دور المريض

دور المريض (بالإنجليزية: Sick Role) هو مفهوم روج له تالكوت بارسونز، الذى ذهب (فى كتابه: النسق الاجتماعى، الصادر عام 1951) إلى أنه بينما تنطوى حالة المرض على خلل وظيفى فى أداء الجسم، فإن كون الشخص مريضا - أى تعريفه وقبوله على أنه مريض - يمثل دورا اجتماعيا محكوما بتوقعات اجتماعية محينة، حدد بارسونز منها أربعة هى: أولا، التحلل من مسئوليات الدور الاجتماعى المعادى، وقد يأخذ هذا التحلل صورة شرعية أو قانونية بواسطة سلطة معينة نتمثل فى الغالب فى ممارس طبى. وثانيا: التحلل من المسئولية لكونه مريضا، وذلك يعنى أن كونه مريضا يوجب أن ينال رعاية آخرين. وثالثا: بما أن المرض أمر غير مرغوب فيه، فإنه يتوجب على المريض أن يرغب فى تحسين صحته. ورابعا: أن يبحث عن مساعدة طبية جيدة، وأن يتعاون من أجل تحسين حالته.

ويلفت هذا المفهوم الاهتمام إلى القواعد الاجتماعية المرتبطة بالمرض، وإلى المميكانزمات التى تضمن امتثال الأشخاص المرضى للمساعدة من أجل استرداد صحتهم، والتأكيد على أن المرضى فعلا هم الذين يعفون فقط من المسئوليات الاجتماعية العادية. ويقدم هذا المفهوم أيضا طريقة لتحليل العوامل الدافعية المرتبطة بالمرض. والحقيقة أن بارسونز رأى أنه بسبب تلك المكونات أو العناصر الدافعية (وقد كان متأثرا هنابنظرية فرويد) يمكن اعتبار المرض شكلا خاصا من أشكال الانحراف المفيدة وظيفيا للنسق الاجتماعى، والتى تتمثل فى توجيه الميول الانحرافية بعيدا عن تكوين الجماعة وتماسكها، والتطبيق الناجح للشرعية.

وقد شكك النقاد فى عمومية ما حدده بارسونز من توقعات تحكم دور المرض، وقى مدى الدافعية التى رأى بارسونز أنها تؤدى إلى المرض، وفى مدى ملاءمة نموذجه لحالات المرض طويلة الأمد، وفى تركيزه على مايراه وظيفة لهذا الدور تخدم المجتمع. وعلى أية حال فقد أصبح مفهوم دور المريض ذا أهمية مركزية فى الفكر السوسيولوجى الخاص بالصحة والمرض، ومن الصعب بالتالى أن نتجاهل أو نقلل من قيمة هذا المفهوم.