ردة (إسلام)


الردة مصطلح إسلامي يشير لخروج الشخص عن الإسلام.

الردة في اللغة

الرّدّة (لغةً) الرّجوع عن الشّيء، ومنه الرّدّة عن الإسلام. فيقال : ارتدّ عنه ارتدادًا أي تحوّل. ‏والاسم الرّدّة، والرّدّة عن الإسلام : الرّجوع عنه. وارتدّ فلان عن دينه إذا كفر بعد إسلامه. ‏ وفي (الاصطلاح) الرّدّة كفر المسلم بقولٍ صريحٍ أو لفظٍ يقتضيه أو فعلٍ يتضمّنه. ‏

متهمون بالردة

من الأشخاص الذين اتهموا مؤخرا بالردة وقتلوا على يد مسلمين، المفكر السوداني محمود محمد طه، والمفكر المصري فرج فودة، رشاد خليفة، كما جرح حامل جائزة نوبل الروائي المصري نجيب محفوظ في محاولة اغتيال.

كذلك اصدرت تهديدات ضد مفكرين وناشطين لادينيين مثل الروائي سلمان رشدي وتسليمة نسرين والمدون المصري كريم عامر والناشطتان الإيرانيتان مريم نمازي ومينا آحادي، وكذلك ضد متحولين إلى المسيحية مثل المصري محمد حجازي والأفغاني عبد الرحمن.

في القرآن

ومما قد استدل به المسلمون على ان المسلم قد يقع في الردة آيات منها قول القرآن‎ : ‎‏﴿يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا ‏وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ‎ ‎وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ ﴾ (التوبة/74) ‏و قوله ‏﴿‏‎ ‎لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ ﴾ (فصلت/37) ‏و قول القرآن ‏﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ ءامَنُوا‏‎ ‎بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا﴾ ‏‏(الحجرات/15). فهذه الآيات تدل على ان المسلم قد يقع في الكفر إذا قال كلاما كفريا أو فعل أو اعتقد اعتقادات كفرية. ولكن القرآن لم يذكر عقوبة دنيوية على ذلك.

أحكام الردة في الإسلام

لقد بين العلماء المسلمون من أهل السنة وكذالك الأئمة الأربعة أحكام الردة فقال النووي الشافعي في كتابه روضة الطالبين ما نصه :" الردة : وهي قطع الإسلام، ويحصل ذلك تارة ‏بالقول الذي هو كفر وتارة بالفعل، وتحصل الردة بالقول الذي هو كفر سواء صدر عن اعتقاد أو ‏عناد أو استهزاء " ا.هـ.‏

و قال الشيخ محمد عليش المالكي في كتابه منح الجليل ما نصه :" وسواء كفر (أي المرتد) بقول صريح في الكفر كقوله: ‏كفرت بالله أو برسول الله أو بالقرءان، أو: الإله اثنان أو ثلاثة، أو : العزير ابن الله، أو بلفظه ‏يقتضيه أي يستلزم اللفظ للكفر استلزاما بينا كجحد مشروعية شئ مجمع عليه معلوم من الدين ‏بالضرورة، فإنه يستلزم تكذيب القرءان أو الرسول، وكاعتقاد جسمية الله أو تحيزه" ا.هـ

و قال الفقيه ابن عابدين الحنفي في رد المحتار على الدر المختار ما نصه :" قوله: وركنها إجراء كلمة ‏الكفر على اللسان، هذا بالنسبة إلى الظاهر الذي يحكم به الحاكم، وإلا فقد تكون بدونه كما لو ‏عرض له اعتقاد باطل أو نوى ان يكفر بعد حين" ا.هـ.‏

و قال البهوتي الحنبلي في شرح كتابه منتهى الإرادات ما نصه :" باب حكم المرتد : وهو لغة الراجع قال ‏الله تعالى : ﴿ ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين (21)﴾ [ سورة المائدة / 21]، وشرعا ‏من كفر ولو كان مميزا بنطق أو اعتقاد أو فعل أو شك طوعا ولو كان هازلا بعد إسلامه ". ا.هـ.‏

و من الردة سب الله أو أحد من رسله أو القرآن أو الملائكة أو شعيرة من شعائر الدين الإسلامي أو تحريم الحلال البين كالنكاح والبيع والشراء أو تحليل الحرام البين كشرب الخمر أو السرقة. كذلك من الردة السجود للصنم أو الشمس أو القمر أما السجود لإنسان فان كان على وجه العبادة فكفر. ومن الردة أيضا اعتقاد ان الله علمه لا يشمل الكليات أو الجزئيات أو انه عاجز عن شيء أو انه يشبه شيئا من خلقه أو محتاج إلى شيء من خلقه.

من وقع في الردة بطل نكاحه وصيامه وتيممه وحبطت كل أعماله وإن مات على ردته فلا يرث ولا يورَّث ولا يغسَّل ولا يكفَّن ولا يصلّى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين.

ولا يرجع المرتد إلى الإسلام الا بالنطق بالشهادتين بنية الدخول في الإسلام.

حد الردة

الحدود الشرعية بالإسلام حددها الله في كتابه الكريم ، و منها حد السرقة و حد شرب الخمر . و قد جاءت الآيات المتضمنة لهذه الحدود مفصلة تفصيلا شديدا و دقيقا كحد الزنى مثلا :"و الزانية و الزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة" [النور 2].الله سبحانه و تعالى جعل عقوبة المرتد - الذي قام بالردة - عقوبة أخروية أي يوم الحساب ، و لم يجعلها دنيوية. قضية حد الردة بدأت سياسية، واستمرت سياسية، وستظل كذلك، والجانب الديني فيها ضئيل ولا يثار إلا لخدمة الجانب السياسي في الغالب. يرى بعض جمهور الإسلام التقليدي من السنة والشيعة أن عقوبة المرتد هي القتل لكنه يستتاب لثلاثة أيام.وتعليلهم أن الرسول صلى الله عليه و سلم قتل البعض لخيانتهم و محاولتهم التفريق بين المسلمين ، في وقت كان فيه الإسلام يحتاج للوحدة و التماسك و الانتشار . و قد ذكر القرأن هذه الواقعة في الأية "وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون"[آل عمران 72] بهدف تحطيم الجبهة الداخلية للمسلمين وزعزعة ثقتهم بدينهم. وقائع الردة التي حدثت في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم قبل وبعد الهجرة إلى يثرب تتلخص أن الرسول لم يقتل مرتدا أو زنديقا طيلة حياته إلا في حالة كونه مرتكبا لجريمة أو محاربا. بينما طبق عمر رضي الله عنه عقوبة الحبس في حق المرتدين ، وذلك تأكيد أن حكم الردة هو قرار سياسي تفرضه ظروف البلاد و العباد .. و ليس حكما شرعيا. حرية العقيدة في القرآن أحيطت بسائر الضمانات القرآنية التي جعلت منها حرية مطلقة لا تحدها حدود، جاء في القرآن الكريم ما يقارب مائتي آية بينة وكلها متضافرة على تأكيد حرية الاعتقاد. والقرآن المجيد لا يحتوي على حد للردة أو عقوبة دنيوية لها، لا إعدام ولا دون ذلك، ولم يشر لا تصريحا ولا على سبيل الإيماء إلى ضرورة إكراه المرتد على العودة إلى الإسلام، وأن العقوبة على الردة هي عقوبة أخروية موكولة إلى الخالق لقوله تبارك وتعالى "ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون".[البقرة 217]

مواضيع متعلقة

وصلات خارجية

ca:Apostasia en l'islam de:Apostasie im Islam Apostasy in Islam]] es:Apostasía en el islam fa:ارتداد fr:Apostasie dans l'islam id:Kemurtadan dalam Islam it:Ridda nl:Ridda ja:イスラム教における棄教 pl:Ridda tr:İrtidad zh:伊斯蘭教的叛教