمناه وكما تخيله فجاءت الردود له وعليه إلى ان ختم دوره بهذه الرسالة – الدراسة – التي تنشرها (الحوادث) كاخر صوت من اصوات الذين اندفعوا في تاييد الثورة الإيرانية على انها أهم حدث في هذا العصر... وقد استهل رسالته التي اختار لها عنوان (الثورة الإسلامية في إيران مرة أخرى) بالقول : الاخ الفاضل الاستاذ سليم اللوزي كنت بسبيلي لابعث اليكم بكلمة تعبر عن مشاركتي لكم في مصابكم باخيكم المغدور الذي هدر دمه لأعلى الهوية الطائفية هذه المرة بل على الهوية الفكرية والاخلاقية ! وهذه كتلك اغرب وابشع الجرائم البربرية التي عرفها تاريخ الإنسانية على الإطلاق ! وساجعلها مدخلا لكتابة هذه الاسطر لسببين : السبب الأول : ان الانبعاث الإسلامي الجديد في إيران لم يلق في العالم العربي مع الاسف، مايستحق من تحليل ودرس ومقارنة وترحيب بل لم يحض بما حظي به من اقلام اجنبية اذهلتها المفاجئة فهبت تستخرج كوامنها وتستنبط نتائجها وتستعرض مقدماتها ودوافعها بكثير من التجرد والموضوعية والانصاف. والسبب الثاني، الهلع الذي اصاب فلول وشراذم الاحزاب التي تدعي التقدمية والثورية واليسار، مما اكد لنا، بلا مواربة والتواء ان القوم لايرهبون شيئا كما يرهبون الإسلام، وقيم الإسلام واخلاقيات الإسلام. واقسم غير حانث، ان همي كان دائما في كل مااكتب واقول متسما بالموضوعية جهد طاقتي وعلمي، بعيدا عن المداهنة والرياء.. لا اعير التفاتا لحجة من ملاوا الأرض علينا فسادا وعتوا وظلما.. من المفسدين في الأرض كما يسميهم الامام الخميني رضي الله عنه. الذين يريدون لنا – مراعاة للظروف المصيرية التي نجتازها كما يزعمون – ان ننذر الصمت، وسط هذه الغمة التي تحيط بنا من كل افق، فنرى الباطل حقا ونرى المخازي كرامات.. ولانردد الا ماتقوله وسائل الاعلام الرسمية في كتمان الحقيقه، وتدجين الجماهير، وتمجيد بغي الطواغيت، من صغار وكبار !! وذلك مايأباه لنا ديننا الذي ادبنا ان نصدح بالحق في وجه الباطل وندل على الخيانة واصحابها مهما كان الثمن عملا بقول الرسول الاعظم (الساكت على الظلم شيطان اخرس) وقد سئمنا احتمال المزيد من الاذى ورؤية المزيد من الغثاث !! انا امرؤ انجذب للمثاقفة والمناقلة والحوار الهادئ والنقاش الموضوعي بقدر ماانفر من الجهل الفاضح والمغالطة والتدليس والكذب والتلبيس أو الارهاب الفكري ممن يفكرون بحقارة ويعملون بحقارة ولايحسنون الا مايضفي على حقارتهم تلك بريق الشهرة التافهة والطموح السخيف ! لقد تفضلت مشكورا لنشر مقالي (لماذا كل هذا الهجوم على الثورة الإسلامية في إيران) وقدمت له بكلمة مجلوه لايحسن مثلها الاقلمك المستنير فقد هزتني النخوة لتلك الحركة المباركة.. ولذلك الإنسان العارف بالله، التقي النقي الذي قادها وانتصر بسلاح الايمان وقوة العقيدة خلافا لجميع مبادئ ومفاهيم الايديولوجيات المعاصرة، فاثبت للدنيا عودا على بدء ان الإسلام قادر في كل زمان ومكان، على العطاء حين تصفو النفوس من كدر المادة، وتصحو العقول من خدر الوهم والغباء وهالني وكبر عندي، بعد الدوي الهائل الذي احدثته تلك الثورة المعجزة في كافة بلاد الأرض ان لاينهض قلم عربي لينصفها من كيد المغرضين ودسائس المتامرين.. بدل محاولة التعتيم عليها وزرع العراقيل في مسيرتها وهي الثورة التي سدت ثغرة انعزال مصر السادات، لامصر العروبة والإسلام واعطت القضية المقدسة بعدها الديني الحقيقي ثم غاضني ان بعض من تصدوا مشكورين بالتعريف بالثورة قد بنوا الكثير من تقييمهم لها على مايسمونه (الراي الاخر) واحسب ان كل منصف يشاركني الراي في أن اثنين في المائة من الشعب الإيراني لوصدقت الدلالات لايستحق ان يسمى رايا ثانيا، بل هو راي مدسوس خارج على النظام العام وسيادة القانون واذا كنا في عالمنا العربي نشكو من غياب الديمقراطية التي تعني ببساطة الالتزام بحكم الاكثرية.. فان ابراز انحراف الراي الاخر خاصة في مناخ ثوري يتعرض لعواصف ظالمة من كل جهة يتعارض مع مصلحة الوطن والامة والدين فهو خروج على صدق الانتماء القومي وخيانة للمسيرة الدينية الراشدة بل هو ليس أكثر من صوت عميل خارج على الارادة العامة ناطق بالارتهان لمؤامرات الاعداء وحين يصوت 98% من الشعب الإيراني في جوء من الحرية المطلقة على اختيار الجمهورية الإسلامية نظام حكم ومنهاج حياة فليس من المروءة والعدالة ان نذهب نتصيد راي حاقد أو مارق أو عميل ونضخمه وننشره للناس ونبني عليه مصير امة وقدر عقيده ومستقبل منطقة هي منطقتنا المهددة بالخراب !! ثم اطلعت فيما اطلعت على رد المدعو (الرشود) على مقالي المذكور وانا اسميه ردا تجوزا واحسانا فلم اجد فيما ساقه من مغالطات وشتائم فكرة واحدة صادقة تستاهل الاهتمام بل هو في مجمله هذيان محموم متلبس بخزي الكره للإسلام وقد طالما اغثوا نفوسنا بمثل ذاك البهت وتلك الوقاحة حتى القى الخميني عصاه فلقفت جماع كيدهم وعرتهم للناس لكن هل استحوا ؟ هل اعترفوا بجرائر ذنوبهم التي ساقت امتنا إلى هذه النهاية ؟ هل اخلى المهرجون المسرح للعارفين كلا بل هؤلاء هم وقد اذهلتهم المفاجئة واستلبت البابهم يحاولون بكل ماتعلموا ادمانه من خبث ولؤم اجهاض الثورة المباركة مرة بالدسائس المكشوفة والمؤامرات المفضوحة ! ومرة أخرى بالوقيعة الدنيئة بين السنة والشيعة ! ومرة ثالثة بالاهتمام المفاجئ بالحر كات السرية الباطنية أو الشطحات الصوفية لطعن الإسلام في الصميم بل لقد والله اعياني ان اقع في رد المدعو (رشود) على جملة واحدة تخلو من الاخطاء اللغوية والاملائية خلوها من المنطق السليم والخلق القويم ولم اعجب قط لعرفاني بان موجة الاحداث العربية يمتطيها السخفاء والتافهون بل عجبت لمجلة راقية تنشر مثل ذلك الغثاء الكثيف ! ثم ازدت ريبة حين نشرت مجلتكم في عددها ليوم 27/7/1979 م رسالة الاخ جهاد محمد من لندن ضمنها تفنيد اراء السيد (رشود) واقتلاعها من جذورها تحت عنوان (بين جمعة والرشود ضاعت الحقيقة) فعجبت للعنوان فوق عجبي من رد (رشود) إذ لم يرد ذكر اسمي أو الإشارة إلى مقالي في الرسالة المشار إليها بل اتجه الحديث كله إلى المخالطات ولاني اعهد فيكم الالتزام بالمنطق فاني اسال ضميركم مرة أخرى هل تصح هذه المقارنة المقصودة لغرض لاادريه.. وهل ساهم مقالي حقا في ضياع الحقيقه ام ساعد في جلائها ؟ ثم اليست البينة واضحة على من اختار ذلك العنوان ؟ ان واجب المخلصين من قادة الفكر الناضج وحملة الحجة الواضحة ان يقولوا الكثير الكثير في اطار من الفهم والصدق والتقوه والايمان.. اما ان نشرع الأبواب لكل من هب ودب من مدمني العهارة الفكرية لينشروا في الناس الاوساخ المستهترة باذواقهم المشككة بعقولهم وعقائدهم فذاك هو الشر المستطير ! واذا لم يبق في امة من يقول للظالم ياظالم وللكاذب ياكاذب وللمنافق يامنافق وللسارق ياسارق كما يقول للمحسن احسنت وللمسيئ اسات وللمنقذ سلمت يداك فهي امة قد تودع منها – كما قال رسولنا الاعظم (عليه السلام). لقد اورثت (لاشرعية الحكم) في معظم البلاد العربية فقدان الحرية وغياب الديمقراطية وتشويه القيم الخلقية بالمعلبات الفكرية المستوردة التي استهلكت وتجاوزها الزمن وأصبحت كمعلبات الاطعمة الفاسدة والازياء المهجورة اورثت اللاشرعية تكريس حكم الاقزام والجهلاء والمافونين والطواغيت أو حكم كوادر الحزب التي ياكل بعضها بعض والشعب يتفرج من همومه بمصارعة الثيران ! أو حكم البطانات الفاسدة وشلل المنافقين واللصوص والقوادين من ابطال العمولات والصفقات واصحاب (دكاكين) استغلال القضايا المصيرية والمتاجرة بالاوطان والمقدسات والام الامة واوجاعها من المرتزقين باخلاقهم واعراضهم بعد أن غسلت ادمغتهم ومسخت نفوسهم في محاضن الافك والشرك حيث تجري أكبر عملية تزييف وتشويه لحقيقة العروبة والإسلام على يد حكماء صهيون الذين تسللوا إلى مراكز الدراسات المؤثرة في الجامعات والمؤسسات الغربية ليبثوا سمومهم القاتلة في نفوس أبناءنا الذين نوفدهم إلى تلك الجامعات بعد أن نسلخهم في الاسرة والمدرسة والمجتمع من التعرف على حقيقة هويتهم وخصوصيتهم وتراثهم وقيمهم الاخلاقية فيذهب إلى تلك المحاضن وهم كالصفحة البيضاء أو كالانية الفارغة يسكبون عليها أو يفرغون فيها اساليب العمالة ومبررات الخنوع والاستسلام ! ولذا استبشرنا خيرا بانتفاضة الخميني المباركة واستهوانا شعاره الواضح الغاية والدلاله (الإسلام في خطر) فقد كنا نبحث بكل اشواقنا عمن يرفع لنا ذلك الشعار الموحي لعرفاننا بانه البديل الوحيد لما نتخبط فيه من متاهات تبتلع كل طاقة وتهدم كل جهد غير ان تلك الانتفاضة انما هي بداية رحلة طويلة يجب أن تتعانق في احضانها الدافئة كل العقول القادرة والقلوب المؤمنة والاقلام النظيفة وان تذوب في اطارها المؤمن جميع التناقضات الهامشية التي شغلونا بها دون أن يتركوا لنا سانحة نتبين من خلالها مايدبر لنا في سراديب المخابرات الاجنبية واوكار الخوارج والقرامطة والملاحدة من ادعياء التقدمية والثورية واليسارية والتحديث. ان المعركة المحتدمة في منطقتنا ليست معركة التنافي بين القومية العربية والصهيونية العالمية فحسب ولاهي معركة وطن مستباح ومقدسات مدنسة واهل مشردين فحسب بل هي قبل كل شي وبعد كل شي معركة الصهيونيه والامبريالية ضد العروبة والإسلام والعالم العربي اليوم بحكم تكوين مجتمعاته واختلال قيمه الاخلاقية ومستوى الحاكمين والمفكرين فيه غير مؤهل لمواجهة مصيرية مع إسرائيل ومفتاح المستقبل الذي ارشدنا الخميني اليه هو حتمية التغيير من القاعدة إلى القمة تغييرا جذريا يوحد القاعدة الفكرية للامة ويعيدها لينابيعها الحضارية ويحسنها بسلاحي العلم والايمان. علمنا الخميني ان الفكر الديني لايخضع للارهاب السياسي وان القوة المادية والبشرية بكل صورها والقوة المعنوية الروحية بكل عمقها وصدقها في تلاحم وتكامل هما السلاح الامضى لكل انتصار ذلك هو حكم العقل والمنطق ومسابقات التاريخ فلماذا نظل نساوم ونهادن ونراوح ونستخذي ونستسلم ونهزم وفي يدنا ونفوسنا كل هذه القوى مجتمعه على سواء ؟ لقد كشفت اتفاقية السدات المهينة الموقف الاميركي والفلسفة الصهيونية بوضوح لإمكان فيه لوهم أو تبرير أو تخدير كشفت ان الخيار الوحيد المطروح اليوم تكرما وتفضلا وحسنة من إسرائيل هو اعتبار سكان الضفة الغربية لاجئين في ارض إسرائيل المحررة !! وكل من يقبل بذلك الذل هو خائن لله ورسوله في معايير وموازين الإسلام ففيم اذن المبادرات والمناورات والدجل والتضليل ومعاداة أمريكا في الظاهر ومغازلتها في الخفاء واستجداء العطف من الاشتراكية الدولية أو المجموعة الاوربية أو العالم الشيوعي ومصيرنا بيدنا لابيد غيرنا فكلهم اعداؤنا قاتلهم الله اليس من العار الذي ما بعده عار ان تقتصر وتنحصر جهودن كلها في تفسير القرار 242 و338 واللهاث وراء المراهنة والمساومة على مهزلة الحكم الذاتي وماساة الوطن البديل !! ان معركتنا مع إسرائيل هي معركة بقاء اوفناء فهي من ثم معركة طويلة الامد كثيرة الضحايا معركة التواصي على الصبر والايمان والعمل الجاد الدؤوب الوصول للاعداد العلمي والتخطيط المنظم الهادئ الوئيد الموثق بالصدق والاخلاص ووضع جميع مانملك من قوى مادية ومعنوية وطاقات بشرية في خدمة المعركة والتصميم على النصر مهما طال الزمن وتساقطت الضحايا وتقاطرت كتائب الشهداء ! اما التشنج والتشرذم والتمزق والتشدق وافتعال المعارك الداخلية والمشاكل الجانبية لنشغل بها جماهيرنا المتعطشة للثائر والتحرير اما الزيارات واللقاءات والبيانات والقرارات التي يسمونها حينا (الحد الادنى)وحينا (الحد الأوسط) اما ونحن غرقى الاحباط والاستلاب والطمع والجشع والمتاجرة بفلسطين والاكتفاء بادانة تحدي إسرائيل كل يوم لشرف الامة العربية في جنوب لبنان ونحن بكراسينا متشبثون وفي مباذلنا منغمسون ! اما هذه وتلك وامثالها كثير فكلها تبريرات مفتعلة لتضييع الوقت وتمييع القضية واستغلال قدستها للمحافظة على امجاد ومكاسب مجنون أو مافون أو جاهل أو ظالم فهي معاذير حيوانية لاإنسانية وتصرفات غريزية لامنطقية هدفها حب الذات وحب الشهوات لاصدق الجهاد والتفريط بالقومية والخلق والدين لتدثين ملذات السلاطين ! لقد ان لنا ان نعيى ان مفتاح القضية في يدنا نحن ان خيرا فخير وان شرا فشر وان التقهقر والسقوط والانحدار الذي نتمرغ فيه ليس بسبب فقدان القوة المادية والبشرية بل بسبب فقدان العلم والايمان وغياب الجدية وصدق الجهاد. لقد استبدلنا بالتفكير العلمي التنجيم والخرافة وبالتقات من العلماء والقادة والرؤساء الجهلة من الفقهاء المتعصبين والمفكرين التافهين والقادة الذين طالما استرهبوا الناس حتى أصبحوا هم الهلعين المذعورين ! انه زمن الانحطاط الفكري والخلقي والسياسي ! والخلاص اما ان يكون بالعودة إلى الايمان اولايكون لقد ان لنا ان نعيى ان الارهاب يلد الخوف والخوف يلد العقم والعقم يلد النفاق والنفاق يسوق إلى التفريط والضياع اليست تلك هي المعادلة السائدة في معظم اقطارنا العربية ؟ اليس سبب ذلك حكم الفرد الواحد وغياب الحرية والديمقراطية وطبخ القرارات المصيرية في الغرف المغلقة مع شلة المرتزقة والجهلة والابقين ؟ وحين يكون المفهوم الثوري للعدالة والشورى انه حكرا للدكتاتوريين وبطاناتهم الداعره اما الشعب فقطيع من الخراف يذبحونه متى شاؤوا ويسلخونه متى جاعوا وان الحرية الوحيدة الممنوحة له تفضلا وتجملا هي حرية الهتاف والتصفيق بالاجرة أو بالاكراه وحين تكون الثقافة ماانبثق من فكر السلطة وحرية النقد مهاجمة الحق ومحاربة الله وحرية الاختيار هي اختيار المباذل والمفاسد والشهوات حين يكون ذلك كذلك فظن شرا ولاتسال عن الخبر لاتستغرب سلسلة الماسي التي عاقرناها حتى ادمناها من قرار التقسيم إلى معسكر داود ! لقد قلناها غير مرة حتى حفيت الالسن وجفت الاقلام ان معركتنا مع اعداءنا هي معركة وطن وامة ودين هي معركة مصيرنا ان نكون أو لانكون فهي معركة انتصار أو اندثار ولذا فهي تحتاج إلى نفس طويل وستراتيجية واضحة واهداف محددة وتخطيط شامل متكامل في اطار من العلم والايمان وكل ماخلا ذلك هروب وهراء !! ولذا استبشرنا خيرا بانتفاضة الخميني لاننا لانستطيع ان نقنع اننا بمجتمعاتنا المتاكلة ودولنا المهتراء وانظمتنا الفاسدة بالإضافة إلى انانية القادة وانتهازية الساسة والتواء المفكرين قادرون على مواجهة إسرائيل وجميع السهام المسمومة التي تصوب اليوم للخميني انما تستهدفه كرمز للانبعاث الإسلامي الجديد.. لان جميع منظري الايديولوجيات القومية والانعزالية والثورية واليسارية والليبرالية والعلمانية الخ مايصطرع في المسارح العربي ة من شعارات انما يرمون بكل احابيلهم واضاليلهم لبترعلاقة العروبة بالإسلام ولست ادري والله ماذا يبقى منها إذا هي تخلت عن اطارها الحضاري ؟ وبهذه النيه كنت وانا اخط كلمات مقالي الأول اليكم احس وكان الامام الخميني قد منحني توق الاحساس الداخلي بالتميز لابالاستعلاء وكنت اعرف ان كل كلمة انصاف تقال في الامام الخميني وثورته الرائدة الفريدة ستثير الافاعي والدبابير الراصدة في كل زاوية عربية لكل كلمة صادقة وكل ممارسة نبيله فقد كشفتها صيحة الامام المدوية في الافاق وعرت كذب شعاراتها وفضحت عجزها الفكري ونزولها الاخلاقي بعد أن ركبت موجة الاحداث في الساحة العربية أكثر من ربع قرن تقيم الاحداث والاشخاص بامزجتها الملوثة وهواها المدخول حتى أصبحنا كالرداء الممزق وبغانا قومنا الغوائل قبل الاعداء. ان عيبنا الاساسي يتمثل في جهلنا بجوهر حقيقتنا كجهلنا بجوهر التقدم العلمي ففقدنا هويتنا المميزة بين التقليد الاعمى لمباذل الحضارات المنهارة والاقتباس القذر من مزابل القوم ! ومضينا لطيتنا نمضغ نصوصا تافهة ونعلك شعارات فارغة ونفرضها على الجماهير المدعوسه حقائق مسلمة وسرعان ماتذوي وتذوب كقطرات زئبق على سطح املس فلا نحن اتصلنا بقيمنا واصالة تراثنا اتصال فهم وادراك وفرز واختيار لما يوافق روح العصر ولانحن قبسنا الانجازات العلمية وسيلة للسلوك السوي وامانة الثار والتحرير وفي حالة كهذه لاامانة للمثقف الا إذا تذبذب فكريا والتزم بقاذورات الغرب والشرق أو خط السلطة أو مزاج الحاكمين يساير ويساوم على شرف الكلمة كي يحمي نفسه من الحرمان والعزل والاتهام !ولذا كثيرا مايلجأ بعض مفكرينا أو معظمهم ان شئت الصدق إلى التبرير الذاتي لحجب بشاعة واقعهم أو تغطية دوافع تصرفاتهم وكثيرا مايلغي البعض الاخر عقولهم ليستقيم جهلهم مع جهل السلاطين فانت إذا جعلت الناس يعتقدون انهم يفكرون، فانهم يرتاحون اليك اما إذا جعلتهم يفكرون حقا فيما بهم وفيما حولهم فهم – كما علموهم – يكرهونك أو ينفرون منك ! ان الحق لايعرف من الخارج قبل أن يعرف من الداخل ولابد لخلق مجتمعنا الجديد الذي سيحمل امانة الثار ومسؤولية انقاذ الاهل والأرض والمقدسات من العمل بشرف للجمع بين فعاليات العقل وحوافز الايمان حين ذاك ندرك ان الحرية التي نتغنى بها دون أن تمارسها مجتمعاتنا المثقلة بخطايا حكامها ومفكريها هي حرية المسؤولية لاالفوضى.. الارتفاع لا السقوط الامتلاء لاالابتزاز.. الاقتناع لا الانتفاع.. وندرك ان الديمقراطية التي نلوكها دون اين يكون لها في واقعنا نبضة صدق واحدة هي حكم الشعب من الشعب لاحكم الشلل التعيسة والمجالس المبرقعة المرقعة لتوطيد حكم الدكتاتوريين والطواغيت ! حينذاك نضع قدمنا على الطريق الصحيح، اما ان ندع امورنا مباءة لكل واغل ومصيرنا مسترادا لكل جاهل وقدرنا مطية لكل عميل واموالنا نهب لكل لص فسنظل نراوح ماسينا بل ننكمش ونتدحرج إلى الهاوية التي تنتظرنا في زمن موبوء باعداء في الخارج يخططون واعداء في الداخل ينفذون لقد كنا نعرف ماسيثيره مقالنا من حقد وسخط في الاوساط المذعورة ولم يفجانا الهلع الذي اصاب فلول الاحزاب المستهلكة وحثالات مدعي التقدمية وشراذم اليمين واليسار من دعوة الخميني إلى العودة لاحضان الدين في انتفاضة صادقة تقرن العلم بالايمان إذ اننا نعيش في مجتمعات مسطحة مفككة مشلولة لهروبها من القيم ومن مجرد ذكر الله والإشارة إلى الإسلام والتنكر لما تعطيه تلك اليقظة من حوافز الاستفسار والجهاد والاستشهاد في سبيل الأرض والمقدسات. هذا هو البديل الذي يبحثون عنه ان كانوا صادقين.. البديل المنبثق من رؤيا صادقة لا من حلم كاذب وكابوس ثقيل ! هذا هو البديل الوحيد لاخرافات الثوريين وسخافات التقدميين تقدميون في ماذا ؟ لعلهم يحسبون التبعية تقدما والتقليد (تمدنا) والتخريب بناء ! ويريدون للفضيلة ان تصبح رذيلة والحرية قيدا والديمقراطية تسلطا والمساواة اكذوبة القرن العشرين والمجتمع غابة ياكل فيها القوي الضعيف. ثوريون في ماذا ؟ افي الارهاب البوليسي وذبح الابرياء ؟! اما لعلها ثورية الغاء قيم العدالة والمروءة والنخوة وقتل روح التدين لتظل الحكمة مقهورة والخير مسحوقا والحق مضيعا والشرف مكبلا باغلال الذل والعار ! لقد كان كل شعار رفع في هذه المنطقة منذ ثلاثين سنه يستهدف الإسلام بصورة أو بأخرى وهو لو استهدف واقعنا المريض لامنا وسلمنا فنحن الذين هزمنا لا الإسلام وسنظل مهزومين حتى نعود إلى ربنا منيبين تائبين. كل شعار رفعوه عن جهل أو عن قصد هو في حقيقته عداء للدين أو استعداء للدين فاذا قالوا السلفية أو التخلف أو الرجعية أو التراث فهم يعنون الإسلام حتى لقد بلغت القحة باحدهم ان يكتب في بلد إسلامي عربي : ان اسوء ماخلفه لنا الاجداد هو التراث.. أي الإسلام، وحين يقولون التقدمية والثورية إلى اخر الاسطونة فهم يطرحون البدائل السخيفة للفكر الديني وكلهم يجحدون عن جهل أو سفه أو كيد ان الإسلام في اصالته عدو للرجعية والتحجر والتخلف والجمود بقدر ماهو عدو للعبثية والعدمية واليسار الخادع المخدوع ! لقد صدق (ابن خلدون) في مقدمته وهو يصف واقعنا الاسود وكانه يراه من شرفات الغيب ويرسم لنا طريق الخلاص.. قال : (ان العرب لايحصل لهم الملك الا بصبغة دينية والسبب في ذلك انهم لخلق التوحش الذي فيهم أصعب الأمم انقيادا بعضهم لبعض للغلظة والانفة وبعد الهمة والمنافسة على الرئاسة فقلما تجتمع اهواؤهم فاذا كان الدين كان الوازع لهم من انفسهم وذهب خلق الكبر والمنافسة فيهم فيسهل انقيادهم ويتم اجتماعهم ويحصل لهم التغلب والملك وهم مع ذلك اسرع الأمم قبولا للحق والهدى لسلامة طباعهم من ذميم الاخلاق وحين يتخلى العرب عن ذلك الالتزام تذهب ريحهم ويعودون إلى التمزق والتفكك). ومااصدق قولة (الدكتور حسين مؤنس) في كتابه رحلة الاندلس : (وكم استنجد اهل غرناطة كم استصرخوا اخوانهم العرب والمسلمين في كل مكان وكان الحل والانقاذ في ايديهم لو انهم اتفقوا فيما بينهم لو نسي كل واحد منهم نفسه لو ذكر كل واحد منهم ان الامر يتعلق بمصير شعب وحضارة وعقيدة اذن لنجا الاندلس ولكن كل شي كان ممكنا الا الاتفاق كل شيء كان في نظرهم مقبولا إلا أن يسلم احدهم للاخر.. كلهم ارادوا ان يكونوا ملوكا وفي أثناء الصراع ضاعت المملكة فأصبحوا متسولين مشردين ! فهل نتعظ ؟ هل نتعلم ؟ هل نفهم ؟ يومها اقول لك لن يغلبنا أحد). اما انا فااستذكر دائما قول المرحوم طه حسين : (انني من قوم قد بلوا السفهاء وصبروا لهم لاضجرين ولامستخفين وان رجل يحتمل من السفه مثلما نحتمل منذ امتحن الله هذه الامة في اخلاقها لخليق ان لايضيق صدره ان زاده الله على هؤلاء السفهاء واحدا أو يبسم ثغره ان نقص من هؤلاء السفهاء واحدا). بسم الله الرحمن الرحيم (واذ قالت امة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون) صدق الله العظيم

وفاته

توفي عام 1979 إثر نوبة قلبية في لندن، ودفن في عمان.

مناصبه في الدولة

الأوسمة التي نالها

    • وسام الكوكب الأردني من الدرجة الأولى
    • وسام الهمايوني الإيراني من الدرجة الأولى
    • الوسام الصيني من الدرجة الأولى
    • الوسام الإيطالي من الدرجة الأولى

المصادر

سبقه:
الشريف حسين بن ناصر
سعد جمعة خلفه:
بهجت التلهوني

ru:Саад Джумаа