ريتشارد تاوني

ريتشارد هنري تاوني (بالإنجليزية: Richard Henry Tawney) (30 نوفمبر 1880 - 16 يناير 1962). مؤرخ اقتصادى واجتماعى، ومصلح اجتماعى، وفيلسوف اجتماعي إنجليزى شهير مؤمن بمذهب المساواة.

ولد تاوني في كلكتا بالهند، والتحق بجامعة أكسفورد، وقد كان متخصِّصًا في التاريخ الإنجليزي الواقع بين عامي 1485م و 1715م. كان أستاذًا للتاريخ الاقتصادي في جامعة لندن من 1931م حتى 1949م.

اشتهر كمؤرخ وبطل من أبطال الاشتراكية، وقد مارس فى أدائه لهذين الدورين تأثيرا مهماً على علم الاجتماع فى بريطانيا خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. ونجد أن مؤلفاته الكلاسيكية عن المساواة، الصادر عام 1920، والمجتمع المولع بالاكتساب؛ الصادر عام 1931 هي بمثابة نماذج تجسد التراث الاتجليزى فى الفابية والاشتراكية، حيث نادى تاوني بمجتمع أكثر عدالة وإنسانية يقوم على اشتراكية الفابيين الاشتراكيين المستندة إلى الاعتدال والديمقراطية.

أما أشهر أعماله التاريخية فلعلها: الدين وصعود الرأسمالية، الصادر عام 1926، الذي أرجع فيه النمو الاقتصادي في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين إلى انتشار البروتستانتيَّة. ووفقًا لما ذهب إليه تاوني فإن قيم العمل الدؤوب والكفاءة التي يُركز عليها البروتستانتيون قد أسهمت في نجاح الرأسمالية.

كما كتب الأرض والعمل فى الصين، الصادر عام 1932، والمشروعات الاقتصادية والسياسية فى عهد جيمس الأول، الصادر عام 1962. كما تتوفر الآن مجموعات عدة للمقالات التى كتبها، نذكر منها على سبيل المثال: حركة العمال الأمريكية ومقالات أخرى، الصادر عام 1979.

لقد كان تاونى مسيحياً ملتزما بعقيدته، الأمر الذى يفسر لنا نقده للعناصر الاستغلالية فى الرأسمالية. وكان يرى أن المواطنة، وتكافؤ الفرص، والجماعية، والمجتمع المشترك كلها أمور ضرورية لاستئصال شأفة اللامساواة المرتبطة بنظام الطبقات الاجتماعية واكتساب الثروة بالميراث. كما أن المساواة الاجتماعية تتطلب -فى رأيه- أن تكون مبادئ الحرية والمساواة والإخاء فعالة على مستوى العنبرفى المصنع. ويعد نقده لتهديد الرأسمالية للنزعة الفردية نقدا ما زالت له أصالته حتى الآن، وكذلك نقده لمظاهر القصور فى نظام السوق الحر (مثل خلق الفقر على سبيل المثال).