باول إرليش
باول إرليش (بالألمانية: Paul Ehrlich) ـ (14 مارس 1854 ـ 20 أغسطس 1915.) هو طبيب ألماني يهودي كان متخصصًا في علم الدم وعلم المناعة والعلاج الكيميائي. أشتهر بأبحاثه في المناعة الذاتية واكتشافه عقار سلفرسان، وهو أول عقار استخدم خصيصًا لعلاج مرض الزهري، كما ابتكر طريقة لصبغ البكتريا كانت مقدمة لطريقة غرام التي اكتشفها هانس كريستيان غرام في وقت لاحق. حصل إرليش على جائزة نوبل في الطب سنة 1908 مناصفة مع العالم الروسي إيليا متشنيكوف.
أبحاثه
- قام إرليش بتحديد جرعات المصل المضاد للدفتيريا الذي اكتشفه بهرنغ
- وضع إرليش نظرية مفادها أن هناك مواداً تعمل كـ "رصاصات سحرية" تقوم بمهاجمة الكائنات المسببة للمرض فقط دون أن تلحق الضرر بالجسم المصاب بها، وكانت هذه النظرية هي الانطلاقة الحقيقية للعلاج الكيميائي.
- اكتشف فاعلية صبغة التريبان في علاج مرض النوم.
- قام في سنة 1910 بتخليق مادة السلفارسان لعلاج داء الزهري.
- قام بأبحاث حول عدم تناول الدماغ للأصباغ التي يتم حقنها في باقي أعضاء الجسم، وهذه الأبحاث استمرت حتى تم اكتشاف الحاجز الدموي الدماغي.
إسهامات بول إيرليخ في مجال مكافحة الأمراض
قاد الاكتشاف الذي توصل إليه العالم وليم بيركن في عام 1856 في منجم الفحم عن وجود صبغة إرجوانية اللون في قطران الفحم - بالرغم من الاعتقاد في أن تلك الصبغة لا تعتبر سوى فضلات - جميع الكيميائيين إلى الاشتراك في سباق البحث عن سر وجود هذا اللون. فبدءوا في تعقب ومعرفة كل أنواع المركبات الكيميائية التي يعتبر الكثير منها من المركبات العضوية (تحتوي على الكربون). ونظراً لتحسن الطرق المستخدمة في مجال الكشف العلمي، تم استخراج آلاف المركبات الكيميائية وتسميتها. وقد ازداد فهمنا لعلم الكيمياء بطريقة هائلة، كنتيجة لاكتشاف هذه المركبات الكيميائية، ولكن تمثلت خطة العمل الأساسية في العثور على المركبات الكيميائية التي كانت مفيدة بشكل ما، سواء في مجال الصناعة أو الطب: مثل الصبغات والأدوية والمواد التركيبية التي يمكن تصنيعها وبيعها.
كانت الرؤية التي مفادها أن بعضا من هذه المركبات الكيميائية الجديدة ربما تساعد على التحكم في المرض وتؤدي إلى تقوية الحالة الصحية عند الأفراد هي الدافع الأساسي للعالم بول إيرليخ الذي قضى سنوات عمله الأولى في العمل مع العالم روبرت كوخ الذي اكتشف الكائنات الحية الدقيقة التي تسبب الإصابة بمرض الجمرة الخبيثة ومرض السل (١٨٧٦) واكتشف بول إيرليخ في سنوات عمره الأولى أن الصبغة الأرجوانية اللون التي اكتشفها وليم بيركن تعتبر مفيدة جدا في عمل علامات على أنسجة الحيوانات والكائنات الدقيقة، ولذلك فإن الأشكال التي كانت غير مرئية بشكل معتاد قد أصبحت وواضحة الآن. من ناحية أخرى، توصل العالم وولتر فليمينج إلى هذه النتائج نفسها (١٨٦٩). (ولا يزال علماء البكتريا يدرسون حتى اليوم الطرق التي استخدمها هؤلاء العلماء وعلى رأسهم العالم بول إيرليخ.)
بحلول بداية القرن العشرين، اشترك العالم إيرليخ بشكل مكثف في "العلاج الكيميائي"، باحثا عن المواد الكيميائية التي يمكن استخدامها ضد الأمراض المتعارف عليها والكائنات التي تسببها. تضمن هذا السعي اختبار مئات المركبات الكيميائية وتحديد النافع منها. ولذلك، تم اختيار مئات المركبات من بين آلاف متعددة على أساس طريقة تركيبها بنحو يجعلها قادرة على محاربة الأمراض المتعددة بشكل أكثر فعالية.
تعتمد شهرة بول إيرليخ الواسعة على اكتشافه مركب سلفرسان (Salvarsan) ، وهو المركب الذي يحتوي على عنصر الزرنيخ للقضاء على الكائنات الحية الدقيقة (الجراثيم الملتوية اللولبية) التي تسبب الإصابة بمرض الزهري. وكان الدواء الأكثر نجاحا في هذا الأمر يتخذ رقم ٠٦ ٦ في سلاسل المحاولات المجهدة (بالرغم من الحكم على هذه المحاولات في بداية الأمر بكونها غير ذات قيمة). أما بالنسبة للدواء الذي اتخد الرقم ٩١٤ في هذه السلسلة من المحاولات ألا وهو نيوسلفرسان (Neosalvarsan)، فقد أثبت فعالية أكثر من الدواء السابق.
مثل الكثيرين من قبله، كان يجب أن يتصدى بول إيرليخ للجانب المعارض لأفكاره الجديدة والطرق التي ينتهجها، ولكنه تحفظ في ذلك حتى يستطيع إفادة الصحة العامة وتقوية سمعته الشخصية. تقاسم العالم بول إيرليخ الحصول على جائزة نوبل للطب في عام ١٩٠٨ .
حياته الأسرية
في سنة 1883 تزوج إرليش من هيدفيغ بينكوس (التي كانت آنذاك في التاسعة عشرة من عمرها) وأنجبا ابنتين هما شتيفاني وماريان. تزوجت ماريان فيما بعد من عالم الرياضيات اليهودي الألماني البارز إدموند لاندو.
وفاته
عن عمر يناهز واحدًا وستين عامًا، توفي إرليش في 20 أغسطس 1915 باد هومبورغ بولاية هسن من مضاعفات نوبة قلبية كانت قد أصابته في 17 أغسطس، ودفن في المقبرة اليهودية في رات بايل شتراسه بمدينة فرانكفورت. وقد كان من بين كلمات الرثاء التي كُتبت فيه بعد وفاته برقية أرسلها القيصر الألماني جاء فيها:
![]() |
إنني ـ وكل العالم المتحضر ـ نأسف لوفاة هذا الباحث النابه، لخدماته التي أسداها إلى العلم الطبي والبشرية المعذبة. ولسوف يكفل له ما أنجزه أثناء حياته صيتًا لا يموت، وعرفانًا من معاصريه ولاحقيه على حد سواء.[١] | ![]() |
انظر أيضًا
- ^ „Ich beklage mit der gesamten gebildeten Welt den Tod dieses um die medizinische Wissenschaft und die leidende Menschheit so hochverdienten Forschers, dessen Lebenswerk ihm bei der Mit- und Nachwelt unvergänglichen Ruhm und Dank sichert.“