رواية الجزار
" الجزار " الرواية لمؤلف شاب يدعوه البعض بكاتب الرعب المصري (على حد تعبيرهم) وذلك لتخصصه في الكتابة عن الرعب، اسمه (حسن الجندي) وقد صدرت له قديماً رواية أخرى تتحدث عن الرعب (مخطوطة ابن إسحاق) وله عدد من الكتابات على الإنترنت منذ بضعة سنوات، غلاف الرواية من الخارج كان مزيج من البساطة والعنف وأعتقد أنه مناسب لأحداث الرواية الداخلية التي حملت في طياتها الكثير من الدلالات الخفية والعبارات التي تحتمل معنيين.. كتب على الغلاف من الخارج رواية رعب وهي عبارة بالرغم من غرابتها إلا أنها تجذب القارئ نحوها قليلاً وكأنها تنفرد بشيء ما، عندما ستفتح الرواية تجد عبارة غريبة (الانتقام وجبة يفضل أن تقدم باردة) وهي تعود لمثل إنجليزي قديم، أما عندما تتغلغل داخل أحداث الرواية ستجد صدق هذه العبارة
أحداثها :-تقع الرواية في 300 صفحة مقسمة لأربعة أجزاء وقد أضيفت عند بداية كل جزء صورة من لتعبر عن فكرة ما لمؤلف الرواية ربما تظهر للبعض مبهمة أو كأنها صورة عادية تحمل شكلاً مخيفاً ولكن هنا خيال القارئ هو من يحكم ذلك، منذ أول صفحة في الرواية يدخلك المؤلف داخل مشهد من داخل أحداث الرواية، المشهد مؤلماً ويزرع في عقلك عشرات الأسئلة ولكن وللحق المشهد لا يؤثر على استمتاعك بالأحداث إلا إذا حاولت توقع موقعه داخل الرواية، تنتقل للجزء الأول من الرواية وقد طالعتك صفحة كتب عليها الجزء الأول... العذاب ((يمكنني في خلال ساعة واحدة أن أرغمك على أن تكفر بوجود الله ببساطة أو أجعلك تقبل قدمي كي تعترف بأي جريمة أطلبها)) ثم تبحر في هذا الجزء لتختلط مشاعرك بالأحداث وتشعر أنك تتخذ مشاعر الأبطال وليصبح الرعب هو الشعور المسيطر عليك ثم يليه شعور الغضب الذي يزيد كلما تبحرت في هذا الجزء حتى تصل إلى الذروة، تنتقل للجزء الثاني وتطالعك الصورة المرعبة وبجانبها الجزء الثاني... العائد ((إنه الطريق الذي نختاره بإرادتنا، وعندما نسير فيه نفقد تلك الإرادة)) في ذلك الجزء تمتلكك مشاعر الترقب واللهفة وربما بعض الحزن المختلط باللهفة وتزداد جرعة الرعب حتى لتكاد تقفز من مقعدك من غرابة الأحداث، أما الجزء الثالث : - الجزء الثالث... الجزار ((الليلة عندي صديق على العشاء)) فلا يمكن وصف شعورك وأعتقد أن الذي سيقرأها سيستمتع بذلك الجزء حتى يصل إلى الجزء الرابع والأخير :- الجزء الرابع... النهاية ((النهاية هي أمتع جزء في القصة، ونهايتي هي اللون الرمادي، ألا تراه معي ؟؟؟)) في ذلك الجزء ظهرت مقدرة هذا المؤلف (الذي أختلف معه قليلاً) في التلاعب بالعقول بين يديه كما كان يقول أحد قراءه على الأنترنت، كمية المفاجأت التي ظهرت في هذا الجزء تجعلك تقسم في كل لحظة أنك استطعت بعقلك أن تتوقع نهاية القصة ولكنك تفشل دائماً حتى تصل إلى النهاية فتفاجأ بمفاجأة من العيار الثقيل لا يمكنني حرقها هنا وإن كنا سنناقشها بعد قليل
عن المؤلف : - اسمه حسن الجندي وقد ألف أكثر من رواية تدور أغلبها في عالم الرعب الذي اشتهر بالكتابة به داخل مصر (د / أحمد خالد توفيق)، تحدثت مع أكثر من شخص يتابع كتاباته وقد أجمعوا على بعض طرقه في الكتابة حيث انه يمتاز بالسخرية في رواياته _ وهو ما لم أجده في الجزار التي اتسمت بمشاعر الخوف والرعب والحزن _ وبذكاء في إدارة شخصياته داخل الروايات، وبميله للكتابة عن عالم الجن _ وهذا أيضاً لم أجده في الجزار _ كما اشتهر بنهاياته الصادمة على حد تعبير قراءه، وأخر الأشياء التي أتذكرها عنه هو غزارة إنتاجه فهو في الرواية الواحدة يعبر حاجز الـ 300 صفحة ويزيد عن ذلك لأرقام كثيرة ومع ذلك لا يمل القارئ المتابعة من أول صفحة إلى أخر صفحة.
تعليق على الرواية :-رواية جيدة تتسم بتميز جديد على العالم العربي من بين نوعية تلك الروايات، ولكن يعيبها أنها مليئة بالكثير من الرموز التي استخدمها المؤلف بكثرة بداية من الصور المرفقة مع الفصول مروراً بالاحداث والصراعات بين الأبطال وانتهاءاً بالنهاية.