سارية بن زنيم

سارية بن زُنيم: هو سارية بن زُنيم بن عبد الله بن جابر بن محمية بن كنانة الدؤلي.

ليس معلوماً بالضبط متى أسلم, والظاهر أنه أسلم متأخراً لعدم ورود اسمه بين الصحابة الذين شهدوا بدراً أو أحداً أو الخندق, ولكن موقفه مع (أسيد بن أبي أناس) يدل على أنه أسلم قبيل الفتح.[١]

حياته في الجاهلية

كان لصاً في الجاهلية كثير الغارة. فقد كان عدّاءً سريعاً يسبق الخيل عدواً على رجليه.[٢]

موقفه مع أسيد بن أبي أناس

لما قدم وفد (بني عبد بن عدي) على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومعهم رهط من قومهم قالوا للرسول: "إنا لانريد قتالك ولو قاتلت غير قريش لقاتلنا معك". ثم أسلموا واستأمنوا لقومهم سوى رجل منهم أهدر النبي (صلى الله عليه وسلم) دمه يقال له أسيد بن أبي أناس, فتبرؤوا منه.

فبلغ أسيداً ذلك فأتى الطائف وأقام بها حى كان عام فتح مكة فخرج سارية بن زُنيم إلى الطائف وقال له: "يا ابن أخي اخرج إليه فإنه لا يقتل من أتاه". فخرج أسيد إلى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) فأسلم ووضع يده في يده، فأمَّنه النبي صلى الله عليه وسلم.[٣]

وموقفه هذا مع أسيد بن أبي أناس يدل على حرصه على أن يؤمن كل الناس.

شخصيته

كان سارية يتحلى بالشجاعة النادرة, وقد تجلت هذه الشجاعة في فتح ولايتي (فسا) و(دارابجرد) من بلاد الفرس. كما كان سريع القرار, لماحاً للفرص المناسبة لا يضيعها لذلك أسند إليه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) مهمة فتح ولايتين من أهم ولايات الفرس.

حادثة (ياسارية الجبل)

طالع أيضاً: سارية الجبل

وقعت الحادثة حوالي عام 645 ميلادية (23 هـ) أثناء خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه). وتعتبر هذه الحادثة المشهورة في يومنا هذا مثالاً تاريخياً عن القدرة على التخاطر.

كان سارية بن زنيم أحد قادة جيوش المسلمين في فتوحات بلاد الفرس سنة 645 م/23هـ,[٤] وبينما كان يقاتل المشركين على أبواب نهاوند في بلاد الفرس تكاثر عليه الأعداء.. وفي نفس اليوم كان الخليفة عمر بن الخطاب يخطب يوم الجمعة على منبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المدينة، فإذا بعمر رضي الله عنه ينادي بأعلى صوته أثناء خطبته: "يا سارية الجبل، الجبل، من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم".

وبعد انتهاء الخطبة تقدم الناس نحو عمر وسألوه عن هذا الكلام فقال: "والله ماألقيت له بالاً، شيءٌ أتى على لساني."[٥]

ثم قدم سارية على عمر رضي الله عنه في المدينة فقال: "ياأمير المؤمنين, تكاثر العدو على جنود المسلمين وأصبحنا في خطر عظيم، فسمعت صوتاً ينادي: "يا سارية الجبل، الجبل، من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم", عندئذ التجأت بأصحابي إلى سفح جبل واتخذت ذروته درءاً لنا يحمي مؤخرة الجيش، وواجهنا الفرس من جهة واحدة، فما كانت إلا ساعة حتى فتح الله علينا وانتصرنا عليهم".

من كلماته

يُروى له -أو لأخيه أنس- بيت من الشعر هو أصدق بيت قالته العرب:[٦]

فما حَمَلتْ من ناقةٍ فوقَ رَحلها أبرَّ وأوفى ذِمّةً من محمّدِ

هكذا ينطلق لسان سارية (رضي الله عنه) مدافعا عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بنفسه وبلسانه.

وفاته

لم تذكر كتب التاريخ عن أيامه الأخيرة شيئاً, فلا يـُعلم عنها شيئاً. ماذا قدّم للمسلمين من خدمات عامة بعد فتح مكة ؟ وأين استقر ومتى وأين توفي ؟ ليس معروفاً..

المصادر

  1. ^ قادة الفتح الإسلامي (قادة فتح بلاد فارس)
  2. ^ الإصابة في تمييز الصحابة (الجزء 3 - الصفحة 5)
  3. ^ الإصابة في تمييز الصحابة (الجزء 1 - الصفحة 79)
  4. ^ الإصابة في تمييز الصحابة (الجزء 3 - الصفحة 5)
  5. ^ تاريخ دمشق (الجزء 20 , الصفحة 25)
  6. ^ الوافي في الوفيات (الجزء 1 - الصفحة 2019)