ستانلي بروسينر
ستانلي بن بروسينر (بالإنجليزية: Stanley Ben Prusiner) ـ (ولد في 28 مايو 1942) هو طبيب أعصاب وعالم كيمياء حيوية أمريكي. يعمل حالياً مديراً لمعهد الأمراض العصبية التنكسية (بالإنجليزية: Institute for Neurodegenerative Diseases) بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو. اكتشف بروسينر البريونات، وهي نوع من الجراثيم الممرضة النعدية التي تتكاثر ذاتياً وتتكون فقط من بروتين. حصل بروسينر على جائزة ألبرت لاسكر للأبحاث الطبية الأساسية سنة 1994 وجائزة نوبل في الطب سنة 1997 لأبحاثه عن البريونات.
ولد بروسينر في دي موين بولاية آيوا، وقضى طفولته بين دي موين وسنسيناتي بولاية أوهايو، حيث درس بمدرسة وولنت هيلز الثانوية (بالإنجليزية: Walnut Hills High School). حصل بروسينرعلى درجة البكالوريوس في العلوم من جامعة بنسلفانيا متخصصاً في الكيمياء، ثم تخرج في مدرسة الطب بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو وعمل طبيباً مقيماً في تخصص الأمراض الباطنة بنفس الجامعة. بعد ذلك انتقل بروسينر إلى المعاهد الوطنية للصحة، حيث درس إنزيمات الغلوتاميناز في بكتيريا الإشريكية القولونية في مختبر إيرل ستيدمان.
وبعد أن قضى بروسينر ثلاث سنوات في المعاهد الوطنية للصحة عاد إلى مدرسة الطب بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو ليستكمل عمله كطبيب مقيم في تخصص طب الأعصاب، وما إن أنهى الفترة المطلوبة سنة 1974 حتى التحق بالعمل في قسم طب الأعصاب بمدرسة الطب بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، ومنذ ذلك الحين تنقل بروسينر في المناصب الأكاديمية في كل من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو وجامعة كاليفورنيا في بيركلي.
اكتشاف ستانلي بروسينر للبريونات
عندما طرح الباحث الهولندي مارتينيوس بيجرينك لأول مرة في عام ١٨٩٨ فكرة وجود الفيروس — وهو عبارة عن كائن أصغر بكثير من أصغر خلية إلا أنه لديه القدرة على إصابة الكائنات الحية بالأمراض - تسبب ذلك في صدمة الكثيرين. والفيروسات عبارة عن كائنات صغيرة لا تستطيع تكوين البروتين بنفسها، مثلما تفعل خلايا النباتات والحيوانات. ومع ذلك، فإنها خبيثة وفتاكة؛ حيث تحتوي على الجينات التي تقوم بتوجيه تركيب البروتينات، فهي تتكاثر من خلال فرض سيطرتها على الآلية التي يتم بها تكوين البروتينات الموجودة بالخلايا التي تصيبها والعمل على إيقافه.
قد يتوهم الناس أنه لا يوجد ما هو أصغر من الفيروس يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالعدوى. ومع ذلك، فإنه يوجد ما هو أصغر من الفيروس بالفعل. فعلى سبيل المثال، المرض المعروف باسم الرعاش الذي يصيب الأغنام والماعز وكذلك المرض المرتبط به والأكثر تخويفا مرض جنون البقر (وهو التهاب الدماغ الإسفنجي الذي يصيب البقر) ومرض كروتزفيلد جاكوب (Creutzfelt Jakob) - المعروف اختصاراً باسم CJD - الذي يؤثر على الإنسان يبدو أن السبب في الإصابة بهذه الأمراض جميعها هو شيء أصغر وأبسط من الفيروس. فكل هذه الأمراض تؤدي إلى الإصابة بشكل من أشكال التدهور العقلي ويبدو أنها معدية أيضا. ففي حوالي عام ١٩٧٤، لفتت هذه الأمراض انتباه العالم الأمريكي المتخصص في علم الأحياء العصبية ستانلي بروسينر. فقرر البحث عن أسباب انتشار هذه الأمراض.
بحلول عام ١٩٨٢، قام بعزل العامل المسئول عن انتقال العدوى. أثار الاكتشاف الذي توصل إليه الكثير من الجدال بسبب أن الجسيمات الحاملة للمرض، التي يطلق عليها البريونات (Prions)، كانت تبدو صغيرة جدا، ربما أصغر من الفيروسات نفسها. وقد أظهرت الدراسات التالية أنها ما هي إلا أجزاء صغيرة من البروتين لا تحتوي على أية مادة جينية بالمرة، ولا حتى جين واحد. لذا، فالبريونات لا يمكن أن تتكاثر، ولا حتى بالطريقة التي تتكاثر بها الفيروسات. فيتعين أن يكون عمل هذه البريونات عن طريق تعطيل البروتينات الأخرى مباشرة عن العمل.
توجد البروتينات على هيئة أشرطة طولية من الأحماض الأمينية، بيد أن طريقتها في العمل تعتمد في الأغلب على طريقة تكوينها وعلى الكيفية التي توجد بها مطوية في شكل معين (غالبا ما يكون هذا الشكل شديد التعقيد). فإذا كان طريقة طي البروتين غير صحيحة، فلن يقوم بأداء عمله. أما البريونات فيبدو أنها عبارة عن بروتينات منطوية بشكل خاطئ، ومن ثم تؤدي بدورها إلى طي البروتينات الأخرى بطريقة خاطئة. من الواضح أن تأثير البريونات قادر على تجاوز حدود السلالات، فعلى سبيل المثال، يظهر مرض جنون البقر في الماشية التي تناولت وجبة لحوم تم إعدادها من لحوم الأغنام المصابة بمرض الرعاش.
استغرق بروسينر 25 سنة لإقناع المجتمع الطبي بتقبل أفكاره. ويمكن أن يشمل بحثه أيضاً أنواعاً أخرى من الأمراض مثل الزهايمر والشلل الرعاش، تلك الأمراض التي تشبه فيما يبدو الأمراض التي تحدثها البريونات، بما يتضمن ذلك تكوين البروتينات غير الطبيعية بالمخ.
حصوله على جائزة نوبل
حصل بروسينر على جائزة نوبل في الطب سنة 1997 لأبحاثه التي ألقت الضوء على سبب اعتلال المخ إسفنجي الشكل (جنون البقر) ونظيره عند البشر "داء كروتزفيلت-جاكوب".[١] وقد استخدم بروسينر مصطلح "بريون" لأول مرة في ذلك البحث، مشتقاً المطلح من كلمتي proteinaceous (بروتيني) وinfectious (معدٍ).
عضويته في الأكاديميات المتخصصة
انتخب بروسينر لعضوية الأكاديمية الوطنية (الأمريكية) للعلوم سنة 1992، ثم انتخب عضواً بمجلس إداتها سنة 2007. كما انتخب لعضوية الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم سنة 1993 والجمعية الملكية سنة 1996 والجمعية الفلسفية الأمريكية سنة 1998 والأكاديمية الصربية للعلوم والفنون سنة 2003 ومعهد الطب.
الجوائز
- جائزة بوتامكين لأبحاث داء ألزهايمر، من الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب (1991)
- جائزة ريتشارد لونسبيري للبحث العلمي فائق التميز في مجال البيولوجيا والطب، من الأكاديمية الوطنية للعلوم (1993)
- جائزة مؤسسة غيردنر الدولية (1993)
- جائزة ألبرت لاسكر للأبحاث الطبية الأساسية (1994)
- جائزة باول إرليخ من جمهورية ألمانيا الاتحادية (1995)
- جائزة فولف في الطب من مؤسسة فولف الإسرائيلية (1996)
- جائزة كيو الدولية للعلوم الطبية (1996)
- جائزة لويزا غروس هورويتز من جامعة كولومبيا (1997)
- جائزة نوبل في الطب (1997)
- وسام بنجامين فرنكلن (1998)
انظر أيضا
- ^ خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةNobel