زامل بن سليم


نسبة

زامل بن عبد الله السليم الثوري السبيعي (وهو من آل زهري بن جراح أبناء عم العتايقة أهل الخرمه أبناء زهير بن جراح من الصول من قبيلة بني ثور)، زامل بن عبد الله هو الفارس الشجاع والشاعر الداهية.أشهر امراء عنيزة على الإطلاق، واكثرهم سمعة وهيبة أخباره كثيرة ومبثوثة في ثنايا الكتب وصدور الرواة، وخاصة من أهل عنيزة وقبيلة سبيع

مما قيل عنه

قال ابن مانع وهو يتطلم عن أمراة عنيزة : ثم في سنة 1265هـ تأمر في عنيزة جلوي بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود ثم خرج من عنيزة سنة 1270هـ، متأمر عبد الله آل يحيى السليم وتوفي سنة 1285هـ، وتأمر على علي السليم ولم يكن له إلا اسم الإمارة فقط وحقيفتها لزامل العبدالله السليم، ثم تأمر زامل حتىقتل في المليداء في جمادى الأولى سنة 1308هـ. ويبدو أن الذي سعى في إخراج جلوي من عنيزة هو زامل السليم إن صحت الرواية، ومفادها أن أحد أتباع جلوي أو خدمه، جاء إلى أحد أهالي عنيزة – ولعله من كبارهم – وطلب منه قرضاً فامتنع، فغضب لذلك جلوي وعدها إهانة له، وأمر ان يأتي هذا الرجل حاملاً الغرض على رأسه، فمر الرجل في سوق عنيزة، وهو حامل هذا الغرض على رأسه، وأخذ يسلم على الناس ليريهم ما فعل بن جلوي في الإهانة، فغضب لذلك الاهالي، واجتمعوا في منزل زامل السليم واتفقوا على إخراج جلوي، فتم لم ذلك وأخرجوه. وهناك من روايات أخرى للمحادثة، إلا أنها لا تختلف كثيراً في تفاصيلها عما اوردناه. وفي شهر شعبان عام 1278هـ كان قائد الجيش في حرب عنيزة الثانية ضد الإمام فيصل بن تركي، ولما بدأت هذه الحرب أعلن الإمام فيصل الجهاد في جميع أقاليم دولته، وأرسل سرية إلى بريدة، أعقبها بقوة من أهل الوشم وسدير بقيادة عبد الله بن عبد العزيز بن دغيثر، وبذلك تجمعت لدى أمير بريدة عبد الرحمن بن إبراهيم التابع لفيصل بن تركي فخرج بهم لغزوا عنيزة في رواق وكان بين بريدة وعنيزة – فخرج إليه اهل عنيزة ولم ينتظروا قدومه، واشتبكوا معه في موقعة هزموه بها حتى اضطر إلى الانسحاب نحو بريدة، بعد أن قتل من جنوده نحو 20 رجلاً منهم عبد الله بن عبد العزيز بن دغيثر، وغنم منهم أهل عنيزة مغاثم كثيرة، وفي ذلك يقول شاعر من أهل بريدة : يوم ما قمدّ باترنا إلى الصاير *** والدبش مع باقي الخاير بيض الله وجه زامل وربع له *** أبزته منا البوارير والحله

يشير إلى أن زامل وقومه اكتفوا بأخذ الأموال عن قتلهم، وكان زامل رحوماً مع أخوته في الدين، وإن نحارب معهم.

وله هذه القصيدة تتحدث عن موقعة رواق، يقول زامل: من عظم هم بالضمير أحايله

يذكر جموع بالراخم صايله *** دونه مناغير تدور الطايله

للخير اللي نرجي فضايله *** يا والي الدنيا تعدل ما يله

ترعد وتبرق بالغضب فمايله *** وتنطموهم كاسبين الطايله

بيوم من الشعرى حلول القايله *** نروي الدم الحمر سلايله

يوم البطامي من دماهم سايله *** وتزبنوا عنا القصور الطايله

رمح الحبردي عن حصانه شايله *** رعيب قلب وشاذ أمر هايله

والحمد للي ما نجيب سايله *** يكون روس من محله زايله

يا بو ذراع ذقت انامز السهر *** وعسان به شريان جاب لي الخبر

يبغون دار دونها ملح القهر *** يالله يالمطلوب يا عدل النظر

تعزنا بالكون يا مجرى القدر *** سرنا من الفيحا ما مزن ظهر

سرنا بصبيان تماري بالظفر *** سرنا وساروا مثل موج البحر

دون المحارم دون جلوات الثمر *** انشد نفود رواق يعطيك الخبر

واقفوا معيقين كما صيد نفر *** وابن دغيثر طاح عند ربعه ثبر

وابنإبراهيم هرب شوف النظر *** وحنا شربنا العز والضد انكسر

وأنا أحمد اللي ما يزلزلنا الندر

وقد رد عليه شاعر من أهل البرة بقصيدة منها :

 تنقز على رجل والآخرى عايبه *** حكام نجد اهل المرام الصايبه 
 شفت الخطر واقفيت نفسك طايبه  *** من بشر بيوم الشمس عنكم غايبه 
 يا زو يمل وش فيك يا راس القشر  *** ظهرت عن طاعة مصفين الكدر 
 من يوم شغت النارترمي بالشرر *** بقت العهود وكل غدار عثر

فاجابه زامل بقوله :

 يجر حبله والكتب في غاربه  *** ما دوجت بي في الدروب الخايبه 
 واحلى من الصافي بشافي شاربه *** ونقوم مع طول الزمان بواجبه 
 وقال الجهاد وقلت ذي ركايبه  *** يوم اللقا تعجبك في مضاربه 
 أناور بعي للحرايب داربه ***أقفى إلى شفته العقيدة خاربه 
 وغلى زما العايل دقمنا شاربه  *** يا راعيالبرة كما الثور الحمر 
 الرجل تضلع صاحبها ملح القهر  *** وحنا على الطاعة على طول الدهر 
 نمشي بطاعة شيخنا بما أمر  ***قال الزكاة قلت ذا بر حمر
 وقالوا توجه وقلت علات النظر  ***اشمر بجنحان السعد من من شمر
 وان طاوع العدوان وأخطار استمر ***أضرب على الكايد ولا أهاب الخطر

موقعة المطر

في سنة 1379هـ كانت موقعة المطر بين أهالي عنيزة، وبين جيش الإمام فيصل بن تركي بقيادة ابن محمد، وكان زامل السليم هو قائد جيش عنيزة، وهنا مضى نفيس للمستشرق الرحالة تشارلز دواتي، فيذكر فيه أن زامل السليم جعل حملة البنادق من أهل عنيزة وعددهم مائتي رجل ليلة المعركة في مدخل وادي عنيزة ولما طلع الفجر، أطلقوا النار على سقاة جيش محمد بن فيصل ثم تابعوا إطلاقها على الجيش كله واستطاعوا التقدم إلى مخيم أعدائهم، وحصلت في أعدائهم مذبحة. ثم يقول دواني : إن زامل اوقف المذبحة رحمة بإخوانه في الدين، ثم لم تلبث أن سقطت الأمطار فابطلت نيران فتايل البنادق فأصبحوا عاجزين عن الدفاع بعد أن أصبحت البنادق في أيديهم عديمة الفائدة، فاضطر رجل عنيزة إلى الانسحاب، ولكن رجال الخيالة انتصروا عليهم بسيوفهم وكان عددهم يزيد على الألف، فهلك في أثناء الحرب مائتان من رجال عنيزة. ودواتي يخالف بذلك ابن عيسى الذي يذكر ان عدد القتلى 400 رجل، ورحم الله زاملاً فشتان بين موقفه وموقف غيره. وفي موقعة المطر يقول الشاعر محمد بن حريول مخاطباً الإمام فيصل :

 خذ من كلام الله ولا تبغي سواه***وماشين في كل الأوامر للإله
 مثل الحنيس الخطف يرهب عن سواه***مير إن والى العرش مدك من سماه 
 قل له بنا لا يستمع قول المنام***هنا إسلام وكل أسامينا إسلام
 هذي عنيزة ما تهام ولا تضام***لو المجد تومك تعديت الخيام

وقد انتهت هذه المعركة بالصلح بعد أن أرسل أهل عنيزة زامل السليم ممثلاً منهم إلى عبد الله الفيصل في معسكره.

حادثة بريدة

في سنة 1301هـ ولما أراد الإمام عبد الله الفيصل الاستيلاء على بريدة وأخذها من حسن المهنا، اتفق مع زامل السليم امير عنيزة، ومصلط بن ربيعان أمير الروضة من عتيبه، وعسكروا خارج عنيزة ينتظرون قدوم عقاب ب ن حميد وعمر بانه من برقا، ليبدأوا من هجومهم على بريدة، لكن عقاب تأخر عن موعد مجيئة، وابن رشيد وصل بجنوده من الحاضرة والبادية نصرة لحسن المهنا وعشيرته، وسعى عبد الله بن عبد الرحمن البسام في إقناع زامل السليم وكبار أهل عنيزة، وقررو عدم الاشتراك في الحرب، ولما علم مصلط بن ربيعان بذلك أتى صيوان عبد الله الفيصل وهو ينشد :

 ماسايله أنا عن بيرق بالشام***لومك على برقا وابن بسام 
  عقلت سبلاكم في من يوم***يا شيخنا مالك علينا لوم

سبلا : ابله المشهورة، وبين الشام : علم ابن رشيد ويقصد بالشام شمال نجد وجمتها : عرب ابن حميد.

موقعة المليدا

في سنة 1038هـ كانت وقعة المليداء المشهورة بين أهل القصيم واهل حائل، وانتهت المعركة بهزيمة اهل القصيم ومقتل الفارس الأمير زامل السليم –. وفيها يقول حمود بن عبيد الرشيد : وصار الطمع مناد منهم بالارقاب***وتكسرت عن روسهم عوج الانصاب اقبل يتهيالك نصيب ومغراب***قبيلة يشبع بها النسر وغراب جونا وجينا هم سواة الجبال***أول علفهم زامل والعيالي ياذيب اللي بالجواد المغالي***ترى بالضلفق مثل الرجوم الطوالي

وقد كان الاتفاق بين زامل السليم وحسن المهنا أمير بريدة بدأ سنة 1306هـ بعد طول بقاء وقد حاول أمير حائل محمد بن رشيد أبطاله، بمراسلته لزامل، ولكن محاولاته باءت بالفشل ولقد استطاع زامل أن يستغل بغمارة عنيزة ومقاطعاتها، وذلك أن لاويته على الإمارة صارت في وقت ضعف فيه آل سعود، ولم يمتد فيه نفوذ آل رشيد، فاستقل بغمارةالبلاد حتى قتل في معركة المليداء. أما والده عبد الله فلقد صار اميراً في عنيزة سنة 1257هـ حتى قتل في معركة الفريس بين أهل عنيزة بقيادته وبين عبيد بن رشيد وذلك عام 1261هـ. وأما جده سليم، واسمه سليمان، فهو جد آل سليم كلها من أبنائه الخمسة، وليس له علاقة بالإمارة، وإنما كانفلاحاً بسيطاً في عنيزة، وقد توفي حاجاً

سنة 1246هـ. وبسبب زامل أصبح لعنيزة هيبة في قلوب القبائل فلقد كان قوي الشخصية حازماً صارماً صارماً، حين يتطلب الأمر ذلك. ففي عام 1289هـ تعرضت عنيزة إلى اعتداء على حماها من جانب مصلط ابن ربيعان أمير الروقة من عتيبة، وضيق على سابلة عنيزة، فأرسل له زامل سرية من أهل عنيزة ومن بادية مطير – الموالية لعنيزة – فمنهم من نهب إبل مصلط بن سبلا، فطلب مصلط الأمان من زامل، فأمنه وأكرمه، ولما رأى مصلط إبله في عنيزة تساق للذبح قال : ماهيب عند مصرفة خضر الأرباع يا ليت سبلا يوم جاها بلاها