سعد جابر


سعد جابر

اديب ومفكر عربي ولد في قرية الطائش الشرقي وهي قرية بسيطة من قرى المنطقة الوسطة في العراق ولم يعيش فيها سوى سنوات حياته الأولى بسبب انتقال العائلة إلى العاصمة بغداد عمل في الصحافة قبل ثورة 1958 في عدة صحف عراقية كمحرر وكاتب لبعض المقالات ثم توسعت اهتمامته الادبية والفكرية وكان كثير الحظور لمحاظرات ومجالس علي الوردي وغيره من المفكرين البارزين في تلك الحقبة

اظطهاد العهد الملكي لم يتوقف

كان الاستاذ الكبير سعد جابر من أول الكتاب الشباب الذين انتقدو حكومة نوري السعيد بجرأة كاملة رغم صغر سنه في تلك الفترة فوضعت على اسم سعد جابر العديد من العلامات الحمراء التي ادت إلى تردد الكثير من الصحف العراقية في نشر مقالاته خوفا من السلطات بعد ثورة 14 تموز عاد صوت سعد الجابر ليظهر من جديد بين في المشهد الثقافي والسياسي العراقي ومشخصا للاخطاء واضعا للحلول فلم يتردد النظام القائم في السلطة انذاك في عزل وتهميش سعد جابر وبمحاولة لم تكن اقل عنفا من النظام الملكي السابق في العراق

سعد جابر والجمهورية العراقي

رغم علاقته الشخصية والصداقة التي تربطه بمحمد نجيب إلا أن هذا الامر لم يمنع من ازعاج السلطات المتكرر له في تلك الحقبة ء تزعج السلطة واتهامه باشياء منها الصحيح ومنها غير الصحيح فقد كان يحضى بمنزلة خاصة عند الشيخ محمود الظاري وغيره من شيوخ العشائر العراقية انذاك وامتدت علاقاته لتصل إلى الملا مصطفى البرزاني حتى انه ذكر هذا الموضوع في كتابه (خرافات رش) كان كثيرا ما يصفه الإسلاميون بالشيوعي وتارة تراه يوصف باليميني المتطرف من قبل بعض الاحزاب اليسارية فكان سعد جابر باختصار عدو الجميع وكما وصف نفسه في مقدمة روايته "الماسح الابيض" حيث قال فيها "كل الاحزاب تكره التحدث او التفكير بما جئت به وبما اني ارى انهم يكرهوني فاتمنا انهم يكرهو صوت الحق في داخلي..."

سعد جابر في ثورة الثامن من شباط

بعد قيام عبد السلام عارف بثورة شباط كتب جابر مقالة نشرت مرات متلاحقة في صحف عراقية بعنوان الثورات إلى متى انتقد فيها أسلوب الثورة ووحشية سفك الدماء ونفي كل ثورة لما قبلها بايجابياته وسلبياته وتحدث عن جمهورية اختلق لها اسما لطيفا على غرار جمهورية افلاطون وكيف ان الوصول إلى كرسي الحكم في هذه الجمهورية الوهمية أصبح حلم كل فقير واخذ الناس فيها بالتحزب والتعصب إلى ان وصل إلى حزب اسماه حزب "بائعي النبك" الذين قرروا فيما بينهم للقيام بثورة للتخلص من حزب بائعي المشمش وكان هذا المقال بداية لمرحلة جديدة في حياة سعد جابر مرحلة التي تعرض فيها إلى مطاردة حقيقية دفعته إلى الهروب إلى أحد جبال العراق

تاملات في السكون

بعد اعتزال سعد جابر الواقع السياسي العراقي اثر المضايقات المتككرة من قبل جلاوزة النظام الف سعد جابر كتابه الأول "خرافات رش" يصف فيه الحياة الاجتماعية في الثقافة الكردية ولم ينشر الكتاب في العراق لاسبباب مجهولة تناول في هذا الكتاب مقارنات بين الحياة الاجتماعية في الريف والمدينة وبين شمال وجنوب العراق ويعد الكتاب من اروع كتب علم الاجتماع بسبب دراسته المتعمقة لشخصية الإنسان العراقي والقيم والمبادئ التي تحكمه وكان كتابه فاتحة لمجموعة من المؤلفات الادبية والاجتماعية والعلمية

مؤلفاته

خرافات رش

رواية الماسح الأبيض كتاب السندس

ديون شعري بعنوان "زمرد احمر ام ماذا"

مقالات في مجالات عديدة نشرت في صحف عراقية وغير عراقية

معرفة الجحيم : نقد ادبي

مدفأة الصقيع:رواية

طفولة العقل

بيض صنائعنا سود صنائعنا

كتاب السندس

كتاب السندس أو ماعرف بملحق السندس اشار بعض الادباء في ذلك العصر ان كتا السندس هو ملحق مكمل لكافة اعمال الادب والثقافة في الوطن العربي وتميز الكتاب بأسلوب سعد جابر المتمميز في طرح الافكار والتعمق في فلسفة الاشياء بأسلوب شيق دونما تعقيد حتى قيل ان كتاب السندس هو الكتاب الشامل للحياة بادق تفاصيلها

حياته الخاصة

كان سعد جابر كثير العلاقات والصداقات مع اشخاص متميزين في مجالاتهم وله اصدقاء مقربين في كثير من الدول العربية ولم تكن الاتصالات تنقطع بينهم لم يرزق سعد جابر باطفال وحين سأله أحد اصدقائه عن السبب برر عدم رغبته بالخلفة بانه يخاف ان يسبه الناس بسبب تصرفات ابنائه أو احفاده كان شديد التعاطف مع العمال والفقراء من أبناء الشعب زار سعد جابر مدن عربية واجنبية كثيرة غير انه كان يحب دمشق كثيرا وكانت لها مكانه خاصة في قلبه حتى انه عاش فيها فترة طويلة في سبعينيات القرن الماضي مع زوجته وشارك في حرب 1973 وكان كثير التنقل والترحال وله صدقات مع الكاتب والاديب المغرب محمد شكري وزاره في المغرب واقام فيها تاثر بفلسفة ابن رشد ومال لها بعد اطلاعه على المدارس الفلسفية الكثيرة في العالم واحب تولستوي وكان كثيرا ما يستشهد أو يقتيس سطورا من روايات تولستوي وبالرغم من تنقلاته الكثيرة فانه ما سكن في بيت الا وكانت له مكتبة شخصية فيه ملائها بالكتب وكان كثيرا ما يقرا للكتاب الغرب كما وكتاب العالم العربي

مابعد 2003

فند كتاب العراق بين احتلالين الذي نشر بعد احتلال العراق وكان نقده لاذعا جدا وفجر ثورة في الاوساط الثقافية وكان من الرافضين لتسمية الاحتلال بالسقوط ودعا اللى الوخدة ونبذ الطائفية إلا أن أحد انفجارات بغداد اودى بحياة زوجته فخرية فكتب فيها رثائا على غرار ما فعل صديقه القباني

الحياة بلا فخرية

بعد وفاة زوجته فخرية تاثر سعد جابر بهذه الحادثة المؤلمة واصابه حزن شديد وعاش في جو من العزلة والحزن لمصابه ولكنه قرر بعد ذلك ان يتجاوز الموضوع إلا أن طابع الحزن طغى على كتاباته والتشائم طغى على افكاره فقد كان لفخرية الجزء الأكبر من عاطفته وحياته فحتى في اشعاره وخواطره فتراه يستذكر وجبة الافطار وكيف كان يفضل تناول الكيمر مع فخرية ويصفها بأسلوب طريف تدمع له العيون ويسميهافخرية ام الكيمر وتارة اخرة يصف وجهها بلكيمر

اختفائه

في احداث التظاهرات أو ما سمي بثورة الشباب في العراق وهي ثورة على غرار مصر كان له اتصالات واسعة بقادة هذه التظاهرات ولكن في يوم 24 شباط اختفى اي اثر لسعد جابر ولم يتمكن اصدقائه ومعارفه من معرفة اي سعد جابر واتهم البعض الحكومة العراقية باخفء سعد جابر