رينيه جست هاوي

رينيه جست هاوي (بالفرنسية: René Just Haüy) كان عالم فرنسي متخصص في علم البلورات و علم المعادن ، وقد أطلق على رينيه جست هاوي بكونه «أبو علم البلورات الحديثة».

حياته

كان رينيه يوست هوي قد بدأ حياته كابن لأحد عمال الغزل والنسيج الفقراء، وكان يدين بالفضل في تعليمه إلى رجال الدين الذين أحبوا نبرة صوته. لذلك، قام بالتدريس في الجامعة التي كانت تديرها الكنيسة لمدة ٠ ٢ عاما قبل تقاعده للتفرغ للبحث. وقد عانى رينيه يوست هوي والعديد من رجال الدين كثير على يد الثوريين لرفضهم القسم بالولاء لهم. ولكن بعد ذلك، تم تعيينه كمدرس لعلم التعدين قي متحف باريس للتاريخ الطبيعي. على الرغم من موته فقيرا، فقد ذاع صيته وشهرته حتى أن نابليون أقام له قداسا بكنيسة نوتردام تكريما له، كما أنه من أوائل الشخصيات التي منحت وسام جوقة الشرف.

اكتشاف رينيه يوست هوي للبلورات وخصائصها

يروى أن الإنجازات العظيمة التي قدمها رجل الدين الفرنسي رينيه يوست هوي لدراسة البلورات بدأت بحادث. ففي أثناء مشاهدته لمجموعة بلورات لمعادن مختلفة كانت تخص أحد أصدقائه، سقطت إحداها من يده. وعندما حاول إزالة الفوضى التي أحدثها عند كسره لها، لاحظ أنه على الرغم من أن أجزاء البلور المكسور ذات أحجام مختلفة، فإنها تأخذ شكلاً واحد تماما.

في ذلك الوقت، كان رينيه يوست هوي لديه بعض المعلومات عن علم النبات، كما حضر بعض المحاضرات عن علم التعدين. لذا، بدأ في عمل دراسات مكثفة على العديد من أنواع البلورات ولاحظ لعديد من الخواص المميزة لها. أولاً: أنه على الرغم من اختلاف الشكل الخارجي لبلورات المعدن الواحد، فإنها جميعا تشترك في شكل الهيكل الداخلي لها ويبدو الوضع كما لو أنه تم ترتيب جزيئات تلك البلورات بطريقة مميزة تختلف من نوع من البلورات لآخر ولذلك، تنشأ خطوط ضعيفة يتصدع بمحاذاتها المعدن مكوئا أشكالاً منتظمة تصنع زوايا ثابتة بين أضلع القطع المكسورة. وبذلك، أصبح انقسام الصخور إلى صفائح رقيقة إحدى خواص البلور.

يعد ذلك مثالاً على إحدى الحقائق الكيميائية التي لم تثبت صحتاها سوى في القرن التاسع عشر. وتكمن تلك الحقيقة في أن خواص المادة لا تعتمد فقط على العناصر أو المركبات التي تدخل في تكوين تلك المادة وإنما على كيفية ترتيب تلك الجزيئات والذرات داخل المادة. وبذلك، يصبح البناء الذري وترتيب الذرات والجزيئات مهما مثل المركبات المكونة لتلك المادة. وقد توفرت العديد من الأدلة المؤيدة لذلك عند تطور الكيمياء العضوية (١٨٢٨).

قام رينيه يوست هوي بتدوين أفكاره في كتاب مهم نشره عام ١٧٨٤ عقب انتخابه في الأكاديمية الفرنسية للعلوم بمدة قصيرة. وبناء على رغبة الشخصيات البارزة في الأكاديمية، قام بإلقاء محاضرات لشرح تلك الأفكار الجديدة وتم اعتباره خبيراً في علم البلورات بعد ذلك بفترة قصيرة.

انظر أيضًا