دونالد جوهانسون

دونالد كارل جوهانسون (بالإنجليزية: Donald Johanson) (مواليد 1943) عالم أمريكيون مختص في علم دراسة مستحاثات أسلاف البشر. أكبر انجازاته هو في مجال أحافير أشباه البشر حيث اكتشف عظام لأنثى قرد اطلق عليها اسم لوسي، يعتقد انها اقرب تطور من الحيوان إلى الانسان .

له كتاب مترجم من منشورات المجمع الثقافي بالإمارات بعنوان: من مرحلة لوسي إلى مرحلة اللغة، صدر عام 2005 من ترجمة إياد ملحم.

إسهامات دونالد جوهانسن في علم الأجناس البشرية

لم يكن يخطر ببال علماء الأنثروبولوجيا أنه سيكون بإمكانهم العثور على إحدى حفريات الإنسان الأول. كذلك، لم يكن يخطر ببالهم أن اسم لوسي ستكون له مكانته في تاريخ البشرية؛ حيث قد تم إطلاق هذا الاسم على إحدى الحفريات التي تم العثور عليها للإنسان الأول من سلالة Australopithecus afarensis. ومن ثم، فقد أصبح يشكل هذ الاسم إحدى الروابط المهمة في سلسلة التطور البشري.

كان الأمريكي دونالد جوهانسن باحث حفريات غير معروف عندما قام باكتشاف حفرية الإنسان الأول من سلالة Australopithecus afarensis وكانت لأنثى أطلق عليها اسم لوسي، وفي عام ١٩٧٤ في موقع يعرف باسم هادار بإثيوبيا. يرجع السبب في تسمية هذه الحفرية بذلك الاسم إلى انتشار إحدى الأغنيات الغربية في ذلك الوقت، ولذا فقد جاءت التسمية بصورة طبيعية. يوجد ذلك الموقع والمنطقة المحيطة به في الوادي المتصدع بشرق أفريقيا، وقد وجد به عدد من الاكتشافات المهمة. ويرتبط هذا المكان بمنطقة وادي أولدوفاي جورج التي تقع إلى الجنوب، حيث وجد كل من ماري ولويس ليكي (١٩٦٤) - أي قبل ذلك الوقت بعشر سنوات - بقايا إحدى الحفريات التي يصل عمرها إلى ١,٨ مليون سنة لإنسان بدائي من سلالة Homo habilis، تلك السلالة التي كانت تستخدم الآلات في حياتها. وقد استطاع جوهانسن العثور على المزيد من البقايا المكتملة لسلالة Homo habilis في ذلك المكان في عام 1986.

بمقارنة تلك الحفريات ببعض ما تم اكتشافه من حفريات أخرى في القرن التاسع عشر. التي كانت مجرد أجزاء مبعثرة، فإن الهيكل العظمي لتلك الحفرية التي اكتشفها جوهانسن والتي يرجع عمرها إلى حوالي ٣,٨ مليون سنة، كان مكتملاً بشكل يسترعي الانتباه، نظر لوجود أجزاء من الجمجمة والفك والضلوع والفقرات وغالبية الأذرع وعظام الحوض والسيقان العلوية والسفلية. من خلال هذه الأجزاء، تمكن جوهانسن من أن يبين أن ذلك المخلوق كان يمشي منتصب القامة، تاركاً يديه تتحرك بحرية - وقد كان أول مخلوق في التاريخ يقوم بهذا الأمر.

يطلق على المنطقة المحيطة بوادي هادار منطقة العفار، وقد أصبح الاسم العلمي الذي يطلق على الحفرية لوسي هو الإنسان البدائي من سلالة Australopithecus afarensis. إن هذا الاسم يجعل تلك السلالة ضمن مجموعة الإنسان القرد، التي تشبه إلى حد كبير الجنس البشري المعروف حاليا لكنها تختلف عنه في بعض السمات. يرى بعض الباحثين أن الحفرية التي عثر عليها جوهانسن تعتبر من ضمن مجموعتنا البشرية. على أية حال، فإن هذه الحفرية كانت شديدة الشبه بالإنسان. وفي جميع الاحتمالات، فقد تطور الإنسان من سلالة Australopithecus afarensis على مدار العديد من ملايين السنين وتحول إلى سلالة Homo habilis وربما يكون قد عاش بالقرب من تلك السلالات لبعض الوقت. يبلغ طول الإنسان البدائي من سلالة Australopithecus afarensis من ١ إلى ١,٥ متر، وكان حجم الذكور منها أكبر من حجم الإناث. وقد كشفت أعمال الحفر المستمرة عن عظام لثلاثة عشر فردا من هذه السلالة، مما يبرهن على أن تلك الحفرية التي اكتشفها جوهانسن وتنتمي إلى سلالة Australopithecus afarensis كانت أحد أعضاء عائلة الإنسان الأول التي لدينا الأدلة عليها.

أصبح الدليل على أن الإنسان البدائي من سلالة Australopithecus afarensis كان يسير على قدمين أكثر تأكيداً في العام نفسه، حيث عثرت ماري ليكي على مجموعة مذهلة من آثار قديمة لبعض الأقدام محفورة على طبقة صخرية من الرماد البركاني في منطقة لاتولي التي لا تبعد كثيراً عن وادي أولدوفاي جورج. وتدل هذه الآثار على أنه منذ ما يقرب من ٤ ملايين سنة سار اثنان من الأفراد البالغين معهما طفل (وبعض الحيوانات) على طبقة من الرماد مكونة حديث في ذلك الوقت والتى ما لبثت أن غطتها الأتربة ثم تحولت بعد ذلك إلى صخرة. هذه الآثار لم تدع مجالاً للشك بأن بعض الأفراد الموجودين قبل الإنسان الحالي كانوا يسيرون على قدمين في الوقت الذي كانت تعيش فيه تلك الحفرية التي اكتشفها جوهانسن. لذا، فإنه يبدو من المعقول افتراض أن تلك الآثار من الأقدام كانت لبعض المخلوقات المشابهة لهيئة الحفرية التى اكتشفها جوهانسن.

انظر أيضاً